أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - ماعت التي ما ماعت ... في صالوني














المزيد.....

ماعت التي ما ماعت ... في صالوني


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 6348 - 2019 / 9 / 11 - 13:12
المحور: حقوق الانسان
    



قُبيل صالون أغسطس، وكان يتحدث عن (الأخلاق)، نشرتُ على صفحتي صورة "ماعت" وكتبتُ تحتها "دستور أمي ماعِت". فوجدتُ من يسألني من القراء.
- من صاحبة الصورة؟ وكيف ماعت أمك؟
- البوست واضح وشارح يا عزيزي. اقرأ قليلا في "المصريات"، علم أجدادك.
- يا أستاذة أنا أعرف إن (ماعت) يعنى (انحرفت)….
هكذا قرأ السائلُ (الاسمَ) (فعلا): (ماع يميع ميوعةً، فهو مائع). والمعنى المعجمي الفيزيائي هو: ( تحويل الجامد إلى سائل)، والمعنى الاصطلاحي الشعبي معروف في الدارجة المصرية. وكان السائلُ يريد أن يعرف كيف (ماعت أمي)!
ولم أدرِ هل أضحك من التباس الاسم مع فعل، أم أحزن على جهل رجل بتاريخ بلاده، أم أغضب للتطاول على أمي. كظمتُ غيظي وأجبتُه.
- لا يا عزيزي. "ماعِت": اسم، عَلَم، وليست الفعل الماضي: "ماعَت". وهي ربّة العدالة في الميثولوجيا المصرية. وهي المحفورة على كل محاكم العالم معصوبة العينين تحمل ميزانها وتقفُ في سموّ وحزم، كنايةً عن (العدل المرجو). ماعِت جدتك وجدتي؛ إن كنت مصريا مثلي.
- أشكرك جدًا على الرد يا أستاذة. أنا عمري 26 سنة. وأول مرة أسمع الكلام ده. ياريت لو مفهاش تعب تتكلمي أكثر عن الموضوع ده لأني حابب أعرفه جدا.
هنا تذكّرتُ حكمة الشاعر الإغريقي سيمونيدس حين قال في مرثيات ذكرى المحاربين اليونانيين الذين سقطوا في معركة ثرموبيلاي: (هزمناهم، ليس حين غزَوناهم، بل حين أنسيناهم تاريخَهم.)
الفصل 125 من (كتاب الخروج إلى النهار)، الشهير بـ (كتاب الموتى)، وهو أقدم كتاب في التاريخ، ويضمُّ مجموعة من الوثائق الدينية والنصوص الجنائزية لتكون دليلاً للميت في رحلته إلى العالم الآخر، ولا تزال نسخة منه محفوظة في المتحف البريطاني، ذكر "ماعت" ربَّةُ الحقيقة والعدالة والنظام والانسجام في الكون. وكانت على هيئة امرأة جميلة تضعُ ريشة على رأسها: ريشة الضمير. يقفُ المتوفّى يُقرُّ باثنين وأربعين اعترافًا إيجابيًّا: (كنتُ - فعلتُ)، واثنين وأربعين اعترافًا سلبيًّا: (لم أكن - لم أفعل). نبدأ بالسلبي:

1. لم اقتل، ولم أُحرّض أيَّ أحدٍ على القتل.
2. لم أرتكب خطيئتيْ الزنا أو الاغتصاب.
3. لم أنتقم لنفسي.
4. لم أتسبب في الإرهاب.
5. لم اعتدِ على أي إنسان، ولا كنتُ سببًا في ألم إنسان.
6. لم أكن سببًا في بؤس إنسان أو شقائه.
7. لم أتسبّب في عذاب حيوان، ولا في شقاء نبات بأن نسيت أن أسقيه.
8. لم أتسبب في دموع إنسان.
9. لم أظلم ولم أضمر نيةً في أي شر.
10. لم أسرق.
11. لم آخذ من بلادي أكثر من حصتى العادلة في الطعام.
12. لم أُتلِف المحاصيل والحقول، ولم أقطع الأشجار.
13. لم أحرم إنسانًا من حقّ له.
14. لم استدعِ شاهد زور، ولم أتوسّل ادعاءات كاذبة.
15. لم أكذب، ولم أجرح شخص آخر بالكلمات.
16. لم أستخدم الكلمات الحماسية من أجل إثارة الصراعات.
17. لم أتحدث بمكر، ولا تصرفت على نحو مخادع من أجل إيذاء الآخرين.
18. لم أتكلم بازدراء عن أحد.
19. لم أتنصّت على أي إنسان.
20. لم أتجاهل الحقيقة ولم أجاوز الصواب في كلامي.
21. لم أحكم على أي إنسان في تعجّل أو بقسوة.
22. لم أدنّس الأماكن المقدسة.
23. لم أكن سببًا فى أي خطأ يتعيّن إصلاحُه جهدُ عمّال أو سجناء.
24. لم أغضب دون سبب وجيه للغضب.
25. أنا لم أعرقل تدفق المياه الجارية في النهر.
26. أنا لم أهدر المياه الجارية.
27. لم ألوّث مياه النهر أو تراب الأرض.
28. لم اتخذ اسم الله هزوًا.
29. لم احتقر الآلهة ولا اغضبتُها.
30. لم أسرق من الله.
31. لم أُمنح عطايا أكثر ولا أقل مما هو مُستحق لي.
32. لم أطمع في ممتلكات جاري.
33. لم اسرق من الموتى ولم أزدرهم .
34. لم أنس ولم أغفل عما هو مشار إليه في الأيام المقدسة.
35. لم أمنع القرابين الموجهة إلى الآلهة.
36. لم أتدخل في الشعائر المقدسة.
37. لم أذبح بقصد الشر ولم أعذّب أي حيوان.
38. لم أتصرف بمكر أو وقاحة.
39. لم أكن فخورًا أو مغرورًا على نحو لا يليق، ولا تصرفت بغطرسة.
40. لم أُضخّم نفسي.
41. لم أُخلّ بالتزاماتي اليومية.
42. أطعتُ القانون ولم أرتكب الخيانة.
في مقال (الخميس القادم)، نتكلم عن (الاعترافات الإيجابية) ولماذا عددها 42 أيضًا، ونتحدث عن (كا)، و(با) في أدبيات أجدادنا المصريين: السلف الصالح. "الدينُ لله، والوطنُ لمن يحبُّ الوطن”.
***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جهادُ المصريين ضد الجهل والطائفية والإخوان
- كانوا وسيمين … كنّ جميلات!
- عنصريةُ اليد اليسرى!
- ابحث عن نسختك الأجمل
- الراهبُ … البون بون … الأخلاق
- فولتير على القومي… يحاربُ العنفَ بالبهجة والتفاؤلتي
- فولتير على القومي… يحاربُ العنفَ بالبهجة والتفاؤل
- بناءُ الإنسان في مصر
- المهرجان القومي لأبي العظماء السبعة
- مصرُ يليقُ بكِ الفرح … الوزيراتُ يليقُ بكنّ الأبيض
- الجرذان
- زمن جابر عصفور
- من ذكريات القناة … صمتَ الرئيسُ لتتكلَّمَ السفينة
- مَن هم الأقليّة في مصر؟ (2)
- الفلاتر الثلاثة … والأخلاق
- مَن هم الأقليّة في مصر؟ (1)
- الإخوان السفاحون…. لم يرحموا المرضى
- فيلم: الوباء الصامت … احذروا
- نزار قباني … نهرٌ دافقٌ وشركٌ صعب
- في مديح الضعف والضعفاء


المزيد.....




- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - ماعت التي ما ماعت ... في صالوني