أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - المسؤولية ، الفردية ، والجماعية واطر نموها















المزيد.....

المسؤولية ، الفردية ، والجماعية واطر نموها


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 6361 - 2019 / 9 / 25 - 18:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المسؤولية ، الفردية ، والجماعية واطر نموها
المسؤولية الاجدتماعية تعد من الامور الهامة والثمينة جداً و ركن أساسي وهام في حياة المجتمعات و استعداداً مكتسباً لدى الفرد يدفعه للمشاركة مع الآخرين في أيّ عملٍ يقومون به، والمساهمة في حل المشكلات التي يتعرضون لها، أو تقبّل الدور الذي أقرته الجماعة له او تطوع لانجازه والعمل على المشاركة في تنفيذه وبدونها تصبح الحياة فوضى وتشيعُ شريعة الغاب، حيثُ يأكل القويُّ الضعيفَ، وينعدم التعاون: قال الله تعالى : ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ الآية 2 من سورة المائدة،
وعندها تغلب الأنانية والفردية ، وتضيع الحقوق ولا تعرف الواجبات ولكن ملامح هذا المفهوم لم تتحدد أو تتبلور بصورة واضحة في اذهان البعض من العاملين في هذا المضمار ينبغي توضيح ماهية المسؤولية الإجتماعية ، لترسيخ هذا المفهوم لدى أفراد هذه الفئة او تلك المجموعة ، لانها هي نظرية أخلاقية قبل كل شيئ :قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم "الْمُؤْمنُ للْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ المرصوص يَشدُّ بعْضُهُ بَعْضًا" المسؤول الناجح الذي اعتاد على تحمّل المسؤولية سيعمل على حلّ المشاكل والأمور الشائكة التي يواجهها، وسيستطيع حلّها بدلاً من التذمّر أو لوم الآخرين، حيث يجب أن يكون القائد جديّاً للغاية في أوقات الأزمات والمشاكل في العمل.
و بأن أي كيان، سواء كانت مجموعة او منظمة أو فرداً، يقع على عاتقهم العمل لمصلحة تلك المجموعة او الكتلة ككل واذا استطاع اي شخص أن يتحمل مسؤوليتة بشكل كامل ونزيه فيهم فسوف يجد انه يعيش هو بسلام وهدوء نفسي كبيرمع المجموعة التي يعمل ويتعامل من اجلها ، أما إذا فشل او تماهل في أن يتحمل دوره في المجتمع فسوف يؤدي ذلك إلى فساد المجتمع وانهياره لذلك يجب أن يقوم على تحمل دوره بالكامل في المجتمع وهي واحدة من القيم الاجتماعية التي يجب أن يتمسك بها الفرد، حيث أن النجاح في تحمل المسؤولية يعني النجاح في العمل والنجاح في الحصول على ما يريد ومنح السعادة لمجتمعه وكسب رضاهم :- كما قال الكسندر جراهام بيل: و"إنَّ الاكْــــــــــــــــتِــــــشَافَـــــــــات والانجَــــــــازَاتَ العَظِيمَةَ تَحْتَاجُ إلَى تَعَاوُنِ الكَثِــيــــرِ مِنَ الأَيْــــــــدِي"
كما ان كل فرد فيهم تتطلب منه أن يعرف ما له وما عليه من حقوق حيث أنه يجب أن يعرف واجبه تجاه الآخرين والابتعاد عن الانانية والمصلحة الذاتية وعدم الاستهانة بالأمور، وتجنّب اتباع ثقافة التأجيل والتسويف. كما تعودنا مشاهدتها عند الكثير من الذين يعملون في حقلها ولا ننسى عمل "رِجالٌ صَدَقوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَیه :وادوا الامانة باخلاص وتفاني في العمل والجد في العطاء والابتعاد عن المحسوبية والمنسوبية وحتى العلاقات مع المسؤولين يجب ان تكون للصالح العامة لا استغلالها لاغراض شخصية و ان استحال له الامكان عليه ترك المهمة لغيره وهي من اصعب الاموروتحتاج الى روح متعالیة من الإيثار والتفاني وهي اخلاقية متميزة تجدهاعند القلة في هذا الوقت .
