أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد بيان - القتل المعنوي للمناضل














المزيد.....

القتل المعنوي للمناضل


أحمد بيان

الحوار المتمدن-العدد: 6347 - 2019 / 9 / 10 - 05:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



رفيقي:

أن تكون مناضلا من أجل قضية يعني أن تكون مستعدا لتقديم ضريبة ذلك غاليا، وقد تصل هذه الأخيرة حد شرف الاستشهاد. ولا غرابة، فقد استشهد العديد من المناضلين والمناضلات من بنات وأبناء شعبنا المغربي من أجل الحياة والعيش الكريمين. وكما أنشد أحد الشعراء، "لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى ... حتى يراق على جوانبه الدم". ونقصد بالشرف هنا الالتزام بقضية عادلة والدفاع عنها بصدق نضالي، بعيدا عن ألاعيب الانتهازيين والسماسرة ومناوراتهم.
وليس القتل المادي وحده سلاح النظام القائم في مواجهة "الشرف" الرفيع؛ لأنه، أي النظام، لا يتردد في اللجوء الى كافة أساليب الإجرام كالعزل والتدمير والقتل داخل السجون وخارجها، ومن بينها القتل المعنوي أو الرمزي ذي الأثر البالغ والمدمر والتكلفة "البسيطة". ويهم النظام أن يسقط المناضل من تلقاء ذاته، بدل أن يتهم بإسقاطه قتلا أو اعتقالا أو تشريدا...
وقد أنتجت عبقرية النظام "مناضلين" (مزيفين) يسقطون من تلقاء ذاتهم ويساومون ويتاجرون في القضايا العادلة، ولا يترددون في إنجاز المهام القذرة ذات "الأجر" المرتفع. ويهم النظام أيضا تسويق تلك الصورة النمطية التي تظهر المناضل (لقب أو صفة) كسمسار ومرتزق ومساوم باسم النضال والمبدئية. لقد حصل ذلك مع أسماء عديدة في صفوف المعتقلين السياسيين السابقين وفي صفوف الطلبة والتلاميذ، وفي صفوف النقابيين والجمعويين ورموز الأحزاب السياسية المتخاذلة.
وعندما يجند النظام وزبانيته جيوش المرتزقة لمحاصرة المناضل وتشويهه وعد أنفاسه، بما في ذلك النبش في حياته الخاصة والعائلية والمهنية وبالتالي الدعوة الى إعمال وتطبيق القوانين الرجعية المعتمدة، فإنه يضرب عصفورين أو عصافير بحجر واحد. فتراه يستفيد؛ من جهة، من عرقلة الأداء الميداني للمناضل والإجهاز عليه، وذلك من خلال محاولة إرباكه وجره الى متاهة ردود الفعل والتصدي للإشاعات التي تستهدفه بدل التصدي لإجرام النظام؛ ومن جهة أخرى من محاولة إبعاد التهمة عنه وأزلامه وتبرئة ذمتهم رغم كل الخروقات المسجلة، صورة وصوتا في كثير من الأحيان.
والخطير أن يستهدف النظام القوت اليومي للمناضل وأسرته، وخاصة أطفاله، بواسطة التضييق إبان العمل أو الطرد من العمل أو زرع السموم في محيطه المهني (المس بالسمعة والاتهامات المجانية المدمرة...). ولأن "قطع الأرزاق أبشع من قطع الأعناق"، فالنظام لا يتوانى في قطع الأعناق والأرزاق معا، الأمر سيان وحسب كل حالة على حدة. المهم هو تركيع المناضل وتوظيفه في مسلسل خدمة النظام وأزلام النظام...
رفيقي:

المطلوب نضاليا الصمود في وجه كل أشكال القتل المادية والمعنوية. والمطلوب أكثر التضامن مع الرفاق وتوفير الدعم المناسب لهم المادي والمعنوي، سواء من خلال التواصل أو من خلال الفضح وإبراز الحقائق التي ترفع من شأن رفاقنا؛
رفيقي:

المرجو الصمود والثقة في النفس وتوسيع وضبط التواصل المنتظم والفعال مع الجماهير الشعبية، فهذه الأخيرة هي محامي المناضل ومناصر المناضل ومحتضن المناضل.
المرجو رفيقي، بذل المزيد من الجهد، من أجل الانتصار. وها أنت قد انتصرت...
رفيقي:

إن "حبل الكذب قصير". وكما نقول بدارجتنا المغربية "ما يدوم غير الصح". لنا التاريخ والحقيقة. وصمودنا سيبقى صخرة تتكسر عليها كل المؤامرات التي تحاك في السر والعلن، سواء من طرف النظام أو من طرف أزلامه أو من طرف الجوقة الحاقدة التي وصلت وقاحتها حد مطالبة النظام برؤوس المناضلين.
إن ثقة المناضل في نفسه وفي قضيته سلاح يهزم كل الادعاءات والإشاعات المغرضة. قد يستطيعون تغليط زيد أو عمرو، لكنهم سيفشلون في تغليط وتضليل شعب.
قد يستطيعون قتل زيد أو عمرو، لكنهم سيفشلون في قتل شعب.
قد يستطيعون قطف كل الزهور، لكنهم سيفشلون في وقف زحف الربيع...
إن الصراع الطبقي ليس لعبة أطفال وتسلية، إنه تحدي متواصل ومعركة شرسة وتضحيات غالية...
إن الصراع عموما وبدون أوهام بورجوازية (صغيرة أو كبيرة)، هو أن تكون أو لا تكون، علما أن سلاح الجبان أو الضعيف هو الكذب والافتراء واختلاق الإشاعة...

ملاحظة: المقصود في المقال المناضل والمناضلة، وكذلك الرفيق والرفيقة (لا فرق).



#أحمد_بيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من تجارب الشعوب يستقي الشيوعي الدروس والعبر
- النهج يجر الجمعية -لمبايعة- الجماعة
- حوادث سير أم قتل جماعي للعمال؟
- المغرب: العدل والإحسان والعدالة والتنمية وجهان لعملة واحدة
- السؤال السديد: لماذا استمرار الاعتقال السياسي؟
- مصائب شعبنا لا تأتي فرادى
- إقصاء أم صفقة مع حزب النهج!!
- المغرب: ليطور المناضلون أشكالهم النضالية...
- معنى غياب حزب النهج الديمقراطي عن ندوة جماعة العدل والإحسان! ...
- جماعة -العدل والإحسان-...
- فدرالية اليسار الديمقراطي في قفص الاتهام..
- الأموي -بوتفليقة-
- المحنة مرآة
- في المغرب: القتل برا وبحرا...
- تيار البديل الجذري المغربي
- لا لتشويه الأشكال النضالية..!!
- المعتقلون السياسيون بالمغرب: معاناة التمييز
- ذكرى الاستشهاد والشهداء، وماذا بعد؟
- -نضال- المتعة...
- عندما ندين -أنفسنا-!!


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد بيان - القتل المعنوي للمناضل