أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - الحشد الشعبي وتركيبته المعقدة















المزيد.....

الحشد الشعبي وتركيبته المعقدة


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 6345 - 2019 / 9 / 8 - 12:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ظهر الانقسام الواضح في الحشد الشعبي جليا عندما اعلنت بعض فصائله المسلحة استعدادها لمهاجمة القواعد الامريكية في العراق، بعد قيام طائرات بقصف مواقع للحشد الشعبي قرب كركوك والدورة وبلد. وقد حمل نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس، الولايات المتحدة واسرائيل مسؤولية استهداف مقارها وفي المقابل نفى رئيس الحشد فالح الفياض في وقت لاحق ماورد في تصريحات ابو مهدي المهندس، مؤكدا انها لاتمثل الموقف الرسمي للحشد الشعبي
ويذهب كثير من المحللين السياسيين والكتاب، الى التمييز بين الحشد الولائي الموالي لايران، والحشد العراقي. ولكن هذا التمييز يمثل تسطيحا للمشكلة، حيث ان الفصائل المنضوية بالحشد الشعبي كانت بالاساس ميليشيات حزبية مسلحة. مثل قوات بدر وسرايا السلام وسرايا الجهاد والبناء وسرايا الخرساني مع عصائب اهل الحق وحزب الله العراقي وكثير غيرها، وبعد صدور فتوى الجهاد الكفائي من السيد علي السيستاني، اضفيت الشرعية على هذه الفصائل المسلحة، فشكلت مع المتطوعين على وفق فتوى السيد السيستاني الحشد الشعبي وذلك بهدف محاربة تنظيم الدولة الارهابي الذي احتل الموصل والانبار وصلاح الدين وغيرها في حزيران عام 2014
ولتلافي اخطاءه وتسببه في سقوط الموصل قام السيد نوري المالكي باحتواء بعض هذه الفصائل المسلحة، مستغلا الفتوى الجهادية، فاصد اوامر ديوانية بتشكيل هيئة الحشد الشعبي، على اسس غير دستورية وغير قانونية. حيث نصت المادة 9 فقرة ب من الدستور. على مايلي(يحضر تكوين ميليشيات عسكرية خارج اطار القوات المسلحة). وبعد خروج المالكي من السلطة احتضن بعضا من هذه الميليشيات لتكون القوة الضاربة للدولة العميقة الموازية للدولة الرسمية .
ومن هنا ظهرت اشكاليات عديدة حول مهمات وعلاقات الحشد الشعبي بالقوات المسلحة وتوحيدها شكليا مع بقاء هوياتها المتعددة. وهكذا اكتفى الجميع بالتسمية الرسمية للحشد الشعبي. ثم اصبح حشدا مقدسا رغم انه ضم في مراحل لاحقة لميليشيات سميت غير منظبطة. او ميليشيات وقحة وغيرها من الاسماء لتمييزها عن الفصائل المسلحة وفق الفتوى الجهادية للسيد السيستاني
حاولت بعض الفصائل المسلحة وخصوصا ماتسمى بالمقاومة الاسلامية جعل الحشد الشعبي مستقلا, على غرار الحرس الثوري الايراني. ثم جرت محاولات عديدة لاحلاله محل الجيش العراقي باعتباره فصائل عقائدية تتبع الولي الفقيه في ايران. بالرغم من ان كثير من الفصائل لها مرجعيات اخرى مثل السيد السيستاني او اليعقوبي او سعيد الحكيم والنجفي والفياض وغيرها
اغلب فصائل الحشد الشعبي اتخذت أدواراً سياسية خلافا للدستور لكونها مؤسسات عسكرية، ودخلت الانتخابات الاخيرة، وفازت بمقاعد كثيرة بعد ان انضوت في كتلة الفتح برئاسة هادي العامري زعيم قوات بدر وبعضها دخل مع كتلة سائرون برئاسة السيد مقتدى الصدر، فدخلت في صراعات على السلطة حالها حال بقية الاحزاب والكتل المشاركة في العملية السياسية

وبالرغم من وجود عناصر وطنية انضوت تحت تسمية الحشد الشعبي استجابة لفتوى المرجعية، وقاتلت ببسالة ومنهم من استشهد او اصيب او تعوق، الا ان فصائل اخرى خرجت عن الانضباط وتمردت فاصبحت لدى كثير من العراقيين خارجة عن القانون، ولكنها اضفت القدسية على نفسها فاصبحت تابو لايحق لاحد التحدث عنها باي صيغة انتقادية والا سيلقى مالاتحمد عقباه، رغم ان منظمة هيومان رايتس ووتش والعفو الدولية قد اتهمت بعض هذه الفصائل بارتكاب جرائم حرب. كما ان بعض فصائلها في الموصل والانبار تاخذ الاتاوات من الناس في نقاط السيطرات، ومنهم اللواء 30 في سهل نينوى الذي سحبه رئيس الوزراء ثم تراجع عن قراره نتيجة ضغوط سياسية، وكتيبة بابليون ومكاتبها الاقتصادية التي تدير من خلالها العمليات المالية والتجارية. وغيرها

