أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حارث زهير الحكاك - ماهية التفكير















المزيد.....

ماهية التفكير


حارث زهير الحكاك

الحوار المتمدن-العدد: 6358 - 2019 / 9 / 22 - 15:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ماهيــــة التفكيــــــر
التفكير هو التكلم بدون صوت او ( في بعض الاحيان) بصوت منخفض أو عالي، وبالرغم من انها دفعتنا للتحسس بمختلف جوانب العالم من حولنا، الا ان هذه الكلمة ( التفكير) غير مقتصرة على البشر باي حال من الاحوال، وأن من اعظم الامور هي تلك اللحظة التي نكون فيها في حالة التفكر. ولكن كيف نشأت هذه الكلمة وتطورت عند بني البشر؟ فهناك عدة طرق لوصفها وشرحها، ولكني في هذه السطور اود ان اشارككم عدد من الآراء كجزء من النظرة الطبيعية والنظرة غير الطبيعية لقوة عملية التفكر او التفكير لكونها المحرك الرئيسي الذي جعل العالم على هذا الشكل الذي نعيش فيه
فالنقطة الرئيسية التي يجب ان نأخذها بنظر الاعتبار هي وجود التفكير ووجود انعكاساته، وفيما لو ان انعكاساته قد اخذت او انها بعثرت. ان هذا البحث في حد ذاته يجعلنا مبهورين بقدرتنا على مراقبة الافكار ، ومن صيغ معينة منها نستطيع ان نميز المفكر بين عدد من الناس. فأغلبنا لا يعرف بأن الاحساس العابر، الذي نشعر به ونحن في حالة التفكير، ما هو الى صدى لعدة انواع من الطاقة الكونية وربما انواع اخرى من الطاقات الغريبة علينا. فانا مؤمن بقوة بالأفكار التي اعطت واقعنا شكله الحالي وبإحساس عميق. في الحقيقة نحن كبالغين قد لُمنا لذلك، وطبعا سيكون من الممتع جدا تحرير انفسنا من هذا اللوم.
فلو اخذنا بنظر الاعتبار كيف واحدنا يتحسس نفسه، لرأينا ان كل واحد منا قد نشأ ليكون ماكنة تفكير او كجريان مستمر من الافكار، ليس هذا فقط فقد تعلمنا تحسس متابعة الافكار واحدة تلو الاخرى. فإذا قال احد الناس ( انا افكر او اعتقد بفكرة) فاننا نتوقع جريان غير مرئي لعملية تفكير في عقل هذا الشخص ويحتاج الى برهان، لأننا سنرى منه فقط استهلاك عدد من وحدات الزمن كبرهان وحيد على انه (او أنها) يفكر. بينما حقيقة الامر ، فيما يتعلق بعملية التفكر نفسها ، انها تحدث في الوقت الحاضر السحري، حتى وان هذا الشخص قال بأنه فكر في اشياء حدثت في الماضي، لان ما قام به فعلا حدث الآن .
لقد تساءل الكثيرون حول من اين يأتي التفكر؟ أنه فعلا سؤالا جيدا، ولكن الجواب يكمن في السؤال نفسه عند قراءته او اذا ما تعمقت في كيفية صياغة السؤال نفسه. أن وقع وتأثير ما هو حول أي واحد منا ما هو الا تفكر او افكار . خذ على سبيل المثال، عندنا القناعة في فهم بأن العالم مصنوع، اذن ما هو عندنا سوى التفكر في كيف تم صنعه، او ربما نرغب في اخذ ذلك من غير التفكر به، في هذه الحالة سيكون العالم عالم احلام، من النوع التي تأتي من الفراغ.
ان العالم الطبيعي كما شوهد وأٌختبر ، والتحسينات التي حدثت وتمتعت عقولنا بحدوثها الا انها احدثت اختلافات وتباينات كثيرة في كيفية وصف الناس لها. فبالنسبة الى طرق قياس هذه التباينات ، نلاحظ بوضوح كيف تعمل عقولنا من ناحية وكيف تم اختلاق حجم ضخم من حمولة الجهد الغير مطلوبة من قبل البشر الواعين. فعلى سبيل المثال كيف لنا ان نتصور تفاعل وسلوك قرويا يزور مدينة كبيرة مكتظة بالناس والقطارات والسيارات. فالذي سيحدث له هو ان حجم جميع جوانب مقاييس الحياة سيصبح اكبر من طاقة عقله، وهذا بسبب حجم الكمية التي يمتلكها من تكرر المقاييس ( ليس المقاييس نفسها) في تفكيره حول ما تحتويه المدينة الكبيرة. فعندما نكون ضمن مجموعة من الناس ، نأخذ عادة ما يعتقدون به ، وعليه يكون تأثير ذلك علينا مرتبطا بقوة قابليتهم التفكيرية، وليس بصحة هذه الافكار التي يطرحوها علينا.
