أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - لماذا الاستغراب؟؟؟!!!... على مسؤوليتي...















المزيد.....

لماذا الاستغراب؟؟؟!!!... على مسؤوليتي...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 6359 - 2019 / 9 / 23 - 16:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لـــمـــاذا الاســـتـــغـــراب؟؟؟!!!...
عــلــى مــســؤولــيــتــي...

نشر فيسبوكي سوري من مدينة حــمــاه المنكوبة السورية.. مستغربا البيان الذي أصدرته إدارة محافظة حماه السورية.. ذات الذكريات المنكوبة.. مرسوما مرقما افتخاريا رسميا حكوميا.. بأسلمة سيدتين مسيحيتين من المدينة.. كأنما سيادة المحافظ قد طهر المدينة من الإرهاب الإسلامي الراديكالي.. ومن داعش وأبناء داعش وحلفاء داعش.. أو استعاد بفصائله المقاتلة وشبيحته المعروفين.. الجولان السوري.. أو لوائي أنطاكية واسكندرون اللذين اشترتهما أو بالأحرى سلبتهما السلطات التركية.. بالثلاثينات من القرن الماضي.. أو كما تحاول اليوم اقتطاع مدينة إدلب السورية.. أو خلق مئات الكيلومترات الحدودية بعمق خمسين كيلومتر.. لضمها خطوة إثر خطوة لأراضيها... دون أن أقرأ بأية وسيلة إعلام رسمية.. أو غير رسمية.. إقالة هذا المحافظ وطرده من الوظيفة.. بلا أي رأتب تقاعدي.. نظرا لمسؤولية تصرفه الرديء بهذه العملية المشينة.. بحق ما يسمى المحافظة على احترام سلام وكرامة ووحدة مواطني محافظته وبلده ومسيحيي سوريا الذين قاوموا خلال تسعة سنوات كل جرائم داعش وأبناء داعش وحلفاء داعش.. من داخل مدينته ومحافظته.. ومن كل مدينة أو قرية سورية... ومـا تـــزال.....
وهذا رأي الشخصي وتعليقي وانتقادي لخطوة محافظ حماه الطائفية العنصرية المناوئة لأي روح وطنية... صفة نقية.. لم تتميز بها أية حكومة سورية.. منذ استقلال هذا البلد بسنة 1946 ساهم به كليا (للتذكير) سياسي مسيحي يدعى فارس الخوري...
يا جماعة.. يا قوم... يا بشر... يا أيها النادر القليل المتبقى من المتحضرين بهذا البلد المتعب المعتم الحزين... لماذا تستغربون اعلان محافظة حــمــاه أسلمة سيدتين مسيحيتين انتصارا وفخرا... لأن البلد من قبل استقلاله وبعد استقلاله.. بجميع حكوماته المتوالية استقى تشريعاته وقوانينه وعاداته وتقاليده من الشريعة الإسلامية... وليس من أية قوانين حضارية أو علمانية... ورغم أن المسيحيين كانوا من أقدم بناة الوطن السوري وأولى جذوره العلمانية... لكن لم يتجرأ أحد منهم على الاعتراض على أي من هذه القوانين الخنفشارية (العصملية الحجرية) التي تطبق إداراتها المختلفة على من تشاء...
إن أردتم التغيير... غيروا القوانين.. وغيروا كل ما يتناقض مع أبسط الحقوق الطبيعية الإنسانية... والتي تلبس قوانينها العرجاء.. بلباس الدين والشريعة الطائفية... لأنها تحرمكم من حق المواطنة.. والذي تبنى عليه كل الدول الديمقراطية الحقيقية الــحــرة......
من جديد.. لا حاجة لأبكي على هذا البلد... أحرقت دموعي ويأسي وبأسي وجراحي وألمي.. من اعوجاجاته التي لا يمكن لأي دواء معالجتها.......
أحداث محلية خنفشارية إدارية من هذا النوع.. تدفعني دوما وباستمرار نحو عدم أسفي لمغادرة هذا البلد الذي لم يتمكن.. بعد كل التجارب المؤذية والكركبات المهزوزة الاقتحامية التي واكبته.. والحرب الإرهابية الإسلامية التي فجرته من تسعة سنوات.. وما زالت تنخر شروشه وقواعده ومبادئه.. متابعة خلق إدارات رسمية مسؤولة.. ووزارات طائفية (وزارة الأوقاف).. لا توجد بأية دولة حضارية.. سوى دول عربانية متهلهلة.. لا تتبع سوى الشريعة الإسلامية.. والتي شهد آلاف رجال القانون بالعالم.. أنها مخالفة كليا لجميع القوانين السارية المفعول بجميع الدول الحضارية