أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - ندى أسامة ملكاني - قراءة في كتاب -في العنف-














المزيد.....

قراءة في كتاب -في العنف-


ندى أسامة ملكاني

الحوار المتمدن-العدد: 6346 - 2019 / 9 / 9 - 09:38
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


قراءة في كتاب حنا أرندت "في العنف"
في العنف كتاب من تأليف دكتورة الفلسفة حنا أرندت سنة 1969 ، وهي ألمانية حاصلة على الجنسية الأمريكية، يتناول هذا المؤلف العنف والإنسان في المجتمعات المتخلفة والديمقراطية والفارق بين الظاهرة حسب السياق الذي تنشأ وتتطور فيه. على الرغم من أنها مختصة في الفلسفة إلا أنها افضل أن يجري التعريف بها كباحثة في السياسة فهي لم تقيد نفسها بحواجز إيديولوجية أو ستيريوتايبس معين. . والكتاب عبارة عن 3 مقالات، صحيح أن المؤلفة لا تلتزم بمسار أيديولوجي رصين ولكنها لا تعرض أفكارها فوضويا، إنما ليست ملتزمة بموقف أكاديمي معين
وترى أن السياسة علم عملي مرتبط بالفعل السياسي وإلا لا نفع منه لأي مجتمع. تهاجم الماركسيين فهي لا ترى أن كارل ماركس قد تقل فكر هيغل إلى فكر واقعي كما يدعي ماركس نفسه. فماركس حسب أرندت اعتمد نظرية قد تكون صحيحة كشرط منطقي وليس من الضروري أن تكون واقع وشاهد.
تم تأليف الكاتب أثناء مظاهرات الطلبة في فرنسا، وفي مصر، وفي أمريكا.
والفكرة الرئيسة التي يطرحها الكتاب هو أن مشكلة العنف في العالم المعاصر هي أزمة كينونة الإنسان تترجم نفسها في عالم لا يمكن إدراكه، ففي النظام الشمولي يتحول الفرد إلى بهيمة مشتعلة ويغيب الفعل السياسي. وتتحدث كثيرا عن كتاب معذبو الأرض لقانون وتهاجمه فهي ترفض أن تعطي مبرر العنف على أنه معادل السلطة وأنه أي أساس الحياة، السياسة هي أساس الحياة. بعبارات أخرى، مع تطور أدوات العنف الدولي في القرن العشرين ظهرت القنبلة الذرية التي تعني بناء أحد الطرفين مايعني نفس الوجود الإنساني، وبما أن العنف يحتاج أدوات فهو يختلف عن ااسلطة.
فالعنف برأي أرندت ليس ضرورة ببيولوجية والنظر إليه مظاهرة طبيعية موجودة وتنتشر بكل أوجهها لهو تسويغ غير مقبول يؤدي إلى استمرارها. وهو بمعنى من المعاني ليس رد فعل بيولوجي حيواني بل رد فعل على الظلم واحتلال ميزان العدل معارض السلطة ويمكن أن يدمرها. بكلمات أخرى، العنف ليس تجليا من تجليات الطبيعة البشرية إنما عطب في تصور السلطة والإنسان. لذلك نجد حنا أرندت تدعو إلى إعادة التفكير خارج النماذج السياسية الموجودة، وتعيد التفكير في مقولة كلاوزفيتز أن الحرب استمرار السياسة لكن بوسائل أخرى لأنها تنفي أدوات الفعل السياسي وتؤكد على حتمية العنف كشيء طبيعي في المجتمعات الإنسانية. كما وترفض ربط العدوان بالعنف، تأثرا برأي أرسطو أن الإنسان كائن سياسي لا ينفصل عن السلطة، وليس من الضروري أن ترتبط السلطة بفكرة العنف وإن كانت الديمقراطية باتفاق الكثير من المفكرين المعاصرين بأفضل أنظمة الحكم إلا أن أرندت ترى أنها ليست الأسلوب التوافقي الوحيد. بالقبول كأساس العلاقة بين المجتمع والسلطة موجود حتى في النظم الملكية والأوليغارشية ماعدا حكم الطغاة، لذلك حازت مؤلفات أرندت على أهمية بالغة في العالم العربي منذ عام 2011 فقد ترجمت أعمالها " الدولة التوتاليتارية .."في الثورة" "التفكير" وغيرها من الكتب.

