أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - الوطن العربي ... دويلات يحكمها أعداؤها














المزيد.....

الوطن العربي ... دويلات يحكمها أعداؤها


كاظم ناصر
(Kazem Naser)


الحوار المتمدن-العدد: 6361 - 2019 / 9 / 25 - 11:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا غرابة في أن يشعر العربي بالظلم والذلّ والضياع والخوف والغربة في وطنه، وأن يبحث عن وطن يقبله ويضمن له بعض حقوقه ويعامله بكرامة ليهاجر إليه؛ لكن المستغرب هو أن هذا العربي المذل المحروم المثقل بالفقر والهموم والآلام كان قد بنى وطن عدل ومساواة لا تغيب عنه الشمس، وقاد العالم بقوّته وثقافته وعلومه وقيمه؛ فما الذي حدث له وأصله إلى هذا الواقع المرير؟ هل تخلّى عن دفاعه عن الحق ورفضه للظلم؟ وهل نسي ماضيه التليد واستسلم للذل والطغيان؟ ولماذا لا يتصدّى لظالميه وجلاّديه الفاسدين اللصوص الذين أضاعوا حاضره ويهدّدون مستقبله؟ وهل العيب كان مستترا فيه وان الظروف هي التي ساعدته على تحقيق ما حقّقه من منجزات عظيمة في زمانه الغابر؟ وهل سيتخلّص من جهله واتكاليّته ويتمرّد على واقعه المرير؟
الإنسان العربي ما زال شهما وأخلاقيّا ورافضا للظلم ومتمسّكا بوطنه وكرامته وكبريائه، ويعتزّ بتراثه وقيمه وإنجازاته؛ لكن مشكلته الكبرى تكمن في حكّامه الفاسدين الذين أهانوه وأذلّوه وحرموه من الحريّة والتعليم، وأحاطوه بأسوار من الفقر والجهل والاستبداد، وأقاموا دويلات لا حول لها ولا قوة يحكمها أعداء الأمة.
هؤلاء الحكام العرب وبدون استثناء " طراطير ونواطير " لا قيمة لهم ولا فائدة منهم " لا في السدّه ولا في الهدّه"، يؤمرون ويطيعون، ولا يهمهم سوى البقاء على كراسي الحكم في دويلاتهم الفاشلة، وفقدوا مصداقيتهم عربيا وإسلاميا ودوليا، ولا أحد يهتم بهم وبما يجعجعون به في مؤتمراتهم واجتماعاتهم وتهديداتهم العنتريّة، وإن مهمتهم الواضحة الجليّة التي لا يستطيعون إنكارها، ويعرفها الشعب العربي جيدا هي خدمة أسيادهم وحماتهم في واشنطن ولندن وباريس وتل أبيب وغيرها!
هذه الدويلات العربية واقعة على بحر من النفط والغاز، وفيها مساحات شاسعة صالحة للزراعة، وغنيّة بمواردها الطبيعيّة الأخرى، والحقائق تقول أن ... مئات تريليونات الدولارات ... التي دخلت خزائنها خلال السبعين عاما الماضية كانت كافية لبناء وطن عربي من أكثر الأوطان حداثة وتقدما ورخاء وقدرة على انهاء الفقر والمعاناة والتخلف لمئات السنين القادمة! لكن الفقر يزداد يوما بعد يوم، ونسبة البطالة بلغت في دويلات النفط أكثر من 12%، ووصلت إلى 33% في عدد من الدويلات العربية الأخرى، وان دخل الفرد في بعضها لا يتجاوز 1.4 دولار يوميا؛ فكيف حدث هذا؟ وأين ذهبت وتذهب هذه الثروة الهائلة التي لم يعرف التاريخ لها مثيلا؟
الحكام الأشاوس كانوا وما زالوا ينهبون ثروات دويلاتهم ويودعونها في حسابات سرّية في بنوك أجنبية، ويستثمرونها في الخارج لتوفير فرص عمل للآخرين، ويبذّرونها على بناء القصور، وشراء الطائرات الخاصة العملاقة، وعلى طاولات القمار، ودفع الرشاوي وشراء الذمم، والمؤامرات التي يحيكونها ضدّ بعضهم بعصا!
العالم العربي يمرّ في ظروف بالغة التعقيد والسوء تهدّد حاضره ومستقبله؛ فدويلاته قائمة على الفساد والاستبداد ومصادرة الحريات وتكميم الأفواه والكذب والنفاق وخداع الشعب، والعلاقات بين الحاكم والمحكوم فيها لا تختلف كثيرا عن علاقة العبد بسيده؛ ف" ولي الأمر.. السيّد" يستعبد الشعب، ويتحكّم بجميع السلطات، ويتصرّف بميزانية دويلته كما يشاء، ويقصي وينفي ويسجن ويعذّب ويعدم من يشاء، ويشتري أسلحة بمليارات الدولارات لا ليحمي الوطن والشعب من الأعداء، بل ليحمي نظام حكمه، أو ليستخدمها في قتل العرب الآخرين!
أما عن العلاقات بين " أولياء أمور" تلك الدويلات فحدث ولا حرج؛ إنها علاقات قائمة على عدم الثقة والتآمر والانقسامات والحروب البينية؛ والمضحك أنهم يكذبون على الشعب ويدّعون بأن علاقاتهم أخوية، ويعملون معا من أجل المصالح المشتركة ومستقل الشعب والأمة، وحماية الأوطان والمقدسات! من يصدّق أكاذيبهم هذه؟ أليسوا هم الذين استسلموا لإدارة ترامب المعادية للعرب والمسلمين، وتنازلوا عن فلسطين والقدس والجولان، وفتحوا أبواب الوطن العربي للصهاينة وللتدخلات الأجنبية، وأشعلوا الحروب العربية – العربية التي قتلت الملايين وأحدثت دمارا هائلا في عدد من الأقطار العربية؟
الشعب العربي ليس مغفلاّ كما يتصوّرون ليصدّق هراءهم وأكاذيبهم ونفاقهم وتزويرهم للحقائق! إنه شعب واع فقد الأمل فيهم وفي دويلاتهم ويمرّ بمرحلة تحوّل تبشّر بالخير؛ ان الثورات الديموقراطية في تونس والجزائر والسودان، والحراك الشعبي المطالب بالإصلاح في مصر والأردن ولبنان والمغرب والسعودية والبحرين ليست سوى دلائل على أن الشعب العربي ما زال ينبض بالحياة، وحطّم حاجز الخوف، وبدأ يتحرك للقضاء على دويلات الطغيان وإقامة أنظمة القانون والعدل التي تعيد له كرامته وثقته بنفسه، وتمكّنه من بناء وطن عربي موحّد مزدهر!