اما مسؤولية كل فرد واضحة جلية عن العمل الذي يقوم به اذا ما تم توزيع المهام بشكل صحيح وحسب القدرة والمقدرة والتخصص وقوته الشخصية والمقبولية المجتمعية ، سواء كان هذا العمل من أجل نفسه أو من أجل الاخرين ، و هو لا يتحمل تبعة عمل إنسان غيره اذا اخطاء، لكنه مسؤول عن الطريقة التي أتى بها هذا العمل أو ذاك بعد أن علم وتعلم سبل الخير في النصح والاهداء والشر في دفعه عنهم والمطالبة بحقوقهم اذا استوجب بكل حرص ودقة وبعيداً عن الخوف والتردد .
أن هذه المسؤولية الفردية لا تمنع الفرد أن يكون مسؤولا عن انحراف مسلك أقرانه في المجموعة اذا ما طرئت لهم وعليه تقويمها قبل فوات الاوان وعليه أن يتدخل بوسائل مشروعة ليمنع الجماعة من التمادي في الأعمال التي تضر المجتمع ، وهنا تتحول المسؤولية إلى مسؤولية ذات طابع جماعي، حيث إن هذه الجماعة ما هي إلا مجموعة الضمائر التي تربت في أحضان المدرسة الانسانية الحقة، فأوجدت المجتمع المتكافل والمتعاون الذي يعمل من أجل الخير والسلام.
كما أن الفشل في تحمل المسؤولية يعني فشله في حياته ويعني أنكساف وضرر لنفسه والآخرين. وفي الحقيقة هي التزام الشخص بما يصدر من تعهد خلال قبول تحمّل المسؤولية تجاه الأمور التي يقوم بها الإنسان، ممّا يؤدي إلى إيجاد شعور جيّد من الإنسان لنفسه ، من قول، أو فعل، وتم تقسيمه إلى أنواع، وهي المسؤولية القانونية، والأخلاقية، والاجتماعية، والدينية التي تبنى على اساس قدرة الشخص لتحمل نتائج تلك الممارسة او النشاط التي يقوم بها باختياره مع علمه المسبق بنتائجها . عندما يصبح الفرد مسؤولاً عن القرارات والخيارات المتعددة في شؤون الحياة سيؤدي ذلك إلى بناء الثقة بالنفس، وبالتالي القدرة على رسم مسار الحياة دون اتباع أحد، وعلى الفرد العيش للنفس والتوقف عن العيش لأحلام الآخرين
وتعتمد على الركائز التالية :
1- الرعاية: يعني الاهتمام بالآخرين، وإظهار الرحمة، والحنان تجاههم، فكل شخص راعٍ ومسؤول عن رعيته؛ كما هو حال الحاكم والمحكوم، والرجل والمرأة، والوالد والولد، وغيرها الكثير.
2- الهداية: تعد جزءاً من تحمل المسؤولية تجاه الآخرين، حيث تتضمن تقديم النصح والإرشاد لهم نحو القيم الاجتماعية السليمة، والدعوة للخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وليكون الأنبياء عليهم السلام القدوة المثلى للاقتداء بهم.
3- الإتقان: تتجلى بالإتقان أروع صور التعبد إلى الله والتقرب إليه، فالله يحب من عباده إتقان الأعمال على أفضل وجه ممكن، وإخراجها بأفضل صورة، ومراعاة الله عز وجل أولاً، والضمير ثانياً.
