أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - (هيهات منّا الذلّة)..أين منها نحن الآن؟!















المزيد.....

(هيهات منّا الذلّة)..أين منها نحن الآن؟!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 6346 - 2019 / 9 / 9 - 11:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



(هيهات منّا الذلّة)
أين منها نحن الآن؟!

أ.د.قاسم حسين صالح
مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية
أمين عام تجمع عقول

(هيهات منّا الذلّة) جملة قالها الامام الحسين يوم عاشوراء امام جيش عبيد الله بن زياد في سياق عبارة موجهة الى يزيد بن معاويه هي بالنص (ان الدّعي ابن الدّعي قد ركزني بين اثنتين السلّة والذلّ..وهيهات منّا الذلة)..اي ان يزيد اراد منه اما ان يستسلم او يسلّ سيفه ويحاربه..ما يعني أن لا رجعة لك ياحسين فاما ان تخضع لسلطة الحاكم (يزيد) وأما ان تقتل ،واتخذ قراره بأنه لن يعطيهم بيده إعطاء الذليل، ولا يقر إقرار العبيد.

وسيكولوجيا او اعتباريا،تعني (الذلّة) عكس (العزّة او الكرامة) ..وتعني في تغريدة الحسين هذه انه لا يلييق بالمواطن الحر ان يعيش ذليلا تحت سلطة حاكم فاسد..وان عليه ان ينتصر لعزة نفسه باسترداد كرامته من الحاكم بالاحتجاج او الثورة.

ولقد استطلعت في (الرابع من عاشوراء هذا العام 1441، 2019 م)آراء اكاديميين ومثقفين في اصبوحة حملت نفس العنوان اعلاه ،لحضراتكم نماذج من اجاباتهم :
• العراقيون يتنفسون الذلّة وزيادة
• احنه بنص الذلّه..وسلام الله على الحسين الشهيد
• لم نفهم ثورة الحسين اصلا ،ولو فهمناها لم يبق فاسد بالحكومة الا وتم سحله
• نحن من نسوق للذلة بتصرفاتنا التي تبعدنا عن اي طريق صحيح، سواء للحسين ام لغيره،فباعمالنا هذه ابتعاد عن الانسانية وعن كرامتها.فلتغمس عقول محبي الذلة بالوحل وليضحك من اوصلهم الى الحضيض
• نحن في الدرك الاسفل من الذلّ والهوان بسبب اصحاب هذه الشعارات الزائفة والحكومة الفاسدة
• نحن شعب يغرق في الذلّ من رأسه لأخمص قدمه. شعب خانع ارتضى لنفسه عيشة الذل . للاسف لم يكن شعبنا يوما كما هو عليه الان.
• المسافة بيننا وبين مقولة الامام كالمسافة بين ابو لهب والحمزة بن عبد المطلب.
• نداء خالد للامام الحسين على مر العصور،يستنهض همم المظلومين الغافلين وما من مجيب.
• نسمعها وننقهر ونسكت.
• اسقطنا الهيهات وبقت الذلّة.

الحقيقة التي يتفق عليها العراقيون والمرجعية وأحزاب السلطة وقادة الكتل السياسية،ان الفساد شاع في العراق منذ اعلن السيد نوري المالكي في ولايته الاولى 2005 بأن (لديّ ملفات للفساد لو كشفتها لأنقلب عاليها واطيها)..وما كشفها. واستمر الى ولاية السيد حيدر العبادي 2014 الذي وعد بأنه (سيضرب الفساد بيد من حديد)..وما ضرب. واستمر الى ولاية السيد عادل عبد المهدي(2019) الذي شكلّ مجلسا لمحاسبة الفاسدين وما استطاع محاكمة واحدا من حياتنهم.

