أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إيمان بوقردغة - الإنتخابات الرئاسية في تونس: تطلعات الشعب المكلوم إلى إرساء دولة القانون














المزيد.....

الإنتخابات الرئاسية في تونس: تطلعات الشعب المكلوم إلى إرساء دولة القانون


إيمان بوقردغة
شاعرة و كاتبة و باحثة تونسيّةـ فرنسيّة.

(Imen Boukordagha)


الحوار المتمدن-العدد: 6354 - 2019 / 9 / 18 - 09:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تأسّس مفهوم الديمقراطية من لبنات البناء الفكري للنظريات الديمقراطية التي شادها المنظرون الديمقراطيون لرَقْش معالم السياسة المعاصرة وترتيبا على ذلك فإن نبذ مصطلح "الديمقراطية" ليس واقعيا ولا مأمولا. فهو أمر غير واقعي من ناحية لأن الديمقراطية أصبحت شكلا من أشكال الحكم الواسعة الإنتشار و المرتقَبة مواكبةً للتطور السريع والتعقيد الذي يتسم به المجتمع الحديث. كما أنه أمر غير مأمول من ناحية ثانية لأن المعنى الأساسي للديمقراطية ينخرط في مفهوم الطموح للعيش المشترك في مجتمع يحترم مبادئ المساواة بين المواطنين وحقهم في تقرير مصيرهم السياسي ويظل المعنى الأساسي "للديمقراطية" هو حكم الشعب خاصة وأن المجتمعات السياسية اتّصفت بسيطرة الأقلية على الموارد الاقتصادية مما يجعلها قادرة على الهيمنة على عملية صنع القرار السياسي.
فصار انتخاب نموذج ديمقراطي في الحياة السياسية المعاصرة أمرا لاَ مُمَاحَكَةَ ولا مشاحّة فيه. و يشير "نموذج الديمقراطية" إلى "بناء نظري يهدف إلى كشف وتفسير العناصر الرئيسية لشكل ديمقراطي وهيكله الأساسي للعلاقات" وهذا يعني أن النموذج الديمقراطي يشتمل على عدة عناصر وهي ما يترتب على مفهوم "الديمقراطية"من آثار و"البنية الأساسية للعلاقات" والظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المحيطة التي تدعم بناء المثل الديمقراطية فتوجّب السير إلى المسالك البحثية من منازل النفس للوصول إلى أفق الحق المبين تحقيقا بالبراهين لا أخذا بالظن لنتبيّن أن الديمقراطية تعبر عن المبادئ والمثل العليا أي المبادئ التي يرغب المؤمنون بالديمقراطية في أن يعبروا عنها عمليا في شكل قوانين ومؤسسات المجتمع؛ والمثل العليا هي التي توفر أهدافا ينبغي أن يطمح إليها الإنسان استكمالا للنفس البشرية بمعرفة الحقائق للوقوف عند مصب عرج التقدم ليرفل الوطن بأبراد نور الرقي في عالم اليوم المعولم.
ويُلمع مفهوم الديمقراطية تتمّة للمثل العليا إلى النظام السياسي و المؤسسات.ولذلك ينبغي أن يكون التركيز أولا على توضيح المبادئ الأساسية للديمقراطية، ثم تكييف الديمقراطية مع السياقات المختلفة والمتغيرة. وبعبارة أخرى، ينبغي للمنظرين الديمقراطيين أن يواصلوا ابتكار"طرق جديدة لضمان وصول المواطنين وممثليهم إلى جميع أنواع المؤسسات على قدم المساواة والانفتاح.
وعلى جدّ آخر فإن أحد الجوانب الرئيسية للثقافة الديمقراطية هو مفهوم المعارضة
ويعني المصطلح في جوهره أن جميع الأطراف و الأطياف السياسية في الديمقراطية تشترك في التزام مشترك بقيمها الأساسية بمعنى أنه قد يختلف المتنافسون لكن يتوجّب انتقاش النفوس بنقوش التسامح لتحرير الكلام في المصلحة الوطنية السامقة و المجادلة في تحصيل المرام من العمل السياسي وهو بناء دولة القانون
وحتى نفيض في المقصود مستعينين بالحق المعبود فإنه يجب الإعتراف بالدور الشرعي والمهم الذي يقوم به كل طيف سياسي ما لم يكن مورّطا في أعمال إرهابية أو إجرامية لأن دولة القانون لا تتأسس بأي حال من الأحوال على خرق القانون وعلى ضفة أخرى فإن تكافؤ الفرص السياسية أمام الجميع ورفض الامتيازات السياسية والنخبوية و الطبقية الموروثة يعد لمعة من لمعات نور المجتمع الديمقراطي وجلوة من جلوات الإنسانية المشتركة التي تفرض المشاركة في نفس المقياس المعنوي و الجوهري ومن ثم، ينبغي أن تتاح أمام جميع المواطنين فرص المشاركة في الحياة العامة
وإن الحديث عن حكم القانون في الدولة هو الحكم الذي يعمل على أساس قواعد السلوك العادلة والمنصفة التي سبق سنها فتكون سيادة القانون هي التي سيتم تكريسها ، بشكل لا لبس فيه لصالح كل مواطن في الدولة " فإن سيادة القانون ليست مجرد خيال ولا وجهة نظر للعقل. من الواضح أن حكم القانون يقوم على ثقافة الاحتفال بالقيم الجوهرية للمواطنين والمشاركة وليس الإقصاء الذي يستلزم الكثير من المشاعر والتمييز الأعمى".
وإن سيادة القانون تعبّر عن الدولة الخاضعة للقانون ، أي التي تخضع في عملها إلى قواعد القانون التي تنتجها. "فتنتمي القوة المعيارية إلى الدولة التي ، في الديمقراطية ، تحد من نفسها لأن دورها هو في نفس الوقت "إنشاء قانون"
ومن ناحية ثانية فإن سيادة القانون هي وضع قانوني يخضع فيه الجميع لاحترام القانون ، من الفرد إلى السلطة العامة و ترتبط ارتباطًا وثيقًا باحترام التسلسل الهرمي للقواعد القانونية والفصل بين السلطات والحقوق الأساسية.
وحكم القانون هو الذي يلتزم فيه الممثلون السياسيون المنتخبون في الديمقراطية بالقانون الذي تم سنه. وفي الواقع ، فإن الدولة التي تحترم سيادة القانون هي "دولة يتم فيها ترتيب القواعد القانونية بحيث تكون سلطتها محدودة".
وفي الأساس ، تعني سيادة القانون أنه يتعين على السلطات العامة أداء واجباتها وفقًا للمبادئ التوجيهية من خلال مجموعة من القواعد القانونية. وبالتالي ، فإن سيادة القانون تستند إلى شروط متكافئة بشكل أساسي. ويمكن أيضًا تلخيص حكم القانون على النحو التالي: "لا يوجد أحد فوق القانون". وبشكل أعم ، يجمع هذا الأمر مجموعة من القواعد القانونية التي تحمي المواطنين من الأشكال التعسفية للسلطة (التنفيذية). من أجل تكريس سيادة القانون ، ويجب أن تكون الالتزامات الناشئة عن الدولة رسمية وغير شخصية وضرورية ويعاقب عليها. وبعبارة أخرى ، يجب أن تكون القوانين معروفة ، ولا يمكن لأحد أن يفلت منها ، بل يجب أن تطبق حقًا ، ويجب أن يؤدي انتهاك القانون إلى فرض عقوبات.
ويبدو أن هذه الرغبة في إرساء دولة القانون التي يتشوّف إليها الشعب التونسي بعد أن اصطلى بشواظ جمرات دولة الإرهاب والمافيا التي تأسست على أنقاض "الإنتفاضة الشعبية" هي التي مثلت محركا ديناميكيا لتوجّهه مبدئيا نحو انتخاب رجل قانون "فأهل مكة أدرى بشعابها"
وتكريس سيادة القانون هو مطلب أساسي للمجتمع الديمقراطي المستقرفالتركيز على سيادة القانون كجزء من المبادرات الإنمائية ينبع من اعتقاد واسع النطاق بأن سيادة القانون شرط مسبق للتنمية الاقتصادية.



