أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أحمد مولود الطيار - انتخابات نقابة المعلمين بالرقة ومهازل الديموقراطية البعثية














المزيد.....

انتخابات نقابة المعلمين بالرقة ومهازل الديموقراطية البعثية


أحمد مولود الطيار

الحوار المتمدن-العدد: 1553 - 2006 / 5 / 17 - 03:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تعتبر نقابة المعلمين وباعتراف السواد الأعظم منهم ، الأسوأ مقارنة بالنقابات المهنية الأخرى . فالمعلم على الرغم من قدسية الرسالة التي يبشر بها والمكانة التي من المفترض أن يتحلى بها , إلا أن واقع الحال يشي بعكس ذلك ؛ فلقد أصبح ذلك المخلوق البائس " ملطشة " الجميع وأولهم النقابة التي قيل أنها وجدت لتدافع عن حقوقه فإذ بها أول من يحمل السكين لتجز رأسه .
في البحث عن الأسباب التي أودت بالمعلم إلى ما هو عليه ، لا يجد المرء كثير عناء ، في أن السبب الرئيس يرجع إلى "أولي الأمر" الذين خططوا لتجهيل المجتمع برمته ، فاتجهوا أول ما اتجهوا إلى المعلم ملقين به في دوامات من الفقر والعوز والحاجة . فتراجعت الرسالة المقدسة التي يحملها المعلم إلى مراتب دنيا ، واتجه ذلك الكائن البائس بعد انتهاء دوامه في البحث عن تأمين لقمة الخبز له ولأطفاله الصغار ..
قمة الاستهتار بلغت ذروتها عندما أرادوا لتلك الشريحة العريضة من المجتمع أن تعبر عن أهدافهم وتوجهاتهم، فكان أن استخدموها لتدجين الجيل بكامله . فقلّما تجد معلما لا ينتمي إلى صفوف حزب البعث،هكذا بتنسيب كمي وقسري يبدأ من الصفوف الأولى أو مع ما يسمى " بطلائع البعث " ، واصلين إلى النهاية "السعيدة" : تجفيف منابع العلم . تجفيف منابع العقل . تجفيف وغسيل دماغ لجيل بكامله . إلغاء السؤال النقدي , سؤال , لماذا وكيف ؟ النهاية الفاجعة والمصير المأساوي : الكل يردد ببغائيا ما يطلب منه . الكل يرتجف وخائف . الكل يهتف بحناجر مجروحة : بالروح , بالدم . الكل يداري ألمه بصمت القبور . الكل يعرف هول الكذبة ولا يجرؤ على الصراخ : الملك عار , الملك عار .
قد يبدو الحديث عن معاناة المعلم نافلا , لا , بل مستهلكا لكثرة ما كتب وقيل والآذان قد ألمّ بها صمم أو كما يقول المثل الشعبي " الشبعان لا يحس بالجوعان " . ما الداعي إذن لنكء الجراح من جديد وإيقاظ آلام أخذت تتأقلم مع مصابها ؟. ماذا حدث من جديد لنذكّر المعلم بواقع اعتاده وأدمن عليه ؟ هل هناك توصيفات ومفردات جديدة تضاف الى : مهمش ، معتّر ، مغبون ، مدجن ، الشغل مو عيب .
نعم . الجديد ، مهزلة أخرى تضاف وترتصف مع سابقاتها : انتخابات المكتب الفرعي لنقابة المعلمين وقهر أخر جديد يودع في أرشيف " المعلمون بناة حقيقيون " .
أعلنت النقابة عن انتخاباتها المقررة كل أربع سنوات بشعارات طنانة وبدون قوائم للحزب والجبهة كما جرت العادة ، لكنها وعند ساعة الحقيقة لحست كل شعاراتها وعادت حليمة لعادتها القديمة .
تقدّم الى انتخابات المرحلة الأولى على مستوى مدينة الرقة / 108/ مرشحين ليتنافسوا على /20/مقعدا ، سبعة منهم يطلق عليهم توصيف " حياديون " ، هذا يعني أنهم لو فازوا جميعا فان حزب البعث يضمن سلفا وقبل البدء بعملية الانتخابات ثلاثة عشر فائزا وهذا يعود كما أسلفنا سابقا الى " تبعيث " قطاع التعليم بكامله ومنع حتى حلفاء البعث فيما يسمى " الجبهة الوطنية التقدمية " من العمل داخل ذلك القطاع . من هنا لا يغيب على فطن ، لا مبالاة القيادات الحزبية والفروع الأمنية بهكذا انتخابات لأن حصة الأسد ستكون مضمونة .والنتائج أكدت ذلك لأن من فاز من " الحياد " لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة . يدرك كذلك " أولي الأمر " أن انتخابات المرحلة الأولى أو التمهيدية غير ذي شأن وأجلوا تكتيكاتهم وحساباتهم والكوتات والمحاصصة الى المرحلة الحسم , المرحلة الثانية . لذلك صدّق المعلمون الكذبة وانطلت عليهم ، لا بل اُستخدموا أحصنة سباق في سباق نتائجه محسومة سلفا لصالح المحسوبيات والقرابات والجهويات وكانت صناديق الاقتراع التي تسابق المعلمون يدلون بأصواتهم فيها والتي يفترض أنها صاحب الكلمة الفصل والقول الحسم , كانت للأسف أخر المقررين .
في المرحلة الثانية التي تضم أربعة شعب للمعلمين ألقت قيادة فرع "حزب البعث العربي الاشتراكي " بكل ثقلها وقامت بتشكيل قائمتها والتهمت من المقعدين الاثنين المخصصين للحياد مقعدا أرضت به " بعثي " ترتبيه متأخرا كونه محسوب " على القيادة " وأقصت من القائمة الزميل " ويس الحمزة " الذي تصدر انتخابات المرحلة التمهيدية أولا بمجموع أصوات تجاوز أل /1200/صوت كذلك كان أولا على مستوى المحافظة والأول على عشرة فيما يعرف ب " الاستئناس الحزبي " الذي يجريه حزب البعث أما زميليه على مستوى المدينة الثاني والثالث سالم العكاوي (1100)صوت وأحمد العلي الزر (1075)صوت فذهبت تلك الأصوات أدراج الرياح ولم يكن حظهما الا كحظ زميلهم الأول ، وجاء الى المكتب الفرعي للنقابة – ممثلا للمعلمين - من تصدر القائمة ولكن من ذيلها !!
جرت الانتخابات النهائية في مقر فرع حزب البعث وبحضور نقيب المعلمين المركزي محمود زعترية ورئيس مكتب التربية عضو قيادة فرع الحزب شويش البطحاوي ، حيث تم توزيع الأوراق الانتخابية حسب أسماء الشعب – المدينة ، الريف ، الثورة ، تل أبيض – وهنا ابتدأ مسلسل (مهازل الديموقراطية البعثية ) حيث كانت هذه الأوراق مرقمة من الخلف ليتسنى فيما بعد مطابقة الرقم مع الاسم ومعرفة من شطب القائمة و من لم يشطبها !!!! .والويل كل الويل لمن يشطب القائمة التي زكتها القيادة الحكيمة ، فالمعلمون حسب عبقرياتهم الفذة لا يحسنون الاختيار ولم يبلغوا سن الرشد (...) . بعد اكتشاف هذه المهزلة واعتراض بعض المستقلين والبعثيين الشرفاء وان الأمور تجري بتوجيه واضح ومكشوف لإنجاح القائمة المعدّة والمسبقة الصنع . اختلط الحابل بالنابل . حيث قال البعض ممن كانوا شاهد عيان على تلك المسرحية الهزلية : لامكان في عقلية نظام البعث الا للعشيرة والمحسوبية والاستزلام .
لا مكان في عقلية نظام البعث إلا جملة جورج بوش الشهيرة " من لم يكن معنا فهو ضدنا ولقد ترجمت هذه العبارة في أبشع صورها عبر تطاحن بعثي بعثي غطاءه الخارجي كان البعث ومستترة مصلحة العشيرة في أضيق صوره وتمّ بالفعل إقصاء بعثيين قدامى تصفية لحسابات سابقة .
و... تصبحون على ديموقراطية .


