أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ذياب مهدي محسن - اغزلك لغة، قصيدة مشحونة بالذكرى والرومانسية ...














المزيد.....

اغزلك لغة، قصيدة مشحونة بالذكرى والرومانسية ...


ذياب مهدي محسن

الحوار المتمدن-العدد: 6359 - 2019 / 9 / 23 - 00:05
المحور: الادب والفن
    


قصيدة ( أغزلك لغة واصوغك كلمات )* متحررة من الوزن والقافية ، لكنها تمتلك ايقاعها الموسيقي الوجداني، كأن الشاعر يهرب من الواقع المخيب للآمال الى عوالم الخيال، اقرأه من خلال الإفراط في استخدام الخيال، ويذهب للولوج في الرمز الموحي في تعبيره عن الشعر الرومانسي، انه ترميز مختزل بالمعنى المتعدد للوجدان وللذاكرة، في التصورات الإبداعية او الخيالية. يدل على ان الشاعر"عبد الحسين بريسم" له انطباع خاص دون الحاجة الى تفصيل او شرح. انه صادق في التعبير عن العواطف الفردية:
"الباب وما وراء البحر أنت "
وكما يمزج في تعبيره عن المشاعر العميقة التي تختبئ في أعماق نفسه. انها قصيدة الولوج إلى أحضان الطبيعة، واستشعار مظاهرها وجمالها وبيئتها الشاعرية انها الثنائية الرومانسية بين الإنسان والطبيعة:
"افتح قميصك فتطير حمامات
فراشات
شموس
اما الأقمار فتنزوي خجلا مني "
واذا عرفنا المدرسة الرومانسية على انها مذهب أدبي يهتم بالنفس الإنسانية، بالعواطف زالمشاعر والذكريات، بغض النظر عن طبيعة شاعرها، مؤمن ام ملحد، انه مذهب أدبي بينه فاصل عن المذهب الأخلاقي، انها قصيدة تتصف بسهولة الفكر والتعبير، ومتحررة من القيود الزمكانية، كأنها قصيدة تجمع كل التيارات:
"افتح قميصي
فتدخل حروب
ومقابر
واغنيات سود
تنتظر ان اعزف لك
أغنية الباب الذي اغلقته الريح "
وانطلاقاً من عنوان القصيدة "أغزلك لغة وأصوغك كلمات "
يعكس تقوقع الشاعر على ذاته، ولزومه اغلاق الباب وكأنه يتماها مع الريح، ثم يشير الى السعة بأن الغابة، الحياة، تفتح الباب، ليذكرنا بحكاية طفوليه عن قصة الصغيرة والذئب وتيهانها في الغابة وما آل اليها في نهايتها من معنى، انه يهرب نحو المعنى وليس الشكل في فتح الباب او اغلقه! وهذه الصياغة مؤشرتنوع متقارب مع تدوير الايقاع النفسي والوجداني عند " بريسم " داخليا،واقرب الى نظام المقاطع او الجملة التصويرية "لوحات " مرسومة بالكلمات والايقاع الجمالي النفسي. اقول: انني امام قصيدة رومانسية :
"وفتح الغابة
التي ضاعت الاميرة فيها
البحر وراء الباب
والباب بحر
وانت اغنيتي "
هنا يتحدث الشاعرعن نفسه، وذاته المنكسرة، مشغوفا بقصة يوسف وزليخا، متساوقا مع حكايتهما، القميص تحول الى معنى اعتباري وجداني، والمراودة قصائد تثير الشبق الجنسي فكريا ومخيالا، فنقرأ:
"هل قلت ان هذا قميصك
وماذا يدخل النوافذ التي تشاكس الشمس
وعصافيرها
وانت بقميصك
تراوديني عن نفسي القصائد "
انها مضامين ذاتيه شخصية في هذه القصيدة.
"هذه الخيول
تنبت على جسدي
وتطلق صهيلي
وتخسر حروبها وتفوز بي
انا بلا كلمات اغزل لغة
وأصوغك قلادة كلمات
من نافذة اعبر سحابة
روت امطارها جسدك
واسمعتني رعدا
ينشد اغنية
استرق السمع اليها
ملائكة
ورفيف اجنحة "
نجد هنا في هذا المقطع الشعري، كيف كانت البنية الإيقاعية التي أفرغ فيها الشاعرمعاناته الذاتيه؟ وكيف صور وجدانه والى آي حد تنتمي القصيدة للشعر العراقي العربي الحديث المعبر عن سؤال الذات...
"ابني على اصابعي مدنا
واصابعي مدن
من علم المدن ان تكون ظلي
اتبعها حيث سارت المدن
والمدن انت ...."
ولمسك الخاتمة لهذه القصيدة الشيقة نولج الى جو النص ومضمونه الشعري نجد فيه ، ذكر "بريسم " الشاعرلمعاناته الذاتيه، ووصف للاشياء، الباب، الريح، الغابة، القصائدة، وحبيبته التي تراوده نصوص ومشاعر، ومدى تأثيرها بتفسه. انها مناجاة الشاعر لذاته، ومحاولة فهم ما يحصل له في هذه الحياة، ومن اجل ان يستنهض لهمته حتى يتجاوز معاناته وهو في دوامة المدن وتيهانه. ونلاحظ لغة القصيدة وجدانية نابعة من بواطن النفس، وواقعية معبرة عن الزمن النفسي للحظة الإبداعية، حيث يغزل الفاظ قصيدته ليخلق منها الكلمات، صور اللغوية ولوحات وجدانيه مفعمة بالرومانسية وألم، يحذوه أمل، انه يغمس مفردات الفاظه في محبرة وجدانه، فنقرأ له لغة رقراقة منسابه، وهامسة بهسهسات روحية بعيدة عن الجزالة والفخامة .شكر للشاعر عبد الحسين بريسم وهو يمتعنا بهذا النص، القصيدة المموسقة بالحب والوجدان والتيهان والأمل.
* نشرت هذه القصيدة في جريدتنا الغراء طريق الشعب / العدد 12 السنة 85 الثنين 26 آب 2019 وهكذا قرأنا القصيدة .

