أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسام الحملاوي - حول المظاهرات الجارية في مصر.. أفكار حول العفوية والقمع ومعارك النفس الطويل















المزيد.....

حول المظاهرات الجارية في مصر.. أفكار حول العفوية والقمع ومعارك النفس الطويل


حسام الحملاوي

الحوار المتمدن-العدد: 6358 - 2019 / 9 / 22 - 21:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


حسام الحملاوي و طاهر مختار

مئات (والبعض يضع الرقم بالآلاف) نزلت الشارع يوم الجمعة الماضية، واللي نزلوا الشارع هم أغلبية لا تنتمي لمجتمع نشطاء يناير التقليدي، بل يمكن القول أن الأكثرية كانت من جيل ما بعد يناير.

على الجانب الآخر غابت التنظيمات السياسية المختلفة من أحزاب وتنظيمات وحركات على المستوى الرسمي أو حتى مستوى التواجد المؤثر داخل حراك الجمعة.

نعتقد إن السبب الأهم لاستجابة المئات لدعوة محمد علي هو الوضع الاقتصادي العام شديد السوء، ومظاهر الفساد المتفشية في كل مكان، فلما خرجت فيديوهات محمد على للعلن لتقدم شهادة ملموسة على وقائع فساد محددة وبالتفاصيل، جاءت لتكون القشة التي قسمت ظهر البعير، أو بالأحرى جاءت للناس لتقول لهم صدقوا حدسكم بأن هذا النظام فاسد من رأسه لأخمض قدميه، ولترد على الدعاية السياسية لرئيس الجمهورية، عبدالفتاح السيسي، بأنه هو شخصيا عانى ويعاني، 10 سنوات ولا توجد في ثلاجته سوى المياه على سبيل المثال، من أجل بناء الدولة! اكتشف الناس أنهم يعانون من أجل بناء قصور السيسي وتلبية رغبات زوجته انتصار، ضربت شهادات محمد علي مصداقية النظام عند من كانوا يصدقونه سابقا في مقتل، ضربت مبرراته الأهم لسوء الوضع الاقتصادي.

أضف إلى ذلك إدارة النظام الغبية للأزمة، فيديوهات وصور وتحركات المقاولين والفنانين الداعمة للنظام في أزمته، لأن محمد علي مقاول وفنان، ونحمد الله أن محمد علي ليس طبيبا ولا مهندسا ولا محاميا ولا محاسبا ولا عاملا أيضا، وإلا لرأينا تحركات أخرى من فئات جديدة، يعلم القاصي والداني أن أجهزة الدولة هي من تحركها، بشكل مفضوح، لدعم السيسي في محنته..

جزء آخر من إدارة النظام الغبية للأزمة، والمنوط بها هذه المرة رأس النظام تحديدا عبدالفتاح السيسي، هو تنظيم مؤتمر للشباب بشكل عاجل، يعلم الجميع أنه كان للرد على فيديوهات محمد علي، وفي خلال المؤتمر يعترف متحديا الجميع: نعم ما جاء بالفيديوهات صحيح، وأنه يبني قصور، وسيستمر في بنائها، وأن كل ذلك لصالح مصر، جاء ذلك بشكل كاريكاتوري ليضرب مقولاته المتكررة أن كل ما يفعله من انتهاكات، والآن كفساد مفضوح هو “علشان مصر، علشان بناء الدولة”.

سبب آخر وربما هام، أدى لاستجابة الناس للدعوات بالتظاهر، هو الجو العام الموحي بوجود صراع بين الأجهزة وأن هناك أجهزة لها وزن داخل الدولة المصرية تساند محمد علي بل وربما تحركه وتناوئ السيسي، وهو ما أعطى أملا، دائما ما كان هاما، ليعطي الناس دافعا للتحرك والنزول للشارع، حيث أن ثمن النزول الشارع لن يكون كبيرا حيث أنهم سيكونون مدعومين من أجهزة في الدولة لها قوتها بعكس الوضع تحت حكم السيسي منذ البداية حيث أن تكلفة النزول كانت باهظة للغاية، بجانب الأمل أن تلك التحركات ربما تفضي لتغيير سياسي، اختار الناس خوضه حتى لو كان محفوفا بالمخاطر لعدم معرفتهم تحديدا وزن ولا نوع ولا الاختيارات السياسية لتلك الأجهزة المفارضة، والتي ربما إن وجدت لن يكون حكمها مختلفا كثير عن حكم السيسي، وفي القلب منهم هناك من يعتقد أن أي تحرك للركود السياسي الحالي، وإن كان حتى هو تحرك من خلال صراع أجهزة مفترض، ربما يفتح الباب أمام تغيير سياسي كامن على المدى البعيد إن استطاعت القوى التقدمية وقوى التغيير قلب موازين الصراع لصالحهم، كما أنه لو كانت فرضية وجود صراع أجهزة داخل الدولة المصرية صحيحا، فوجود حراك سياسي أو اجتماعي ربما يؤدي إلى احتداد هذا الصراع وتفاقمه وربما يؤدي إلى وجود تصدعات حقيقية داخل الدولة يمكن استغلاله من أجل التغيير..