تعتبر المسؤولية الاجتماعية موجودة بجوهرها في جميع البلدان ولكن وجهات النظر حولها تختلف بين بلد وآخر، وفقاً لأداء الحكم واستراتيجيات الإصلاح الاقتصادي المطبقة. ففي بعض البلدان يكون التركيز على البحث عن حالة أعمال، بينما في بلدان أخرى تنشأ المسؤولية الاجتماعية نتيجة أو استجابة لضغوط وطلبات من المجتمع. ومع ذلك، ففي بلدان أخرى يكون النقاش مدفوعاً بحجة أخلاقية ومتجذراً فيها. بالتأكيد أن التغيير التدريجي لدور الحكم قد سلط الضوء على ضرورة الارتقاء بالمسؤولية الاجتماعية من عمل لغرض خاص وطوعي وخيري إلى عمل إنمائي مدروس ومنتظم يترك تأثيرات مستدامة ويدعم خطط التنمية الاجتماعية الاقتصادية للبلدان. لذا، فإن مشاريع التعليم وتمكين الشباب والتوظيف المدعومة الخاصة ازدادت في مناطق مختلفة من العالم ويعمل بها وتحولت من أعمال خيرية بسيطة وتبرعات إلى تنفيذ مشاريع إنمائية مستدامة.
ومن الممكن أن يتعدى مبدأ المسؤولية المجتمعية الى مفهوم الأعمال الخيرية العامة ليشمل توفير آليات فاعلة من شأنها التصدي للتحديات القائمة و إيجاد حلول للمشكلات التي تقف عائقاً في وجه النمو الاقتصادي ورفاه المجتمع على المدى الطويل. ولهذا تسعى بعض المجتمعات من خلال تسخير كافة الجهود والطاقات إلى وضع الأدوات والمهارات والخبرات في يد أبناء المجتمع وصولاً إلى خلق مجتمع المعرفة الذي من شأنه فتح الآفاق أمام المزيد من الفرص ، بل في قدرتها على الإسهام في عملية تنمية المجتمع وتحقيق المزيد من الازدهار والرفاه لأبناء المجتمعات العاملة فيها و بات من المحتم عليها الاضطلاع بمسؤولياتها الاجتماعية وتوسيع نشاطاتها لتشمل رعاية النشاطات الثقافية والفنية ومساندة الحملات التوعوية البيئية وتقديم المساعدات الانسانية وغيرها، المسؤولية الفردية والمسؤولية الاجتماعية واضحة والنزعة الأخلاق الفردية هي بمنزلة نزعة إيثارية، تسعى إلى تأويل الوازع الاجتماعي تأويلاً غيريًا باعتبًاره ضميرًا جمعيًا ، و لا تحابي أحدًا على حساب القيم الحاكمة للمجتمع، ولا تمالئ مهما بدا شأنه عاليًا أو مهما تعبأ بمال أو تغشى بهالة من متاع الحياة الدنيا ،و إنها مسؤولية عند الخيرين لا اعتبار لأحد إزائها إلا بالحق والعدل.
عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفبركة الاعلامية والخداع والوعي
- التحالفات السلمية لا الحربية في المنطقة
- المسؤولية والكفاءة والمعانات في العراق
- من خانة الموالاة الى حانة المعارضة
- المنافذ الحدودية ...تؤهل للتكامل المشترك
- القيادة الفردية المستبدة والجماعية الناهضة
- من الذي يدفع القوى الخارجية للعبث في الداخل العراقي
- واشنطن وانكاث العهد. وسيادة العراق
- المخدرات والمجتمع والشعورالمتزايد بالضياع
- الصراعات السياسية ومشروع المعارضة
- محاربة العراق وسلب قدرته الدفاعية
- نعيش ذكرى وفاته
- الازمات المتصاعدة لزعزعة امن الخليج الفارسي
- الدولة لا تبنى بمشروع الكتل والمكونات المضطربة
- دراسة عن الشعبوية بين التشويه والحقيقة
- ابي ذلك الفيلي العصامي
- خطوات بناء منظومة التربية وا لتعليم في العراق
- ثورة 14 تموزعام 1958 فاصلة تاريخية
- بين اللغط الامريكي والحكمة السياسية
- الوطن هو الشرف، هو البيت، وهو الحياة


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - المسؤولية ، الفردية ، والجماعية واطر نموها