أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - الجماعة الإسلامية بمصر... شاهد عليها















المزيد.....

الجماعة الإسلامية بمصر... شاهد عليها


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 6346 - 2019 / 9 / 9 - 23:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(دفعنى لكتابة هذا الموضوع اليوم "عاشوراء"ما ورد في مراجعات "الجماعة الإسلامية" من أن خروج الحسين على يزيد بن معاوية كان خطأ فقهيا)
من المعلوم أن قيادات ذلك التنظيم قد إنبثقت عن مجموعة نشأت بالجامعات المصرية كانت تسمى ب "شباب محمد" والتي تأسست من شباب متدين كان يصلّى في مسجد الكلية المعروف بسم "جامع الإتحاد" أي اتحاد الطلاب، وكان بينهم عدد من الطلاب المؤدلجين الذين ينتسبون الى الإخوان المسلمين "معظمهم كان أهليهم أعضاء بالإخوان" والذين حرصوا على استقطاب آخرين الى صفوفهم، فوي عام 1973وبعد أن نما حجم تلك المجموعات في معظم الكليات تداولت قياداتها في اختيار اسم جديد لها، واقترح أحد الشباب اطلاق اسم "الجماعة الإسلامية" عليها تيمنا بأخرى تحمل نفس الإسم في باكستان والتي أنشأها المنظر الإسلامي المتشدد "أبو الأعلى المودودى" الذى نهل منه سيد قطب وخاصة نظرية الحاكمية الأفكار الأساسية، فتم اطلاق هذا الإسم عليها، وكان نشاط تلك الجماعة علنيا (خاصة بعد افراج أنور السدات عن الإخوان وتمكّينهم من منابر المساجد الكبرى وأعادة مجلة الدعوة لهم)، وكان أغلب نشاطها هو تقديم خدمات طلابية من طبع المذكرات وملخصات الإمتحانات وبيع المستلزمات الدراسية من كتب ودفاتر وكشاكيل..وغيرها، الى جانب ذلك "وهو الأهم" كانوا يطبعون ويروجون لكتب وكتيبات عن أفكار تلك الجماعة بالإضافة الى رسائل "حسن البنا" وكتب "سيد قطب" وعلى رأسها كتيب "معالم في الطريق"، وأيضا المصاحف وكتب عن الوهابية يتم استحضارها من السعودية بالبالات وتوزيعها مجانا بالإضافة للدعوة للحجاب واطلاق اللحى، وبعدها بدؤوا محاولة كتابة مجلات حائط على استحياء (وكان للطلبة اليساريين والقوميين قصب السبق في هذا المجال والسيطرة على كل حوائط الكليات)، ثم جاءت محاولتهم الترشح لإنتخابات اتحادات الطلاب.
في نفس الفترة تقريبا اتجهت الجماعة الإسلامية أن يكون لها كيان أدق تنظيما فقرروا أن يجعلوا لكل كلية أمير يُختار بالتوافق، ولكل جامعة أمير، وتم لاحقا تدشين مجلس أمراء للجماعة على مستوى الجمهورية، وعُقدت اجتماعاته في مسجد كلية طب القصر العيني بقيادة عبدالمنعم أبو الفتوح، وفي عام 1977 أنتخب حلمي الجزار كأمير لأمراء الجماعة الإسلامية على مستوى الجامعات، وفى نفس العام 1977 شاركت الجماعة في “انتخابات اتحاد الطلبة لتفوز بأغلبية مقاعد مجالس 8 جامعات حكومية من أصل 12 جامعة كانت قائمة آنذاك، وحصلت على أقل من النصف في مجالس الجامعات الأربع الباقية، بينما استغلت الجماعة الإسلامية المناسبات الدينية كصلاة العيدين في الدعاية من خلال الدعوة لإجتماعات كبيرة وصاخبة "في مقار تحددها"، حدث أن حضرت صلاة العيد الذى نظمته الجماعة بالأسكندرية في ستاد اتحاد الطلاب بالشاطبى الذى أمّه ووقف فيه خطيبا أحد رموزهم وهو الداعية "لاشين أبو شنب"، وكان فيه شباب صغير بزى موحد يحملون صناديق كبيرة كتب عليها "تبرعوا للجماعة الإسلامية" يمرون بين صفوف المصلين (تخيل حجم التبرعات في مثل هذا اليوم)، وفى المواقع الأخرى كان يوجد دعاة أثقل وزنا مثل الشيوخ “عبد الحميد كشك وأحمد المحلاوي وحافظ سلامة وصلاح أبو اسماعيل ومحمد الغزالي وعمر عبد الرحمن، بينما أقيم معرضا للكتاب على أبواب الموقع يضم كتب متعددة ولكنها ذات اتجاه واحد من قبيل “معارج القبول” للشيخ حافظ حكمي وتفسير ابن كثير، و”رياض الصالحين والأربعين النووية” للإمام النووي و”جامع العلوم والحكم” لابن رجب الحنبلي، و”منهاج المسلم” لأبي بكر الجزائري، فضلا عن الكتب الفكرية والحركية لسيد قطب والمودودي وفتحي يكن وأنور الجندي وسعيد حوى وغيرهم. .
