أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله عيسى - الشاعر الفلسطيني عبداله عيسى يكتب: أشجار تتألم














المزيد.....

الشاعر الفلسطيني عبداله عيسى يكتب: أشجار تتألم


عبدالله عيسى

الحوار المتمدن-العدد: 6362 - 2019 / 9 / 26 - 17:13
المحور: الادب والفن
    


الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى يكتب : أشجار تتألم


أشجار تتألم
إلى محمد بركة



هو ذاتهُ !
من يقتفي جيرانُه العميانُ ظلَّ الضوءِ بين يديهِ
حتى يسرقوا زيتَ السراج ،
و يزرعُ الزيتونَ فوق سريرِه
كي يكلأ المشكاةَ من طرّاقِ منتصفِ الليالي .
لا يعانق نخلةً إلا ليروي ما أسرّت جثة الماضي لأحفاد الغزاة الخارجين من الأساطيرِ القديمةِ بين سهلِ مؤاب والسورِ الذي هرمت ظلالهُ في أريحا،
أو يصادق نملةً هبطت من الجبلِ المجاورِ ،
حيث كان العابرون يقلّدون مزاجَ نسوتنا بتطريزِ الممالكِ بالحجارةِ ذاتِها والطينِ ، إلا كي يعلّمها فنونَ الصبرِ كاملةً ، وحكمةَ أن تصدّق قلبَها بين الجحافلِ.
كل شيء سوف يمضي . :

ذاتُه
من يهتدي في بيتِه ، ذاك الذي أرّقتهُ في شفاعمرو جِمارُ الذكرياتِ ،
إلى روائحِ كرمِ صفوريّةَ الأولى ،
ويندر أن يجادلَ خوفَ سجّانيهِ من فرطِ ابتسامتِه الأخيرةِ في انتظارِ زيارةٍ أخرى لزوجته التي ستعودُ بعد زيارةٍ أخرى لسجنِ ابنيهما .
- للأفكارِ أجنحةٌ
، تقولُ له ،
-كما للأرضِ طعمُ الميرميّةِ في وصايا الأمهاتِ
، يقولُ ،
- يوجعني بسجنهما العدوّ .
ويكتفي بعناقها كي لا يمرّ الوقت بينهما سدى.
-كلّ النهارِ يضيقُ دونكٍ بي ،
وليسَ هناكَ في كل الليالي أيّ متسعٍ لحلمينا
أنا الآتي إلى غده
وسجّاني الذي يمضي إلى أسفارِه الأولى ،
ولا يتوقّفُ الأمواتُ فيها عن تعاطي مهنةَ التحديقِ في سرّ الشعاعِ المطمئِنّ على نوافذِنا ، ورميِ جذوعِهم ْكروائحِ الغرباءِ في الطرقاتِ،
فيما يتتهي من حيث يبدأ.

كل شيء ..

فلنعُدْ خلف الطفولةِ كي نرى الشمسَ التي وقفت لترعى ظلّنا ينمو على جنَباتِ سهلِ الحولةِ ،
الأرضَ التي صعدتْ إلى أسمائِها كي تختلي مثلي بخالقِها ، فتشكو قاتلي لقيامتي بين الشواهدِ.

كلّ شيء سوف يمضي مثله
ما جئتُ إلا كي أعود مبشراً بصواب محراثي ومزماري ،
وألقي بينكم ألمي سلاماً طيبا.ً

هو ذاته!
من كلما ناديتَهُ من جانب الطور اهتدى الوعل الشريد إلى أصابعه ،
فآنس في مخيّلةِ الذئابِ طرائدَ الشعبِ المجاورِ في إشاعاتِ الرواةِ،
ومن إذا نودِيْ يعودُ إلى الرواية كي يرى أبطالها يتفقّدونَ ظلالَهمْ في الليل فوق سلالمٍ بقيتْ تدلّ على بيوتهمُ القديمةِ .
قد يكلّمُ فوقَ قلعةِ ديرِ حنّا أو هضابِ قلنديا نجومَ الرعاةِ
، مصدّقاً ببراءةِ المعنى ،
وينسى وجهَهُ القُرويَّ في مرآةِ سائحةٍ تصدّقُ أنّ نعمةَ مريمَ العذراءَ في أيقونةٍ في بيتَ لحمَ تنيرُ أبراجَ السماءِ ،
وقدْ يعانقُ في رحابِ المسجدِ الأقصى الحجارةَ علّ إحداها رأتْ قدمَ النبيّ ،
ولا يكلّف نفسَهُ إلا بما اتسعتْ من الحسنى وقولِ الحقّ بين جنازةٍ وتلاوةِ السُورِ القصارِ .
وقدْ يشاركُ زوجَ جارتِهِ المهاجرِ ، عالمِ الفيزياءِ نصفِ المُلتحي كأسيرِ بابلَ ، خوفَهُ من هزّةٍ أرضيةٍ في فُرنِ ديمونا المحاذي ، أو هولوكستٍ جديدٍ بين غُفرانين ، يفسدُ نومهُ ،
فيما يواري نبتةَ الزعرورِ تحتَ قميصِهِ الورديّ عن مستوطنِ يستدرجُ القتلى إلى أنسابهمْ .