التي تفصل الدين عن الدولة.. وتساوي جميع المواطنين بالحقوق والواجبات... ورغم ادعاءات جميع الحكومات التي توالت على سوريا.. وخاصة خلال الخمسين سنة الأخيرة.. وخاصة حزب البعث العربي الاشتراكي, والذي شكل قلب ونواة ورئاسة دولتها وحكوماتها.. والذي من أولى شرائع تأسيسه.. كان يبشر بفصل الدين عن الدولة... نفس الحزب ومسؤوليه.. ورغم ادعاءاته بمحاربة مشروع الإخوان المسلمين والإسلام الإرهابي الراديكالي.. كل نتائج مشاريعه الشعبية العشائرية.. انتهت بتقوية الطائفية.. وسياسة مراءاة تجاه الأكثرية الإسلامية وتوطيد ارتباط القوانين والحكم والتحكيم الإداري والسياسي.. بالشريعة الإسلامية... خلافا لجميع أفكار وخلق هذا الحزب بخمسينات القرن الماضي... والذي اسسه ميشيل عفلق.. والذي لجأ إلى العراق.. عــراق صدام حسين.. الرئيس البعثي الآخر المناوئ للرئيس البعثي السوري حافظ الأسد... ولكن كلاهما لما تكاثرت متاعبهما العالمية... لــجــآ للدين الإسلامي.. ورفعا رايته.. وتكاثرت لديهما عادة بناء الجوامع الضخمة... أكثر مما بني بالألف سنة الأخيرة.. سواء في سوريا أو بالعراق... مما لم يحم بلديهما من الحروب الطائفية والانفصالية والعنصرية... والتي أدت إلى ملايين القتلى وملايين المشردين... ونكبات جماعية وتفجيرات تحتاج لمليارات ومليارات الأورويات والدولارات.. وعشرات السنين من سلام وأمان حقيقيين.. لإعادة الإعمار... ودون أن تكسب دروس ما أصابها... لأن الغباء والفساد والتشبيح... أصبحوا القاعدة الرئيسية التي تهيمن على مسيرة شعوبها... من قاعدة الهرم.. حتى أعلى المسؤوليات والقمة...
كل من يعرفني من أولى أيام فتوتي وشبابي ورجولتي .. وحتى شيخوختي بأيامنا هذه... لم أكن ملتزما بأي معتقد ديني أو طائفي... وعقيدتي الوحيدة هي العلمانية الراديكالية.. بلا أية شائبة.. كل العلمانية.. ووحدها العلمانية كانت بوصلتي السياسية الأولى والباقية.. ولكن خبر ونبأ تصرف محافظ حـمـاه وإعلانات إدارته الغبية.. أثارت بالنهاية استمرار القرف من هؤلاء الموظفين السوريين الحكوميين الذين بعد كل سنوات الحرب الآثمة هذه.. والذين تفجرت لديهم مشاعر اللامسؤولية.. بأشكال فاضحة طائفية وعشائرية ومصلحية.. بما يثير لدى أي مواطن يحترم المواطنة الحقيقية.. ولا شيء غير المواطنة.. مشاعر إثارة وتحدي وثورة وغضب.. من هذه الأشكال من التصرفات التي لا تؤدي سوى لإثارة الهزات والكركبات الطائفية.. والقرف واليأس.. وصعوبة خروج هذا البلد من حالة الفساد الشمولي.. والذي غير حياة البلد ومعيشة المواطنين... وخاصة لدى من ظنوا أن هذه الحرب البائسة الغبية التعيسة.. قد تكون تجربة إنسانية.. لتنظيف البلد من كل المسؤولين الذين بتصرفاتهم الغير قانونية ونزعاتهم القبلية والطائفية.. هي التي أدت لتفتيت مشاعر المواطنة الوحيدة الأكيدة... ولكن مع الأسف أخطاء محافظ حــمــاه السورية.. وغيره وغيره.. ممن انتفخوا وانتفخوا من الفساد.. وارتباطاتهم يوما بعد يوم بأحداث طائفية مشينة.. دون أي حساب.. ولا اية مسؤولية.. كانت وما زالت.. بهذا البلد.. وبكل الوطن السوري المنكوب.. علامة وإشارة تعبير واضح.. بأنه ما من شيء تغير.. أو سوف يتغير.. نحو الأفضل.. كما كنا نــأمــل!!!...
ومن هذا المنطلق من مشاعري وواجبي ودفاعي باستمرار عن البلد الذي ولدت فيه.. رغم العديد من الذكريات السلبية والصعبة.. تابعت كل حياتي بالدفاع عنه وعن شعبه.. وعن تاريخه عندما نشر أولى الكتابات وأولى القوانين الإنسانية...وأهم الحضارات القديمة.. قبل أن تقتحمها جحافل الديانات.. وتغير حضارتها وتاريخها... حتى لا نعرف كيف أصبح اليوم.. بلا أي تصنيف.. يختفي ويتضاءل بعدة أرقام تحت الصفر... مما يزيد يوما عن يوم ألمي وجرحي ويأسي وباسي... ويــعــتــم ما تبقى من أملي عليه!!!...