ولكن يبقى السؤال: هل هناك فعلا صراع بين أجهزة الدولة؟ صراع أجهزة وانقلاب؟

‏السيسي أدى دوره المنوط به: تدمير الثورة بحلول 2015. كل ال بيعمله بعد كده غشومية زيادة من وجهة نظر قطاعات من الطبقة الحاكمة والبعض في الأجهزة، بس مش شايفين له بديل وأي بديل من الداخل بيظهر بيقضي عليه فورا زي عنان أو شفيق.
السؤال بقى: هل هناك أي جناح من النظام حاليا على إستعداد يخش مواجهة أكيد هتبقى دموية عشان يشيل السيسي؟ ومين الأجهزة ال بتتصارع؟ المخابرات حربية عزبة السيسي. المخابرات العامة تدار بواسطة عباس كامل والعميد محمود السيسي بعد الإطاحة بعدد (غير معلوم) من قياداتها من الصف الأول والثاني في السنوات القليلة الماضية لترويضها. الرقابة الإدارية تحت سيطرة مصطفى السيسي. الداخلية؟ الشرطة شبشب الجيش كما وصفها محمد علي ولا تملك حاليا وزنا سياسيا في المعادلة كعهد حبيب العادلي (وطبعا ده مش معناه إنها أقل شراسة). أي جهاز بيتعارك مع أي جهاز إذن؟

ولكن هل هناك تخبط؟ نعم وده طبيعة الدولة المصرية كالعادة. هل هناك سوء تنسيق أو منافسة؟ وارد جدا. هل هناك أفراد بداخل الأجهزة متململة من السيسي أو شايفة إن ال بيعمله محمد علي ده حاجة كويسة؟ ده أكيد. ولكن هل في مقدورهم يعملوا حاجة تصل لمستوى فضح السيسي بهذا الشكل الدرامي الذي يقوم به محمد علي أو تحريك مظاهرات في الشوارع تطالب بسقوط السيسي… أو تنظيم انقلاب؟ نشك بشده. ده زمان رؤوسهم كانت متعلقة على مدخل العاصمة الإدارية.

هل كانت الشرطة “متساهلة” مع المتظاهرين؟ السيسي رايح نيويورك يحضر الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وبشكل عام سمعته في الحضيض في الصحافة العالمية وفي دوائر كتيرة قريبة من صناع القرار. لما يطلع في الأمم المتحدة وفيه مجزرة جديدة في التحرير بالذات (العاصمة ال عليها الأضواء) أو إسكندرية (العاصمة رقم 2) فدي كارثة. وممكن ده يفسر ليه الرصاص الحي ماطلعش من أول لحظة. في أغلب المحافظات (الأقل ظهورا في الإعلام) الشرطة وحشيتها كانت المعتادة، وحتى في القاهرة والإسكندرية برضه الغاز إتضرب وترسانة القمع اشتغلت.. الوضع مكنش وردي على الإطلاق.

مش لازم كل تحرك بيحصل حاليا في الشارع يبقى جهاز بيحركه، ده لو أساسا الهامش موجود للتآمر على السيسي من الداخل حاليا.
ولكن هل الحالة دي هتسمتر للأبد؟ لا طبعا، الحراك في الشارع لو تصاعد أو تعمقت الأزمة السياسية/الاقتصادية أكثر طبيعي الشقاقات تظهر.

إلى متى ستستمر المظاهرات العفوية سؤال إجابته صعب تحديدها على وجه الدقة، لأن العفوية لا تستطيع الحفاظ على الزخم لفترة طويلة ومطلوبة لخلخلة هذا النظام. بدون كيانات (مثلا زي أحزاب، أو نقابات مستقلة، أو حركات سياسية شبابية، أو لجان أحياء) صعب تنسيق الحراك وصعب الوصول لاضراب عام يستطيع فعلا الإطاحة بالنظام العسكري وبأقل قدر من الخسائر في الأرواح.

محمد علي لعب دور مهم بالفعل في كشف الفساد وتحطيم هيبة السيسي، ولكن الانتقال من دور فاضح الفساد إلى إطلاق دعوات نزول الشارع على أمل استمالة الجيش للانقلاب على السيسي وتصوير الأمر بأنه قاب قوسين وأدنى و”القصة هتخلص الأسبوع الجاي” هو تحول محفوف بمخاطر جمة. المعركة لسه طويلة، ولازم نفسنا يبقى طويل. إحنا خارجين من سنوات عجاف دمرت فيها الثورة المضادة كافة الكيانات أو أضعفتها. وحدة (ما تبقى من) المعارضة في الوقت الحالي والاتفاق على أرضية مشتركة مهم جدا، مع العمل الدؤوب على بناء نقابات مستقلة وكافة الأشكال ال ممكن تساعد على تصعيد الحراك، واستغلال أي مساحة أو متنفس للعمل السياسي.



#حسام_الحملاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الانضباط التنظيمي في الحزب الثوري
- تكنولوجيا الاتصالات والتنظيم الثوري في القرن الحادي والعشرين
- يجب أستكمال الثورة


المزيد.....




- بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
- في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
- ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
- عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7 ...
- خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا ...
- وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17 ...
- الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل ...
- بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
- الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسام الحملاوي - حول المظاهرات الجارية في مصر.. أفكار حول العفوية والقمع ومعارك النفس الطويل