أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحسين التهامي - مدرسة الايدولوجيا الجذابة تحليل انثربولوجي لنحول عواصم الثقافة إلى عواصم للارهاب















المزيد.....

مدرسة الايدولوجيا الجذابة تحليل انثربولوجي لنحول عواصم الثقافة إلى عواصم للارهاب


احمد الحسين التهامي

الحوار المتمدن-العدد: 6339 - 2019 / 9 / 2 - 22:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نظرية الايدولوجيا الجذابة

(( التحليل الانثروبولوجي لظاهرة تحول العواصم الثقافية
الى عواصم للإرهاب والتطرف ))
(( درنة – بنغازي نموذجا))
الكاتب: أحمد الحسين التهامي
بنغازي في 2 سبتمبر 2019م
ثمة سؤال اساسي لا يزال صداه يتردد .. ويشغل تفكير الكثيرين كيف تظهر التنظيمات المتطرفة في معاقل الثقافة الحديثة ؟ طرح السؤال كما اعرف اكثر من مرة على لسان بعض المثقفين ممن اعرف بخصوص بنغازي فهي عاصمة الثقافة في ليبيا وبخصوص درنة فهي ايضا عاصمة الثقافة في ليبيا ويمكن بحسب تقديري اعتبار حلب السورية ضمن نفس الاطار أي خاضعة للسؤال كذلك وإن كانت الجماعات المتطرفة في اطرافها لا في مركزها البلدة القديمة والتاريخية واعتقد شخصيا ان محاولة البحث عن اجابة للسؤال ستكون على درجة من التعقيد والغموض لكننا سنحاول...
تنطلق الاجابة من ان كون هذه العواصم عواصم ثقافة لا يشكل لوحده عائقا يعمل كسد في وجه الافكار والمعتقدات المتطرفة القديمة التي هي اصلا مخزنة في قلب تكتلات السكان في هذه المدن فيمكنها بسهولة مع توفر الظرف او الظروف المناسبة ان تبرز على هيئة شرر في اعلى سطح المجتمع لا في عمقه ( تماما درنة منتصف التسعينات) ثم حين تصبح الظروف اكثر من ملائمة كسقوط الدولة عام 2011 م تتغول هذه المعتقدات المدفونة وتظهر تحت الانوار كاشفة وجه الغولة تحت قناع الضحية ..
فالثقافة الحديثة ليست كل اوجه حياة المجتمع انها وجه واحد يخضع لتأثيرات اوجه اخرى وعوامل اخرى خضوعا تاما يتناسب ومستوى التطور الاقتصادي الذي وصل اليه التكتل السكاني الموصوف ؛ لن نستطيع هنا استخدام تعبير مجتمع لأنه في سيكون هذه الحالة مجرد مبالغة لا تعبر عن واقع قائم...
فمع مراعاة أن مستوى التطور الاقتصادي في البلدان موضوع الحديث/المراقبة ( وهي العراق – ليبيا - سوريا - اليمن ) حتى في افضل حالاته هو مستوى ماقبل تاريخي تم فيه نتيجة عقود من الإجراءات الاشتراكية تعطيل تراكم الراسمال وتعطيل النضج للدورة التاريخية المعروفة ثورة زراعية فاقطاع فثورة صناعية فثورة سياسية تسلم البلد للبرجوازية فهذا كله تعطل بسبب إجراءات اقتصادية حكومية مسبقة اوقفت التطور الذي وجدته اقطاعيا خفيفا ضعيفا نتاج ثقافة قديمة انتهت الينا من اوضاع اقتصادية ماقبل تاريخية(= قبل بدء مخطط التطور الاقتصادي المعتاد)فاوجدت اشكال مشوهة واقتصاد مشوه زاد من قدرة النظام السياسي في التأثير في التكتل السكاني موضوع الدرس
جهاز الدولة في هذا النموذج غير المعروف في الغرب حاليا ينتمي الى زمن اقدم من فكرة الدولة نفسها الحالية في الغرب فهو دولة / نظام لذلك يمكنك براحة ان تضحك ملء شدقيك كلما ارتفع شعار اسقاط النظام لا اسقاط الدولة في هذه الانحاء من العالم فالدولة هنا هي النظام و لا يمكن فصل احدهما عن الاخر خاصة اذا وجد عامل اقتصادي يحول النظام / الدولة الى قادر اكثر و اكثر على تحديد ملامح وأنواع الانشطة الاقتصادية للتكتل السكاني موضع الدرس وهذا كان ظاهرا في ليبيا فليس النظام هو السياسة فحسب بل هو ايضا شكل ومضمون الاقتصاد فامتلاك ثروة عامة هائلة الموارد حول النظام الى نظام / دولة قادرة على اجراء هندسة اجتماعية تحدد بالتفاصيل شكل وطرق حياة التكتل السكاني لعقود