#إيمان_بوقردغة (هاشتاغ)       Imen_Boukordagha#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمعية الإخوان المسلمين من مصر إلى تونس :هذيان الأراجيف وابتد ...
- -أمام أعيننا- حركة النهضة الخائنة جسم أجنبي بامتياز يغتصب جس ...
- الإسلام السياسي في تونس و بذل الجهد و الإجتهاد في جهاد الإره ...
- الشخصية الإسلاموية الإستبدادية المحرك النفسي الديناميكي للإس ...
- طائفة النهضة في تونس حتف استعماري أزرق يعبث براية وطنية حمرا ...
- الإرهاب الديني بين خيال الدين وواقع الإرهاب
- الدولة الإسلامية البهيمة و البهيمية و جريمة الاتجار بالبشر أ ...
- الإخوان المسلمون مشروع استعماري أَنْجلُوسَكْسُوني-صهيوني
- في تونس: رئيس الدولة المرتقب ووِزر الملفات الأمنية
- الشمولية -المقدّسة -و تصنيع الديكتاتور الإسلاموي
- في تونس: الكفاح ضد الإخوان من مقتضيات فضيلة الوطنية
- انتفاضة تونس و جاثوم الإرهاب المتديّن
- الإسلام السياسي و طموحات الدولة الإمبريالية
- تشريع الإسلام السياسي لإرهاب الدولة و شرعنته
- الإسلام السياسي ليس إسلاما و ليس سياسة فهل هو حالة ذهان؟
- حركة النهضة الزانية المحجَّبة
- الإخوان المسلمون و داعش و الفاشية المتشابهات المحكمات
- التشريع للفكر الإرهابي عند الإخوان المجرمين
- الإخوان لعنة الأوطان
- الإسلاموية والنظام الشمولي


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إيمان بوقردغة - الإنتخابات الرئاسية في تونس: تطلعات الشعب المكلوم إلى إرساء دولة القانون