أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الشرقي لبريز - سوق النخاسة














المزيد.....

سوق النخاسة


الشرقي لبريز
اعلامي وكاتب مغربي

(Lebriz Ech-cherki)


الحوار المتمدن-العدد: 6341 - 2019 / 9 / 4 - 09:51
المحور: الادب والفن
    


قرر اليوم ان يغير مكانه المعتاد، ليس مللا ولا سخطا، بل انتبه حب اكتشاف ما يقع في الحانات المصنفة، فتهندم ليبدو انيقا حتي يسمح له بولوج احدها، ترجل وسط المدينة التي اختفى جمالها الطبيعي وراء تلك المصابيح، ثم عرج على الشاطئ حيث توجد الحانات المصنفة لم يمش طويلا حتي وقع اختياره على احدها، جمع كل قواه واقتحمها، اتخذ طاولة في المؤخرة ليتمكن من مراقبة ما يقع داخل هذا العالم، الذي يختلف تماما عن عالم حانته البئيسة، تقدمت نحوه النادلة بحركات غنج وبعد ان حيته بلغة اجنبية سالته عما سيشرب، لم تنتظر كثيرا اذ طلب كأس ويسكي.
وهو يتجرع كأسه شد انتباهه دخول فتاة لم تتجاوز عقدها الثاني من العمر على أبعد تقدير ، في غاية الجمال والاناقة، اختارت الطاولة المجاورة لطاولته ،وما هي الا لحظات حتي التحق بها رجل يبدو انه تجاوز العقد الخامس من عمره، متكرشا جسمه مترهلا وهو يسير متمايلا يمنة ويسرة، يحمل في يديه ثلاثة هواتف من أخير الماركات العالمية، بعد ان قبلها جلس الى جانبها، من خلال لهجة كلامه فهم انه قادم من احدى دول الخليج.
انتبه الفضول ليعرف ما يقع بتلك الطاولة، فاطلق العنان لسمعه، حتي صار وكأنه يجالسهما، تتبع بلهفة شديدة حوارهما الذي تمحور حول الجسد والسعر الذي سيدفعه مقابل ذلك، أحس بانكسار اخر يضاف إلى انكساراته، بعد ان سمع طريقة إغراءها له مقابل الحصول على أوراق مزركشة.
فجأة تذكر مقولة صديق له يعتقد الجميع انه مجنون، "لكم عشقكم للحسناوات وكؤوس النبيذ المستورد، ولي عشقي لإنسانيتي" تسكنه، وظلام يهجم على المكان رغم الأضواء، بل صار يخيم على كل الدنيا، ظلمة تشعر الإنسان بهزيمة تنضاف الى الهزائم التي راكمها في حياته، صار المكان موحشا، حين أدرك أنهما ليس الا أشباه إنسان، بل ادميين....، نظر لهما فتراءى له انهما ضئيلين بحجم الاستياء الذي سكنه، وقال في نفسه " اه..... أي عالم نعيش فيه".
غادر المكان، الطريق طويل مظلم، انعطف يمينا فاشتد الظلام والصمت المنبئ بالموت الذي لم تكن تزيحه إلا منبهات أصوات سياراتهم بين الفينة والأخرى، حيث الشارع يعج بالزوار، لتواجد العديد من الفنادق والحانات والمراقص الليلية، فتيات في سن الزهور ينظرن في هواتفهن النقالة...، يتحدثن ويبتسمن ببلاهة مقصودة ويلتقطن السيلفيات وهن يتسكعن بالجوار أو يجلسن، أغلبهن جميلات، كأنهن نتاج قالب مصنع لإنتاج الدمى البشرية، فروق طفيفة في النحافة والبدانة والطول والقصر...، لا يكترثن لجو المدينة إذ يبالغن في تعرية أطراف الجسد الأكثر فتنة مثل شعر الرأس و الذراعين والكشف عن حمالة النهدين والصرة وارتداء شورتات قصيرة ترتفع إلى أعلى الفخذين، وهو يجوب الشارع خيل له انه في سوق نخاسة.



#الشرقي_لبريز (هاشتاغ)       Lebriz_Ech-cherki#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنسيقية الإطارات الجمعوية والنقابية الخاصة لقطاع الدواجن بال ...
- -الكاتب- والإنسانة
- جمعية الدفاع عن حقوق الانسان تطالب السلطات المغربية بفتح تحق ...
- وزارتي الفلاحة والداخلية تدقان المسمار الاخير في نعاش تربية ...
- ذات مساء!
- ذكرى استشهاد غسان كنفاني
- طيف!
- ذكرى رحيل الثوري الروسي الماركسي وقائد الثورة البلشفية
- حتي لا ننسي يناير المجيدة ونصالح الجلد!
- مجتمع الكهف:
- لماذا عشقتها؟؟؟
- هذا انا...
- تبا لي يوم اهنت انسانية.
- هذيان الحب
- حين وجدت القلم !!
- سجن الاحزان
- رسالة صديقي
- بداية التيه
- اكره النوم ( استحضارا لروح والدي...)
- العودة الى الحي ( استحضارا لذكرى صديقي -المجنون- )


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الشرقي لبريز - سوق النخاسة