أغزلك لغة وأصوغك كلمات
عبد الحسين بريسم
الباب وما وراء البحر أنت
افتح قميصك فتطير حمامات
فراشات
شموس
اما الاقمار فتنزوي خجلا مني
افتح قميصي
فتدخل حروب
ومقابر
واغنيات سود
تنتظر ان اعزف لك
اغنية الباب الذي اغلقته الريح
وفتح الغابة
التي ضاعت الاميرة فيها
البحر وراء الباب
والباب بحر
وانت اغنيتي
هل قلت ان هذا قميصك
وماذا يدخل النوافذ التي تشاكس الشمس
وعصافيرها
وانت بقميصك
تراوديني عن نفسي القصائد
هذه الخيول
تنبت على جسدي
وتطلق صهيلي
وتخسر حروبها وتفوز بي
انا بلا كلمات اغزل لغة
وأصوغك قلادة كلمات
من نافذة اعبر سحابة
روت امطارها جسدك
واسمعتني رعدا
ينشد اغنية
استرق السمع اليها
ملائكة
ورفيف اجنحة
ابني على اصابعي مدنا
واصابعي مدن
من علم المدن ان تكون ظلي
اتبعها حيث سارت المدن
والمدن انت



#ذياب_مهدي_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جبار الكواز ؛ قصيدة رغيفها خبزا حافي :
- لم أعرفه لكن استدليت عليه ؛ كاظم الحجاج ...
- شمران الياسري سيد كتابة العمود الصحفي
- من عوالم الغجر - موسيقى وغناء ورقص -
- سائرون انتفاضة شعبيه سلمية
- هل الديمقراطية - هوسة - ام نحن ( هوسة ) في الديمقراطية ...؟
- أم محمد الخضري - مله حوري-
- قراءة مختلفة لقصيدة ( زينب ياغريبه ، الله اشمصيبه )
- هكذا اقرأ . ق . ق . ج .إبراهام كميين الخفاجي في ( مداد الحب ...
- نفحات من سور الغري ، النجف - نسوان السور- :......؟؟
- مهنة شعبية سادة ثم بادة - دوه الحمام - لازالت الشعر من الأجس ...
- عكد سيد نور ( شارع موسكو ) ج2 ....
- أي نوع من المقولات ؟ المجرّب لا يُجرّب :
- يوم الشهيد تحية وسلام
- فندق شعبة الفرح : من ذاكرة الشجن والحب والوفاء
- هنا النجف ... هنا حديقة ابو كشكول .. ومن هنا يبتدء جري سعده ...
- هنا النجف وذكرى وعد بلفور تظاهرة طلابية
- لقد قرأت : اجتماعيات التدين الشعبي - تأويل للطقوس العاشورائي ...
- ليلة من ضفاف الفرات في الكوفة الحمراء ...
- عارف الماضي ... موسى فرج ... هاتف بشبوش ... ، همسات من الوجد ...


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ذياب مهدي محسن - اغزلك لغة، قصيدة مشحونة بالذكرى والرومانسية ...