لم يستطع رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي حل الحشد الشعبي بعد الانتصار على الدواعش المجرمين. وتحرير المدن المحتلة. . الا ان رئيس الوزراء عادل عبد المهدي وتحت ضغوط دولية، اصدر قرارا بدمج فصائل الحشد الشعبي بالقوات المسلحة العراقية واعادة تنظيمها اسوة بالجيش العراقي، وحدد فترة زمنية لتنفيذ ذلك، الا ان رئيس هيئة الحشد فالح الفياض اصدر بيانا ذكر فيه ان هذه المهمة بحاجة الى مزيد من الوقت، في محاولة منه للتهرب من عملية الدمج

اعترض نوري المالكي زعيم ائتلاف دولة القانون على مرسوم رئيس الوزراء العراقي القاضي بادماج الفصائل في القوات المُسلحة الرسمية. وهو في ذلك يتخذ موقف المدافع عن بعض الفصائل الموالية لايران والتي تسمي نفسها بالمقاومة الاسلامية. لكي يحوز على منصب نائب رئيس الجمهورية الذي يطمح اليه، بعد يأسه من رئاسة الوزارة. مما عقد المشهد السياسي في العراق بخلق مزيد من الانقسامات في الحشدالشعبي، وخصوصا مع سرايا السلام التابعة للسيد مقتدى الصدر.

في وقت لاحق ظهر احد قادة الفصائل المسلحة في لقاء تلفزيوني يتحدث فيه باسم المقاومة الإسلامية ليعرب عن وقوفهم مع ايران في أية مواجهة مع الولايات المتحدة الامريكية!
ان هذا الموقف اضافة الى ما صرح به ابو مهدي المهندس في رده على الهجمات الاخيرة على مقرات الحشد الشعبي من انه لن يسكت على هذه الهجمات، قد احرج الحكومة العراقية التي بادرت على لسان فالح الفياض بان تصريحات المهندس لاتمثل الحشد الشعبي.
وهكذا نجد ان الحشد الشعبي ليس كتلة واحدة متماسكة وان فصائله تعمل كل حسب اجندتها التي وصلت الى حد التنافر .
ومن كل ذلك يتبين لنا عمق الخلافات بين الفصائل المسلحة المنتمية للحشد الشعبي. وموقف الحكومة الرسمي المتردد منها، وقد انعكس ذلك على قراراتها، وبدا العراق وكأنه يدار من مراكز قوى متعددة ومتناقضة.

وفي هذا الوضع المعقد، يمكن ان نميز بين ثلاثة اتجاهات رئيسة للحشد الشعبي:

الفصائل الموالية لولي الفقيه في ايران وهي التي تسمي نفسها المقاومة الاسلامية. وهي خارج دائرة الحكومة ولاتلتزم بقراراتها.
وفصائل وطنية عراقية حريصة على استقلاليتها، والتي كان لها الدور الفاعل في هزيمة مايسمى بتنظيم الدولة. الدواعش. وهي تتماهى مع الحكومة في الاندماج بالقوات المسلحة .
وفصائل ثالثة تستغل اسم الحشد الشعبي للقيام باعمال الخطف والابتزاز ونصب السيطرات لاخذ الاتاوات من المواطنين. وهي المافيات التي تمول الدولة العميقة في العراق وتتمتع بحمايتها.

ان الحشد الشعبي بتركيبته المتعددة وصورته غير الواضحة والاختلافات العميقة في اهدافه ، لاستقلال فصائله . والانقسامات تجاه مستقبله ، قد تسبب في اشكاليات عديدة سواء بعلاقته مع المواطنين، او مع الحكومة او مع الاحزاب والجهات الداعمة له. خصوصا بعد ان اصبحت بعض فصائله ملحقة بالحرس الثوري الايراني، وهو بذلك قد فتح الطريق لادخال العراق في صراعات ونزاعات اقليمية ودولية لاتحمد عقباها، مما يتطلب اعادة تنظيمه وارتباطه بالقوات المسلحة لضمان حصر السلاح بيد الدولة، وهذا ماعجز رئيس الوزراء عن تحقيقه .
ادهم ابراهيم .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرز بين الوطني واللاوطني
- العراق ومخاطر الحرب بالانابة
- شيوع خيانة الامانة في المجتمع
- مسلسل الربيع العربي ومابعده
- بدل من ان تلعن الظلام اوقد شمعة
- التوتر الامريكي الايراني والحرب الشاملة
- 14تموز 1958 من كان خلف الكواليس
- تحديات اندماج المهاجرين في اوروبا
- نشر الخوف في المجتمع
- عادل عبد المهدي والنأي بالنفس
- ذكرى سقوط الموصل . . وحافة الهاوية
- روح التسامح بين التعددية والتعصب
- تراجع الدراما العراقية في مسلسل العرضحالجي
- من يبكي على وطن ضاع في زحمة الطامعين ؟
- من المستفيد من الحرب
- كانت حياتنا مفعمة بالامل
- النموذج الامريكي المتفرد للديموقراطية في العراق
- حكومة عبد المهدي لا انفراج في الافق
- التصعيد الامريكي على ايران . . اسبابه واثاره على العراق
- ماوراء اقليم البصرة


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - الحشد الشعبي وتركيبته المعقدة