لذا فنحن نستخدم نفس الطريقة لقياس أي شيء ( الوزن، الطول وغيرها). فنحن عادة نقيس ما يحدث بتفكير لأننا تعودنا على عملية التفكير، ونسينا بأننا حالما نقيس ، ستنتهي العملية وسنعيش في العالم المقاس، وبالتالي سيحدث لنا تقييم فائدة التفكير، والا سنقوم بتراكم وتوليد اعداد اكثر من البشر الذين يضحون بانفسهم من اجل الفكر.
عندما يستخدم التفكير للغاية التي وجد من اجلها، سنشعر بعظمة كبيرة لأن كل تفكير حي هو الطريق الصحيح لنعرف السبب الرئيسي لما هناك مستقبل. فاذا راقبنا افكارنا ، سنخلق المفكر، وان هذا المفكر ليس هو صاحب الفكرة، لأن مالك الفكرة هي عملية التفكير. فاذا وجدت هذا صحيح ، فان العملية تشابه حياتية الدماغ، عندما يكون في راحة وصافي، وهذه هي النقطة الرئيسية في ان تكون قادرا على ان تختلق او تعيش اختلاق معين بطريقة ذكية.
الدماغ لا يختلق ولكنه يحتوي على كمية ضخمة من الحسابات وبدون لغة معينة، وهو لا يشعر بنفسه في كل الاحوال. فاذا المفكر هنا هو مستنبط، فعندما نقول ( أنا أفكر!!) او ( أنا فكرت!!)، تكون (انا) هنا كفكرة او قياس ليس لها استخدام سوى الاستخدام الاجتماعي. فعلى سبيل المثال انك تحتاج استخدام مقياس الانا عندما تكلم انسان آخر (غيرك) .
لفهم طبيعة هذه (الأنا) ندرس كيفية استخدامها، فعلى سبيل المثال: انها تستخدم لتوضيح تملك شعور معين، مثل (انا أشعر بسعادة)، او (انا أملك جسدا). ففي المسار الطبيعي للعالم، نتصرف مع حقيقة انه دائم الحركة ، فكل ذرة فيه في حركة مستمرة، اذن متى بدا لك انك تمتلكه؟ فاذا لاحظنا كيف اننا نحس بالوقت، سنجد اننا احرار في التفكير في الماضي دون ان نختار الفترة الزمنية في تفكيرنا او الى أي وقت سنستمر في التفكير بالماضي. الكثير من الملاحظين سيحاولون القول بان الوقت ليس شيء حقيقي، وهذا صحيح في حالة عدم التفكير بتاتا، وهذا بدوره سهل المنال. في هذه الحالة سيضعنا في حرية كاذبة أو عدم تحرر لنكون كائنات واعية. فالكائن المتنور هو الذي يستطيع عيش الحقيقة كما هي وفي كل يوم سيعرف بدون شك انه يعيش الحاضر وتواجده دون أي فعل تدخلي. فالعقول الناجحة هي التي قادرة على ازالة فكرة الماضي من تفكيرهم، وعدم الانجراف ، وبأنهم ليسوا جزءا من الماضي لأن الماضي هو مجرد فكرة او خيال ، وبهذا ستوضح لهم (ولنا) لماذا نفكر بالمستقبل ونخطط له.
كحقيقة ان الافكار تزورنا ، وقد نضيع في كيف نتعامل معها. دعونا نأخذ بنظر الاعتبار ما نطلق عليه ب (الافكار السلبية)، فلقد قيل اننا نجذب الافكار السلبية ، ولكننا نتذكر بأن (نحن) و (أنا) هما ايضا من الافكار . فاذا تفهمنا بأن هذه الخبرة ليست صعبة ، سنتمكن من السماح لها لتأخذ مجراها ، وتثق بنفسك مهما كانت الافكار سلبية. فالتفكير بالتفكير هو سبب المشكلة وليست الافكار نفسها.
كانت عندي فكرة في ان انهي هذا الموضوع بالتفكير في الموت ، وكيف يتخيل دماغ الانسان بأن كلمة ( الانا) الثمينة ستنتهي. حتى نعرف الموت علينا ان نفكر بطبيعته ونتفهمها، وبالتالي ستجرنا هذه الافكار الى وجود الحياة بطبيعة الحال، لأنه ببساطة اذا لا يوجد موت لا توجد حياة. وعليه اذا استطاع الانسان تفهم هذه الحقيقة سيقوم بكل اختياراته في اغناء حياته الى آخر درجة .
حارث زهير الحكاك



#حارث_زهير_الحكاك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فن التأمل
- ماذا تعرف عن تعاليم التاو في الصين؟
- كيف نعيش الحاضر؟
- لمحات من الفلسفة الهندوسية
- لمحات من الفلسفة اليابانية القديمة
- لمحات عن معتقدات وفلسفة الماوريين
- حول فلسفة الحب والمحبة
- العلم والإتصال الروحي
- الأديان والأنانية
- الفرد والمجتمع (نظرة فلسفية)


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حارث زهير الحكاك - ماهية التفكير