أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - الوصم السياسيّ: قراءة في سلوك الناخبين














المزيد.....

الوصم السياسيّ: قراءة في سلوك الناخبين


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 6346 - 2019 / 9 / 9 - 13:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وإن تخلّله الوسيط ، ونعني بذلك الوسيط الإعلاميّ الذي بات حاضرا بقوّة مكيّفا هذه العلاقة وفق أجندات مختلفة، ساهرا على التحكّم فيها وتسييجها بطريقة تلغي في كثير من الحالات، الوعي.

ونتصوّر أنّ رصد سلوك الناخبين مفيد في هذا السياق الانتخابيّ، لسببين أوّلهما : معرفة التطوّر الحاصل في مستوى الوعي والإدراك، وثانيهما استقراء أثر التغيير الحاصل في سلوك الناخبين على العمليّة الانتخابيّة، وعلى الحياة السياسيّة ككلّ. فبالرجوع إلى أحاديث القوم في فضاءات مختلفة كالمقاهي، ووسائل النقل العموميّة، وفضاءات التسوّق، وحفلات «الأعراس» والفضاء الفايسبوكيّ يتّضح أنّ الناخبين مهتمّون بالانتخابات الرئيسية رغم كلّ الظواهر السلبيّة التي صاحبتها من تزوير، وفساد، وتحيّل وكذب ومراوغة، وصراع وعلاقات تسلّطية وممارسات وصفت بالمقرفة.

ويتجلّى هذا الفضول في المتابعة شبه اليوميّة لمعظم التصريحات، والفيديوهات ، والأخبار، واللقاءات وغيرها ولا يقتصر الأمر على الاطلاع فحسب بل نجد حرصا على التعليق و التقويم وإبداء الرأي في الخطابات والمساهمة في إذاعتها. ويظهر الاهتمام بالحدث الانتخابيّ في السلوك النفسيّ لشرائح كبيرة من التونسيين كالصراخ والانفعال عند النقاش، والحرص على فرض الوصاية من خلال هرسلة الأصدقاء بالإمضاء على العرائض وغيرها، وهو أمر يُخرج عددا كبيرا من الناخبين من حالة عدم الاكتراث والعزوف عن المتابعة، والمقاطعة إلى الانخراط في الفعل السياسيّ، كلّ من موقعه. ولكنّ هذا السلوك العدواني يكشف النقاب عن منسوب العنف إذ باتت الانتخابات مناسبة لممارسة أشكال جديدة من العنف.

والمواطن/ة إذ يتابع ويناقش ما يعرض من أخبار وجدل ونقاش يُثبت، في الواقع، رغبة في صياغة موقف ما من المترشّحين، وهو موقف يبدو في عدّة حالات ،غير نهائيّ إذ وجدنا من كان من مناصري سلمى اللومي فإذا به اليوم مع الزبيدي ... وليس تقلّب المواقف إلاّ علامة دالة على سيطرة الانفعالات والأهواء وتغيير وجهة النظر بعد خضوع المترشحين للاختبارات الإعلامية، وكأنّ الناخب صار يستنسخ تجربة ترحال السياسيين والجامعيين والإعلاميين والنوّاب من معسكر إلى آخر.

ولا يتوقّف سلوك الناخب عند الانسياق وراء هذا النشاط، الفعل... أو ذاك بل نعثر على نصيب هامّ من التفاعل:جدل ونقاش، وخصومات، وحذف، وتجميد للصداقات، وشتم، وتصنيف جديد لقائمة الأصدقاء وإعادة تشكيل لمعايير الصداقة إذ يغدو من يُناصر عبير موسي أو مورو مثلا عدوّا لا يستحقّ أن يكون صديقا ولذلك أثّر هذا الجدل حول الانتخابات على العلاقات الافتراضية والاجتماعيّة بل الزوجيّة.فكم من خلاف دبّ بسبب ميل الزوجة إلى مرشّح ما وتطوّعها لدعم حملته ضاربة ب قوامة الزوج عرض الحائط غير مكترثة بقدرته في فهم المشهد السياسيّ.

ثمّ إنّ ما يسترعي الانتباه في التحوّلات الطارئة على سلوك عدد كبير من التونسيين إقبال الناخب/ة على الإعلان عن دعمه لمرشّحه المفضّل دون المرور إلى الخلوة وتأدية كلّ الإجراءات التي تفترض أن يكون الاختيار سريّا، فيتحوّل الأمر إلى شكل من أشكال الوصم . فأنت داعم فلان وذاك تابع لفلان....مع كلّ ما سيترتّب عن هذا الإعلان من نتائج. يُضاف إلى ذلك حصول حالة فرز تؤدي إلى استقطاب من نوع جديد. فلسنا إزاء مرشّح من اليسار في مقابل مرشّح من اليمين، وهو تصنيف ثنائيّ ييسرّ الاختيار بل نحن أمام حالة أخرى هي أقرب إلى الممارسات العشائرية- القبلية : من هو معي ومن هو ضدّي «بقطع النظر إن كنّا نشترك في المرجعيّة أو التاريخ أو التوجهات ...وهكذا صارت كلّ الطرق مقبولة اجتماعيّة للتخلّص من الخصم بالضربة القاضية.

ما الذي فعلته الانتخابات المنفلتة من الأخلاقيات والضوابط بحياتنا اليوميّة وبمزاجنا وسلوكنا بل بلغتنا وطريقة كلامنا ونبرة أصواتنا؟ ما الذي حدث حتى ينجرف الناخبون نحو البذاءة والابتذال... ،ويسقطوا في الجبّ ويسلّموا أنفسهم لمن يشكّل معرفتهم بما يحدث ويزيّف وعيهم؟ فمتى يستعيد القطيع وعيه وينسج ملحمة تحرّره؟



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حيرة الناخبين
- أن تكوني سياسيّة في تونس2019
- أسئلة غير بريئة أطرحها في زمن ديمقراطية المشاعر
- هل يؤمن السياسيون بمبدإ التداول ؟
- جثث المهاجرين تفضح الصمت المخجل للفاعلين السياسيين
- محاولات ترسيخ «الأبوية السبسيّة»
- الجهاد بالوكالة
- حدث ومواقف أو انقسام التونسيين حول موت محمّد مرسي
- الأعمال الخيريّة في الدولة المدنيّة
- التونسيون والمسؤوليّة الاجتماعيّة
- «محتسبون»: في مواجهة الحريّات الفرديّة
- مستقبل تونس في المشاريع لا في الأشخاص
- القطيعة
- الجزائريات: في الصفوف الأماميّة
- الإرهاب وقاعدة الفرز
- ردود الفعل على انتهاك حقوق الولدان والأطفال
- الحركة النسائيّة التونسيّة والنقد الذاتيّ
- حقوق النساء في المركز ولكن إلى حين
- المواصفات الجديدة للمترشّحين
- في الاستقطاب الأسري: ما العمل حين يكون الأب مجنّدا للأبناء؟


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - الوصم السياسيّ: قراءة في سلوك الناخبين