والحقيقة الثانية،ان احزاب السلطة الأقوى في الحكومة هي احزاب الاسلام السياسي الشيعي،وان قادة هذه الاحزاب والكتل السياسية والمسلحة الشيعية دفعتها سيكولوجيا الضحية وبارنويا الخوف من احزاب السنّة الى اعتبار العراق غنيمة لها، فاستفردت بالسلطة والثروة..نجم عنها خراب وطن، وسبعة ملايين دون مستوى خط الفقر،وحياة قاسية تمثل احط حالات الذلّة..وملايين البصريين يتحسرون على ماء حلو يشربونه فلا يجدونه مع انهم يعيشون في المدينة الأغنى بالعالم!.

والحقيقة الثالثة يشخصّها الكاتب البريطاني (كوكبورن) الذي له ثلاثة كتب مهمة عن تاريخ العراق الحديث.كان هذا الكاتب يتمشى بشوارع بغداد فشاهد بساحة الفردوس لافتات سوداء مكتوبا عليها (الحسين منهجنا لبناء الوطن والمواطن)، فكتب لصحيفة الاندبندنت مقالة بعنوان (كيف تحولت بغداد الى مدينة للفساد) بدأها :(احسست بألم وانا ارى هذه الشعارات..) مايعني انه ادرك التناقض الحاد بين قيم الأمام الحسين وبين من تولى السلطة في العراق ويدّعون انهم حسينيون. فحينذاك(2005) كانت ميزانية العراق تقارب ترليون دولار..اي ما يصل حاصل جمع ميزانيات العراق خلال ثمانين عاما!،وحينذاك ايضا كانت زخة مطر قد اغرقت بغداد (عاصمة الثقافة العربية!) في مشهد لا ينسى. وبعدها تجاوزت نسبة البطالة الـ(30%) معظمهم خريجون،فيما بلغت نسبة من هم دون خط الفقر في زمن ترليونات النفط (13%) وفقا لتقريري لجنة الاقتصاد النيابية ووكالة USAID الأمريكية،وارتفعت لتصل( 30% )بعد 2014 وفقا لوزارة التخطيط،ما يعني ان اكثر من سبعة ملايين عراقي يعيشون بأقل من دولارين في اليوم وفقا لخط الفقر العالمي،فيما مسؤولون يدعون انهم (حسينيون)،اشتروا البيوت الفارهة في عواصم عربية وعالمية، وبنوا فنادق فخمة وهم كانوا معدمين..فتمتعوا برفاهية خيالية واوصلوا حتى جماهير الشيعة التي انتخبتهم..الى اقسى حالات الذلّة.

والمفارقة ،ان محبّي الحسين من جماهير الشيعة لم يجسدوا تغريدة الحسين (هيهات منّا الذلّة) مع انهم يعيشونها،باستثناء الصدريين الذين اضاعوا فرصة تاريخية يوم دخلوا الخضراء وفر (حسينيّوها) مذعورين متوسلين،فيما المدنيون والتقدميون والشيوعيون جسدوا تغريدة الحسين منذ شباط 2011 وما زالوا بتظاهرات واحتجاجات وقدموا التضحيات بينهم من اغتيل بكاتم صوت..فيما الصدريون عادوا ليعيشوا الذلّةّ

وحقيقة (حسينية ) غائبة هي ان قيم الحسين تستهدف توعية الناس بدورهم الاخلاقي والاجتماعي والديني في اصلاح شؤون الأمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ،وتنبيههم بأن مواصفات الحاكم العادل هو ذلك الذي يحكم بالحق ويحترم آراء الناس ومعتقداتهم ويجعل القانون معيارا لهيبة الدولة ومشروعية حكمه،باعتماد مقولته:(ولعمري ما الإمام إلا الحاكم بالكتاب،القائم بالقسط، الداين بدين الحق،الحابس نفسه على ذات الله). وان على الحاكم أن لا يفرّق بين احد من الرعية على اساس القرابة او الطائفة او العشيرة( فيما الحسينيون عندنا قسموا الوزارات ومؤسسات الدولة حصصا بينهم)،ولا يعتبر ما يجبى من زكاة وخراج (ثروة الوطن) ملكا خاصا به،يشتري بها الضمائر والذمم ويسخرّها لمصلحته،وينفقها على ملذاته واشباع رغباته الدنيوية الزائلة..فيما بنى من يدّعون ان الحسين جدهم قاعات كانت احداها في بغداد قد وصفت بأنها الأكبر والأضخم بين مثيلاتها في الشرق الأوسط.

