أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حسن يوسف - الكونفيدرالية في الصومال مشروع انفصال














المزيد.....

الكونفيدرالية في الصومال مشروع انفصال


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6362 - 2019 / 9 / 26 - 10:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


# الكونفيدرالية في الصومال مشروع انفصال.

المجيرتين يعدون لدولة كونفيدرالية حيث اجتمع سياسييهم ومثقفيهم في إطار نقاش سياسي قام باعداده PDRC والذي يمثل مركز جهوي متواضع لإعداد سياسات الكانتون، وحدث أن نبهت وأكدت في مقالات سابقة أن كانتون جاروي انفصالي ويدفع في إتجاه تقسيم الصومال رسميا، وأنه يستثمر الصراعات القائمة في البلاد والتناقضات السياسية.

إن الكونفيدرالية التي يتبناها السياسيين الذين حضروا تلك المداولات كامثال عبدي فارح سعيد وعلي عبدي أواري وآخرين تتباين مع الفيدرالية، وعادتا تتم الكونفيدرالية بين دول وليس بين وحدات سياسية في إطار الدولة الواحدة.

في ظل الكيان الكونفيدرالي فإن وحداته السياسية أو دوله، تحمل كل منها هويتها السياسية الخاصة بها، وبذلك تتعدد جنسيات مواطنيها حتى في إطار الدولة المشتركة، كما أن الكونفيدرالية تمنح السيادة لكل الدول التي تجتمع في كيان سياسي.

وبذلك تشكل تلك الدول بكيانات قائمة بحد ذاتها ولها الحق في فض الاتحاد فيما بينها، ومن صلاحيات الدول الفرعية في الكونفيدرالية أن تقيم علاقاتها الخارجية مع المجتمع الدولي بصورة مباشرة، وذلك دون الرجوع إلى الدولة الاتحادية.

كما أن الحدود الدولية لدولة الاتحادية تكون مرهونة بحدود الكيانات السياسية المندرجة في إطارها، وهو ما يعني إمكانية بث تلك الكيانات صلاحياتها بشأن الحدود بمعزل عن الدولة الاتحادية، والتعاطي مع دول أخرى جارة بشأن ذلك.

وهناك إمكانية لخوض حرب من قبل الكيان الفرعي الكونفيدرالي، دون العودة إلى الدولة الاتحادية، رغم ما سيترتب على ذلك من آثار سياسية،اجتماعية واقتصادية تؤثر بدورها على الدولة المشتركة.

ويحق لكل كيان في الكونفيدرالية التراجع عن الاتحاد والخروج منه، وبتالي الانفصال عن الدولة الاتحادية، والإعلان عن هوية سياسية جديدة ومتميزة عن شركائها السابقين.

النموذج الفيدرالي في الامارات والذي يستدل به السيد عبدي فارح سعيد، ليس له صلة بالكونفيدرالية، وهذا النموذج يأتي في ظل سيادة الدولة الاتحادية الاماراتية، والتي قامت وفق دستور وعقد سياسي فيدرالي، حدد صلاحيات الدولة والامارات السبعة، وبحيث يمثلك المجلس الأعلى الاتحادي دور يتجاوز الأجهزة التنفيذية في كل إمارة، إلا أن ذلك يتم في سياق الاتحادي العام ولا يمكن لإمارة ما تقرير مصيرها بمعزل عن الدولة الاتحادية.

الشيوخ الأعضاء في المجلس الأعلى الاتحادي يمثلون كأمراء للإمارات السبعة ويمثلون سلطة سيادية أعلى مركزا من الحكومة الاتحادية، ورغم ذلك فإن مؤسسات الدولة والحكومية، ذات صلة مباشرة بإدارة الشؤون الداخلية والخارجية لدولة على المستوى الاتحادي.

غير ذلك أن الامارات العربية السبعة بدأ تاسيسها كدولة اتحادية بين بنى سياسية كانت مستقلة عن ذاتها، قبل التأسيس في عام ١٩٧١، والمفارقة أن يتم الاستدلال بدولة الامارات العربية المتحدة كدولة كونفيدرالية، بينما نظامها السياسي فيدرالي ومختلف عن تصنيف وبراءة إختراع السياسي الصومالي عبدي فارح سعيد.