لا شيءَ يجعلُ جوقةَ الأمواتِ يبتسمون لي إلا التذكّرَ .

كلّ شيءٍ سوف يبقى
غيرَ أن رطانةَ الغرباءِ تصدأ فوق أسوارِ المدينةِ ،
والقرى هرمتْ كثيراً بعدَنا،
والزيزفونُ على ضفافِ النهرِ مال كمن يعانقُ ركبتيهِ خائفاً ،

لاشيءَ يبقى

بينما تتأوٌه الأحراشُ .

ليست تلكَ كفُّ الله ،
بل يدُ عابرٍ ٍ تلهو بحبرِ الوحي في الجرسِ الذي ربّيتُه في عنقِ شاتي .
ليس هذا صوتُهُ ،
بل نجمة تترصّدُ النهرينَ تضربُ بالعصا ظهرَالبحارِ لتوقظ الأشباحَ في البئرِ القديمةِ ِ ،
والملوكَ المائلينَ على المزاميرِ التي ورَدتْ مُثلّمةً بآهاتِ الضحايا في كلام ِالمُرسلينَ ، وسيرةِ الصبّارِ في أنحاءِ أرضي .

كلّ شيءٍ سوف يمضي
بينما أبقى
أغنّي للسنونو كي يعودَ إلى قُرانا مُطمئناً ،
للحصى في النهرِ كي ينمو ،
لسيّدةٍ تطوفُ ممالكَ النحلِ القديمةِ في الجبالِ لتطمئنّ على مصيرِ الزهرِ في حاكورةِ البيتِ القديمِ ،
لدمعة ذبلتْ على خدِّ ابنة ِالجيرانِ تجرحُني .

كأنّي لم أكنْ أرعى خِرافَ سوايَ من مُكرِ الذئابِ ،
ولم أقاسمْ ما تبقّى من شعوبٍ جاورتني الملحَ والينبوعَ ،
لم أحملْ صليبَ القانطينَ من الخطايا ،
ما ملأتُ سلالَ أبناءِ السبيلِ بحنطتي .

وحدي
أرى في ذكرياتِ الآخرينَ يدي التي سرقتْ حياتي .



#عبدالله_عيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغفري لي
- ذاك هو الحب
- سماء أخرى نظيفة
- آنا أخماتوفا : في ذلك الوقت ، ضِفتُ على الأرض .
- الشاعر الفلسطيني من بين ثلاثة شعراء حول العالم في كتاب عام ا ...
- الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى يكتب : في ذكرى النكبة : مازلنا ...
- وسام الثقافة والعلوم والفنون الفلسطيني يمنح لعدد من الكتاب ا ...
- المركز الروسي - القدس- متضامناً مع الشعب الفلسطيني : الممارس ...
- الرئيس الفلسطيني محمود عباس : المسجد الأقصى حق إسلامي خالص
- سفير فلسطين في روسيا عبد الحفيظ نوفل : المجلس الوطني الفلسطي ...
- سفير فلسطين في روسيا عبد الحفيظ نوفل : نثق بدور روسيا ، وندع ...
- الشاعرالفلسطيني عبدالله عيسى يكتب : علي دوابشة ، النبي ابراه ...
- الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى يكتب : أنا النهاية أروي لأبقى
- سفير فلسطين في روسيا عبد الحفيظ نوفل في يوم القدس العالمي : ...
- المالكي في موسكو : الشعب الفلسطيني فرض شرعيته
- الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى يرثي - نهاية - الكنعانية
- دفاعاً عن السلطة والمنظمة ، دفاعاً عن فلسطين
- كمن ينتظر الأبدية خلف السياج
- الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى يكتب تحية للشاعر الفلسطيني الم ...
- الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى يكتب عن معلولا


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله عيسى - الشاعر الفلسطيني عبداله عيسى يكتب: أشجار تتألم