حدث بعدها خلاف كبير في صفوف الجماعة الإسلامية بين رأى يتزعمه عبدالمنعم أبو الفتوح وعصام العريان وحلمي الجزار من جامعة القاهرة وإبراهيم الزعفراني وخالد داوود من جامعة الإسكندرية، ومحيي الدين عيسى وأبو العلا ماضي من جامعة المنيا، وخيرت الشاطر من جامعة المنصورة وكان يرى أن تنضم الجماعة الإسلامية بكاملها الى جماعة الإخوان المسلمين، بينما تحفظ على هذا الرأي مجموعة أخرى "خاصة من جامعة أسيوط" واعلنوا استمرارهم كمجموعة الصعيد في العمل تحت اسم الجماعة الإسلامية، وشكلوا مجلس شورى يتكون من 15 شخصا من أبرزهم “كرم زهدي وصلاح هاشم وأسامة حافظ، وحمدي عبدالرحمن، وفؤاد الدواليبي وناجح إبراهيم وعاصم عبدالماجد وعصام دربالة وطلعت فؤاد قاسم وعلي الشريف"، هذا المجلس الذى أحس بقوته للدرجة التي شرع فيها يطبق الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وليبدأ بالمحاكم الشرعية والفصل بين الجنسين، ثم لينتهى بإعلان الجهاد المقدس ضد نظام الحكم، بينما انشق جناح كبير عن الجماعة الإسلامية بالأسكندرية مكونا الجماعة السلفية بقيادة المقدم وبرهامى والشحات وآخرين.
لم يكن بين الجماعة الإسلامية من ينظّر لتلك الأفكار ومن يؤدلج لها كثيرين، فأصدرناجح إبراهيم وعصام دربالة وعاصم عبد الماجد “ميثاق العمل الإسلامي” عام 1984 مؤكدين فيه على سلفية المعتقد وتبنيهم لثلاثية “الدعوة كأداة لتغيير المفاهيم، والحسبة كأداة لتغيير المجتمع، والجهاد كأداة للتغيير عندما لا تجدي الدعوة ولا تكفي الحسبة”، ووجدوا في كتيب "محمد عبد السلام فرج" (الفريضة الغائبة)، عن الجهاد بالسيف تلك الفريضة التي أهملها وأسقطها مسلمو هذا العصر " فيما بعد سيفتون باهدار دم المفكر فرج فودة بعد اصداره كتاب "الحقيقة الغائبة" لتفنيد كتيب الفريضة الغائبة، ونفذوا عليه الحكم بالإغتيال، ومن المفارقة أن يؤيدهم أحد أقطاب الإخوان (محمد الغزالى) في المحكمة"، واصدروا بعض الكتيبات التي تواكب الواقع وتتفاعل مع التغيرات السياسة مثل (وجوب العمل الجماعى – الحركة الإسلامية والعمل الحزبى – الطائفة الممتنعة وغيرها والتي اعتبروها جزءا من أدبياتهم).
بعد اغتيال أنور السادات ومحاولة الجماعة الإسلامية الإستيلاء على مدينة أسيوط والزحف الى القاهرة ارتفعت حدة المواجهات بين الجماعة والنظام، وبينما حاولت الجماعة قتل كل من تستطيع قتله من عناصر النظام ورجال الشرطة والمدنيين، في الجهة المقابلة تحول موقف الأجهزة الأمنية الى التصفية الجسدية المباشرة في حرب مفتوحة أهدرت فيها دماؤهم واستباحت نساؤهم واسرهم بلا أي رادع، وامتلأت بهم سجون النظام مع استخدام أبشع وسائل التعذيب، وفى النهاية بدأ البحث عن مخرج بعد الإنهاك الشديد والسجون والتعذيب وانقطاع العيش، واستغلت الداخلية تلك اللحظة بذكاء في محاولة جرّ قيادات الجماعة للتراجع الفكرى والعملى، فهيأت لهم سبل الإتصال بانصارهم في السجون ووفرت لهم المراجع النظرية من أمهات كتب الفقه، وغيرها من التسهيلات فصدرت عنهم مجموعة كتب المراجعات،ثم مبادرة وقف العنف من جانب واحد، وابتدأت سلسلة التنازلات التي انتهت بالإفراج عن المحبوسين وتعيينهم فى وظائف مناسبة وتوفير مصدر للحياة المريحة لقياداتهم.
الغريب في الأمر أن الذين أصلّوا للجهاد ضد نظام الحكم وللعنف قد استخدموا نفس المصادر الفقهية "ابن تيمية مثالا" في رفض واستنكار هذا النمط من الجهاد والعنف، أبرز الأمثلة على ذلك تنصلهم من اغتيال السادات وذكرهم أنه قتل في فتنة، لذا فانه يعتبر شهيدا وتجب على من قتلوه الفدية لولى الدم (أسرته)، ولمّا سؤلوا من أين يمكن أن تدفعوا تلك الفدية، كانت الإجابة "من ريع كتب المراجعات"، السلام عليكم.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- راقصات مصر في قلب السياسة
- حادثة إفك مارية القبطية
- خلية الأمل .. بين الحصار وضياع الأمل.
- فى الذكرى الثانية عشر لرحيل قديس اليسار/ أحمد نبيل الهلالى
- أسئلة حول المعلم يعقوب حنا القبطى
- الحراك الجزائري ..الى أين؟
- اتفاق الإعلان الدستورى في الخرطوم.. خطوة للأمام
- حول كتيب - مرض اليسارية الطفولى في الشيوعية- للينين
- عن سلطنة عمان .. وتنظيم الأسرة
- -سيدات القمر- للحارثية ..وتحولات سلطنة عمان
- ثورة ديسمبر في السودان وصراع الطبقات
- ما بعد إقرار التعديلات الدستورية في مصر
- رحيل الفنانة القديرة محسنة توفيق، أو -بهية- كما يعرفها المصر ...
- أمه راقية
- بين ثورتين (ثورة السودان وثورة 25 يناير في مصر)
- على هامش لقاء السيسى وترامب
- الأيام الأخيرة في حياة -وفاء-
- دعاوى تعديل الدستور لتكريس إستبداد السلطة
- هل يوجد أمل فى إعادة النهج الديموقراطى لمصر؟
- الطريق الى ثورة 25 يناير


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - الجماعة الإسلامية بمصر... شاهد عليها