أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال الجزولي - حُلْمُ اسْتِعَادَةِ الوُحْدَة4















المزيد.....

حُلْمُ اسْتِعَادَةِ الوُحْدَة4


كمال الجزولي

الحوار المتمدن-العدد: 6354 - 2019 / 9 / 18 - 18:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفَتْرَةُ الانْتِقَاليَّةُ .. وكُونْفِيدرَاليَّةُ الدَّوْلَتَيْنْ (4)
آدَم: التَّفاؤُلُ حَتْفَ أَنْفِ طيُورِ الشُّؤْمِ المَحَليَّةِ والأَجْنَبِيَّة
بقلم/ كمال الجزولي


«نُحييكم تحيَّة الشَّوق والمحبَّة، وما مسرَّتنا إلا بكم، فأنتم بعضنا ونحن بعضكم، لا نكتمل إلا بكم ولا يسوؤنا إلا ما ساءكم، سنعمل على أن نعود كما نودُّ، فراقنا كان قاسياً، ولكن التئام شملنا ممكن، فأنتم نصفنا الحلو، وعندما نقول السُّودان نتخيل هذه الخريطة الأليفة الكثيفة بالتَّنوُّع والتَّعدُّد، فلنقترب، ونتعاضد، ونعمل سويَّاً من أجل تقدُّمنا، وتطوُّرنا، ونمائنا المشترك».
رسالة محمَّد ناجي الأصم
إلى شعوب جنوب السُّـودان
بمناسبة التَّوقيع على وثائق الفترة الانتقاليَّة18 أغسطس 2019م


