أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منسى موريس - لاهوت الأموات














المزيد.....

لاهوت الأموات


منسى موريس

الحوار المتمدن-العدد: 6345 - 2019 / 9 / 8 - 20:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اللاهوت هو نموذج وتصور شامل للوجود ويشمل الله والحياة والأخلاق والسلوك والأبدية والواقع
وهذا النموذج أو التصور أو نستطيع أن نطلق عليه المنظور الوجودى لايبقى فى العقل كصورة من الصور الذهنية ولكنه قوه فاعلة للتغيير سواء كان هذا التغيير على مستوى الذات أوعلى مستوى الواقع.
وإذا بقى اللاهوت كتصور عقلى فقط ولم ينزل من عالم الفكر إلى عالم الواقع ويتفاعل معه ولايُحدث أى تغيير للأفضل فيه
سيتجه هذا اللاهوت نحو العدم والموت وسيساهم فى تجميد الواقع وتثبيته بل و حتى إنكاره ويكون ضد تطورة وسيساعد على عرقتله لأن طبيعة العدم والموت تتناقض مع طبيعة الوجود والحياة.
هذا هو حال اللاهوت فى أغلب كنائسنا فى مصر خاصةً والشرق الأوسط عامةً هو لاهوت العدم أو لاهوت الأموات.
ولاهوت الأموات هو الذى ينكر بشكل غير مباشر وجود العالم الواقعى بكل مشاكله ومعاناته وأزماته ومصائبة وينكر تحديات الإنسان المعاصر سواء الفكرية أو السياسية أو الإجتماعية والطبيعية حتى أصبح المنظور الوجودى للكنيسة يغرد خارج سرب الحياه والواقع والوجود .
لقد أصبح لاهوت الأموات ينعكس على الكنيسة فى سلوكياتها دون أن تدرى فتجد مثلاً الكنائس التقليدية تتجه نحو فكرة الموت وأصبحت تبحث عن ذاتها بين الأموات بحجه أنهم قديسين؟
إن هؤلاء هؤلاء فقدوا الصلة تماماً بينهم وبين الواقع الحى حتى أصبح جل تركيزهم وإهتمامهم فى الموت وللموت حتى أصبحوا غير قادرين على مخاطبة الأحياء بل اصبح عندهم الأحياء أموات والأموات أحياء
حتى نسيت الكنيسة أنها تعيش فى عالم الأحياء بل أعطت القيمة للأموات أكثر من الأحياء لذلك كل نماذجهم المقدسة من الأموات , فاالأموات هم مصدر البركة والشفاء والأخلاق والقداسة , وكأن الأحياء مصدر المرض واللعنه والخطيئة , حتى القديس لايكون قديس إلا بعد أن يموت ولايكون محل إهتمام إلا بعد أن يموت ويتحلل لقد اصبح الأحياء فى خدمه الأموات , والقيمة أيضاً للأموات أما الأحياء فلا قيمة لهم , مهمتنا نحن الأحياء تقليد الأموات وكأن كل الأحياء خطاه, تافهين , عصاه , تائهين , ضائعين !! أنظر انهم يغضبون ويثورون ويشعلون الدنيا غضباً عندما يسرق جسد من أجساد القديسين الأموات ولايرتاحون عندما يعود هذا الرفات ؟؟!! ولكن الأحياء الذين يتم إختطافهم وإجبارهم على تغيير معتقداتهم الدينية أو حتى يتم قتلهم والتضييق عليهم فتراهم صامتين صمت الأموات لا يحركهم صراخ الأحياء إنما مشاعرهم مرهفة جداااً تجاه صمت الأموات؟!!
إن مصير رفات الموتى عندهم أهم بكثير من مصير الأحياء لذلك يشيدون لهم البنايات الضخمة ويدفعون المبالغ الهائلة لنقش صورهم على جدران الكنائس لكن الأحياء الذين لايملكون قوت يومهم ليسوا فى الحسبان , دموعهم و أوجاعهم وإحتياجاتهم ليست فى الحسبان لأن الذى يستحوذ على فكر هؤلاء هم الأموات وليس الأحياء
الكنائس التى تحتفظ بأجساد ورفات القديسين وحولت الكنائس إلى مقابر هى كنائس لا تصلح للأحياء بل تصلح فقط للأموات.
فكيف يمكن للاهوت يكرث لمثل هذا الفكر أن يتدخل فى الواقع ويحل أزمات ومشاكل الأحياء؟ بالطبع لن يحل مشاكل الأحياء لأنه لايرى إلا الأموات لذلك هؤلاء يستنفذون طاقات الأحياء لخدمة الأموات ؛حتى أصبحوا يعيشون مثل الأموات لايفكرون لايشعرون لاينتقدون .






#منسى_موريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خدعونا فقالوا - ابن الطاعة تحل عليه البركة -
- تقبيل أيدي الكهنة وتأسيس لقُدسية زائفة؟
- العقل والمفهوم والواقع
- أزمة المثقف المسيحي
- التعليم المصرى بوابة تؤدى إلى الجهل .
- الكنيسة التى خانت المسيح
- العبودية وموت الذات
- ماهية إصلاح الفكر المسيحيى؟
- مقدمة فى إصلاح الفكر المسيحيى
- لماذا يخلق الله البشر مع انه يعلم أن منهم سوف يذهب لجهنم؟
- رسالة مُهمة من مسيحى إلى البابا تواضروس ؟
- الفلسفة بين ترتليان والغزالى؟ فلاسفة ضد الفلسفة؟
- المسيحيين بين سُلطة الكنيسة والدولة والمُتطرفين
- تناقض الشخصية المسيحية
- دموع بلا ثمن
- آمنوا بالأنسان واكفروا بالأوهام.
- كيف ظلم رجل الدين الله؟
- الهة المجتمعات؟
- امة متدينة بفطرتها ام ملحدة بطبعها؟
- قتلنا الأنسان لنقيم الحيوان


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منسى موريس - لاهوت الأموات