أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - رواية حكيم لباي ج14















المزيد.....

رواية حكيم لباي ج14


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6350 - 2019 / 9 / 13 - 10:11
المحور: الادب والفن
    


لم يكن من عادة السيد سليلة أن تتأخر عن صباحات المعبد منذ أن هادت الحياة له بوجود السيد داريو، لكن مما يبدو أن ‘حساس الناس بأن المطر سينهمر بين لحظة وأخرى قد يكون هو المانع الفعلي لها، العمال والعاملات الذين أخترهم الحكيم المعلم لمهمة تنظيف وعزل مكونات العشبة البرية، أكملوا المهمة بنجاح وبدأوا بصناعة الدواء تحت أشراف طبيب الحاكم، الذي لم يعد كذلك منذ أن أصدر ذيلام أمرا بأن يكون له مقر دائم يعالج به المرضى، وخزينة الدولة تتحمل أجور من لا يستطيع أن بدفع ثمن العلاج والتطبيب، حتى الخزافون وصناع الزجاج صارت محلاتهم تنتج بأعلى قدرة ممكنة من القوارير التي سيعبأ بها الدواء... أما البذور فقد أمر الحكيم أن تقسم نصفين نصف للبذار والنصف الأخر تخزن في أماكن مظلمة للحاجة.
القادة العسكريون الذين كلفهم الحاكم بموضوع تمتين الدفاعات يعملون ليلا ونهارا بعد أن حصلوا على موافقة الحاكم على كل الخطط التي يمكن أن تنقذ لباي من الممكن والمحتمل لو تعرضت إلى أعتداء.. وقبل حلول فصل الشتاء...
نائب قائد الجند المشرف على الشرطة قدم تقريره لمجلس الشيوخ بخصوص ما وجده من بعض التشويش وعدم الانضباط في عمل الشرطة، هناك أشخاص لا يمكن أن يكونوا بعد هذا اليوم في مكانهم وهناك أشخاص دونت أسمائهم في ديوان الشرطة ولكن لا تعرف وظائفهم بعد، ليس لدى الشرطة حاليا أي تصور حول دورها في مساندة الجند والحرس في حالة لو حدث خرق أو شيء أخر للمدينة، حتى كبار رجالها لا يعلمون شيئا وينتظرون أوامر رئيسهم السيد فيروزي....
أنعقد مجلس الشيوخ بمن حضر من أعضائه من غير المعزولين وتم مناقشة الكثير من القضايا.... أصبح بعض الذين كانت لديهم هواجس وأعتراضات سابقة أكثر قبولا بالسيد ذيلام ووجوده رئيسا للمجلس وحاكما عاما للمدينة.. قد يكون الخوف من قوته وتأييد الشعب والمعبد له أحد الأسباب ولكن في النتيجة عمله الحقيقي هو من جعل الكل يوافق على ما تم عرضه وتعيين قاض جديد ورجال يساعدوه من بين أفراد الشعب ممن لهم القدرة والمهارة في إدارة هذا الديوان على أن يكون القاض السابق أو قضية تعرض على المحكمة الجديدة.
أما فيما يخص السيد فيروزي فالجميع كان متفقا بلا تردد على عزله مع البعض من قادة الشرطة فقد بان قصورهم ووافقوا على بقاء نائب قائد الجند على رأس الشرطة حتى بداية الصيف ومخولا من المجلس بالعمل بما يجعل من الشرطة قوة حقيقية لحماية الشعب وتأمين لباي مدينة الرب المقدسة من الداخل، كما قرر المجلس أن يتحمل أعضاء مجلس الشيوخ نصف نفقات التعليم ومستلزماته مشاركة مع المعبد وأن يتولى التجار تأمين ما يمكن تأمينه من حاجات للمدارس والكتاتيب بدون أي ربح أو أنتفاع لهذا العام وفتح باب التبرع لمن يهتم بمساعدة الطلاب أبناء الفقراء.
أنفض المجلس والمساء قد أقترب وهناك رسالة عاجلة من السيد نائب قائد الجند والمكلف بشؤون الشرطة بيد أحد الرجال يريد وصولها فورا إلى السيد ذيلام... قرأ الحاكم الرسالة وكان فيها ما يجعله يخرج سريعا إلى مقر الشرطة مما لفت أنتباه أعضاء المجلس بأن تطورا هاما قد يكون قد حدث، لذا أرتأى البعض أن يبقى الجميع بأنتظار ما يرد من أخبار...
في مقر الشرطة كأن هناك أربعة أشخاص تم القبض عليهم بطريقة ما وهم ثلاثة أغراب والرابع كان الدبور الأزرق، كان الغريب في الأمر أن السيد سانجاي هو من قبض عليهم وسلمهم للشرطة بعدما طلب مساعدتهم بذلك.. عرف ذيلام من وجود سانجاي أن هؤلاء الرجال قد قيض عليهم بالأنفاق فقد أوكل مهمتها له أضافة إلى مهمة حفر الآبار.. الموضوع الذي أسعد ذيلام فعلا أن لا أحد يمكنه أن بمر لداخل المدينة دون أن ترصده العيون.