+++

«هذا هو ديدن الشَّعب السُّوداني الذي صنع أكثر من ثورة. إن حلَّ المشكلة السُّودانيَّة يعني حلَّ مشكلة الجَّنوب، ومشاكل إثيوبيا، وإريتريا، وتشاد، وليبيا، وغيرها من دول الجِّوار، لذا نحن سعداء بنجاح ثورة ديسمبر 2018م. إن مستقبل العلاقة بين الدَّولتين، في ظلِّ التَّغيير الذي يشهده السُّودان، وفي ظلِّ الحكومـة المدنيَّة الجَّديدة، سيكون مبهـراً، حيث
ستتعاونان كدولة واحـدة يكمِّل بعضـها بعضـاً، أو كدولتين متقاربتين في حـلِّ كـلِّ القضـايا
العالقة بينهما .. حتَّى أبيي».
تصريح دينق ألور
وزير خارجيَّة جنوب السُّودان السَّابق
ومسؤول ملف أبيي الحالي
لدى زيارته للخرطوم ضمن وفد الرَّئيس سلفاكير
للمشاركة في احتفالات التَّوقيع على وثائق الفترة الانتقاليَّة
تاسيتي نيوز ـ الخرطوم؛ 18 أغسطس 2019م
VIII
(1) ما أن صدر قانون استفتاء شعب جنوب السُّودان لسنة 2009م، وكذلك قانون استفتاء أبيي لسنة 2009م، حتَّى تمَّ تكوين مفوَّضيَّة الاستفتاء. مع ذلك ظلت جميع المسائل المتعلقة به ضبابيَّة حتَّى على بُعد أقل من تسعين يوماً من الموعد المحدَّد لإجرائه بموجب الاتِّفاقيَّة. فلا المفاوضات التي جرت بنيويورك أجدت، ولا الأخرى التي نُظمت بأديس أبابا نجحت، ولا الزِّيارة التي قام بها مجلس الأمن إلى السُّودان لتقريب وجهات النَّظر أرتنا ضوءاً في نهاية النَّفق، ولا الأوضاع داخل المفوَّضيَّة نفسها استقرت على حال يطمئن، ولا الميزانيَّات المطلوبة لها توفرت بما يكفي، سواءً من الدَّاخل أو من الخارج!
وهكذا، ما انفكَّ يتفاقم، يوماً عن يوم، تلاطم المواقف المتضادَّة من جانبي الشَّريكين، وكذا من القوى الإقليميَّة والدوليَّة المختلفة. فعلى حين أكَّد رئيس الجُّمهوريَّة عمر البشير ما يعني أنه يضمن هدوء الأوضاع، وسلامة الجَّنوبيِّين في الشَّمال، حتَّى إجراء الاستفتاء، ما لبثت أن انطلقت تحريضات القيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم مصطفى عثمان، تستنفر الشَّباب والطلاب الإسلامويِّين للاستعداد للحرب! وفي ذات الوقت عَمَد القيادي الآخر نافع علي نافع إلى التَّصريح بأن الجَّنوبيين في الشَّمال خاضعون لتوفيق أوضاعهم، ما يعني فقدانهم للجِّنسيَّة، واحتياجهم لترتيبات جديدة! على أن البشير نفسه ما لبث أن عاد ونكص على عقبيه، محذِّراً من نشوب الحرب مجدَّداً «بأخطر مِمَّا كان قبل الاتِّفاقيَّة»(10).
(2) تحذير البشير ذاك استدعي إلى الذَّاكرة نذير «طيور الشُّؤم» الذي كان شطح به خيال الكاتب الصَّحفي الأمريكي نيكولا كريستوف حول إبادة جماعيَّة قال إنها ستقع في جنوب السُّودان وجبال النُّوبا ودارفور، متكهِّناً حتَّى بالروزنامة الدَّقيقة لتسلسل أحداثها، ابتداءً من 10 ديسمبر 2010م(11)، وذلك على النَّحو الآتي:
أ/ فبعد أن غمز إلى أن الجَّنوب يحوي 75% من ثروة البلاد النَّفطيَّة، ذهب كريستوف إلى تحديد جدول زمني لتلك الإبادة الجَّماعيَّة المتوهَّمة، بحيث يصبح السُّودان عام 2011م أكثر بلدان العالم دمويَّة، على حدِّ زعمه، قاطعاً بأن مجازر وعمليَّات اغتصاب ستقع على نطاق واسع من جانب ميليشيات قبليَّة شماليَّة على الحدود الملتهبة بين شطري البلاد، لكن الشَّمال «سينكر» مسؤوليَّته عنها!
ب/ وفي 15 ديسمبر سيدعو رئيس مفوضية الاستفتاء «وهو شمالي» لتأجيل التَّصويت لشهر واحد فقط، بسبب انعدام الأمن، وعدم كفاية الاستعدادت، لكن الأجواء سرعان ما ستأخذ في التَّلبُّد بين رفض الجَّنوب لذلك الإجراء، وإصرار الشَّمال عليه!
ج/ وفي9 يناير 2011م ستجرى عمليَّة الاستفتاء في المناطق الآمنة بالجَّنوب، لكن سيعتريها سوء تخطيط، ومخالفات، على نطاق واسع. ولن يجرى التَّصويت في أبيي الغنية بالنَّفط، لأن الشَّمال سيدفع بـ 80 ألف من عرب المسيريَّة إلى المنطقة، ليطالبوا، هم أيضاً، بحقِّهم في التَّصويت!
د/ وفي18 يناير سيعلن الجَّنوب أن 91% من النَّاخبين اختاروا الانفصال، فيرفض الشَّمال الاعتراف بهذه النَّتيجة، معتبراً إيَّاها غير قانونيَّة، ومشوبة بأعمال عنف وتزوير، فضلاً عن ادِّعائه بأن نسبة المشاركة في الاقتراع لم تبلغ 60% حسب المطلوب!
