أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - رأي حول مشروع إعلان (الجمهورية السورية الإتحادية)














المزيد.....

رأي حول مشروع إعلان (الجمهورية السورية الإتحادية)


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6362 - 2019 / 9 / 26 - 21:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


http://www.syriahr.com/wp-content/uploads/2019/09/%D8%A7%D9%95%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%86-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A924-9-2019.pdf

صدرت عن مجموعة معارضين سوريين ونشطاء وسياسيين واقتصاديين وضباط منشقين "مبادرة من أجل جمهورية سورية اتحادية". نشرت في (المرصد السوري لحقوق الإنسان) يطالبون فيها بتغيير أسم الوطن إلى (الجمهورية السورية الإتحادية). لا شك أنها مبادرة وطنية قيمة في مجملها، ولكنها وللأسف جاءت متأخرة، فليتها كانت في مقدمة الثورة، أو كان برنامجا للمعارضة في عام 2011م، وهي تشبه ما طرحناه في المجلس الوطني الكردستاني-سوريا عام 2006م لبناء سوريا المستقبلية، واعتبار الكرد القومية الثانية في الوطن، ولا زلنا ملتزمين به. ولإغنائها كان لنا بعض الملاحظات عليها، اختصرناها في النقاط التالية:

1- المبادرة في بعض بنودها مواجهة قيمة للواقع السياسي والثقافي الجاري، لكن من أوائل متطلبات بناء وطن للجميع، هو التحرر من مفاهيم هيمنة القومية الواحدة والدين الأوحد والمترسخة على مدى عقود طويلة، وللأسف ما يلاحظ في الإعلان، رغم ما يتم فيه الاعتراف بالأخر تظل السيادة هي ذاتها، سلطات عربية إسلامية، وللأسف هذه تبين أن أراء القائمين على كتابة أو صياغة أسم الدولة الوطنية القادمة مرتبكة، كما كان عليهم طرح (النظام الفيدرالي) مباشرة ودون التلاعب بالاسم، فالصيغة المتلائمة مع الأبعاد السياسية العالمية هو النظام الأكثر تداولا وبنيت عليها الدساتير منذ قرون، والتي تتبناها أكثر من 70% من دول العالم وأكبر 10 دول، أي أن يكون أسم الوطن (الجمهورية السورية الفيدرالية) وهنا السؤال ما الذي يحرج الإخوة العرب في مواجهة الواقع، لماذا الرهبة من الحقيقة؟ ولماذا يتحايل المبادرون على الذات، فمن المعروف أن الإتحادية هي ذاتها الفيدرالية؟
2- البندين الخامس عشر والسادس عشر يتعارضان مع مفهوم سوريا الوطنية الإتحادية، ويعيدان منطق هيمنة قومية ودين على الأخرين، وبالتالي أي دستور يصاغ على هذين البعدين يكرسان سلطة القومية الواحدة وسيادة الشريعة أي النظام الإسلامي وبالتالي تلغى أو تحصر بشكل طبيعي حقوق الأقليات الدينية الأخرى، فالعمق الوطني والمصداقية في تطبيق مفاهيمها لا ينسجمان مع هذين البندين، وبالتالي يجب تعديلهما أو إلغائهما، أو إضافة بندين: الأول يحقق للقومية الكردية العمق الكردستاني، الوطن الذي تم تجزئته بين تركيا وإيران والعراق وسوريا، وهذا العمق ليست بسلبية أو ناقصة لسوريا المستقبلية بل سيكون ثراء لقادمها، مثلما للعرب العمق العربي، فالكرد هم القومية الثانية في سوريا، ويجب التعامل معهم على هذه المنطق، أو العمق السوري مع الدول الصديقة. والثاني يعطي للأديان الأخرى نفس الحقوق في الدستور مثلما للإسلام، أو يتم فصل الدين عن الدولة في الدستور.