تم التحقيق معهم فأعترف الرجال الثلاث بأنهم كانوا مجرد عيون أرسلهم شخص من خارج لباي لمعرفة أخبار المدينة وأنهم لم يكونوا أكثر من أجراء في ذلك... تم إيداعهم السجن لمعرفة المزيد عنهم... لكن الدبور الأزرق لك يكن بحاجة لأن يسلك طريق الأنفاق فهو شرطي ومقرب من السيد فيروزي ولا أحد يمكنه أن يعترض طريقه... طلب السيد ذيلام من رجال الشرطة البحث عن أي دور له أو ما يثبت أو ينفي صلته بحكام مدينة الآلهة الثلاث.. نفى الرجل هذه التهمة بشدة وأدعى أنه كان في مهمة رسمية كلفه بها السيد فيروزي وأنه لم يكن يريد الهرب...
نادى السيد ذيلام أحد رجال الشرطة ممن يتولى التحقيق أن يذهب إلى السيد فيروزي ويخبره بأن الدبور الأزرق يقول له قد تمت المهمة على خير ... ما العمل الآن... أنطلق الرجل من فوره وكان الدبور شديد الاضطراب والحيرة ... يحاول أن يوضح ما كان من أمره ولكن أمله في حدوث شيء يؤجل في كل مرة ما يريد.
عاد المبعوث سريعا من دار السيد فيروز ولكن لم يجد المجتمعون الذين كانوا هنا من قبل... مقر الشرطة أيضا ليس على ما تركه.. هناك كلام غير مفهوم ويرددون همسات خجولة بين الأفراد المتبقين فيه... سأل عن الأمر وعن غياب السيد الحاكم وبقية قادة الشرطة، قيل له أنهم ذهبوا إلى وسط المدينة ومعهم الدبور وقد أوثقوه جيدا.. لقد أمتلكته الحيرة بأن ينتظر هنا أو يذهب خلفهم... نصحه أحد الرجال أن يلحق بهم قد يكون ما عندك من أخبار تساعد على فهم ما يدور...
وجد الجميع على باب السيد سليلة وهو يحاولون أن يجدوا منفذا للدار ولو بالقوة... همس الرجل أذن قائد الشرطة الجديد عن مهمته فما كان من الرجل إلا أن يتقرب من الحاكم ليهمس بأذنه ما ورد .... على الدبور أن يهرب من المدينة فورا حتى يتم نسين قضية السيدة سليلة وهو سيرتل له أمر العودة وبينهما رسول... هذا مضمون الجواب وهو ما عزز أعترافاته لهم بأنه هو من فعل ذلك ولكن بأمر السيد فيروزي... كسر الشرطة باب الدار ودخلوا يبحثون في الغرف.. حتى قال الدبور أنه دفنها بعد أن ذبحها في قبو البيت.
بدأ المطر ينهمر بشدة في هذه اللحظة التي أعلن فيها عن مقتل السيدة.. ليس بهذه الكثافة وبهذا الأوان عادة ينزل المطر.. وكأن السماء تبكي أيضا.. الرجال ينزلون القبو ويستخرجون الجثة التي فصلت عن الرأس تماما، وعند السؤال عن ذلك قال أن الرأس معه في الكيس الذي يحمله معه أثناء ما تم القبض عليه... حضر السيد الحكيم مذهولا وحزينا وهو لا يكاد يرى الطريق من شدة المطر والحزن على السيدة ....
سرعان ما أنتشر الخبر في كل أرجاء المدينة مع شدة هطول الماء من السماء وبدايات الليل الأولى... تجمهر الناس غير مبالين بما عليه الجو ينتظرون أية أخبار أو تفاصيل عن الحادث... أرسل الحاكم على بعض النساء للاهتمام بأمر الجثة ونقلها بعد تجهيزها للمعبد.... كما أرسل قادة من الشرطة لاستدعاء السيد فيروزي فورا إلى مقر الشرطة بأي حال كان عليها ... إنها فاجعة أولى تواجهه في أوائل أيامه ومن تكون هذه الفاجعة... السيدة التي فتحت عيون الناس على الخلاص؟... يا ليتها كانت كوابيس نصحو منها ... عذرا لك سيدتي فما في قلبك من نور يكفي لإزالة كل هذا الظلام وتكتسح الظلم والظالمين.
المدينة تتخبط وكأن هناك عودة لشبح الموت من جديد.. الخوف يسيطر الآن على وجوه الناس الذين لم يتنعموا بالفرح إلا قليلا.. النسوة دخلن دار السيدة لتجهيزها فيما ذهب معظم رجال الشرطة والحاكم والحكيم المعلم إلى مقر الشرطة لإكمال التحقيق ومعرفة أسباب كل ما جرى... كان السيد فيروزي قد وصل مكتوفا قبلهم بقليل وهو في أشد حالات الخوف والرعب مما سيحدث له.. أحيانا يتصرف الجبناء كالذئاب حين يعجز العقل عندهم أن يرى الطريق السليم... لماذا جرى كل ذلك؟.. ولماذا السيدة سليلة بالذات؟.
