أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلسطين اسماعيل رحيم - ماجينا - من حكايات الحي القديم














المزيد.....

ماجينا - من حكايات الحي القديم


فلسطين اسماعيل رحيم
كاتبة وصحفية مستقلة

(Falasteen Rahem)


الحوار المتمدن-العدد: 6343 - 2019 / 9 / 6 - 02:10
المحور: سيرة ذاتية
    


ولفترة من حياتي، كنت اقود فريق للماجينا، في ذلك الحي الصغير الذي عشت فيه طفولتي كما يجب ، طفولة شكلت بتفاصيلها ثروة أقفلت عليها بخزنة الذاكرة لسبب غير واضح تماما بالنسبة لي ،على الأقل حتى هذه اللحظة.
في ذلك الحي ،كنت انا بقامتي المائلة للقصر ونعومة تفاصيلي التي تعطيني عمرا اصغر ، وتشبهي بالاولاد في الشكل واللعب، يشد عضدي في ذلك اخي الاصغر المقارب لعمري،ذلك كان يعطيني حقا مشىروعا وبلا منازع لقيادة فريق الماجينا الذي يضم أبناء الحي باختلاف مكانتهم إجتماعيا ،فانا كنت ابنة العامل سائق الآلات الزراعية والفلاح في البساتين المجاورة،وهم أبناء الدور المكونة من طابقين والتي كنا نسميها دور المهندسين، ومعهم ابناء البيوت ذات الدور الواحد والتي كنا نسميها دور العمال والتي كان بيتنا واحدا منها، فلا بأس أن كنا نقودهم في اللعب والمشاجرات وفض الخصومات ايضا، كنا ننظم فريق الماجينا في مثل هذه الليلة بالخفية عن الأهل وخاصة اخي الاكبر الذي كان يشبعنا ضربا لو مسكنا متلبسين بمثل هذا اللهو وإثارة الضجيج في الحي وازعاج الناس .
الحي المسور باسلاك ويحيط به النخيل من اربع جهات ،كان عالما معزولا ،ساكنوه أساتذة في مختلف الاختصاصات وعمال مهنيين ،كان عبارة عن ثكنة آمنة جدا لمثل لهونا الطفولي ذاك، لذا لم يكن وجودنا خارج البيت مساءا يبعث الخوف والقلق ، ولم نكن بعد قد عرفناه اصلا .
كنا نتسلل بانتظام من بيوتنا ،ونجتمع في مفرق يفصل بين البيوت ذات الدور الواحد والدورين،يشاركنا الاطفال من كل البيوت، ونبدء باختيار البيوت جميع البيوت الا بيوت اهلنا،الذين كنا نخشى عقابهم ، فنبدء بالغناء ماجينا ياماجينا ونؤلف بقية الكلمات محافظين على اللحن ، دون أن نعي مناسبة الحادثة غير أنها ليلة الماجينا ، وكان يشاركني اخوتي الصغار وجميع من هم بمثل عمرنا في الحي ، نقوم بالدوران على البيوت ،وكانت بيوت مختلفة المشارب، فندق على المصري والفلسطيني والكردي والعربي والمسيحي والمسلم والياباني والكوري ،وتلك هي تركيبة سكان ذلك الحي ، فيعطونا طعاما ومالا، وبعد الانتهاء نبدء بتقسيم المال والطعام الى مجموعات صغيرة نضعه على عتبة البيوت التي لم يكن لهم اولاد يشاركوننا أو خجلنا لسبب ما من طرق أبواب بيوتهم، نضع القليل من الطعام وقليل من المال ونضرب على جرس البيت ونهرب،فكرامة الماجينا تكمن في أن لا يعرفوك، بعد أن ينتهي ذلك الطقس ، دون أن نمس حصتنا طبعا ، وهنا يبدء العراك الذي غالبا ما يختتم هذه الليلة ، والتي اذكر كثيرا من المرات كان يختمها اخي الاكبر الذي يقودنا للبيت رغما بعد أن نلنا منه نصيبنا من الضرب وارغامنا على ترك نصيبنا من المال والطعام للاطفال الاخرين،وتلك هي ضريبة من يملك إخوة كبار في ذلك الحي الصغير 😊
من حكايات الحي القديم
فلسطين الجنابي



#فلسطين_اسماعيل_رحيم (هاشتاغ)       Falasteen_Rahem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يوميات معلمة
- على هامش التنمر
- ذهب في هارودز
- ومضة حب في زمن التدجين
- مادة إنشاء- من حكايات الحي القديم
- انت كل حواسي - من سيرة الغياب
- من سيرة الغياب
- شونة زنبقة البزل - من ذاكرة الأنهار
- من صدى الأغاني
- أبواي - من سيرة الغياب
- عرب الصغيرة وأم سالم- من حكايات الحي القديم
- مومس - من حكايات الحي القديم
- عرس - من حكايات الحي القديم
- معسكر التدريب - من حكايات الحي القديم
- الشامية ووردة الدار -من حكايات الحي القديم
- كابينة الهاتف - من حكايات الحي القديم
- الجيران - من حكايات الحي القديم
- من حكايات الحي القديم


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلسطين اسماعيل رحيم - ماجينا - من حكايات الحي القديم