أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالله عطية - تناقضات اتباع الثورة














المزيد.....

تناقضات اتباع الثورة


عبدالله عطية

الحوار المتمدن-العدد: 6350 - 2019 / 9 / 13 - 15:25
المحور: المجتمع المدني
    


الحالة المأساوية التي يعيش فيها العراق اليوم هي أكبر محفز للكتابة، فالوضع العام الذي نعيشه لا يحتاج للخبرة لألتقاط نقاط الضعف والسلبيات ومئات النقاط التي اصبحت على سوءها واقع حال، والاسوء المواطنين بدأو يتقبلونها ويتعايشون معها كأنهم في وضع طبيعي، المشكلة العظمى في هذا الواقع تكمن نقص الوعي، والمقصود به هو سيطرة العقل الجمعي على العقل الفردي، وبمعنى أدق وأكثر وضوحاً اقول ان سبب ما نعيشه اليوم ما هو الا نتاج من الجهل المجتمعي وسيطرة قادة الرأي سياسياً او دينياً او إجتماعياً على عقول العامة من خلال عدة وسائل تملكها تستطيع ضم أكبر قدر من العامة تحت ردائها، ومن المؤكد ان هؤلاء لهم مطامح وأهداف من هذا العمل وبالتالي يصبح الفرد الواعي في أزمة حقيقية بين الثبات على صحة رأيه بالوضع العام، وتغييره بوعي او دونه لمسايرة المجتمع، ولنأخذ بعين الإعتبار أن الإنسان كائن إجتماعي لا يستطيع العيش بمعزل عن أقرانه.
في ظل أزمة الوعي هذه وإنتشار عنجهيات الجاهلية الاولى يسهل على المرء ان يكون أي شيء وبأي وسيلة يرغب، سيما وانهم يملكون المال والوسيلة لتحقيق ذلك، وبالتالي هذا نتاج عملية زرع الجهل الممنهج وتأطيرة بأطر دينية او مذهبية او سياسية ضيقة يصبح سهلاً على المرء ان يغير بين أوراقة واللاعب على اوتار حساسة ليضمن ولاء الجمع له، لماذا لأنه غرس بذرة القداسة او النظرة المنزهة عن هذه الشخصية او تلك، وبالتالي حتى التناقض منها يُبرر له بنص او حديث او أية او بيت شعر ويمر على العامة، ولنسلم لفكرة اخرى من نتاج الجهل وهي الموقف الواحد او الاصح الحكم الواحد على الفرد، فمجتمعنا ما ان اخذ فكرة على شخص سوف يبقى عليها الى ابد الابدين دون النظر إستجابه الى المواقف وتغيير رأيه.
ان تكون واعي هنا يعني أنك تعيش عذاب يومي الى ما لا نهاية، وكما اسلفت بالذكر الواقع سيء لدرجة اصبح السوء واقع حال لذا فأن رصد التناقضات أمر سهل للغاية، ومن هنا اود البدأ في موضوع التناقضات، انا اقصد العامة هنا والسياسين، انا اقصد رجال الدين مدعي الزهد والورع من مرتدي لباس الدين والمظلومية بالدرجة الاساس، في كل عام يرفعون شعار ثورة الحسين من أجل الاصلاح، ولا أصلاح ولا صلاح، يقنعون العامة من المنابر على أنهم أتباع الثورة، لكنهم يتصرفون كأفعال بني أمية، فيعيشون في القصور ويملكون من الاموال ما يكفي ليعش بلد كامل برفاهية ويحصلون على أفضل الإمتيازات بعيداً عن عامة الناس، بينما حديثهم لا يخلوا من زهد علي وتوصية الناس بالصبر بينما هم يتمتعون بخيرات الدنيا.
مثلاً مثلاً اليوم في كل حي سكني يوجد اكثر من مسجدين، موكبين لاداء الشعائر تصرف لها من اموال الاوقاف الاموال، بينما لا توجد صفوف كافية في مدرسة الحي، ويدرس خمسون طالب او اكثر في صف يتسع لنصف هذا العدد، او ان مدينة كاملة خالية من دار ايتام او دار للمسنين، فظهرت طبقة المشردين والشحاذين الى ان اصبحت مهنة يمتهنها ابناء الشهداء الذين لبوا فتاوى الجهاد، فأصبحت التقاطعات تغص باليتامى اضف الى ذلك استغلالهم من قبل ضعاف النفوس من اجل كسب اموال من عملهم المذل هذا، بينما من اعطى الفتوى واصحابة يتمتعون بالمال.
في هذا الواقع الذي نعيشه اليوم اخر ما نحتاج اليه هو الدين، وان كان جزء من ثقافة المجتمع يجب ان يخضع للقانون والمسألة حاله حال بقية الظواهر الاجتماعية الاخرى، صراحة انا لست مع او ضد الدين او الشعائر، انا مع القانون وتطبيقه بصورة عادلة ومع الجميع دون استثناء، فبدل ان من تأسيس استثمارات كبيرة باسم امام لما لا تسمى باسم الشعب، ويعمل بها عمالة خارجية وابن البلد يعيش في بطاله، ومثل كل مرة تبرر بنقص الخبرة، وهل العراقي خلى الى درجة لا يستطيع ادارة مصنع او مشفى؟، اقولها مرة اخرى جل مشكلتنا تتمحور في قضية الوعي والدين، كفرد الى الان لا يستطيع العزل والتفريق بين واجباته الروحية ومبادئه وقناعاته وبين الحياة العامة، بين ما يفكر به على انفراد وبين ما يزرع به من دون وعي، الامر تعدى فكرة التغاضي الوضع يسير نحو الهاوية بسرعة مخيفة ولا تزال حلول مشكلتنا عقيمة، لأننا وبكل بساطة نتعامل معها من خلال منطار ضيق للغاية يقتصر على حلول حالية دون التخطيط للمستقبل، والتراجع في الوضع واتساع رقعة التدهور كلما تقدمت نحو الهاوية اصبح الامر اسوء واكثر حده، لذا انا هنا اكتب وأحترق عسى ان يقرأ الناس ويتغيروا.



#عبدالله_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف المجتمعي
- الفاسدين والحكومة في العراق
- على أمريكا أن تعرف
- كيف نعيش؟
- المستور عنهُ خلف التظاهر والمعارضة
- في احدى مشافي بغداد
- مواجهة مع الواقع بالسخرية
- إنفلات السلاح واللادولة
- الديموقراطية لم تغيير الناس
- إيهما الأخطر..!؟
- من جديد.. عسكرة المجتمع
- الحبُ والحياة
- مشكلتنا نحن الشباب
- الجناح الالكتروني
- القدسية والهتلية
- تدوير السياسي العراقي
- الخوف من الاخر
- تشكيل الوعي وإبراز الهوية الوطنية
- مشاكل الواقع المتجددة
- قضايا المرأة (حبيبتي)


المزيد.....




- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-
- السعودية ترحب بالتقرير الأممي حول الاتهامات الإسرائيلية بحق ...
- -العفو الدولية-: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريك ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالله عطية - تناقضات اتباع الثورة