أخرجوا رأس السيدة المغطى بالدم من حقيبة الدبور الذي لم يعد يستطيع الكلام وأودع في غرفة محكمة من غرف الشرطة بأنتظار أن يكملوا معه التحقيقات.. الرعب يقود أحيانا إلى إفراغ كل ذاكرة الإنسان من الأسرار التي يحتفظ بها ويحرص على دفنها بعيدا عن الوعي... قرر الدبور أن يفرغ كل ما في ذاكرته للحاكم لعله وبأمل ضعيف أن ينجو من الموت هذه المرة..
أكتظ المعبد على سعته بالناس المفجوعة بخبر أغتيال السيدة سليلة حتى من الذين كانوا يرون في سلوكها ما يشين برغن المطر الشديد الذي كل ما مرت وقت حتى يزداد شدة، خارج المعبد كان الحضور أكبر نساء ورجال ومن مختلف الطبقات، لقد حزنت المدينة فعلا وهم لا يعرفون أن الراحلة هي من أسست لكل ما يجري الآن لهم... الخوف من عودة ظاهرة الموت دفعت بالجميع للوقوف مع الحاكم والمعبد ورجال الشرطة.. لقد نالت السيدة من الحب الحقيقي ما تستحق... السيد ذيلام ومن معه هم الأكثر حزنا على ما جرى فهم مدينون لها بكل شيء... الرب يبدو حزين أيضا هنا في المعبد فهو مع الناس يخشى على مدينته وشعبه من الذئاب المتخفية.
كل محاولات الشرطة بتفريق الجموع لم تنجح في أنهاء تجمعهم وكأنهم لا يريدوا أن تنتهي هذه الليلة إلا وإنزال القصاص بالقتلة، خرج الحاكم المكلوم الموجوع ليخاطب شعبه أنه لن ينال المجرمون في أي لحظة أي شفقة أو رحمة طالما أنهم لم يرحموا من كانت أمنة مطمئنة لم ترتكب جرما بحق أحد ولم تعتدي على أحد... لدينا قضاء نؤمن بأنه سيكون حريصا على أمان وحياة الناس... عودوا لمنازلكم فعين الرب لن ولم تنام...
التحقيقات جارية مع السيد فيروزي الذي لم ينفعه الإنكار وقد شهد عليه رجل الشرطة في رسالته للدبور الأزرق وما تكلمه به القاتل وجها لوجه، هنا خرج الذئب الكامن في روحه وبدأ الضحك هستيريا وهو يتوعد كل من أساء له.. إنكم تسرقون مني سنيني وكما سرقت هذه العاهرة مني كل شيء حتى أبنتي لم تعد فتاة صالحة أنها فرط مجنونة... سأنال منكم جميعا ... سأقتلك بيدي أيها الحاكم المغرور ... سترى من هو فيروزي ... أن صاحب الشرطة هنا ولا أحد يمكنه أن يفعل شيئا.... كان كل ذلك كافيا لإدانته وقد شهد الجميع بما سمعوا... سيعرض الأمر غدا على قاضي المدينة ليقرر الجزاء العادل...
أمر السيد ذيلام أن يشيع جثمان السيدة غدا على عربة الحاكم ذاته ويقام لها أحتفال توديعي يحضره كل من في المدينة... لا أحد يتخلف عن وداعها، إنها الأم التي أنجبت الخلاص لشعب لباي مدينة الرب ومن الحق أن تكرم كرمز من رموز النصر والبقاء.. ستدفن في وسط المدينة مع قبور القادة والشهداء وسيكون لها نصب وذكرى لا تنسى...
ما زال المطر يغرق شوارع المدينة ويفيض في كل مكان ولا أمل بالتوقف، ومضى الليل ثقيلا كئيبا والدموع كالمطر على ما كان يظن الناس أنها مجرد فرد عادي من الشعب.. أعتكف الحكيم المعلم في زاوية من زوايا المعبد لا يكلم أحد ولا يرد على خادمه ولا حتى على كلام الحاكم... إنه الأكثر حزنا والأشد ألما على الخسارة التي حلت في وقت كانت عجلة الحياة والفرح تدور وتدور متسارعة جدا في نظره.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية حكيم لباي ج13
- رواية حكيم لباي ج11
- رواية حكيم لباي ج12
- رواية حكيم لباي ج10
- رواية حكيم لباي ج9
- رواية ح 8
- رواية حكيم لباي ج7
- كربلاء بين ذاكرة التاريخ وتأريخ الذاكرة
- رواية حكيم لباي ج6
- رواية حكيم لباي ج5
- رواية حكيم لباي ج4
- رواية حكيم لباي ج3
- رواية حكيم لباي ج2
- رواية حكيم لباي ج1
- قراءة دستورية في تركيب النظام التشريعي في الدستور العراقي.
- رواية (السوارية) ح8 _1
- رواية (السوارية) ح7 _2
- رواية (السوارية) ح7 _1
- رواية (السوارية) ح6
- رواية (السوارية) ح5 _2


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - رواية حكيم لباي ج14