أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عساسي عبدالحميد - بهائم في حظيرة السلطان .














المزيد.....

بهائم في حظيرة السلطان .


عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 6364 - 2019 / 9 / 29 - 12:20
المحور: كتابات ساخرة
    


نحن شعوب قاصرة وعاقة .
نحن بهائم في حظيرة السلطان؛ لا تقدر لسيدها دفئ الحظيرة ومراعيه الخضراء الوفيرة ؛ و علف الشتاء الذي اشتراه خازندار القصر بالعملة الصعبة ؛ وماء بئر الضيعة الزلال ؛ نحن قطيع تنتابه النعرة والسعار؛ و يغويه الشيطان؛ وتضله فضائيات ثورستان؛ فنتمرد ونسب مولانا السلطان .
.
يا لوقاحتنا ...أفلا نستحق الجلد بسوط مظفور مبلل بماء مملح تحت وهج الشمس الحارقة ؟؟.
.
في كثير من الأحيان؛ نتصرف كالعبد العاق الناكر لقصعة سيده؛ و قربة الماء الباردة المركونة في حظيرة البقر؛ من شدة العقوق ننسى أن سيدنا تكرم علينا ذات عيد كريم بسروال يستر عورتنا؛ و بقطعة كعك صغيرة فضلت عن مائدته المتخمة .

يا لضلالنا...أفلا نستحق نحن الأوباش ان تهرس احدى خصيتينا بدون تخدير وتكون عقوبة فريدة باسم خصية واحدة لكل عبد جزاء لنا على ضلالنا ؟؟
.
نحن أوباش؛ ننتقد سلاطيننا دون ذرة حياء؛ و في هذا طيش ونزق و عقوق و ضيق أفق؛ لا نحمد الله على نعمة البيعة؛ التي هي أمننا وسلامتنا ؛ نحن شعوب لا تعرف مصلحتها كما يعرفها لنا مولانا؛ فهو أدرى ببرسيم مذودنا؛ وماء سطولنا حتى نكون صالحين للحرث وجر العربة وتدوير الناعورة؛ وتكون لحومنا أطباقا شهية ببهارات عمان و سفرجل تونس و زعفران مراكش ؛ فشرف لنا ان نكون أطباقا على موائد مولانا في زفاف كريمته المصون بذر البذور .


.نحن عصاة عاقون حين نحلم بالهجرة و ركوب قوارب الموت في بحر مرمرة و ايجة و خليج سرت وسواحل قرطاج ولكسوس وطنجيس طلبا لأضواء أوروبا و شوارعها المبهرة؛ وننسى أن ببلداننا سلاطين محتاجين لمن يهتف باسمهم ورفع صورهم و السجود لهم في عيد البيعة و عيد التبريز ...
يا لقلة ايماننا ؛ ننسى أن حب الأوطان من الإيمان ...

ياللمعصية ، افلا نستحق ان تقطع أرجلنا و ايادينا من خلاف ...

.
نتساءل دون حياء ؛ اين الثروة ؟؟ وتجحظ أعيننا و نقول ان المملكة السعيدة تفيض لبنا وعسلا و تينا و زيتونا و حنطة ورمانا ؛ و باطن أرضنا يعج يالياقوت و الزبرجد والفضة والذهب؛ فأين الثروة يا ترى ؟؟..
.
وفي هذا يجيب شيخ البلاط الجليل فيقول: ان هناك أمور لا يمكن لمولانا مصارحتنا بها لأنها من صميم أمننا القومي ؛ و إن حدث مرة وافترضنا أن تواضع السلطان و صارحنا مولانا بالاكراهات و الإشكالات و فصلها لنا في خطاب مجيد ؛ فسوف نصعق ؛ لأن الحجاب سينكشف أمامنا

يقول شيخ البلاط :خير لنا أن نطيع ولي أمرنا وصاحب الفضل على نفوسنا؛ وأن ندعو لمولانا بموفور الصحة وطول العمر والنصر التمكين ؛ وان لا ننصت لوسواس الشيطان ؛ ان الشيطان كان للانسان عدوا مبينا .

و شيخ البلاط الحكيم ياسادة ياكرام سبق له أن فض ذات يوم بكارة ابنة بهلول القصر و عفا عنه السلطان ودفع الدية نيابة عنه لبهلول لأن مولانا بحاجة لشيخ عالم في مقام شيخ البلاط فغض النظر عن شذوذه وهو الذي تحرش أيضا بغلام أمرد يبيع البقلاوة والبسطيلة بسوق المدينة؛ ومعروف عنه انه يلحس مؤخرات الغلمان .
.
عندما ينقشع الحجاب و نعود نحن العبيد لرشدنا سنرى بأم أعيننا كم هي التكلفة التي يتحملها سلطاننا على كل مواطن يشم الهواء في سلطنته السعيدة ويهنأ بغمضة نوم ؛ سوف نصاب بالصدمة و فلج اللسان ؛ والتأتئة واللعثمة؛ستظهر لنا الحقيقة جلية؛ وتتضح لنا مدى رحمة مولانا السلطان بنا ؛ كم هو حليم مولانا ورحيم ؛عندما ينكشف الحجاب و نفرك أعيننا لنرى حقيقة حكمة و رجاحة عقل مولانا ؛ حينها سنطأطئ رؤوسنا خجلا من مولانا السلطان الصابر علينا نحن البغال الرداحة ؛ التي تريد قضم التبن و ازدراد الشعير دون ان ان تحمل النير و تجر المحراث في حقول السلطان .
.
حينها سنذرف دموعا كحجارة الجبال المتهاوية؛ وسننحني مقبلين يدي ونعلي مولانا الإمام؛ و سنحمد الله على خبز و قصعة العبيد؛ و سروال وكعكة العيد ؛ و سنقول للسلطان : بدونك يامولانا لا نسوى قشرة بصلة ؛ ..... وعندما سيرفع عنا الحجاب سنبتهل إلى الله لكي يديم علينا نعمة البيعة ....نعم تلك البيعة التي حرمت منها شعوب سوريا وليبيا واليمن والعراق و أكرمنا بها الله سبحانه وتعالى ...

فعلا نحن شعوب لا نسوى قشرة بصلة بدونا سلاطيننا وملوكنا ..



#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل تبحث عن مسلمين من أصول يهودية؛ وعن سلالات أسباط مفقو ...
- أمريكا تستعد لذبح البعير السعودي السائب؛ والحبل ستمسكه ايران ...
- هل ستحدث مواجهة بين ايران و أمريكا ؟؟
- حميدتي السوداني ومرض الايكوبراكسيا
- اسرائيل الكبرى رهينة بامبراطورية فارسية قوية
- حرب الخليج الرابعة....
- الملك الايراني قورش المحبوب عند اليهود.
- ليليان؛ امرأة من نينوى تتحدث عن يسوع المتواضع.
- خاشقجي ؛ كان يخطط لربيع سعودي.
- ولي العهد السعودي يقدم العزاء لابن خاشقجي ,
- خطة جر السعودية وايران للاقتتال
- فروة الدب الداشر.
- من دخل قنصلية ابن سلمان فهو آمن .
- من وراء اغتيال جمال قاشقجي؟؟ = ج 2 =
- من وراء اغتيال جمال قاشقجي؟
- اختطاف المعارض السعودي جمال الخاشقجي .
- استير ؛ أخت يهوذا الأسخريوطي....
- نبوءة ابيض الحاجبين .
- لطميات البصرة في ليل حارق.
- حثالة الآلهة


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عساسي عبدالحميد - بهائم في حظيرة السلطان .