أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان طالب - الكورد والعرب إشكالية الانتماء














المزيد.....

الكورد والعرب إشكالية الانتماء


احسان طالب

الحوار المتمدن-العدد: 1551 - 2006 / 5 / 15 - 12:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتدخل الأحداث التاريخية العاصفة في بناء المكون الفكري للمجتمعات وتركب الوعي الذاتي للأفراد وغالبا ما تكون انتصارات الأفكار على الأرض سببا في انجراف المجموعات و الشعوب نحو تبني تلك الأفكار وتأييدها. فانتصار الثورة الفرنسية ساهم في تبني القارة العجوز لمبادىء الحرية والعدل والمساواة وتسبب انهيار النظام السياسي لمنظومة حلف وارسو في تخلي شعوب أوربا الشرقية عن الأيديولوجية الشمولية التي سيطرة لعقود خلت على السياسة والفكر والاقتصاد.
وفي منطقة الشرق الأوسط ساهم وجود اسرائل واستمرارها في تصلب مذاهب القومية العربية وإلتفات شعوب المنطقة إلى الجذر الديني للحروب و الصدام وتركب بنية العقل العربي من مكون قبائلي عشائري ديني متأخر في وعيه وفكره عن مفاهيم الانتماء الوطني القائم على المواطنة والعقد الاجتماعي بين الفرد والدولة مما سهل مهمة الأنظمة الشمولية في استغلال إشكالية الانتماء الوطني وحصرها في الولاء للسلطة وما ترفعه من شعارات و ما تطرحه من سياسات ترمي إلى تذويب الوطن الصغير في وعاء الوطن القومي المترامي الأطراف والمثالي الوجود والحقيقة .
وأمام واقع كانت تشهده البلاد العربية تسيطر عليها فيه قيم قومية ذات رؤية الأحادية وضعت الأقليات العرقية والقومية إمام امتحان صعب وخيارين لا ثالث لهما إما الذوبان وضياع الهوية التاريخية والثقافية بانضمامها وإلحاقها بالعروبة شكلا ومضمونا و إما تنحيتها خارج الوطن وسلبها هويتها الوطنية ، وهذا ما حدث بالفعل في إحصاء عام 1962 في سورية حيث جرد مئات الآلاف من الأكراد من جنسيتهم السورية . في ظل تلك الأجواء العدايئة السائدة كان من الطبيعي توجه العقل الكوردي نحو الانغلاق على ألذات القومية خاصة تجاه حرب الإبادة التي مارسها نظام صدام في صراعه مع الكورد و القمع الهمجي التركي لهم وتحالف النظام الإيراني إقليميا ضدهم .
وفي ظل نظام عالمي جديد ورغبة أممية في الحفاظ على الأقليات العرقية و القومية و الدينية ، وإشاعة مناخات دولية ديمقراطية ، كان لابد من حدوث تغيرات في طرائق التفكير و مناهج الفكر ، فبدأت الأفكار القومية المغلقة عربية كانت أم كردية تخضع للنقد و البحث و المراجعة على أسس إنسانية وديمقراطية تقوم على المشاركة في الوطن وقبول الآخر والمختلف . وجاء سقوط نظام الطغيان في بغداد ليتأكد هذا التوجه وتدعم مسيرته .
الحالة السورية :
تفتقد مكونات النسيج السوري المتنوعة إلى التجانس و التآلف الحقيقي بعيدا عن الشعارات والأوهام ، حيث تتوفر المجتمعات السورية كغيرها من دول العالم على قوميات وأعراق وديانات وطوائف و مذاهب متباينة ومختلفة ساهم الاستبداد في تعميق اختلافاتها وطمس خصائصها الحضارية والثقافية وحاول إخفاء تناقضاها بتغير ملامح المفاهيم والانتماءات الوطنية ، مفرزا نوعا جديدا من الوطنية يقوم على الولاء المطلق والوفاء الخالص لرأس السلطة و الحزب القائد من تحته (لا يوجد في المجتمع السوري ما يسمى بالمعارضة. فالمجتمع السوري متصالح مع نفسه. ولا يحتاج لمن يجري هذه المصالحة كما يقولون. والمجتمع السوري ملتف تماما حول قيادته وحول الحزب وحول الجبهة الوطنية التقدمية وحول الرئيس بشار الأسد" ) مدير عام هيئة الإذاعة والتلفزيون د. فايز الصايغ
لقد دأب النظام السوري منذ عقود على تأكيد رزمة من الادعاءات ينفي من خلالها باقة من الاختلافات و الاثنيات المتأصلة و المجزرة في عمق مكونات الشعب السوري منذ غابر التاريخ .
إن عبارات مثل الوحدة و اللحمة و التوحد والانصهار و الشعب الواحد والأمة الواحدة و القومية الواحدة كانت وما زالت طاغية على الخطاب الرسمي وعادت لتحتل الأوليات و التركيز إمعانا في تزيف الوعي و إغواء العقول .و عندما تنادي المعارضة السورية الوطنية بالتغير الوطني السلمي الديمقراطي التدريجي فإنها تساهم في إزالة إشكالية الانتماء و الهوية الوطنية والقومية ، وعندما ترد السلطة بعدم وجود معارضة فإنها تؤكد عل ترسيخ منطق النظام الشمولي الذي لا يعترف بالاختلاف و التباين ويريد صهر الجميع في بوتقة بقاءه وديمومة خلود سلطته . بالاستناد إلى شعارات و مبادئ لم يتحقق منها شيء في الوقت الذي تحتاج فيه تلك الشعارات إلى مناقشات ومراجعات معمقة .



#احسان_طالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتيال عبد شاكر
- المرأة ضلع أعوج !!
- قراءة في كتاب ل د. رفعت السعيد:اليسار . الديمقراطية .. والتأ ...
- بنت سيؤل تعشق غبار دمشق
- الارهاب العشوائي ووحدة الخطاب
- صلاة لرجل شرقي
- بغداد لم ولن تموت
- النووي الإيراني – نجاد على خطا صدام
- قبل أن تغادرني
- إلى الذين يدافعون عن صدام
- الاغتيال السياسي و الإرهاب الطائفي
- هل تصلح العطار ما أفسد ......
- إعادة الاعتبار لإعلان دمشق
- السجون السورية تخرج المبدعين
- سيدة يغتصبها آلاف الحاقدين!!
- التشدد الديني و الإسلام السياسي – دراسة من أربعة أجزاء: الجز ...
- يطبق عليهن الحد!
- التشدد الديني و الإسلام السياسي - دراسة من أربعة أجزاء: الجز ...
- الكاتب السوري مظلوم تنتابه الهواجس
- التعديل الوزاري في سوريا يكرس المواجهة


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان طالب - الكورد والعرب إشكالية الانتماء