من ناحية اخرى ففي الحالتين -وهذه جدلية قائمة حتى اللحظة- حالة وجود ثروة عامة يديرها نظام /دولة او حالة وجود نظام /دولة دون ثروة عامة ثمة دائما قانون طبيعي لايتوقف عن السير ولو لحظة فمع الوقت ينزح الفلاحون من مراكزهم باتجاه مراكز المدن ولكن في حالة نظام / دولة يدير ثروة سوف تتضاعف مرات حالات دخول المدينة من محيطها الفلاحي او الريفي او البدوي وفي ليبيا خلال خمس سنوات من 73 م الى 78 م تم حشد 70 % من التكتل في مدينتين تقريبا هما بنغازي وطرابلس؛ فكان هولاء يلتقون في اشارات المرور لتبادل علامات الغضب دون ان يعرف بعضهم بعضا انه حشد من غير اية قوانين او مبادئ او اعراف حتى الاعراف القديمة هي اعراف صالحة لامكنتها للبادية لكنها لم تنتج في اية مدينة فاستمرت لذلك تتردد على الالسنة لكن وجودها على الارض غير مؤثر ثمة حديث مثلا عن علاقات القربى واهميتها وفرسنة القبيلة وذكريات ابطالها لكن لى ارض الواقع يواجه الجيران الجدد مشكلات لاعلاقة لها البتة بهذا الارث دون ان يتم انتاج خطاب يلائم هذا الواقع المستجد فتحت ضغط الثروة وتحت ضغط السرعة في التمدن لم يكن هناك وقت للتفكير في شئ لقد ابتدا التفكير اليوم...
ثمة معطيات تاريخية لابد ايضا من اخذها في الاعتبار اثناء الدرس فمع العام 1993م دخل النظام/ الدولة في ليبيا الى ازمة دولية قاتمة هي ازمة لوكربي التي اصر النظام لسنوات على مناقشتها وفقا للمنطق التالي اذا اراد الغرب ان يجد حلولا للازمة الحالية وهي لوكر – بي فعليه اولا حل الازمة التي سبقت وهي لوكر – أي وهذا الفترة الطويلة حوالي سبع سنوات عجاف كانت الممر الالزامي الذي اضطر النظام فيه بسبب طبيعته الشخصية جدا والمزاجية جدا الى تعلم كيف يغير سلوكه على ارض الواقع ليتناسب مع حل المشكلات القائمة فانتهى في ذلك الى هجر مقولات وايدلوجية القومية العربية الى مقولة افريقيا الموحدة لان عدد الدول الافريقية الكبير ونفوذ النظام في افريقا يسمحان له بان يكون محاطا بحلفاء يكفي عددهم لوحده ليخيف أي معتد غربي ولكنه ايضا لانه كسر قاعدة تفكيره الاساسية سارع لتقديم تنازلات للغرب الامبريالي فانتهت اموره الى حل لوكر-بي اولا ثم استدعى رئيس وزراء ايطاليا في حدث تاريخي نادر وهام ليقبل يدي ابن شيخ الشهداء الذي اعدمته ايطاليا!! فكان بذلك ينهي لوكر- أي بعد انتهاء لوكر –بي... أي سارت الرياح بملا تشتهي السفن.. فالميزان العالمي يومها كان مكسورا تماما وليس ثمة الا منطق القوة والتهديد والحصار
عند بداية هذه الازمة المستجدة ازمة لوكربي شتاء عام 1993م احتاج النظام الى الوحدة الداخلية في مواجهة العدو والحصار ولسبب ما ليس واضحا بالكامل عندي حتى اللحظة بالرغم من انني كنت ضمن هذه الاجواء اعيشها واتنفسها وكنت متحمسا للدفاع عن وحدة الوطن حتى لو كلفني ذلك عدم النطق بارائي السياسية التي كانت تتبتعد عن فكر النظام دون ان اعلن ذلك حتى لا ادعي بطولة لا استحقها قررت انذاك ان علي البقاء ضمن صف مواجهة الحصار واعتقد اليوم ان الامر لو تكرر فسوف اتخذ نفس القرار عموما كان واضحا ان الصراع مع الغرب قد تفاقم وانه لا توجد دولة عربية واحدة تستطيع مجرد تحدي الحصار بل ربما كان بعضها ضالعا في التأمر ادى هذا الى بحث وتفتيش عن قوى داخلية في البلد تكفل التفافا حول القيادة التاريخية كما كانت تدعى انذاك وبدا العقيد القذافي رحمة الله عليه مشورارا طويلا يزور فيه القيادات القبلية التقليدية التي كانت في اغلبها تحمل ولاء سريا معتادا لنظام ادريس السنوسي و ايضا لقيادات قبلية اقامها ومولها وسمح لنفوذها النظام نفسه وتم انذاك تحويل هذه القيادات الى واسطة اتصال بكل جسد التكتلات السياسية حتى في المدن وان غطيت بورق شفاف دعي المناطق وفعلا حصلت القيادة التاريخية على دعم وإطار للتواصل وللوحدة وان كنت ارجح انه حتى في ايران الان فإن المواجهة مع الغرب لاتكسر نظاما فالشعب عندها التكتل الذي لايزال في مراحل ادراكه الاولى لذاته يتبرع بمقاومة الغرب عبر دعم النظام كل تضييق ارادته الولايات المتحدة على نظام ما قواه ولم يسقطه والانظمة التي اسقطتها الولايات المتحدة عندما استفردت بالعالم اسقطتها بقوة السلاح الامريكي وليس بغضب الشعب...!!