3- تقسيم سوريا إلى عدة أقاليم خطوة مهمة، لكن ليس على مبدأ الأبعاد الاقتصادية والتناسق الجغرافي، فعفرين تتناسق مع حلب وإدلب، والجزيرة مع محافظة الرقة ودير الزور، وبالتالي سيتم تقسيم المنطقة الكردستانية إلى إقليمين منفصلين، في الوقت الذي يجب أن يربطهما عامل القومية واللغة قبل الاقتصاد، فإهمال بل رفض البعد القومي أو المذهبي كما تم ذكره، تتعارض مع المنطق الوطني ولا تقلل من الصراعات والسلبيات وإشكاليات الواقع المعاش، ولا تحل القضايا الخلافية، فإهمال الأبعاد القومية والمذهبية، تكرس الخلافات الدينية والقومية واللغوية والاجتماعية ذاتها والتي أفرزها الاستعمار، وخلف وطنا غير متناسق وغارق في القضايا القومية والمذهبية، واستفادت منها السلطات الشمولية الدكتاتورية السابقة.
4- لا شك ذكر أسم الكرد كشعب يعيش على أرضه التاريخية، طفرة نوعية وطنية يستحق التقدير، ولكن لا بد من تطويرها بفرز خصوصية لتلك الجغرافية، كإقليم فيدرالي، فبدون تطوير المفهوم أو إغنائه قد تستمر الإشكاليات العالقة منذ قرن تقريبا، وقد لا تزيل المخلفات السلبية التي نتجت عن سياسات التمييز العنصري بحق القومية الكردية، وربما سيستمر الغبن المماثل للماضي، ولكن بأوجه مختلفة.
5- لا بد من إضافة بند خاص حول المضار والسلبيات التي نتجت عن مسيرة التعريب وعمليات الاستيطان والتغيير الديمغرافي للمنطقة الكردية، وإعادة النظر في نتائجها الكارثية، والتي قامت بها السلطات العربية منذ حكم حزب الشعب مرورا بسلطة الناصريين ومن ثم البعث والأسدين.
6- بالتأكيد وبشكل عام، ما يتم طرحه خطوات وطنية تستحق بعضها التقدير والثناء، ولكن أخرى تحتاج إلى تعديل لإزالة ما خلفه الاستعمار الفرنسي -البريطاني، اللذين قسما الشرق الأوسط محافظين فيها على البنية المتضاربة، لئلا يكون هناك وفاق بين شعوبها، وتظل تعيش الصراعات الدائمة، وعدم الاستقرار على المدى الطويل، وما نراه من الدمار وما سبق، كظهور السلطات الشمولية، والأنظمة الفاسدة، هي من نتائج تلك السياسة، لذلك يتطلب من الأخوة القائمين على المبادرة الجرأة والمصداقية بإعادة النظر في بعض البنود ومواجهة الواقع. فبعضها لا تنقذ الوطن بل قد تزيد من التعقيدات الجارية. فالتمسك بمنطق السيادة العربية والإسلام، رغم أنه واقع ولا خلاف عليه، لكن فرضه بمثل ما ورد لن تحل ما نحن فيه من الأوبئة الثقافية والسياسية.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
25/9/2019م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول كتابة الدستور السوري اللجنة المنتخبة، ومؤامرة أقصاء الكر ...
- مراحل التمدد العربي في جغرافية جنوب غرب كردستان- الجزء الثان ...
- الظهور وتمدد المكون العربي في جغرافية جنوب غربي كردستان - ال ...
- بهذه العقلية لن تتحرر كردستان
- أهي ناقصة أن تكون أحزابنا عديدة وكردية؟ -الجزء الخامس
- المفتي أحمد حسون والكرد
- أهي ناقصة أن تكون أحزابنا عديدة وكردية؟- الجزء الرابع
- أهي ناقصة أن تكون أحزابنا عديدة وكردية؟ -الجزء الثالث
- أهي ناقصة أن تكون أحزابنا عديدة وكردية؟ -الجزء الثاني
- أهي ناقصة أن تكون أحزابنا عديدة وكردية؟ -الجزء الأول
- إشكاليات التاريخ كردياً- الجزء السابع
- إشكاليات التاريخ كردياً -الجزء السادس
- إشكاليات التاريخ كردياً- الجزء الخامس
- إشكاليات التاريخ كردياً-الجزء الرابع
- مصير العلاقات التركية الأمريكية
- إشكاليات التاريخ كردياً -الجزء الثالث
- إشكاليات التاريخ كردياً- الجزء الثاني
- كيف تنهب المحاصيل المتبقية في غربي كردستان؟ 2/2
- كيف تنهب المحاصيل المتبقية في غربي كردستان؟ 1/2
- الكردي بين التدخل والجهالة- الجزء الخامس


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - رأي حول مشروع إعلان (الجمهورية السورية الإتحادية)