أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد عبد المجيد - الرئيس مبارك: نعم أنا جبان، فماذا أنتم فاعلون؟














المزيد.....

الرئيس مبارك: نعم أنا جبان، فماذا أنتم فاعلون؟


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 1553 - 2006 / 5 / 17 - 03:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


قرأت تلك الرسالةَ التي تصفني بالجُبن والخسة والنذالة لأنني أمرت بإغتصاب أخواتكم، وبضرب قضاتكم بالأحذية، والعالم كله يشهد عبر وكالات الأنباء والفضائيات والتقارير الاخبارية والصور الفاضحة لنظام حكمي، وكلاب قصري، وضباط أمني الذين حاصروكم بملايينكم في عاصمة الحزن، واختطفوا أبناءكم وبناتكم أمام أعينكم.
نعم أنا جبان وأمرت بأن أعَلّمكم آدابَ الطاعة، وغضضت الطرْفَ عن سرقة أموالكم، وقمت بتسهيل أكبر نهب لخيراتكم، ومددت في قانون الطواريء رغم معارضة سبعين مليونا منكم، وأعرف أنني أكثر زعماء مصر منذ بدء جريان نيلها الخالد في واديكم كراهية من شعبه، واحتقارا من كل فئاته، وازدراء من مثقفيه.
ومع ذلك فقد طال انتظاري لغضبكم العارم، وكلكم تعرفون أن عقدين ونصف العقد من أسود أيام التاريخ المصري أعددت فيها ابني ليرث الحكم من بعدي ولو شججتم رؤوسكم في الأرض مئة مرة في اليوم.
أجلس في شرفة مخبئي خائفا من غضب لا يتحرك، ومن نخوة يعبر عنها عدة مئات لا يسدون شارعا من شوارع العاصمة الأكثر نحيبا وبكاء في العالم العربي، وأنفق من أموالكم على أكثر من نصف مليون رجل أمن في مقابل قسوة ووحشية ودموية يظهرونها فور ظهور أي علائم غضب عليكم.
ولازلتم تخشونني أكثر من خشيتكم ربكم، وترفض مئات المواقع على النت نشر بيانات الغضب، وتحذف ما يثير نقمتي، وتكتفي بما لن يحرك شعرة واحدة من أحد أفراد أسيادكم .. أسرة مبارك.
هل تتذكرون مقالا تحت عنوان ( جمال مبارك : سوطي ينتظر ظهوركم العارية )؟
هل أثر فيكم مقال يحمل عنوان ( كرامتكم تحت حذائي )؟
ألم تغضبكم رسالة ( كيف تقنع المصريين بأن لهم كرامة ) ؟
ألم تنتفض مسامات جلودكم وأنتم تقرأون ( سأجعلكم تلعقون تراب الأرض ) ؟
الآن لم أعد في حاجة إلى اخفاء مشاعر الاحتقار، أو أنيابي المفترسة، أو ثقل أحذية كلاب أمني وهي تدنس أمامكم وجوه قضاتكم.
هل أدلكم على سبعين طريقة لانقاذ بلدكم من براثن حكمي وكرباج ابني الذي طال شوقه لجَلْدِكم لربع قرن قادم؟
أستطيع فعلا أن أساعدكم لتغضبوا مرة واحدة يتيمة في ولاياتي الخمس، ولكن ماذا لو لم تتحركوا؟
أليس بامكان قضاة مصر في ناديهم أن يطالبوا بعزلي، ويلغوا الاعتراف بشرعيتي، ويقوموا بتكوين ترويكا من عدة قضاة شرفاء لحكم مصر؟
أليس بامكان جيشكم أن يتحرك وهو الذي يتابع جنرالاته الآن تحرشات كلاب أمني بأهلهم وبناتهم، ويكشفوا للعالم كله كم هي سهلة أعراض المصريين، بل أكثر سهولة من نهب وطنهم، وسرطنة مزروعاتهم، وتفريغ مصارفهم، وجعل كرامتهم تحت الصفر؟
أليست لديكم نقابات للعمال وأساتذة الجامعات والطلاب والاعلاميين والكتاب والشعراء والفنانيين والمحامين والأطباء؟
قولوا لي بالله عليكم: هل هناك مصري لم تؤذه سنوات حكمي في ماله أو عِرْضه أو شرفه أو جسده أو صحته أو كرامته أو حريته؟
ماذا تفعل فيكم وبكم آلاف المقالات والتحقيقات والوقائع المذهلة والحقائق الكارثية التي تقرأونها، ثم تمرون عليها مر الكرام كأنها لا تعنيكم؟
يحيرني سؤال لم أعثر على اجابة شافية عليه في سنوات اغتصابي بلدكم!
ألا يشعر كل منكم أن مصر بلده؟
نعم أنا جبان، وأوامري تنفذونها، وابني تلقى تطمينات من سيد البيت الأبيض أن يركب فوقكم وأنتم تضحكون أو تبكون سيان.
وأنا قاتل متهم في التخلص من مصريين كثيرين ليس لدي وقت لأحصيهم لكم عددا.
وأنا السبب في كل كوارثكم ومصائبكم وأمراضكم وفقركم وبطالتكم وأوجاعكم وادمان نصف مليون مواطن على المخدرات، وفقدان مصر دورها الريادي واستقلال قرارها السيادي.
أكاد أغضب لأنكم لا تغضبون.
أمامكم القضاة في ناديهم يعتصمون ...
وتبحثون عن أبنائكم بعدما اختطفناهم من شوارع القاهرة كما يفعل البلطجية وقُطّاع الطرق، لكن في معتقل طرة تتفوق شجاعتهم على خوف وتردد عشرات الملايين.
أقترح عليكم أن تتوقفوا عن الذهاب للمساجد والكنائس فالله لا يقبل صلاة من يقف أمامه ويخشاني أكثر من خشيته العلي القدير.
انتفاضة القضاة بعد أيام معدودة
والانتفاضة الشعبية المصرية في 23 يوليو 2006 ، لكن كل الوطنيين والكُتّاب والمثقفين والمعارضين وعشاق الصراخ ورافعي علم مصر وناظمي قصائد الحب في بلدهم رفضوا ويرفضون وسيرفضون الاشارة إلى تلك الانتفاضة الشعبية المصرية فهي خط أحمر إذا تجاوزه الوطنيون سقط نظام حكمي في اليوم التالي، ولكن الوطنيين لا يميزون بين الجنة والنار، ولديهم أمل أن يبتسم السَجاّن في وجوهم.
مرضي يشتد علي، وذاكرتي لم تعد تسعفني، وابني هو الحاكم الفعلي لمصركم، وضباط الأمن يراهنون على صمتكم واستمرار حكم أسرتي حتى نقبر آخر مصري تحت الأرض.
نعم أنا جبان، ولكن ماذا عنكم؟
بضعة عشرات من شباب شجاع على رصيف أمام نادي القضاة يدافعون عن شرف أعرق وأهم أمم الدنيا وأكثرها حضارة!
أيها المصريون،
كم أنا مشتاق لغضبة جماعية منكم تؤكد لي أنني حكمت أحياء ولم استعبد أمواتا! لقد حزمت حقائبي، وقمت بتهريب ما يجعلني الأكثر ثراء وأسرتي ما بقي اسم أي مبارك حيا، وأمرت كلاب أمني بنهش لحومكم، وباحراق مصر على من فيها.
أيها المصريون، ألا تخجلون في صلواتكم من الله تعالى؟
حتى لو كان البحر مدادا لأقلامكم في كتابة تفاصيل جرائمي فسأظل سيدكم وأبا سيدكم، مالم تخرجوا جميعا إلى الشوارع ليشهد العالم أن روح الله لا تزال حية في الخليفة على الأرض.