وحقيقة شخصها الامام الحسين قبل اكثر من الف سنة وتنطبق الان على العراقيين بقوله :(ولكنكم– يعني الناس - مكنتم الظلمة في منزلتكم،وأسلمتم أمور الله في أيديهم يعملون بالشبهات، ويسيرون في الشهوات، سلطهم على ذلك فراركم من الموت وإعجابكم بالحياة التي هي مفارقتكم، فأسلمتم الضعفاء في أيديهم، فمن بين مستعبد مقهور وبين مستضعف على معيشته مغلوب..)..اليس هذا ما هو حاصل الآن؟!

خاتمة القول..في هذا التساؤل:

هل ستؤدي تغريدة الأمام الحسين (هيهات منا الذلة) الى اصلاح الحال والخلاص من حكم وصفته جريدة الديلي ميل بأنه (الأفسد في تاريخ الأنسانية)؟

هنالك من يرى ان الفاسدين من الحكّام قد امتلكوا السلطة والثروة التي تمكنهم من البقاء بالأغراء وشراء الذمم وقتل اخطر الخصوم بكاتم الصوت.
وهنالك من يعتقد بحصول تحول ايجابي لدى جماهير الشيعة الذين استغفلوا واشغلوا باللطم بعد ان ثبت لهم ان من يدعون انهم (حسينيون) ،هم بالضد من قيم الحسين ،وانهم سيتوحدون مع المرجعية الدينية في اشاعة القيم الحقة للامام الحسين ويحققون دعوتها باقامة دولة مدنية حديثة..فأن فعلوا،عندها سيكونون حسينيين فعلا في تجسيد تغريدة الحسين (هيهات منّا الذلّة).

التاسع من عاشوراء 1441/ 9 ايلول 2019



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحديات أمام العلماء والمفكرين العرب في تحقيق التغيير
- مواقف المرجعية من الصبر الى الانذار المبين و..حقائق محرجة
- حسينيون..ضد الحسين والموسيقى
- نلسون مانديلا..وحكّام العراق (مقاربات)
- نلسون مانديلا-تحليل شخصية (القسم الثاني)
- نلسون مانديلا ليس سهلا الطريق الى الحرية- قراءة تحليل مقاربة
- عبد الكريم قاسم وحكام اليوم.بين من وضع العراق في قلبه ومن وض ...
- عبد الكريم قاسم وحكّام الخضراء - مقاربة أخلاقية
- في العراق..المجتمع يتعاطى المخدرات والدولة تتعاطى السرقات
- التحرش الجنسي..بنسخته العراقية!
- ناناجي عطا الله في مجلس النواب-فانتازيا باعادة عرض حلقة بهجت ...
- الأغتراب الثقافي في العراق..والمنجز الأبداعي
- ا(الفندق)..بين الدراما وعلم النفس
- حكّام العراق..ماذا لو خرج الأمام علي الان؟!
- المرجعية الموقرة ثانية.الأستماع للناس وذوي الأختصاص..واجب وف ...
- hالمرأة التي تتزوج عشرة..وتنوي المزيد - تحليل سيكولوجي
- hالمرجعية الموقرة مع التحية - ما هكذا تحلل وتعالج مصائب النا ...
- العراقيون..وسيكولوجيا الأعتذار والخلاف مع الآخر- مداخلة هيفا ...
- الصوم..من منظور سيكولوجي
- اانتحار الشباب- مهداة لمن يفكر ببناء اسيجة على جسور بغداد


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - (هيهات منّا الذلّة)..أين منها نحن الآن؟!