أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جدعون ليفي - محفظة غانتس اللامعة














المزيد.....

محفظة غانتس اللامعة


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 6339 - 2019 / 9 / 2 - 11:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كارولينا لندسمان ادهشت في وصفها أول أمس بيني غانتس في مقال لها في "هآرتس". وايريس ليعال تفعل ذلك اليوم. الكاتبتان شاهدتا امامهما انسانا، ذا اهتمام نادر وحتى مثير، في السياسة الاسرائيلية. أنا لم اجلس في المكان الذي جلست فيه لندسمان في لقاء غانتس مع مراسلي "هآرتس"، لذلك، أنا لم أشاهد المحفظة اللامعة المطلة من جيب سرواله الخلفي، كما وصفتها.

ولكن مثل ليعال رأيت في ذاك اللقاء "انسانا"، بالمعنى الجيد للكلمة: متواضع، حقيقي، غير منفوخ بالأهمية الذاتية، لطيف، عقلاني وساذج. ولكن هذا غير كاف، وبعيد جدا عن ذلك. ان اعجاب الاسرائيليين من غير اليمينيين بغانتس يدل عليهم أكثر مما يدلل على مرشحهم.

ساعة غانتس تبعث فيها الحياة كل بضع لحظات على الضوء المائل للازرق الذي تنشره. عندما ساعته تلمع للحظة ينهض اغراء لنصدق أن لابسها هو العنوان الافضل الذي يوجد الآن للضائقات المصيرية للدولة. ولكن بعد ذلك انطفأت الساعة وهبط الظلام ومرة اخرى يتبين أنه لا يمكن حل أي شيء فقط بـ "افضل الموجود".

ليس صدفة أنه لا يوجد أي بديل آخر، لأن غانتس جيد لمن يسوقونه. هو بالضبط ما يريدون، نموذج لوطنهم كما يظهر لهم. هو سيعدهم بما يريدونه اكثر من أي شيء آخر: الهدوء. "هدوء مدهش، من يوم ميلادي وحتى يوم موتي". هؤلاء الاسرائيليون يريدون الارتياح من الضجة التي سببها نتنياهو لهم من اجل أن يواصلوا حياتهم، أن يرسلوا أولادهم للنوم وفقط العودة الى البيت بسلام.

الذهاب الى الشاطئ وشراء سيارة جيب والشعور بالرضى عن انفسهم. نتنياهو خرق هدوءهم وغانتس سيعيده لهم. نتنياهو ذكرهم بأنه يوجد شيء ما متعفن في المملكة وغانتس سيزيل هذه الغمامة. هو لن يتهم بأي شيء ولن يلقي خطابات تاريخية. ماذا نريد غير ذلك؟ نريد الاساس. أن يحول اسرائيل الى دولة عادلة.

غانتس ليس لديه أي خطة حول هذا الموضوع. لا يوجد شريك فلسطيني، لقد ردد ذلك في المدارس العسكرية التمهيدية ومحفظته تظهر من جيبه، وانتقل الى الموضوع التالي. حزبه نشر المواضيع الخمسة التي سيطبقها منذ اللحظة سينتخب فيها، امور تافهة جدا وهامشية جدا. تحديد فترة ولاية رئيس الحكومة، الزواج المدني، قانون التجنيد، المواضيع التي يحلم بها ناخبي ازرق ابيض، المواضيع التي تضمن الهدوء وتبشر بحياة طبيعية. هذه الطبيعية التي نعيش فيها بازدهار وحرية وعلى بعد نصف ساعة من بيوتنا يوجد طغيان وحشي. ما هو الاكثر طبيعية من ذلك؟

فقط يجب علينا الشعور مرة اخرى بأننا على حق مثلما كنا ذات يوم. جميلون مثلما كنا ذات يوم، بدون ملف 4000 فوق رؤوسنا. وكأن ملف 4000 وامثاله هي السحابة الاخلاقية الاثقل التي تربض فوق هذا المكان. غانتس ربما سيعطينا حياة بدون لاهف 433، ومرة اخرى يمكننا الشعور بارض اسرائيل القديمة والجيدة، التي نتوق لها جدا والتي غانتس المحارب إبن الموشاف الساذج هو ابها الجميل.

في الاسبوع الماضي اخبرنا كيف عمل في ذروة عملية الجرف الصامد عندما كان قائد عسكري فيها، في نقل التموين لغزة، عندما كانت القنابل المتفجرة تتفجر من فوق رأسه. أين يوجد المزيد من الاشخاص مثله، إنه لطيف جدا.

اجل، من السهل الوقوع أسرى لسحر غانتس. ومن المهدئ جدا التفكير بأنه سيكون لنا زعيم "انسان". ولكن اسرائيل لا تحتاج فقط الى انسان. هي تصرخ وتستغيث لمجيء رجل دوري يهزها وينقذها من الاساس، انسان أو آلة، هذا لا يهم. لطيف أو مقرف، هذا لا يهم. كل ما هو ليس علاج كيماوي بل يساعدها في شيء ويعطي شعور جيد لمن يريدون الهدوء. غانتس سيمكن مرة اخرى من السبات الشتوي الذي لا ينتهي في اسرائيل. وهو يمكنه ايضا اقناع العالم بأن "كل شيء على ما يرام"، كما يقولون الآن في اسرائيل بأن كل شيء سيء.

من اللطيف جدا رؤية شخص مثله يقودنا، الذي محفظته تظهر من جيبه. بالضبط مثل قائدنا، ولكن هذه بالضبط هي المشكلة: شخص مثلنا يريد ما نريده، الهدوء فقط. وهذا هو فقط الجزء الجيد من الاسرائيليين.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليعلم لوندون وتسيبر أن اسرائيل قاتلة أكثر ب 18 ضعفا
- متلازمة العيسوية
- شركة الاحتلال للانتاج
- علينا الإصغاء الى مانديلا
- معالجة العنصرية بكل أشكالها
- على قدم واحدة
- -صرخة من غزة-
- أيادي ملطخة بالدماء
- الباستيل سينتظر
- كيف يتجرأ اللاجئون الفلسطينيون على “الحلم بالعودة”؟!
- العالم لا يستمع إلى غزة إلا عندما يطلقون النار على إسرائيل !
- «البيت اليهودي» و«المعسكر الصهيوني».. توأمان
- أيها المحتلون الأعزاء نعتذر إذا تضررتم!
- إعلان نتالي بورتمان خطوة على الطريق الصحيح
- هذا ليس نتنياهو بل هو الشعب!
- جيش الذبح الإسرائيلي
- الإرهاب الذي في الشوارع والذي لا نسمع عنه
- أمريكا وأسرائيل ضدّ كل العالم
- فجأة ينادون بالمساواة
- مُعْجزةٌ تحدث في نابلس: حكاية مستشفى النجاح تحطّم كلّ القوال ...


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جدعون ليفي - محفظة غانتس اللامعة