#كاظم_ناصر (هاشتاغ)       Kazem_Naser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا لن تتورّط في حرب مع إيران من أجل عيون العرب
- السعودية وكابوس حرب اليمن!
- يتحالفون مع نتنياهو ويستنكرون نواياه بضم المستوطنات والأغوار ...
- ترامب، وكوشنر، وبيركوفيتش وسياسة الخداع والاستهتار بالدول وا ...
- الدولة الأردنيّة وتجاهل إرادة الشعب
- أعداء حزب الله اللبناني شهود على وفائه ومصداقيّته
- جرائم قتل النساء العربيّات التي يسمّونها - جرائم شرف -
- حكومات رامي الحمد الله: فشل وفساد
- المؤامرات ضدّ الأمّة العربيّة صناعة عربيّة
- الصهاينة يخطّطون لترحيلنا من غزّة والضفة ونحن نزداد انقساما ...
- الهان عمر ورشيدة طليب وكشف حقيقة إسرائيل للشعب الأمريكي
- موجة الإساءة لشعب فلسطين العظيم تصل السعودية!
- الدولة الفاسدة تعلّم الشعب الفساد
- جاريد كوشنر والضحك على ذقون العرب
- الصهاينة يصلّون ويرقصون في القدس وعواصمنا وأماكننا الأثرية! ...
- كسّاب العتيبي! من أنت لتنكر قداسة المسجد الأقصى؟
- الشعب العربي وعقدة الخوف من الدولة
- نحن أمّة عربية مُوَحَّدةٌ!
- السعودية تدفع مئات المليارات من الدولارات ثمن أسلحة وتستنجد ...
- هل نحن في بداية صحوة عربية قوميّة وحدويّة؟


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - الوطن العربي ... دويلات يحكمها أعداؤها