أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - ما لايمكن دمقرطته














المزيد.....

ما لايمكن دمقرطته


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 6361 - 2019 / 9 / 25 - 18:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مالايمكن دمقرطته

كتب الباحث في الانثروبولوجيا الدكتور فالح مهدي في كتابه :

(مقالة في السفالة :نقد الحاضر العراقي ) مايلي :
(مع الحكام الجدد الذي جاء بهم المحتل الامريكي ,خرج العراق من حكم اولاد الشوارع الى حكم رجال الامراض المزمنة .من حكم العشيرة والعائلة ,الى حكم الطائفة ).
يشير الدكتور فالح مهدي الى ان حكم صدام تميز ببناء القصور والمساجد,ليس تعففا كما يتصور البعض,بل لان العراق كله اصبح ملكه. لم يقم الحكام الجدد القادمين مغ المحتل الامريكي ببناء القصور ,فقد استولوا على قصور نظام صدام , انما افرطوا في بناء الجوامع والحسينيات .تطابق الحكام الجدد مع سياسة صدام حسين في تطبيق شعار :( جئنا لنبقى ).وبدلا من شعار البعث الايديولوجي ( امة عربيةواحدة ذات رسالة خالدة )تبنوا الخزين الاسطوري الطائفي,فتحول العراق الى ماتم دائم .

هنالك نقطة تشابه اخرى بين الحكام الجدد ونظام صدام وهو ان العراق لايعني لهم شيئا ,الاسلاميون لايهمهم سوى بناء الجوامع والحسينيات بصورة متوالية هندسية وليس متوالية عددية ,والهدف هو تجهيل الناس عبر الشعائر والطقوس التي تتكرر كل عام .

لقد اثبتت احزاب الاسلام السياسي بعدها عن ثقافة المدينة والحضارة.لقد اصيب الحكام الجدد بمرض (الجوع المزمن ) .فمن كان يبيع السبح في جامع السيدة زينب في دمشق اصبح مليارديرا ,وهو ليس وحيدا في ذلك ,حيث تم تعميم الفساد والكل شارك فيه .

دمقرطة ما لاديمقراطية له :

الديمقراطية ليست وصفة سحرية ما ان تشرب من مائها حتى تصبح ديمقراطيا .يقول الدكتور فالح مهدي ان النموذج الشيوعي الذي اقامه لينين وكرسه ستالين هو نموذج مرعب , تحول فيه الانسان الى كائن متلقي ,او مجرد روبوت يتلقى الاوامر بالتنفيذ.

يقول الدكتور فالح مهدي ان النظام الديمقراطي الذي الذي انتجته الديمقراطيات الغربية هو نظام سيء , لكنه اعظم ما انتجته البشرية لحد هذه اللحظة . تلك الديمقراطية سمحت بوجود المؤسسات والنقابات والصحف الحرة , سمحت للانسان ان ينمو ويتطور , ولم يتحول الى عبد للدولة السوفييتية, حيث كانت نظاما ريعيا طفيليا ,تمكن عبر الايديولوجيا من استلاب وعي الانسان .

ستالين بالذات كان رب العمل لكل العمال . وليس بالامر الغريب والمستهجن اعجاب صدام بشخصية ستالين , بل اخذعنه الكثير ومن النظام السوفييتي الشمولي الرهيب , واخذ ايضا اسلوب الرفيق بيريا في التصفيات . لقد اصبح العراق دولة منذ العام 1921 بفضل المستعمر البريطاني .

لقد تم خلق مجتمع مدني والخروج من مرحلة ماقبل الحداثة ,والجماعات الاثنية والطائفية والعنصرية .لقد استطاعت الهند بفضل القادة الرواد (غاندي , نهرو ) من بناء نظام ديمقراطي في مجتمع اغلب افراده من المزارعين , وينقسم طبقيا الى اربعة رتب . اما العراق فكان مكبل بمجموعة من الامراض البنيوية : نظام الولاية ,عدم وجود حدود طبيعية مما ضاعف من الهجرات البدوية باتجاه العراق ,التشيع الفولكلوري في القرن التاسع عشر ,نخب خاضعة للسلطان العثماني ,ولاة عثمانيين لايجيدون العربية وليس لهم هم سوى جمع الضرائب.

يقول د .فالح مهدي ان قيم المواطنة تراجعت مع انقلاب 8 شباط 1963الدموي البربري , واجهضت بعد انقلاب تموز 1968 والذي هو استمرار لانقلاب شباط , انما اكثر منهجية وخبث وقدرة على تدمير الاخر.ادى ذلك الانقلاب الى تراجع مفهوم الدولة من اجل قيام نظام مافيوي .

في اعتقادي الشخصي ان خراب العراق بدا يوم 14تموز 1958 واستمر الى غاية اليوم , ذلك ان جميع الانقلابات العسكرية في بلد ريع مثل العراق تعمل على قطع التراكم والخبرة في المجالات كافة , ولا ننسى ان عبد الكريم قاسم درس الاركان في الجامعات البريطانية وزار بريطانيا اكثر من مرة احداها من اجل العلاج, وان ملفه الشخصي معروف لدى المخابرات والاستخبارات العسكرية البريطانية ويعرفون مايعانيه من امراض نفسية وعصبية ,مثله مثل صديقه عبد السلام عارف .

اما صدام حسين فهو صنيعة المخابرات الامريكية ,ثلاثتهم ساهموا في خراب وتدمير العراق .لقد كانت بريطانيا على علم بالحركة الانقلابية للضباط الاحرار صبيحة يوم 14 تموز 1958 وبالتفاصيل وباسماء الضباط المشاركين في الانقلاب .لقد سمحت بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية بتمرير الانقلاب لانتهاء صلاحية النظام الملكي !



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكر و تقدبر
- عن الاوهام الستالينية
- اليسار بين الواقع وبين العالم الافتراضي
- خالد محمد علي يداعب اوتار العود
- اكردة الحزب الشيوعي العراقي
- العنف والافتراس في المجتمع العراقي
- تجربة الهام المدفعي الموسيقية
- فاروق هلال والاغنية الجماهيرية المجتمعية
- عفيفة اسكندر المطربة وصاحبة الصالون الثقافي
- رائد جورج الموسيقار العراقي المهاجر
- حياتي بعد الموت بين العلم والحلم
- حنا بطرس المؤسس الاول للتربية الموسيقية
- منير بشير الموهبة والشخصية المثيرة للجدل
- ناظم الغزالي سفير الاغنيةالعراقية الاول
- نصير شمة استمرار لمسيرة جميل بشير
- جميل بشير وتراثه الموسيقي الخالد
- ظروف الفلاح في زمن المؤسسة الشيخية
- هجرات الفلاحين في العراق
- مائدة نزهت مطربة الغناء الراقي
- كاظم الساهر قيصر الاغنية والانسان


المزيد.....




- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - ما لايمكن دمقرطته