أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم حمي - كي لا نخطئ قراءة ما اسفرت عنه الانتخابات الرئاسية في تونس.















المزيد.....

كي لا نخطئ قراءة ما اسفرت عنه الانتخابات الرئاسية في تونس.


ابراهيم حمي

الحوار المتمدن-العدد: 6359 - 2019 / 9 / 23 - 00:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من أجل قراءة مغربية موضوعية للانتخابات الرئاسية التونسة تفاديا للمغالطات السياسوية الضيقة.

كل ما كتب من مقالات صحفية أو تحليلات سياسية، حول الانتخابات الرئاسية في تونس، سواء كانت هذه المقالات والتحليلات عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى عبر الجرائد المغربية بالخصوص . لم تتحرى الحقيقة في عمقها ولم تحدو حدوى الموضوعية التي يجب أن يتسلح بها أي متتبع لأي حدث من هذا الحجم ، وكل القراءت التي تناولت الموضوع غيبت المعطى الاهم في القضية، ألا وهو التشخيص لوضعية المجتمع التونسي الحالي ، أولا ، بعد عدة تطورات سياسية حصلت في المشهد السياسي ببلاد الياسمين، وتفاعلات كل هذا الأحداث مع جل فئات الشعب وشرائحه ، وهي التي اعطتنا النتيجة التي اصبح الجميع يتحدث عنها من زاويته ومن رؤيته السياسية والايديولجية. ويصدر احكامه حسب تلك الرؤية المحدودة في خندقة كل شيء في حدود الانتماء السياسي والايديولوجي فقط، مما جعل من كل ما كتب مجرد اسقاطات متراكمة في الذاكرة و في ذهنية اصحابها الذين لم يتجاوزوا عقلية المؤامرة كرافد وكعنصر في بناء أي تحليل أو قراءة سياسية على أي حدث. وينسى هؤلاء؛ أصحاب هذا الرأي بأن الواقع الاجتماعي وحتى السياسي في تونس مر من كذا احداث وتراكمات تركت في ذهنية المجتمع التونسي بصمات وترسبات وتحولات ومفاهيم جديدة بغض النظر عن طبيعتها، وكونها إيجابية أم سلبية، وهل ستكون في صالح الشعب ام لا، وبغض النظر كذلك عن من سيستفيد من هذه النتيجة مستقبلا. فلا يجب أن نحلل هذه النتجية حسب فهمنا التقليدي الغارق في التهم لهذه الجهة او تلك، كما أن العديد من المقالات التي كتبت في هذا الموضوع سقطت في تبريرات وكليشهيات عاطفية تفتقد للمنطق العلمي. إضافة أن اغلبها متأثرة ومتأطرة أيديولوجياً أو سياسويا وبالتالي فإن أحكامها طبعا ستحدو حدوى العداء أو المجاملة لهذا الطرف أو ذاك . فدون الانتباه للتطورات السياسية السلبية طبعاً التي يعرفها المجتمع التونسي في خضم ومخاض عسير كانت اطواره متشابكة وغير واضحة المعالم والاهداف لفترة طويلة جعلت الامور تختلط على المتتبع خصوصاً البعيد جدا عن مسرح وحلبة الصراع الدائر بين اللوبيات والفرقاء. وهنا قد يقول قائل بأن تونس لا تختلف كذلك عن التطورات التي تعرفها باقي المجتمعات المجاورة والتي من ضمنها المغرب. بطبيعة الحال نقول لهذا القائل فعلا صدقت، لهذا عليك أن تتحرى الموضوعية والحقيقة مادم أننا نتاقسم نفس الاوضاع مع اختلافات بسيطة جدا. علينا أن نتجنب في قراءتنا منزلاقات واختلالات التحليل ذو المنظور الاوحد أو الذي يرى الأحداث من زاوية واحدة فقط. واليك بعض النقاط المتشابهة أو المشتركة في المجتمعات المغاربية ، لكن لنبقى في الحدث التونسي وقس على ذلك.

