أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - يا لاحزاننا فى هذه الحياة !














المزيد.....

يا لاحزاننا فى هذه الحياة !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6345 - 2019 / 9 / 8 - 16:58
المحور: سيرة ذاتية
    




كان اسبوعا سيئا بامتياز . احد معارفى و هو رجل فاضل حقا غادر امس هذه الدنيا الفانية . اتذكر حوارات جميلة معه قبل خمسة اعوام .و كذلك ثلاثة اصدقاء اخرين وقعوا خلال الفترة الماضية فى امراض صعبة جدا .يا له من شعور ثقيل على النفس .احدهم التقيته قبل اسبوعين بالضبط .و عاد يسالنى نفس السؤال الذى ساله المرة فى لقاء سابق .قال بما يشبه الهمسز قل لى هل تعتقد بحياة اخرى .قلت له بصراحة المسالة مسالة ايمان شخصى لانه لا شىء يمكن البرهنة عليه . و حتى و ان كانت موجودة من يعرف كيف يكون شكل الحياة هناك .صمت لبعض الوقت. و بدا لى انه مضى فى افكاره بعيدا .امل ان تتحقق معجزة و يشفى .فمنذ ايام و انا ا اشعر بالانقباض كلما فكرت به .

صديقى الاخر شلت قدميه فجاة بدا لى كانه تغير كثيرا عن الماضى . قلت له انت سعيد الحظ ان الشلل فى قدميك تخيل لو كان فى يديك لكان الامر محرجا امام زوجتك او الممرضات فى كل مرة تدخل فيها الحمام لقضاء الحاجة الطبيعية .لكن هذا الكلام لم يريحه و ظل صامتا .
الطريف ان صديقى هذا كان دائم القلق على صحته .و كان فى كل مرة يشكو من امر ما كنت اطمئنه بالقول ان الذين يشكون كثيرا من الم هنا و هناك هم من ينجون اكثر من امراض خطيره .فكان يبتسم و يرتاح لهذا الكلام .
قال لى فى الصيف الماضى و كنا نستعيد الذكريات القديمة. احيانا اتساءل ان كان قرار الهجر ة صائبا ,الان اكتشفت انى بالكاد عرفت ابواى طيلة حياتى فى الغربة .قلت له يا صديقى هذا من اكثر التساؤلات المؤلمة . الذى حصل قد حصل و اسعى ان تعيش بسلام مع نفسك .
زارته والدته مرة و كانت رحمها الله سيدة متعلمة تتحدث الانكليزية بطلاقه .و ما زلت اذكر كم كانت سهره رائعه لانها حدثتنا عن زمن غاندى اثناء نضاله ضد الانكليز و اجواء تلك المرحلة
و اخر مرة زرته, و بجهد ليس بالقليل وضعته انا و زوجته على الكرسى المتحرك و اخذته الى المقهى الذى كنا نجلس فيه من ربع قرن .

كان الطقس رائع و حولنا كان الناس مبتهجون .كان يبدو لى و كانه يكتشف المكان الاول مرة .قال لى كلمات ملؤها الحزن .تصور كل شىء فى مكانه فى المقهى اما الذى تغير فهو انا ! لم اعقب لانى لم اعرف ماذا ساقول .و الطريف ان هذا الصديق يثق بى الى درجة تضحكنى احيانا حتى انه احضر لى مرة اوراق مشكلة ميراث فى الهند و طلب راى فقلت ضاحكا بالله عليك هل تظن انى اعرف قانون الميراث الهندى .ضحك من ملاحظتى ثم طوى الورقة .و قال لك دعوة مفتوحة لزيارة الهند على نفقتى متى احصل على الميراث .قلت له اقبلها شاكرا فى المستقبل .
كان القلق باد على وجهه .كان يريد ان يعرف ان كان الشلل دائما ام مؤقتا .قلت له طالما قال الاطباء انه بكتيريا هناك امل .

المهم ان تحافظ على الامل انك تشفى .قال كيف ؟ قلت ان يكون لديك الاعتقاد بذلك لانه يوجد علاقة بين التفكير و الحركة الفيزيائيه .و بالفعل شاهدت تجربة من هذا النوع و اعتقد بصحتها .
سالنى عن صديقى الصومالى صالح الذى رحل قبل بضعة اشهر قلت له ارتاح من هذه الدنيا و مضى للعالم الاخر ! ما ان سمع هذا الكلام حتى ساد القلق وجهه و حاول ان يسال عن تفاصيل مرضه . لم اقل كثيرا لكى لا ازيده قلق على قلق .
انشغلت عنه فى الفترة الاخيره و لم ازره و صار لدى نوع من الشعور بالذنب تجاهه.و كل يوم اقول فى نفسى ساقوم بزيارته .
يا له من شعور قاتل و ثقيل على النفس. بناء صداقة لعقود طويلة ثم هكذا بضربة واحدة يتغير كل شىء .يحضرنى كلام صديقى المرحوم الشاعر على فوده الذى كان يردد الاصدقاء الاصدقاء !
مضى على فودة و مضى الاصدقاء و مضت تلك الازمان .



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هالك من ليس له ذاكرة !
- عصر القارىء المتفاعل و اشكالية القراءة.!
- عن التقنيات الحديثة!
- واصل علينا السفر صوت الرواحل شجانى !
- لاتحاد الاسيوى !
- خنازير برية و دببة و قصائد على ضوء القمر !
- عن الناس و عن الامكنة !
- لا يوجد نظم ديكتاتوريه فى المنطقه العربيه, و الاصوليه الاسلا ...
- تراجيديا الانسان فى مسرحية مصرع بائع متجول!
- الانظمة الغير ديموقراطيه ليست مسوؤلة عن ولادة ظاهرة الاصوليه ...
- فى حالة انتظار!
- هل قدم الرئيس السورى (المراكشى الاصل ) تاج الدين الحسنى لواء ...
- من لفيف الى وارسو رحلة الالف ميل!
- عن عالم سعيد,عن عالم متصالح مع ذاته !
- محاولة لفهم المسالة الطائفية !
- كبسولة الزمن
- تاملات فى فضاء الكون !
- ملاحظات حول العمل الحزبى !
- اشكاليات مرحلة ما بعد الحداثة!
- سى لا فى ! او هذه هى الحياة !


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - يا لاحزاننا فى هذه الحياة !