أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - عايد سعيد السراج - كيف فقدت الكتب أهميتها؟














المزيد.....

كيف فقدت الكتب أهميتها؟


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 1554 - 2006 / 5 / 18 - 10:08
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


جئت لأكتب موضوع فعُدْتُ إلى بعض الكتب والمجلدات القديمة من أجل الاستعانة بها للكتابة وإذا بي لا أرى ما يستحق أن ُيقرأ ولم استطع أن أستشهد بأي موضوع لأن الكتب التي قرأت قد ذهب بها الزمن إلى الماضي الذي تجاوزها وعَفت عليها الأيام , ولم تعد ملحاً لطعام , وقسم كبير قد فسد , أو الإيمان به يتحول إلى مَفْسَدَة فعدت إلى رؤيتي في الكتابة , مما يفسر ما أردت 0 وطرحت موضوعي هكذا بكل بساطة بعيداً عن العنعنات , والصقل والنقل , وما تأخذ من الآخرين من منطق العقل , عدت إلى عقلي لا عقولهم وإلى مفهومي لا مفاهيمهم وصغت موضوعي لا مواضيعهم , ولم أكن نقالاً ولا قوالاً لما يريدون , بل قلت الذي أريد بالشكل الذي أريد , ولم أجر المفاهيم من أذيالها لأدعي أنني أكتب عن هذا الفكر أو ذاك , أو أستعين بالمفكر المشهور فلان , الذي شَهرَهُ مجموعة ظروف وفكره الآنّي , أو عصابته التي كانت تريده أن يكتب لها بالمنطق الفلاني , أو هو كتب بمنطق يساندهم على طرح مفاهيمهم التي كانت تخدع الناس والذي أثبتت الحياة أن ليس لها من أساس 0 فلملمت نفسي وبدأت أخط بلا تكلفة أو تكلف وأطرح موضوعي بكل بساطة , دون الرجوع إلى القواميس , أو العودة إلى النواميس التي أكل عليها الزمان , وتساءلتُ هل من المعقول أن المفاهيم التي كانت وبالأمس القريب لدينا مقدسة كانت هي هذه المفاهيم الساذجة البسيطة, التي لاحول لها ولا قوة , ولم تستطع أن تصمد بوجه الزمن إلا في مرحلة خدمة مفاهيم ضيقة الأفق أنانية المصالح شعبوية خادعة , ثم هل أنا كنت من السذاجة بكل هذا القدر حتى أومن بهكذا مفاهيم وأتعصب لهكذا مفكرين بؤساء , ثم شعرت كم هو الإنسان بسيط وعادي وإمكانية إيهامه كانت ولا زالت وستستمر كبيرة جدا , فعرفت كم هو بائس هذا الإنسان الذي يحزبوه يميناً وشمالاً , ويسيسونه في خدمة مفاهيمهم وادعاءاتهم , ويتركونه كما يتركون أنفسهم مع الزمان عراة على بلاج الحقيقة , هذه الحقيقة التي تُعَرَّي كل شيء مع مرور الأيام لتجعل صديقا الأمس باهتاً 0 وتعلمت كم هو التعصب والتحزب للمفاهيم كلها كم هو مضلل , وكم يضع من غشاوة على العيون , وإنني أدعي أن من حق المرء أن ينتمي لأي فكر يشاء , ولأي معتقد يشاء بل عليّ أن أحترم معتقده ولكن عليه أن يعلم أنني ليس بالضرورة عليّ أن أقتنع بمعتقداته وعليه أن يحاورني , لا أن يشتمني ويعاديني , لأن الأفكار والمفاهيم والمعتقدات مع الأيام تذهب مع الريح بينما الإنسان باق ٍ إلى الأبد , ومثلما نغير كتبنا وكتابنا , نستطيع أن نغير مفاهيمنا فالمفاهيم التي لا تتطور , تقف ضد منطق الحياة ولا يعني أن الفيلسوف أو المفكر الكبير الفلاني , تظل أقواله مهمة لأنه فيلسوف أو مفكر فلاني ,إذ أن غالب أفكاره , أو أفكارهم , تذهب أدراج الرياح وإلا تحول ديناً , وهنا تكمن معضلة الدين في مواجهة الحياة , وكذلك الأفكار التي آمن بها البعض وكأنها دين , فلماذا لا نصوغ قيمنا ومفاهيمنا بالشكل الذي يتناسب وعصرنا , أليس لأننا نعتمد على الآخر المفكر الكبير الذي يريحنا من هذه المسألة , ونجلب مفاهيمه ونقدسها إلى أن تصبح كارثة علينا , ثم أليس كل هذه المفاهيم المتخلفة في شرقنا المستبد , بسبب ضيق الأفق والادعاء والإيمان الأعمى , ثم لماذا الأحزاب الشيوعية الرسمية والعمالية في البلدان العربية خصوصاً وغيرها عموماً تحولت إلى أحزاب متخلفة يُنظرُ إليها كأحزاب من الدرجة العاشرة والأكثر مأساة هو الغاية إلغاء الآخر والفرق بين الأحزاب الدينية المتعصبة والأحزاب الشيوعية التي تدعي العلم بما أن جذرهما الاستبداد والإلغاء , ثم كيف يكون الحوار مع الآخر بلا حب وحرية , والسؤال المهم إذا لم يكن لديّ القدرة على الحوار مع الذي يختلف معي كيف أكون ديمقراطياً وأحمل رسالة العلم والمحبة إلى الناس , التجديد أمراً واجب ومهم والأكثر أهمية معرفة السبل والطرق التي تجعلني أخدم إنسانيتي في تجددي , وأتخلص من درني الماضي , فأنا رسول محبة وخير ولا بأس أن احترم المنتمين لأن مفاهيمهم تهمني , ولكنني أحترم الذي يحترم إنسانيتي أكثر , نحن نعلم أن لكل زمان مفكروه , وعلماؤه , والماضي لا يقدس بهذا الشكل السلفوي إلا عندما يكون الإنسان (مُنتزع ) من عصره وزمانه , ومقذوف في غيهب الماضي السحيق ومن هنا تكون إشكالية بعض مدعي الثقافة أو ثقافة مدعي العلمنة , أما الفكر الذي يستطيع أن يستمر رغم طوال السنين , ويكون أكثر أقناعاً فهو صحيح لأنه لم يعد ماضياً , بل نفذ بجدارة إلى عمق الحاضر فهل نستطيع أن نكون أكثر وعيا واستيعاباً لمعطيات جديد الحياة , أم ندعي ذلك 00؟



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شارلي شابلن ,العظيم
- بمدامع السَّماء تصطلي روحي
- الديمقراطية أولاً والديمقراطية أخيراً
- أنت في العراق فاختر طريقة موتك
- الخميني – أحمدي نجاد – إسرائيل
- الحنظل الغريب
- الممثل عادل إمام – ومقاومة الإرهاب
- الأ ُفسديان
- الطاغية عبر التاريخ , من هو ؟
- مجَرد أسئلة
- يا أعداء الحياة أوقفوا جنون الكره
- المطرودون من الجنة
- الماركسية والفن
- لماذا لا يقرعون إلا طبول الموت
- ويسألني الليل عن نباح دمي
- المرأة يضطهدونها في الأرض بمباركة السماء
- إذا كنتَ تدخلُ الجنة – طز في أمريكا
- الدائرة
- الأعراب من حكم الطغاة إلى حكم البغا ث
- الشعر والحداثة


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - عايد سعيد السراج - كيف فقدت الكتب أهميتها؟