اولا لابد من استحضار نفور عام من الاستقطابات والتجاذبات التي طبعت السنوات الاخيرة ، وكلها عوامل مهدت الطريق نحو هذه النتيجة.. اي صعود قيس سعيد للدرجة الاولى.
ثانياً، علينا أن ننتبه أن المترشح الفائز بالرتبة الأولى تقدم بشعار بسيط جدا ينسجم مع سيمفونية ولحن الشارع دون استحضاره لأي مرجعية تاريخية نضالية من أي نوع أو صنف، كما فعل الكثير من المترحشين غيره بحيت أعتمد اغلبهم على مرجعيته النضالية التاريخية، في الوقت الذي اصبحت هذه المرجعيات مهما كلفت اصحابها من تضحيات؛ عملة رديئة غير صالحة في سوق الانتخابات التي تتحكم فيها المصالح المختلفة لكل فئات الشعب داخل المجتمع التونسي. ودون أن يتبجح كذلك الفائز بالدرجة الأولى باي تضحيات أو أي دافع آخر يجعله يتوسل الاصوات من الشعب كمقابل للفوز على ماضيه وتضحياته . من هنا كان على الكثير من المحلليين وأصحاب المقالات أن يدركوا جيدا بأن شعار الفائز كان هو "الشعب يريد"

وإذا تجاهلنا في تحليلاتنا وقرائتنا وقع هذه الجملة التي مفادها أن "الشعب يريد" على مسامع الجماهير وخصوصاً الشباب منهم، نكون قد أخطأنا القراءة الصحيحة لهاجس الشارع المغاربي جملة وتفصيلا حتى لا اقول العربي كذلك ، و الذي ينتفض من حين لآخر دون أن يجد آذان صاغية لما يريد هذا الشعب.
خلاصة القول : فان فوز ﻗﻴﺲ ﺳﻌﻴﺪ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ بالمرتبة الأولى، هذا لأنه تعامل مع الشارع التونسي بذكاء وليس بالايدولوجية التي لم تكن طبعاً غائبة. وﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺷﻌﺎﺭه و ﺣﻤﻠﺘﻪ ﻛﺎنت " ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻳﺮﻳﺪ " ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﺃﻥ ﻳﻜﺴﺐ ﺻﻮﺕ ﻣﺎ ﻳﻘﺮﺏ 700,000 ﻧﺎﺧﺐ ﺗﻮﻧﺴﻲ ﻭﻗﺪ ﻓﺴﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺮﺍﺡ ﻧﺠﺎﺣﻪ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺧﻴﺒﺔ ﺃﻣﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ من ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪ ﻭﺗﻔﻀﻴﻠﻬﺎ ﻟﻮﺟﻮﻩ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻗﺪ ﺗﺤﻘﻖ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﻣﻦ ﺳﺒﻘﻬﻢ ﺃﻥ يحققه نظرا لخطاباتهم الغارقة في الذاتية والتعالي والطهرانية المفترى عليها.



#ابراهيم_حمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على مسؤوليتي الانحراف أصبح شاملا..
- قراءة -محايدة- لتجربة محاربة الفساد .
- البكاء على الاطلال لن يبلغ مستوى النقد الذاتي
- ليكرم الشهيد ولكن
- منزلاقات البورجوازية الصغيرة.
- الاستبداد هو الأصل لكل فساد.
- في قضية التعليم
- اليسار.. اليمين.. الديمقراطية كقسم مشترك بينهما.
- - ﺩﺍﻋﺶ - ﺃﻭ ᥻ ...
- دفاعا عن المفكرة نوال السعداوي.. ضحالة وبؤس الفكر.. وسطحيته ...
- اليسار الذي اعرفه أنا!
- دولة الحق والقانون والسؤال المشروع
- قراءة وجيزة جدا لما قبل وبعد 7 أكتوبر
- أريد ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻝ ما أر ...
- الحركات الأصولية بين شعار -الأمة- واغتيالها للأوطان...
- ليس هناك أملس بين الأنظمة الاستبدادية.
- إلى المدافعين عن الأطلال العتيقة!
- الحظ لم يأتي بعد
- تأملات في الوضع الراهن و الحزبي بالمغرب.
- -اليسار المغربي- واختبار المشاركة في الانتخابات


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم حمي - كي لا نخطئ قراءة ما اسفرت عنه الانتخابات الرئاسية في تونس.