حنا أرندت ليست من كتاب مابعد الحداثة لأن مابعد الحداثة اصلا ليست مذهلا متجانسا، ومع ذلك فقد نقدت الحداثة ، فالعنف عطب في تصور السلطة والإنسان، ومقاربتها لظاهرة العنف تندرج في إطار فلسفي عام عرفته الفلسفة الغربية المعاصرة أي مراجعة مفاهيم الحداثة الغربية في إطار فلسفة مابعد الحداثة، ورأت أن أزمة الحداثة الغربية أزمة سياسية، وتحليلها للعنف أيضا يندرج ضمن مايسمى بالصدمة السياسية فقد شرحت ظاهرة الاحتجاجات، ورصدت الجراىم الكبرى تحت وطأة النظام النازي.
وإن كانت قد رفضت النظرية الماركسية فهي في الوقت ذاته حللت العمل وعلاقته بالعنف، وربما تكون هذه القضية في رأيي من أهم القضايا التي طرحتها حنا أرندت. الإنسان ليس بهيمة مشتغلة هو كينونة لها روح ولايجب أن يصل العمل بالإنسان إلى ألم ومعاناة قد تفضي به إلى العجز عن فهم العالم وبناءه بالشكل اللائق لإنسانيته وهذا جوهر أزمة الحداثة بوجهه السياسي.
حظي كتاب في العنف أهمية منذ العام 2012 في الوطن العربي ولاسيما في تونس ومصر، فالعنف رد فعل على عدم قدرة السلطة بداية على حل أزمة الشرعية بينها وبين المجتمع، والعمل أحد أهم أوجه ردود الفعل على المظالم بمعنى عدم القدرة على احترام كينونة الإنسان له حاجات اسااسية، فأي حق سياسي له قيمة إذا حلم الإنسان من أبسط حاجاته هذه فكرة قديمة ولكن أرندت تربطها بالعنف وعلاقته بالشغل والسلطة. بكلمات ثانية فكر أرندت بدور في هذا الكتاب عن العنف كرد فعل على الزيف والنفاق وانقلاب في كينونة الإنسان التي تتحول شيئا فشيئا إلى بهائمية



#ندى_أسامة_ملكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب هل انتهى القرن الأمريكي 1
- قراءة في كتاب فن الحرب
- قراءة في كتاب الإنسان ذلك المجهول
- قراءة في كتاب السيطرة على الإعلام
- العبثية وما بعد الحداثة: 2 _مفهوم العبثية
- رهان أمريكي جديد للضغط على أنقرة
- العبثية وما بعد الحداثة 1
- الإطار النظري لأدبيات المجتمع المدني وسياقاته التاريخية
- قراءة في كتاب مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي
- قراءة في كتاب سيكولوجيا الجماهير
- العلاقات الأمريكية التركية والاقتصاد الجيوسياسي
- الإطار السياسي والاجتماعي للآداب السلطانية في العصر العباسي
- ابن المقفع
- نظرية الخيار العقلاني في العلوم السياسية
- مدخل للمدرسة البنائية (الجزء الأول)
- الليبرالية
- النظرية النقدية في العلوم الاجتماعية
- البرادايم -النموذج- في العلوم الاجتماعية
- الحرية والحتمية في فكر كارل ماركس
- المرأة في لغة السياسة


المزيد.....




- مدير CIA يعلق على رفض -حماس- لمقترح اتفاق وقف إطلاق النار
- تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 60 %
- بايدن يتابع مسلسل زلات لسانه.. -لأن هذه هي أمريكا-!
- السفير الروسي ورئيس مجلس النواب الليبي يبحثان آخر المستجدات ...
- سي إن إن: تشاد تهدد واشنطن بفسخ الاتفاقية العسكرية معها
- سوريا تتحسب لرد إسرائيلي على أراضيها
- صحيفة: ضغط أمريكي على نتنياهو لقبول إقامة دولة فلسطينية مقاب ...
- استخباراتي أمريكي سابق: ستولتنبرغ ينافق بزعمه أن روسيا تشكل ...
- تصوير جوي يظهر اجتياح الفيضانات مقاطعة كورغان الروسية
- بعد الاتحاد الأوروبي.. عقوبات أمريكية بريطانية على إيران بسب ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - ندى أسامة ملكاني - قراءة في كتاب -في العنف-