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيدي الرئيس ... أنت جبان
- نفوضكم أيها القضاة بتولي حكم مصر إلى حين
- مقطع من يوميات كلب
- أيها المصريون، هذا الرجل مجنون ... هذا الرجل نيرون
- مباحث أمن الدولة والمخابرات المصرية وانتفاضة 23 يوليو 2006
- دعوة القضاة لدعم الانتفاضة المصرية في 23 يوليو 2006
- الأقباط والانتفاضة المصرية في 23 يوليو 2006
- الرئيس السوري يطلق رصاصة الرحمة على قلب دمشق
- الإخوان المسلمون والانتفاضة المصرية في 23 يوليو 2006 رسالة م ...
- أيمن نور والانتفاضة المصرية في 23 يوليو2006 رسالة مفتوحة إلى ...
- المشهد الإماراتي في عهد محمد ين راشد آل مكتوم
- هيكل والانتفاضة المصرية في 23 يوليو 2006
- الانتفاضة الشعبية المصرية في 23 يوليو 2006
- كيف نطيح بالرئيس مبارك عن طريق الإنترنيت؟
- الفخ الأمريكي للغباء الإيراني .. متى يبكي حراس الثورة؟
- العد التنازلي للرئيس اللبناني
- كل المسلمين قضاة .. فمن المتهم؟
- تصفية الشاهد المتهم صدام حسين
- رسالة مفتوحة إلى قائد الإنقلاب العسكري المصري
- لماذا أكره الرئيس حسني مبارك؟


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد عبد المجيد - الرئيس مبارك: نعم أنا جبان، فماذا أنتم فاعلون؟