هـ/ وفي 20 يناير سيعلن الجَّنوب الاستقلال، مع ذلك، من جانب واحد! وبالنَّتيجة ستجتاح، في 25 يناير، ميليشيات قبليَّة شماليَّة قرى جنوبيَّة، فتطرد سكَّانها، وتغتصب نساءها، وتسفك دماء أهلها! لكن والي الولاية الشَّماليَّة الحدوديَّة سينكر اتهامه بارتكاب تلك الفظائع!
و/ وفي 28 يناير سيرسل البشير قواته للاستيلاء على آبار النَّفط الجَّنوبيَّة، زاعماً أن "الانفلات الأمني يدفع لاتِّخاذ هذا الإجراء لحماية موارد البلاد الطبيعيَّة"؛ ومضيفاً: "سوف نستمر في تقاسم الإيرادات مع الجِّنوب إلى حين تسوية خلافاتنا بالطرق السِّلميَّة"! ز/ وفي 10 فبراير ستعمُّ الفوضى الجَّنوب في ظلّ هروب مئات الآلاف خشية التَّعرُّض للهجمات!
ح/ وفي 15 فبراير ستمتدُّ نيران الحرب لتشمل جبال النُّوبا ودارفور أيضاً، وستعمل الميليشيات على إخفاء المذابح بدفن الجُّثث في الآبار، تفادياً لمخاطر التَّعرُّض لمحاكمات جرائم الحرب!
(3) ويواصل كريستوف تكهُّناته تلك قائلاً إن الإدارة الأمريكية ستنخرط، عندئذٍ، في الشَّأن السُّوداني، وإن بصورة متأخرة. ويضيف أنه قابل أوباما ومساعديه، قبل أسبوع من نشر مقاله، وتحدث معهم عن السُّودان، فبدا له أن البيت الأبيض أصبح مهتما بهذا الشَّأن كاهتمامه بالقضايا الدَّوليَّة الأخرى، حيث تعقد الاجتماعات، مثلاً، بصورة يوميَّة، عن كيفيَّة تجنُّب الحرب! وفي السِّياق يقول إن الجَّزرة التي عرضها أوباما على الخرطوم دسمة ومغرية، وقد حشد البيت الأبيض دولاً أخرى لممارسة الضَّغط على الشَّمال والجَّنوب، وعموماً يكاد لا يكفُّ عن ليِّ الأذرع في سبيل التَّوصُّل لاتِّفاق بشأن منطقة أبيي، مِمَّا يُعدُّ خطوة كبيرة للأمام.
(4) على أن كريستوف يكشف عن خطأ فادح في هذه الخطة، وهو أنه، ومع الاهتمام بـ «الجَّزرة»، لا يوجد اهتمام جاد بـ «العصا»! فالبشير ربَّما يكون قد وطد العزم على انتهاج استراتيجيَّة إبادة جماعيَّة في الجَّنوب، أملاً في أن تساعده على الاحتفاظ بالنَّفط، لكن إدارة أوباما لم تضع ما يلزم من التَّرتيبات لردعه! ويذكِّر كريستوف، على النَّقيض من ذلك، بالخطة المحكمة التي سبق أن وضعتها إدارة بوش إزاء ما ينبغي أن يحدث للسُّودان في ما لو لم يزوِّدها بالمعلومات الاستخباريَّة عن أسامة بن لادن. فقد التقى بعض ضباط السِّي آي إيه مع زعيمين سودانيَّين كبيرين في أحد الفنادق بلندن، وأشار كتاب صدر قبل حين، عن دار نشر جامعة ييل، بعنوان «السُّودان»، إلى أن أولئك الضُّبَّاط أوضحوا للزَّعيمين أن الولايات المتَّحدة سوف تستخدم قاذفات أو صواريخ كروز لتدمير مصفاة البترول في ميناء بورتسودان، فضلاً عن الميناء نفسه، وخطوط الأنابيب التي تنقل البترول إليه، فما كان من السُّودان إلا أن اضطرَّ للتَّعاون!
(5) تكهُّنات كريستوف المتشائمة تلك تتماهى، على نحو أو آخر، مع الرُّؤية القائلة بأن الأمور، حتَّى لو تركت على حالها، فإن الاستفتاء:
أ/ لن يتمَّ في موعده كما ينبغي، إما لانعدام الميزانيَّات، أو لاستحالة إنجاز خطواته في تواريخها المحدَّدة لضيق الزَّمن، فتلجأ المفوضيَّة لطلب تمديد المواعيد، الأمر الذي سيثير شكوك الحركة الشَّعبيَّة، ومن ثمَّ الشَّارع الجَّنوبي المشبَّع، أصلاً، بالشَّحن في أكثر من نقطة، بالأخص في أبيي، والعاصمة، وجنوب النِّيل الأزرق، فيحدث الاحتكاك الذي يولد الشَّرر الذي ستندلع منه نيران الحرب؛
ب/ أو سيتمُّ في موعده المحدَّد فتجئ نتيجته لصالح «الانفصال» فتندلع الحرب للارتياب في التَّزوير؛
ج/ أو ستجئ نتيجته لصالح «الوحدة» فتندلع الحرب، أيضاً، للارتياب في التَّزوير!
(6) مهما يكن من شئ، فقد اقترح المبعوث الأمريكي الخاصُّ الأسبق للسُّودان، السَّفير ريتشارد وليامسون، في مذكِّرة للبيت الأبيض، مجموعة من «العصي» الغليظة لإجبار نظام البشير على الابتعاد عن خطة الإبادة الجَّماعيَّة! ولكن إدارة أوباما لم تكن قد شرعت في التلويح بها بعد، حين تساءل كريستوف لماذا لا نوضح للسَّيد البشير بجلاء أنه إذا ما أقدم على ارتكاب إبادة جماعيَّة فإن أنابيب بتروله سوف تدمَّر، ولن يكون بوسعه تصدير أيَّة كميَّة من البترول؟ ويعلق قائلاً: صحيح أن تلك لعبة محفوفة بالمخاطر، ولكن الاستراتيجيَّة الحاليَّة أثبتت فشلها، وربَّما تكون نتيجتها إبادة جماعيَّة كان يمكن تداركها لو أننا عملنا من أجل ذلك!