تحولت خطة جمع الدعم وتأمين الوحدة الوطنية وإطار الاتصال الى توزيع حصص في السلطة المحلية وهنا نأتي الى اس مشكلتنا فلقد وقعت المدينتان درنة وبنغازي ضمن حصص القبائل التي تقوم المدينة ضمن اراضيها التاريخية المعروفة وهذا ترافق مع ازمة معيشية قائمة منذ التخلي عن نظام دولة الرفاه الاشتراكي حيث فتحت الاسواق والمتاجر بعدما كان المواطنون جميعا يحصلون على حاجاتهم الاساسية من الدولة/ النظام؛ وترافق ذلك مع إنتهاء المشكلة السياسية مع مصر والانفتاح على تونس فاصبح لكل مدينة ليبية سوق مصرية واخرى تونسية فادى هذا كله الى تزايد تكاليف المعيشة وانحدار فئات اكثر من السكان نزولا واستئناف التراكم الراسمالي المراقب من قبل الدولة/ النظام ولكن من غير تدرج ولا اية مبادئ تحكم التجارة او الراسمال وترافقت الازمة المعيشية مع انسحاب الدولة/ النظام من تدخلها واشرافها على الحياة اليومية للمواطن عبر 1.توقف تشغيل الشباب لاكثر من عقد لاحق؛ 2. توقف بناء المساكن لاسر الجديدة لنفس المدة وربنا اكثر؛ ولد هذا مطالب يومية لشرائح ااشباب بالذات وحين دقق الشباب في الوضع القائم وجدوا سيطرة لقبائل محددة على مدنهم بنغازي ودرنة وانسحاب تام للدولة من كل مظاهر الحياة بل اغلاق معاهد رسمية وفنادق ومصانع اقيمت في بداية الثمانينات وسيطرة قبلية تعطي لقبيلة ما بلدية بحالها فاخذ الشباب يبحث لنفسه عن حل تمثل في طلب المساواة اولا قبل طلب المسكن و العمل فتوفر من لديه عقيدة المساواة في طرف عالمي جوال لاقرار له هو تنظيم القاعدة ومن بعده تنظيم داعش فالكل في داعش والقاعدة مسلمون عند انفسهم لافرق بين عربي او اعجمي الا بالتقوى حتى انني شهدت بعيني وسنعت عبر وسائل الاعلام ان يمنيا وسودانيا حكموا ليبيين!!!...
نتائج وتوصيات:
لم يعد يمكن لأي نظام/دولة ان يستبعد من حساباته ان عليه ان يسوق ويعمل وفقا لعقيدة يتساوى فيها المواطنون امام القانون كل المواطنون دون ادنى اعتبار لقبائلهم
لم يعد ممكنا تناسي ازمة السكن والزواج كل نظام جديد ملزم بحل هذه المشكلة
لم يعد ممكنا تناسي ازمة توزيع الثروة فكل ليبي يعتبر ان لديه حقا في المال العام الذي يفترض انه مخزن في خزينته
يجب الفصل بين نظام العمل بمقابل وبين مرتب المواطن ؛ لكل مواطن مرتب ؛ لكن ليس لكل مواطن منصب شغل ؛ فالشغل محكوم بأداء خدمة عامة محدودة ومطلوبة.



#احمد_الحسين_التهامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إعتذار ... ياأبي - قصة قصيرة
- هل تقتل المصالحة السلام ؟!! الدور الأممي في ليبيا : العجز يع ...
- هل يغير اعلان باريس قواعد اللعبة الليبية ؟!!
- مناورات التيار الإسلامي الليبي ضيقة الأفق محدودة الاثر
- هل تتناقض المطالبة بدولة ديمقراطية مع دعم العسكر؟!
- خطة سلامة الجديدة: اعادة تاجيج الحرب
- كيف يفكر الامريكيون في الازمة الليبية؟!
- في شأن الملابس الداخلية الليبي(1): العويلة الحمر............ ...
- المواجهة الوردية-في بعض اليات التحول الفكري والعقدي-المسير ن ...


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحسين التهامي - مدرسة الايدولوجيا الجذابة تحليل انثربولوجي لنحول عواصم الثقافة إلى عواصم للارهاب