أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - خليل اندراوس - حول المادية الجدلية (3)















المزيد.....

حول المادية الجدلية (3)


خليل اندراوس

الحوار المتمدن-العدد: 6363 - 2019 / 9 / 28 - 14:18
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



تدعونا الماركسية دائما الى البحث عن المصالح الطبقية المادية الاقتصادية التي تكمن خلف كل البيانات والمبادئ والمؤسسات والسياسة وتحركها، وهي تدعونا ألا نحترم الافكار والمؤسسات التي تخدم الطبقة الرأسمالية ضد الطبقة العاملة بل ان نحتقرها وان نناضل من اجل افكار جديدة، ومؤسسات جديدة تساعد وتلهم تنظيم التحالف الواسع بين كل الشعب العامل لتحطيم سلطة الرأسماليين والتغلب على مقاومتهم وبناء مجتمع المستقبل المجتمع الشيوعي.

واخيرا فالنقطة الرابعة تثير اكبر اهتمام: "4 لتوليد هذا الوعي الشيوعي بشكل جماهيري كما لبلوغ هذا الهدف نفسه من الضروري التغيير الجماعي للناس، وذلك ممكن فقط في حركة عملية في الثورة، اذا فالثورة ضرورية ليس فقط في حركة عملية في الثورة، اذا فالثورة ضرورية ليس فقط لأن من غير الممكن اسقاط الطبقة السائدة بوسيلة اخرى، بل ولأن الطبقة المُسقطة يمكنها في الثورة فقط ان ترمي عن نفسها كل القذارة القديمة، وتصبح قادرة على خلق الاساس الجديد للمجتمع (الايديولوجية الالمانية ص 94 – 95).

وهكذا فالثورة عملية ذات حدين موحدين: تغيير ظروف حياة الناس وفي الوقت نفسه تغيير ذوات الناس القائمين بالثورة"، هذه الفكرة الرائعة تعود الى ماركس، "ان اتفاق تبدل الظروف والنشاط الانساني أي التبدل الذاتي لا يمكن بحثه وفهمه فهما عقلانيا الا بوصفه عملا ثوريا. (راجع موضوعات عن فورباخ الموضوعة الثالثة)، هذا ما كتبه ماركس في موضوعات عن فورباخ". وكما قيل في كتاب "الايديولوجية الالمانية – "في النشاط الثوري يجري تبدل الذات نفسها في آن واحد مع تحول الظروف" والمادية التاريخية هي الوحيدة التي تعلم المناضل، كما تعلم العالم، ان لا يضيع في معركة الافكار، وان يساوي بينها في القيمة، وان يميز المصالح الطبقية التي تخفيها. وهنا اريد ان اؤكد بان حياة المجتمع الفكرية انعكاس لحياته المادية، وفي كل مرحلة من مراحل التاريخ في جميع المجتمعات جنبا الى جنب، افكار مختلفة متناقضة لأنها انعكاس لتناقضات المجتمع الموضوعية ومع ذلك فلا تتساوى هذه الافكار في القيمة، منها ما يصبوا الى الابقاء على المجتمع في اوضاعه القديمة ومنها ما يسعى الى تجديد هذا المجتمع، وتكون حركة الافكار المتعارضة انعكاسا لنضال الطبقات في المجتمعات التي يوجد فيها نضال الطبقات المتعارضة، وفي المجتمع الرأسمالي يجري مكافحة واضطهاد الافكار الجديدة الثورية ونزاع الطبقة المسيطرة الفكري المنظم، فهما من ميزات المجتمعات التي يوجد فيها استغلال الانسان على يد اخيه الانسان.