IX
(1) المَخرج المحتمل الوحيد من هذه الورطة، كان، وما زال، في رأينا، هو مشروع "الكونفيدراليَّة Confederation" الذي طرحناه قبل الاستفتاء، حيث تبنَّاه والتفَّ حوله، آنذاك، عدد مقدَّر من المواطنين، مفكِّرين، وأدباء، وفنَّانين، وكتَّاب، وصحفيِّين، وناشطين حقوقيِّين، وقادة مجتمع مدني، رجالاً ونساءً، بهدف تأسيس ما أسميناها "كونفيدراليَّة الدَّولتين المستقلتين"، واختصاراً: "آدم"، بأحد احتمالين: فإما أن يقتنع، وقتئذٍ، شريكا "نيفاشا"، فيعملان على إلغاء الاستفتاء نهائيَّاً، وتطبيق مقترحات المبادرة بدلاً منه، وقد كان ذلك ممكناً، طالما اعتُبرت الاتفاقيَّة نفسها، نظريَّاً، نتاج تلاقي إرادتيهما؛ أو أن يتمَّ إجراء ذلك الاستفتاء، كأحد مستحقات الاتفاقيَّة الملزمة، فإن جاءت نتيجته لصالح "الانفصال"، يتوافق الشَّريكان، أيضاً، على تطبيق نفس مقترحات المبادرة، كترتيبات مطلوبة، هذه المرَّة، لما بعد الانفصال، وهو ما سنعيد التَّفصيل بشأنه، في الجزء الأخير من هذه المقالة، ونطرحه كمساهمة نأمل أن تعين من سيتولون سلطة الانتقال.
(2) مهما يكن من شئ، فإنه يجدر التَّأكيد، ابتداءً، على مسألتين:
الأولى: أننا لسنا أوَّل من طرح هذا الاقتراح، فقد سبق أن ألمحت إليه الحركة الشَّعبيَّة، على نحو أو آخر، من خلال المفاوضات المطوَّلة التي أفضت إلى اتفاقيَّة السَّلام بنيفاشا، مثلما عادت وألمحت إليه، أيضاً، خلال زيارة وفدها للولايات المتَّحدة الأمريكيَّة، بالتَّزامن مع ملابسات الاستفتاء نفسه، ومع تداعياته، حيث أن الرَّفيق ياسر عرمان، نائب الأمين العام للحركة الشَّعبيَّة/الجَّيش الشَّعبي لتحرير السُّودان، وقتها، طرح، مثلاً، فكرة الوحدة بين دولتين مستقلتين ذواتَي سيادة جنوباً وشمالاً، مثل ما هو الحال، على حدِّ تعبيره، في الاتِّحاد الأوربِّي، أو كونفدراليَّة تجمع بين الدَّولتين، بالإضافة إلى جيران السُّودان عرباً وأفارقة .. وهذا هو ما ينفع الناس(12). أثار الوفد، في مباحثاته مع المسؤولين الأميركيِّين قضايا الجُّنوب الجُّغرافي والسِّياسي الجَّديدين، وفي مقدِّمتها قضايا النِّساء والشَّباب ومهمَّشي الرِّيف والمدن؛ وقضايا الحريَّات وإطلاق سراح المعتقلين السِّياسيِّين، ودارفور وشرق السُّودان والمشورة الشَّعبيَّة(13). وقد سبق إلى طرح الفكرة، أيضاً، المرحوم محمد ابو القاسم حاج حمد، في مايو 1999م، عبر صحيفة «الحياة اللندنيَّة»؛ كما طرحه تقرير مركز الدِّراسات السّياسيَّة والاستراتيجيَّة بواشنطن، في فبراير 2001م، بعنوان «سياسة الولايات المتَّحدة لإنهاء الحرب في السُّودان»؛ وتنبأ ستيفن موريسون، مدير المركز الذي شارك في صياغة التَّقرير، بأن تنتهي إليه عمليَّة السَّلام(14). كذلك طرحه حزب الأمَّة "القومي"، منذ حين، كما تمَّ طرحه داخل «مؤتمر جوبا»، عبر ثلاث أوراق، إحداها لحزب الأمَّة "الإصلاح والتجديد ـ مبارك الفاضل"، والأخرى لكاتب هذه السطور عبر «لجنة الوحدة والانفصال» بالمؤتمر، والثَّالثة للمرحوم الأستاذ طه ابراهيم، وقد تمَّ تبنِّي الورقتين الأخيرتين ضمن تقرير لجنة «السَّلام»، وجرى اعتمادهما في المؤتمر، لكنهما، ولسبب غير معلوم، لم يظهرا ضمن «الإعلان الختامي» الذي تولى الإشراف على صياغته، ثمَّ تلاه بنفسه، في الجلسة الختاميَّة، الأستاذ باقان اموم، الأمين العام، وقتها، للحركة الشَّعبيَّة لتحرير السُّودان!
الثَّانية: أن الفرق كبير بين "الكونفيدراليَّة" باعتبارها «تكتيكاً»، كخيار الحركة إبَّان مفاوضات نيفاشا، أو «أيديولوجيا»، كما لدى محمد ابو القاسم والمركز الأمريكي، ممَّا أدى إلى رفضها من قبل الوحدويِّين، لاتِّساع الفرص المتاحة، نسبيَّاً، أمام الاحتفاظ بالوحدة، ولو من النَّاحية الشَّكليَّة، وبين طرحها، الآن، كمَخرج وحيد من ورطة ما تنفكُّ تندفع نحوها علاقة الشَّطرين، لا بسبب قناعة «عقلانيَّة» مؤكَّدة بخيار «الانفصال»، لدى المواطن الجَّنوبي، وإنما بسبب المنطق الذي حكم بأن تترتَّب عمليَّة الاستفتاء نفسها على ممارسة «حقّ تقرير المصير»، تَّنفيذاً لاتفاقيَّة قرَّرها نظام سياسي معزول، وليس "مجموع" أو حتَّى "أغلبيَّة" الشَّعب!
(نواصل)