الرقة - سوريا



#أحمد_مولود_الطيار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درس في السياسة - علي صدر الدين البانوني وأحمد أبو صالح
- أنفلونزا الطيور- و -الخصوصية السورية -
- الله سورية حرية وبس
- كرة قدم على الطريقة الإيرانية
- كيف يصنع القرار في سورية ؟ قراءة في بعض ما أدلى به عبد الحلي ...
- من نصدّق هسام هسام أم عبد الحليم خدام ؟ تساؤلات مواطن سوري
- مبادرة رياض الترك- بين وقائع حاضر مستجد وبعض الأفكار السابقة ...
- ارفع رأسك فأنت سوري رسالة عاجلة إلى مجلس الأمن
- !تهافت خطاب وزير خارجية النظام السوري عندما يرتجل الشرع
- حراك - اعلان دمشق-
- رسالة من مواطن سوري إلى من تبقى من بعثيين شرفاء :دعوة الى ال ...
- بعد خطاب الانسحاب
- -أعيرونا - ميليس
- لهذا تخسر سورية كل معاركها الإعلامية: مهدي دخل الله في الرقة
- المصافحة العرض تاريخية
- الحصّاد المرّ للنظام السوري , أخطاء أم نهج ؟
- البرلمان العربي المنتظر في دمشق !!
- افلاس النظام السوري
- سورية ما بعد الحريري و مصيرها بعد الفاجعة
- الأقلية في مواجهة الأغلبية - اللعبة المفضلة لأنظمة الاستبداد


المزيد.....




- أضرار البنية التحتية وأزمة الغذاء.. أرقام صادمة من غزة
- بلينكن يكشف نسبة صادمة حول معاناة سكان غزة من انعدام الأمن ا ...
- الخارجية الفلسطينية: إسرائيل بدأت تدمير رفح ولم تنتظر إذنا م ...
- تقرير: الجيش الإسرائيلي يشكل فريقا خاصا لتحديد مواقع الأنفاق ...
- باشينيان يحذر من حرب قد تبدأ في غضون أسبوع
- ماسك يسخر من بوينغ!
- تعليقات من مصر على فوز بوتين
- 5 أشخاص و5 مفاتيح .. أين اختفى كنز أفغانستان الأسطوري؟
- أمام حشد في أوروبا.. سيدة أوكرانية تفسر لماذا كان بوتين على ...
- صناع مسلسل مصري يعتذرون بعد اتهامهم بالسخرية من آلام الفلسطي ...


المزيد.....

- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد
- في المنفى، وفي الوطن والعالم، والكتابة / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أحمد مولود الطيار - انتخابات نقابة المعلمين بالرقة ومهازل الديموقراطية البعثية