***************
عــلــى الــهـــامـــش:
ــ فظاعة الفظاعات...
هل رأيتم صورة وفيديو المرأة العراقية والتي تحمل طفلها الصغير وعمره حوالي سنة... تفجر نفسها بسوق تجارية بالعاصمة العراقية بغداد.. مسببة عشرات القتلى وعشرات الضحايا... وما زالوا يسمون هذا "عملية جهاد"... أي جهاد هذا يا بشر؟؟؟.. وما ذنب هذا الطفل؟... وأتساءل إن كان حقيقة طفلها.. أو مخطوفا.. أو مشترى.. بهذا البلد المهزوز.. وهذه الأفكار المتجردة من أبسط المشاعر الإنسانية...
كيف تريدون أن نتطور وأن يقبلنا العالم.. طالما تبقت بشعوب بلداننا.. رواسب جينات دينية تبشر وتدعو بقتل الآخرين.. ولا شيء سوى قتل الآخرين الأبرياء.. بدون سبب.. سوى لأنهم الآخرون.. كل الآخرين...ولأن قتل الآخر الذي لا يفكر أو يؤمن مثلهم.. بطاقة مفتوحة تشريعية إسلامية.. للوصول إلى الجنة.. وما زال هناك مشايخ وملالي ومشرعون ومحللون دينيون.. يوزعونها للفقراء وغير الفقراء.. للوصول إلى الجنة... وما من صوت مسؤول ديني (وما أكثرهم) بأيامنا هذه يصرخ كفا.. كفا جنونا يا بشر... لأن قتل الآخر جريمة لا تغتفر... ولن ينال فاعلها أية جنة!!!... بالإضافة أنه لم يعد شعب متحضر بالعالم... يقبلنا.. يصافحنا.. أو يحترم وجودنا وتحليلاتنا المهزوزة... أو أي من شرائعنا... وصنفونا شعوبا خطيرة... يجب فصلها وإبعادها عن الإنسانية...
ــ كــلــمة خــتــام.. حـــزيـــنـــة...
لم أخــف من عقود بعيدة تشاؤمي الإيجابي.. إثر تجاربي الحياتية .. السياسية والاجتماعي.. ونظرتي لكل ما يجري هــنا.. أو هناك...وازدياد قناعتي بأن "السلطة تفسد" Le Pouvoir corrompt.. كلمة الروسي الأناركي المعروف بــاكــونــيــن Bakounine بعد الثورة البلشفية.. بروسيا ببدايات القرن الماضي.. السلطة تفسد.. نعم السلطة تفسد... ومن هذا المنطلق بعدما كل ما جرى ببلداننا هناك.. سنة إثر سنة.. منذ ما سمي استقلال البلد بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.. أو ما جرى بعد الحرب العالمية الأولى من أوهام مزورة خنفشارية.. إن قرأنا التاريخ بتفاصيله الحقيقية.. لا يحق لي المحافظة على أي أمل.. بأن النور والوضوح والديمقراطية والعلمانية.. سوف يعود لسوريا... لأن السلطة دوخت كل من حكمونا هناك.. واعطتهم لهم يوما بعد يوم.. نفحات إلهية.. ظنوا بعدها أنهم خالدون.. واعتقدوا ان البلد ملكا لهم ولعائلاتهم وحلقاتهم وخصيانهم...
لا تلوموني رجاء بعد كل هذا.. إن فقدت ـ نهائيا ـ أمــلــي بأن أي بلد من هذا المشرق الحزين... سوف تعود له أنوار حياة حقيقية.....

بـــــالانـــــتـــــظــــار...
غـسـان صـــابـــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على مسؤوليتي كالعادة... صرعات وليس صراعات...
- مستر ترامب... والصرعات العالمية...
- بين نضال نعيسة وبيني...
- عودة... تفسير ضروري...
- على مسؤوليتي... صرخة غضب إضافية...
- رأي... وجواب... ومشاركة...
- وعن المستقبل السوري...
- سوريا... يا أمي الحزينة الثكلى...
- إنسانيات... ومحرمات... وممنوعات!!!...
- تحية إلى :Antonietta Lanzarone
- رسالة إلى نصف صديق سابق
- رسالة شخصية للرئيس التركي رجب طيب آردوغان
- رسالة شخصية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب...
- مجازر عنصرية أمريكية
- وعن - الكولكة -
- صحيب يوسف؟... صحيب يوسف.. فلسطيني.. من باندوستان حماس
- لماذا؟؟؟!!!...
- وعن هناك... ايضا...
- الشهيدة السورية.. سوزان ديركور...
- تابع... الوباء الأسود...


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - لماذا الاستغراب؟؟؟!!!... على مسؤوليتي...