المصادر:
(10) وكالة سونا، 10 أكتوبر 2011م
(11) النيويورك تايمز؛ 29 سبتمبر 2010م
(12) وكالات؛ 28 مارس 2011م
(13) نفسه
(14) خالد التيجاني؛ سودانايل ـ نقلاً عن "إيلاف"، 19 سبتمبر 2009م

+++



#كمال_الجزولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فِي حُلْمِ اسْتِعَادَةِ الوَحْدَةِ (1)
- فِي حُلْمِ اسْتِعَادَةِ الوَحْدَةِ (2)
- إِزْدِوَاجِيَّةُ السُّلْطَة!
- العدالة الانتقالية (4 4)
- العدالة الانتقالية (3 4)
- العَدَالَةُ الانتِقَاليَّة (2 4)
- العَدَالَةُ الانتِقَاليَّة (1 4)
- البَشِيرُ والجَّنَائِيَّةُ: سَيِّدِي زَيْنَ العَابِدِينِ .. ...
- الانْتِقاَلُ أَحْطَرُ أَجِنْدَاتِ الانْتِفَاضَة!
- مفاوضة السجين
- علماء السودان: تاريخ من موالاة السلاطين وتكفير معارضيهم!
- هسيس (شعر)
- كينيا: إرهاب مشحوذ الحدين!
- عجائب علاقات الإنقاذ بالإنتربول
- فِي جَدَليَّة الدُّسْتُورِ والتَّغْييرِ الدِّيمُوقْرَاطِي
- جَثَامِينٌ فِي الحَشَايَا!
- جَدَليَّةُ الدُّسْتُورِ والتَّغْييرِ الدِيمُوقْرَاطِي
- لِمَ لَمْ تَبْلُغ انْتِفَاضَةُ أََبْرِيلَ مَرَمَاهَا؟!
- العَقْلَانِيَّةُ .. حَتْفَ أَنْفِ الخِفَّةِ والاسْتِخْفَاف!
- شُذُورٌ مِنْ سِيرَةِ التَّكْفِيريِّين!


المزيد.....




- هاجمتها وجذبتها من شعرها.. كاميرا ترصد والدة طالبة تعتدي بال ...
- ضربات متبادلة بين إيران وإسرائيل.. هل انتهت المواجهات عند هذ ...
- هل الولايات المتحدة جادة في حل الدولتين؟
- العراق.. قتيل وجرحى في -انفجار- بقاعدة للجيش والحشد الشعبي
- بيسكوف يتهم القوات الأوكرانية بتعمد استهداف الصحفيين الروس
- -نيويورك تايمز-: الدبابات الغربية باهظة الثمن تبدو ضعيفة أما ...
- مستشفى بريطاني يقر بتسليم رضيع للأم الخطأ في قسم الولادة
- قتيل وجرحى في انفجار بقاعدة عسكرية في العراق وأميركا تنفي مس ...
- شهداء بقصف إسرائيلي على رفح والاحتلال يرتكب 4 مجازر في القطا ...
- لماذا يستمر -الاحتجاز القسري- لسياسيين معارضين بتونس؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال الجزولي - حُلْمُ اسْتِعَادَةِ الوُحْدَة4