بينما تمثل الصومال كوحدة سياسية متناسقة منذ ميلاد الدولة في عام ١٩٦٠، وبتالي فإن الدعوة لتأسيس دولة كونفيدرالية يأتي في سياق تمزيق الصومال وإعادة رسم ملامحه السياسية.

وعلى أرض الواقع يمارس كانتون الدارود الذي أتخذ لذاته من مدينة جاروي كمركز، صلاحيات الدولة الكونفيدرالية، وذلك في ظل مقاطعته للحكومة الاتحادية وتواصله المباشر مع المجتمع الدولي، وسماحه لبعثة دبلوماسية إثيوبية بالتواجد في الأراضي الصومالية وذلك بمعزل عن العودة للحكومة الاتحادية، وتلك أرضية سياسية ممهدة لتكريس الكونفيدرالية.

فالنموذج الكونفيدرالي الذي تم الإشارة إليه يسعى إلى أن يصبح كانتون الدارود وغيره من الكانتونات كدول مستقلة عن بعضها، وهو إجراء يرغب في تسويق أن سيطرة الحكومة الاتحادية في الصومال تتطلب الانتقال إلى هذا الطور السياسي، في حين أن الكانتون ذاته يعيش واقع صراع سياسي في أوساطه.

ناهيك عن أنه لم يحقق بعد الكثير من المتطلبات التي تسبق حديثه عن الخيار الكونفيدرالي، كمثال ضبابية جغرافيته السياسية ونزاعها بشأنها مع الكانتون الإسحاقي، عدم وجود تعداد سكاني، غياب خيار شعبي يطالب بالكونفيدرالية حتى على مستوى الكانتون ذاته.

فالكانتونات العنصرية القائمة في الصومال، ترغب في الحصول على صلاحيات تتجاوز سقف ما هو مرسوم لها في ظل الدولة الاتحادية الفيدرالية، وانطلاقا من ذلك تعمل على التصعيد السياسي مع الحكومة الاتحادية، لبلوغ إعادة صياغة النظام وملامح الدولة نحو الكونفيدرالية، ومن ثم التوجه نحو الانفصال.

ويرى هؤلاء الدافعين بجهويات البلاد نحو الانفصال، عدم مشروعية قيام الحكومة الاتحادية بتنظيم ووضع السياسات ذات الصلة بتأسيس الولايات الاتحادية في الصومال، وأن ذلك يجب أن يستند إلى خيار يترك للكانتونات التي يتم إعدادها في الراهن إلى طور الولايات، وأن تمنح صلاحيات مباشرة لتحقيق الواقع الكونفيدرالي، وبحيث يتم تقويض دور الدولة الفيدرالية الحالية.

خالد حسن يوسف



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعلامية صومالية تكشف الفساد في الإذاعة البريطانية
- التغيير في مصر يقوده مقاول فاسد!
- أسهم في أرامكو مقابل أراضي الصومال!
- الصومال والأطماع الإثيوبية والإماراتية
- ماهية العام الميلادي الحبشي
- أبورغال قربان العرب والمسلمين
- إبداع الحركة الرياضية الصومالية إستثنائي
- الرئيس جيلي وحكايات من تاريخ جيبوتي
- جيبوتي وما أدراك القادم!
- شبوة اليمنية ستبعثر المجلس الانتقالي الانفصالي
- دارفور وكردفان في المعادلة السودانية المعاصرة
- العرب ما بين استبداد السلف والخلف
- الصومال فريسة الأرز الحرام..
- السقوط الفكري والاخلاقي لكاتب!
- النظرة الاجتماعية ومقاييس التطور
- الكتابة عن الصومال ما بين المشروعية والسذاجة
- صورة على خلفية تاريخ صومالي
- الصومال وسهم المؤلفة قلوبهم
- فرماجو يبلع الطعُم
- طاهر عولسو ظاهرة صومالية


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حسن يوسف - الكونفيدرالية في الصومال مشروع انفصال