أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم هداد - تركة النظام البعثي الفاشي -1














المزيد.....

تركة النظام البعثي الفاشي -1


جاسم هداد

الحوار المتمدن-العدد: 1554 - 2006 / 5 / 18 - 10:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في احدى تهديداته لشعبنا العراقي افاد الطاغية صدام بأنه لن يسلم العراق لغيره الا خرابا ، وبعد خمسة وثلاثين عاما من حكم نظام القتل والأجرام ، يعيش العراق خرابا شاملا اجتماعيا اقتصاديا صحيا دينيا مذهبيا .....الخ .

ففي ظل نظام البعث الفاشي تمت عسكرة المجتمع ، وكثرت وتعددت المسميات ، فدائي صدام ، اشبال صدام ، جيش القدس ، جيش النخوة ، ولم يسلم من ذلك حتى طلبة المدارس الأبتدائية ، وبدلا من الألعاب التي تغذي مدارك الأطفال وتساعد على نموهم الذهني ، غزت الأسواق الألعاب التي تشيع العنف ، فترى الأطفال الذين بعمر الزهور يلعبون بالمسدسات والرشاشات والدبابات .

نظام القمع والتسلط زرع بذور العنف والعسكرة ، وحصد العراق ذلك الآن ، وما يلاحظ على الساحة العراقية دليل على ذلك ، فغدت لغة السلاح هي الفيصل في حل الخلافات ، او الأختلاف في وجهات النظر ، ولا مجال للحوار والتفاهم ، وغابت قيم التسامح والتعاون والتوصل الى الحلول الوسط ، وكما قال المهاتما غاندي " عدم التسامح في حد ذاته يمثل صورة من صور العنف وعقبة أمام نمو الروح الديمقراطية الحقة " .

وغاب حكم القانون ، وحلت محله سلطة الميليشيات ، وأنشأت محاكمها الخاصة بها وقامت بفرض قراراتها وقوانينها على المواطنين ، وفرض اتاواتها ، والويل كل الويل لمن يخالف تعاليمها .

غادرت الرحمة القلوب وحلت محلها السادية ، فتنقل تقارير الطب العدلي حالات تمثيل بالجثث وتعرض الضحايا الى تعذيب وحشي قبل تصفيتهم ( بيان رئاسة الجمهورية في 10 مايس 2006 ) ،
واصبح العثور على الجثث الملقاة في الشوارع والطرقات والمزابل مسلسلا يوميا ، وابتدعت اساليب غاية في الوحشية في تصفية الضحايا كـ " الدريل " ، ناهيكم عن الذبح والمصحوب بـ " الله أكبر "

والأنسان الذي حرم الله والشرائع السماوية والقوانين الوضعية قتله بدون ذنب ، تقوم قوى الأرهاب التكفيرية وبدعم لوجستي من ايتام البعث الفاشي بتفجيرات يستشهد بسببها عشرات الأبرياء ، غير مفرقين بين طفل ومسن ، اوبين رجل وإمرأة .

ولم تسلم من العمليات الأرهابية حتى دور بيوت الله ، فتم هتك حرمة المساجد والحسينيات ، وسالت الدماء داخل بيوت الله ، وتم إحراق كتاب الله الشريف ، والمثير للأستغراب حقا ان الفاعلين لذلك يزعقون بعالي الصوت " الله أكبر " ، ولا ندري من هو " الله " الذين يكبرون له ، اليست هذه بيوته التي تنتهك حرمتها ؟ ، وأليس هذا كتابه الذي يتم حرقه ؟ واليس هؤلاء الذي يتم قتلهم وتسفك دماؤهم داخل بيوت الله هم من عباد الله ؟ . وبأي شرع سماوي يتم تحويل بيوت الله لأوكار للعصابات الأرهابية ، ومخابئ للأسلحة ؟ . وما حصل في المدرسة القادرية دليل على المتاجرة بالدين والرياء والكذب .

ان ما حصل من تشوه في النسيج الأجتماعي لمجتمعنا العراقي جريمة كبرى تستوجب محاكمة الطاغية صدام وازلامه والمنتفعين من نظامه والذين تصدروا قيادات العمل السياسي والأعلامي والأجتماعي والأقتصادي خلال أيام حكمه السوداء ، على ما اقترفوه بحق شعبنا العراقي ، ابو النخوة والشهامة والعزة .

فهل من المعقول ان يشارك الأبن مع احدى العصابات في خطف والده !!؟؟ ( حصل هذا في البصرة ونقلت قناة الفيحاء الفضائية اعترافات الأبن العاق ) ، وهل يمكن تصديق ان يشارك إنسان مع عصابة مجرمة في خطف ابن وبنت عمه ، ويقوم المجرمون بالأعتداء على البنت ثم يقتلون الشاب والشابة ,والعراقي كان يقال عنه ( جارته اخته ) , ومع الأسف يقال ان 80% من عمليات الأختطاف تتم بالأشتراك مع الأقرباء او الأصدقاء .

الأحزاب التي تقود العملية السياسية وبيدها السلطة التنفيذية ، تتحمل المسؤولية كاملة عن تطور المجتمع سلبا او ايجابا ، ولنا في بلدان الدول الأسكندنافية خير مثال ، وبالتأكيد ان ما حصل في مجتمعنا العراقي من ردة وتخلف هي نتيجة سياسة القمع والتنكيل التي مارسها النظام البعثي الفاشي ضد كل فكر نير تقدمي طوال فترة حكمه ، مما سهل على انتشار الظلامية والتطرف الديني المتشدد التكفيري .

وتنفيذا لمخططاتها الأستراتيجية في المنطقة تواصل الولايات المتحدة الأمريكية تدميرها وخرابها الذي بدأته عند فرضها الحصار على شعبنا ، وهي على يقين تام ان المتضرر الوحيد من الحصار هو شعبنا العراقي ، اما نظام الطاغية واعوانه فلقد كان الحصار لهم نعمة ، وكأن العراق وشعبه لم يكفيه ما لحق به طوال حكم البعث الفاشي ، وتريد قوات الأحتلال إكمال ما بدأ به الصنم .



#جاسم_هداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يوقظ بيان رئاسة الجمهورية الضمائر المجازة ؟
- أسفين لتقسيم الشعب والوطن
- الطائفية ... الطاعون الجديد
- محطات من حياة الرفيق فهد
- ثلاث سنوات بعد سقوط الصنم
- شتان بين صدام وكريم
- أين الصدق يا ساسة العراق ؟
- اصوات حكيمة واصوات المراهقة السياسية
- متى تكف إيران عن تدخلاتها في الشأن العراقي ؟
- مكونات الشعب العراقي والوحدة الوطنية
- مقابر جماعية للبشر والكتب !!!
- ؟خط احمر ... أم خطوط حمر
- حكم الأغلبية
- أين الحقيقة ... أين مصلحة العراق ؟
- القانون في إجازة
- أستحقاق وطني أم أنتخابي ؟
- ماهي المواصفات المطلوبة لرئيس الوزراء العراقي القادم ؟
- لماذا حكومة وحدة وطنية ؟
- تجفيف منابع الأرهاب .. مهمة آنية لا تحتمل التأجيل
- سنمضي الى ما نريد


المزيد.....




- بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
- في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
- ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
- عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7 ...
- خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا ...
- وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17 ...
- الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل ...
- بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
- الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم هداد - تركة النظام البعثي الفاشي -1