أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حسن يوسف - الصومال وإعادة إنتاج قوى الحرب الأهلية














المزيد.....

الصومال وإعادة إنتاج قوى الحرب الأهلية


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6363 - 2019 / 9 / 28 - 20:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ظل أسوأ مراحل الحرب الأهلية الصومالية، لم يحلم أمير الحرب عمر محمود فليش، بأكثر من السيطرة على حي مدينة في مقديشو، والذي تشكل قبيلة الأبجال غالبية سكانه، وشكل الحي كواحد من الأحياء التي تقاسمها أمراء الحرب في مقديشو.

وقد تم تعيينه حاليا من قبل الدولة كمحافظ لبنادر وعمدة مقديشو !
وبذلك تم فتح باب الاستهجان والتساؤل عن الخلفية التي تقف وراء تعيينه في مناصب تنفيدية لها دلالتها الكبيرة؟

إذ تم تعيينه انطلاقا من إعتبارات منها أنه قادر على تهدئة تمرد قبيلته، والتي ترى أنها الأكثر حضورا في محافظة بنادر، واستقطابها من خلاله وذلك في ظل تدمرها واحساسها أن هناك من أخذ منها زمام المبادرة لإدارة المحافظة والعاصمة.

كما أن الحكومة ترى أن أنه انطلاقا من منظور قبلي، فإن عمر فليش، يمثل بالنسبة لها إحدى الشخصيات القادرة على التعاطي مع الملف الأمني والتوازنات السياسية والاجتماعية القائمة في الحاضرة الصومالية الكبرى.

الحكومة تعيد عقارب الساعة إلى الوراء!
لقد انعشت رجلا تنحى عنوتا عن قيادة حضيرته أو كانتونه الصغير، واعادته مجددا إلى الواجهة العامة والتي تم تغييرها من الصبغة الأهلية بحكم أنه كان ممثلا عسكريا لميليشيات قبيلته، فتم ترقيته ومنحه المشروعية الرسمية.

عمر فليش عين عام ٢٠٠٤ نائبا في البرلمان الصومالي، وذلك على خلفية التسويات بين أمراء الحرب على مستوى الصومال، حيث كان المؤتمر بين مدن إيل دوريت ونيروبي الكينيتين، كتجمع سياسي لأمراء الحرب، عمل على استيعاب هؤلاء كنواب عن الشعب!

تلك المحصلة أكدت أن ما تم حينها لم يكن مصالحة بين الصوماليين، بل كان مكافأة لجلاديهم الذين أرادوا أن يتقاسموا شعبهم حكما، في حين تماهى المحكومين المنهكين وعيا وبدنا معهم.

عمر فليش، كان وأحدا من اؤلئك، وبدايته مع الحرب انطلقت من عمله كقائد لميليشيات أمير الحرب موسى سودي يالحو، أمير حرب بدوره أصبح نائبا ويحتل حاليا منصب عضو مجلس الشيوخ، وفي نزاع مع الحكومة على أراضي عامة يسيطر عليها بالاحتكام إلى ميليشياته.

حيث تمرد عليه قائد ميليشياته عمر فيليش، وراح يستقل بالسلاح والرجال معلنا ذاته كأمير حرب مستقل، وشغوف جدا بالظهور الإعلامي وخاصة في الإذاعة المفضلة لاشباهه،

وقد سلم محافظ بنادر الحالي حينها معداته الحربية من باب التقية إلى عبدالله يوسف أحمد كبير أمراء حرب البلاد آنذاك والذي أصبح بدوره بدرجة رئيس، وبعد تلك المرحلة أختفى من الحياة السياسية، وذلك بعد إستثناء عضويته في مجلس النواب، والتي ظلت أقرب إلى الحصانة.

الاشكالية أن الكثير من أمراء الحرب السابقين لا زالوا حاضرين في المسرح السياسي، وتم مكافاتهم على سيطرتهم السابقة من خلال تعيينهم في مناصب منها كمجلسي النواب والشيوخ، ناهيك عن أن بعضهم يمثلون كمسؤولين في الكانتونات التي كرسوها خلال العقود الثلاثة الماضية.

السؤال ألم تجد الدولة شخصية أفضل من من عمر فليش، لكي يتم تعيينها في تلك المناصب الهامة؟ أيضا ألم تجد أسلوب آخر لكسب سكان العاصمة أو قسم منهم دون التورط في مثل هذا التعيين؟!

إن التغيير لن يأخذ طريقه في الواقع العام طالما ليست هناك مبارحة لممارسات الماضي وحضور رموزها، فهؤلاء من المؤكد أنهم يمثلون القوى التي تعيق تحقق المصالحة الوطنية، وتكريس علاقات جديدة على المستويين الأهلي والرسمي، أنهم مذنبين في حق مجتمعهم ولا يمكنهم النهوض به نحو آفاق تنتهي بالقطيعة مع الصراعات،الفساد،العنصرية والاستبداد.

لقد تردد أن الرئيس محمد عبدالله محمد ورئيس الحكومة حسن علي خيري، قد اختلافا بفعل أن كل منهما تمسك بشخصية ما أرادها للمنصب الشاغر، فكان الحل الوسط تعيين عمر فليش!

والغرابة أن رئيس الحكومة منح ذاته صلاحيات ليست له، إذ يتدخل في التعيينات التي هي من مهام رئيس الجمهورية، كمثال تعيين قادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، حيث أنه يخلط ما بين الصلاحيات والإستشاراة، وأن قرار تلك التعيينات بالإضافة إلى منصب محافظ بنادر، جميعها تمثل مهام تندرج تحث مسؤوليات رئيس الجمهورية.

هناك صراع داخلي غير معلن بين رأسي الدولة وهو ما يفرض تلك التجاذبات بينهما، والتي لا تنتهي إلى صورة حادة تصل إلى مستوى إعلان القطيعة بينهما، كما كان معهودا في تجارب سابقة.

وفي المحصلة فإن المطلوب منهم ومن النخبة السياسية ممارسات تليق بإعادة وطن وتأسيسه وفق قاعدة ركيزتها الشفافية وتكريس القانون، وضرورة إزاحة كل الفاسدين من المشهد العام، عبر إصدار تدابير قانونية ودستورية.



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكونفيدرالية في الصومال مشروع انفصال
- إعلامية صومالية تكشف الفساد في الإذاعة البريطانية
- التغيير في مصر يقوده مقاول فاسد!
- أسهم في أرامكو مقابل أراضي الصومال!
- الصومال والأطماع الإثيوبية والإماراتية
- ماهية العام الميلادي الحبشي
- أبورغال قربان العرب والمسلمين
- إبداع الحركة الرياضية الصومالية إستثنائي
- الرئيس جيلي وحكايات من تاريخ جيبوتي
- جيبوتي وما أدراك القادم!
- شبوة اليمنية ستبعثر المجلس الانتقالي الانفصالي
- دارفور وكردفان في المعادلة السودانية المعاصرة
- العرب ما بين استبداد السلف والخلف
- الصومال فريسة الأرز الحرام..
- السقوط الفكري والاخلاقي لكاتب!
- النظرة الاجتماعية ومقاييس التطور
- الكتابة عن الصومال ما بين المشروعية والسذاجة
- صورة على خلفية تاريخ صومالي
- الصومال وسهم المؤلفة قلوبهم
- فرماجو يبلع الطعُم


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حسن يوسف - الصومال وإعادة إنتاج قوى الحرب الأهلية