أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - مسودة للتفكير ..














المزيد.....

مسودة للتفكير ..


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 6358 - 2019 / 9 / 22 - 16:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إحدي المعضلات الهامة للثقافة المصرية العائدة بعد انقطاع طويل في ظل الغزوات الإستيطانية الأوربية والآسيوية ، في العصور الوسطي كانت في جزء مهم منها ذلك الإنقطاع ذاته ، ثم ماحدث في القرن التاسع عشر ، وحتي بعد منتصف القرن العشرين من إنقسام الواقع الثقافي الناتج بالضرورة عن صيرورة الأوضاع الإجتماعية ، ومسارات التشوه والتبعية ، وهو ماتلخص في ظاهرة تدفق أبناء الفلاحين والحرفيين وفقراء علي الأزهر بعد مرحلة التعلم الأساسي في الكتاتيب والمعاهد الدينية في قري ومدن الأقاليم كسبيل وحيد لتلقي العلم في مراحله التي تضمن حدوداً ما من الترقي الثقافي والإجتماعي ، بينما كان أبناء الأرستقراطية المصرية في العاصمة والمدن الكبيرة يذهبون للتعلم في جامعات الدول الأوربية ليعودوا إلي مصر ..

عودة كانت تعني أولاً تعظيم المكتسبات الإجتماعية لهذه الطبقة بالهيمنة علي مراكز الوجاهة الإجتماعية والإدارية والحكومية في مصر ..

وتعني في وجهها الآخر إنفصام حاد مع ثقافة المجتمع وكبار متعلميه الأزهريين ، ومن ثم الدخول في جيتوهات ثقافية واجتماعية تنعزل في العاصمة ..

أو وصول إلي قدر من التكيف التلفيقي بين ثقافة تكتفي باستهلاك المنتج الحضاري والعلمي الأوربي دون التعامل مع قناعاته ودوافعه الحقيقية ، وبين ثقافة انتجتها تشوهات الواقع المصري الناجم عن احتباس مسارات التطور الحضاري بفعل الظروف التاريخية والإجتماعية البنيوية التي تمت الإشارة إليها في الأسطر الأولي ..

أو ثقافة استهلاكية خالصة لايتبين منها إلا إعوجاج اللسان بمصطلحات السوق الأوربي القشرية ، تطورت فيما بعد في الألفية الثالثة إلي تللك المسالك التي تجيدها شرائح الكمبرادور التابعة وتبرزها مهرجانات العاصمة وعوالم الساحل الشمالي التي حولت مهرجانات الفنون والمناسبات الإجتماعية لعلية القوم من أبناء وبنات الكمبرادور المصري إلي ساحات لاستعراض وممارسة السفه الشكلاني ، في مظاهرات لتصدير حالات الإحباط والإغتراب الثقافي لكثر من الشباب المصري ، لايجدون إجابة علي تلك الحالة إلا باللجوء إلي التصور الذهني الذي يحاول إعادة إنتاج وهم استعادة حياة الأسلاف والفرقة الناجية من النار ، والجهاد من أجل تجسيدها في مجتمع وصموه بالكفر ..

هذا مع عدم إغفال بعض الإستثناءات الشحيحة التي تتطلب إضافة عبارة (إلا من رحم ربي)..

وهكذا أزعم أن تلك من النقاط الهامة هي من النقاط التي تجيب علي قضايا الثقافة المصرية ، ومناطق القصور التي طبعت نشأة وتطور النخب الوطنية المصرية ومسارات نضالها سواء في مرحلة الإستعمار الأوربي ، أو في مرحلة التحرر الوطني ، وما يمتد بعلاقة مع طبيعة الثورات الوطنية المصرية وطبيعة تكوينها القيادي ..

والأهم أن هذا يقدم ضمن إجابات أخري عديدة علي السؤال المتعلق بتعثر مسارات التنوير في المجتمع المصري ، الذي أصبح مفعماً بقدر كبير من المأزومية في هذا الجانب المعقد ..

_________________
حمدى عبد العزيز
5 سبتمبر 2019



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد علي كنموذج كاشف لطريقة إنتاج ثروات المحاسيب
- افكر بصوت مكتوب
- بالعقل
- ليس مجرد (خلاف سياسي) ..
- تحديات واخطار يواجهها التنين الصيني
- على ربيع أبو دم خفيف
- صورة للذكرى
- أوجع الهزائم والمرارات
- ملاحظة علي هامش مشهد فضائي
- محاولة للقراءة والربط بين الأحداث
- هواوي ومعارك القرن
- إيران ليست العدو الرئيسى
- لماذا لا أوافق علي شعار ((يسقط حكم العسكر )) ؟
- صباح الخير ياأمى
- هل تستطيع الصين ؟
- لكل أولوياته ، وللأولويات فقه للقراءة والفهم
- الجزائريون في مواجهة الهزل السخيف
- ساحات ليست نظيفة
- إنها تشبه أعراض الوحم الواهم
- المعركة الغائبة


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - مسودة للتفكير ..