ولقد خيل للطبقة البرجوازية انها تشتهر اذا ما اعلنت عن حرية النزاع الفكري، اما في الواقع فهو ان الامر لم يتعد حرية الرأي، ضمن الفلسفة الفكرية البرجوازية وهذه حقيقة ستزداد وضوحا مع انحطاط هذه الطبقة. ولهذا نجد في عصرنا الحالي عصر الاقتصاد الرأسمالي المجنون بعض مؤيدي وداعمي هذا النظام الادعاء بعدم وجود ازمات او مشكلات في النظام الرأسمالي على المدى الطويل (سأكتب لاحقا عن ازمات ومشكلات النظام الرأسمالي وتركيز رأس المال). غير ان هذه الافكار لا تكتفي بفلسفة النظام الموجود، بل هي وسائل للنضال فيسعى رأس المال باذاعتها الى المحافظة على الوضع المواتي له، كما انه يهيء الاذهان لتقبل المقررات الجديدة من قوانين واجراءات سياسية توطد اركان الرأسمالية، وهكذا تعكس هذه الافكار التي تنشرها الطبقة المسيطرة، مصالحها كما انها تخدم هذه المصالح، وهذه الافكار لنظام رأس المال هي البناء الفوقي لهذا النظام، وما يصح على فكرة معينة تنشرها الصحافة يوميا يصح ايضا على النظريات الفلسفية لطبقة رأس المال مثل "صراع الحضارات" و"نهاية العالم"، وهذه الافكار بعيدة كل البعد عن الحقيقة الموضوعية لأن التناقض الاساسي للرأسمالية هو التناقض بين الانتاج الاجتماعي وبين التملك الرأسمالي، وعلى اساس هذا التناقض يتطور الصراع بين الطبقات في المجتمع الرأسمالي.

ويحدث التحول الاجتماعي، الوثبة الى مرحلة كيفية جديدة من التطور الاجتماعي نتيجة لهذا الصراع بين الاتجاهات المتضادة بين القوى المتضادة الناشئة على اساس التناقضات الكامنة في النظام الاجتماعي الرأسمالي وعلى هذا يجب على الطبقة العاملة ان تتعلم كيف تفهم الوضع الاجتماعي على ضوء قوانين الجدل والمادية التاريخية لكي تستطيع ان تقوم بالثورة الاجتماعية – احداث القفزة النوعية للمجتمع – وعليها مسترشدة بهذا الفهم ان تضع استراتيجية صراعها الطبقي وتكتيكاته على اساس التحليل المحدد للوضع الواقعي في كل مرحلة من مراحل الصراع، وفي النهاية اكتب ما كتبه انجلز في مقدمة "الاشتراكية الخيالية والاشتراكية العلمية" يقول ان المفهوم المادي للتاريخ:

"يبحث عن السبب النهائي والقوة المحركة الكبرى لكل الاحداث التاريخية الهامة في التطور الاقتصادي للمجتمع، في التغييرات في اسلوب الانتاج والتبادل وفي ما يعقب ذلك من انقسام المجتمع الى طبقات متميزة، وفي صراع هذه الطبقات ضد بعضها البعض". والقانون الاساسي للتغير الاجتماعي هو القانون الذي يحكم التغيرات في اسلوب الانتاج، فنمو قوى الانتاج يتنازع مع علاقات الانتاج القائمة ويؤدي الى الثورة الاجتماعية والى انهيار النظام القديم لعلاقات الانتاج وخلق نظام جديد، والى التطويح بالطبقة الحاكمة القديمة ووصول طبقة جديدة الى السلطة، وفي رسالة الى ج. بلوخ في 21 ايلول عام 1890 كتب انجلز في رسالى: "انني وماركس نتحمل جزءا من اللوم على حقيقة ان الكتّاب الشبان احيانا ما يركزون على الجانب الاقتصادي اكثر مما يستحق، فلقد كان علينا ان نؤكد هذا الجانب الرئيسي في معارضة خصومنا الذين كانوا ينكرونه، ولم يتح لنا دائما الوقت او المكان او الفرصة لكي نولي العناصر الاخرى المشتركة في التفاعل ما تستحقه"، واستطرد انجلز في الرسالة نفسها قائلا: "وفقا للمفهوم المادي للتاريخ فان العنصر النهائي المحدد في التاريخ هو انتاج الحياة الواقعية وتجدد انتاجها، ولم يؤكد ماركس ولا انا اكثر من ذلك ابدا، ومن هنا فاذا لوى احد هذا القول ليعني ب هان العنصر الاقتصادي هو العنصر المحدد الوحيد فانه يحول هذه القضية الى عبارة حمقاء مجردة فارغة لا معنى لها". كما قال انجلز في رسالة الى هـ. ستاركينبورغ بتاريخ 25 كانون الثاني عام 1894:

"ان التطورات السياسية والقانونية والفلسفية والدينية والادبية والفنية الخ... تقوم على اساس التطور الاقتصادي، لكن هذه جميعا تؤثر على بعضها البعض كما تؤثر في الاساس الاقتصادي، فليست المسألة هي ان الظرف الاقتصادي هو السبب وانه هو الشرط وحده في حين ليس لاي شيء آخر سوى تأثير سلبي، بل ان هناك بالاحرى تفاعلا على اساس الضرورة الاقتصادية التي تؤكد ذاتها دائما في النهاية". وكتب انجلز في رسالة الى س. شميدت في 27 تشرين الاول عام 1890: "ان الاقتصاد لا يخلق شيئا جديدا كلية"، لكنه يحدد الطريقة التي تتغير بها مادة الفكر القائمة وتزداد تطورا" (المصدر السابق)، ولهذا الفهم المفصل للعوامل السياسية والايديولوجية واساسها وتأثيرها بالطبع اهمية حيوية في التحليل الذي يجب ان نقوم به للوضع الراهن بهدف تخطيط سياستنا العملية، النضالية الكفاحية، من اجل احداث القفزة الثورة الاجتماعية وبناء مجتمع المستقبل – المجتمع الشيوعي.

وتدعونا الماركسية دائما الى البحث عن المصالح الطبقية المادية الاقتصادية التي تكمن خلف كل البيانات والمبادئ والمؤسسات والسياسة وتحركها، وهي تدعونا ألا نحترم الافكار والمؤسسات التي تخدم الطبقة الرأسمالية ضد الطبقة العاملة بل ان نحتقرها وان نناضل من اجل افكار جديدة، ومؤسسات جديدة تساعد وتلهم تنظيم التحالف الواسع بين كل الشعب العامل لتحطيم سلطة الرأسماليين والتغلب على مقاومتهم وبناء مجتمع المستقبل المجتمع الشيوعي.

وفي النهاية لم يستخدم كارل ماركس مصطلح "المادية التاريخية" ليصف نظريته وقد ظهر مصطلح المادية التاريخية لأول مرة في كتاب فريدريك انجلز "الاشتراكية الطوباوية والعلمية" في عام 1880. ويتضح اهتمام ماركس البدئي بالمادي في اطروحة الدكتوراة الخاصة به، التي قارنت بين الذرية الفلسفية (المذهب الذري) لديموقريطس والفلسفة المادية لإبيقور، وكذلك في قراءاته الوثيقة لآدم سميث وكتاب آخرين في الاقتصاد السياسي الكلاسيكي، وضع وفصل ماركس وانجلز تصورهما المادي للتاريخ لاول مرة داخل صفحا "الايديولوجية الالمانية" في عام 1845، وهو مجدالة ضد الهيغليين الشباب امثال لودفيغ فورباخ وبرونو باور وماكس شتيرنر، ان المادية التاريخية تمثل ثورة في الفكر الانساني.

(يتبع)

المراجع:


انجلز – ضد دوهرنج


بغاتوريا – ملامح المستقبل


مدخل الى المادية الجدلية – موريس كورنفورث


اصول الفلسفة الماركسية- جورج بوليتزر


ماركس انجلز – مختارات المجلد الاول



#خليل_اندراوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول المادية الجدلية
- مداخلة حول كتاب - رأس المال لماركس (5-5)
- مداخلة حول كتاب - رأس المال لماركس (4)
- مداخلة حول كتاب - رأس المال لماركس (3)
- مداخلة حول كتاب - رأس المال لماركس (2)
- مداخلة حول كتاب - رأس المال لماركس
- حول ورشة الخيانة في البحرين
- الماركسية مرشد للنضال والعمل الثوري
- الميزات الأساسية للفلسفة الماركسية (2)
- في ذكرى النصر على النازية
- الصهيونية والعداء للسامية – وجهان لعملة واحدة
- السمات الثورية للمادية الجدلية
- سياسات اليمين الامريكي الصهيوني – طليعة الانحطاط
- مرتزقة رأس المال - الصهيونية المسيحية خطر حقيقي
- العلاقة الجدلية بين الوجود والادراك
- الصهيونية ايديولوجية عنصرية شوفينية ولدتها الامبريالية العال ...
- - الصهيونية ايديولوجية عنصرية شوفينية ولّدتها الامبريالية ال ...
- مقتل جمال خاشقجي والتجارة بدم الشعوب
- عِلم الاجتماع الماركسي
- راهنية ماركس – الوجه الكامل والمتكامل لثورية الفيلسوف الفذّ


المزيد.....




- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - خليل اندراوس - حول المادية الجدلية (3)