أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - اغتيال شعب وقضية بالفتنة والحرب الأهلية














المزيد.....

اغتيال شعب وقضية بالفتنة والحرب الأهلية


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 6338 - 2019 / 9 / 1 - 14:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا شك أن التفجيرين اللذين استهدفا حاجزي شرطة لحركة حماس في مدينة غزة يوم الثلاثاء 27 أغسطس وأودت بحياة ثلاثة من عناصرها هو عمل إجرامي مدان بالرغم من كونه ليس المرة الأولى التي تحدث فيها هكذا أعمال اغتيال أو اشتباكات بين أمن حماس وجماعات تُوصف بالسلفية أو التكفيرية وخصوصاً بعد سيطرتها على قطاع غزة ،أيضا قيام هذه الجماعات باختطاف صحفيين أجانب والاعتداء على محلات وصالونات حلاقة الخ . هذا إذا ثبتت حركة حماس على روايتها من اتهام جماعات أصولية متشددة بالمسؤولية ،حيث أتهم فوزي برهوم أحد الناطقين باسم حماس المخابرات الفلسطينية بالمسؤولية عن الحادث .
إذا ما استثنينا أعمال العنف المتبادل بين حركتي فتح وحماس أيام انقلاب حماس على السلطة يوم 14 يونيو 2007 وما سبقها وما تبعها من اغتيالات ،فقد جرت عدة تفجيرات ومواجهات استهدفت حركة حماس منها التفجيرات على شاطئ البحر يوم الخامس والعشرين من يوليو عام 2008 واتهمت حماس آنذاك أجهزة السلطة في رام الله بالوقوف وراء الحدث وتم اعتقال الشاب السكني لسنوات طوال إلى أن تم إبعاده إلى مصر ، والمواجهات بين أمن حماس وجماعة الشيخ عبد اللطيف موسى الملقب بأبي النور المقدسي زعيم جماعة (أكناف بيت المقدس) حيث تم مهاجمة المسجد الذي يتحصن فيه في مدينة رفح يوم الخامس عشر من أغسطس 2009 وتم قصف المسجد على من فيه حيث سقط قتلى حوالي 30 شخص ،وبعدها جرت مواجهات مسلحة مع جماعة ممتاز دغمش زعيم (جيش الإسلام) الذي أعلن مبايعته للبغدادي وتنظيم الدولة ،بالإضافة إلى عشرات الصدامات وحملات اعتقال لعناصر تنتمى لتنظيمات متطرفة وحتى لتنظيم حركة فتح حيث تم تفجير منازل وسيارات لقيادات فتحاوية يوم الجمعة السابع من نوفمبر 2014 ،وآنذاك أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته إلا أن مسؤولين في حركة فتح اتهموا حماس بالمسؤولية ،وهناك من أتهم عملاء إسرائيل بالمسؤولية .
كل ما سبق ليس خارج التاريخ السياسي للعلاقة التنافسية والصراعية بين الأحزاب الفلسطينية ولا خارج سياق الصراع بين الشعب الفلسطيني والكيان الصهيوني ،وهنا نذكر بأعمال أبو نضال البنا واغتيال قيادات وسفراء في الدول الأوروبية وغيرها وما جرى وقت الانشقاق داخل حركة فتح 1983 ،إلا أن ما يجري اليوم يضعنا أمام ظاهرة خطيرة وتهديد كبير يستهدف اغتيال الشعب والقضية والهدف تدمير حصانة المجتمع وتحويل طبيعة الصراع من مواجهة بين الشعب بكل قواه السياسية ضد إسرائيل إلى صراع وفتنة وحرب أهلية داخلية بصيغة قريبة مما يجري في بعض الدول العربية التي يتم تدميرها داخلياً وبأدوات داخلية حتى وإن كانت ممولة وموجهة من جهات معادية .
ما يجري من فتنة وحصار وهدنة وتجويع في قطاع غزة ،وما يجري في الضفة والقدس من تضييق مالي على السلطة وصمت مريب على عمليات الاستيطان والتهويد ،وفشل كل جهود المصالحة ،كل ذلك غير منفصل عن المساعي الحثيثة للإدارة الامريكية لشطب اسم فلسطين من الخارطة السياسية وتجاوز قرارات الشرعية الدولية حول فلسطين ،كلها أمور مرتبطة مع بعضها البعض هدفها اغتيال الشعب والقضية الوطنية .
لقد سبق وأن حذرنا من الفتنة الداخلية والحرب الأهلية سواء في الضفة أو غزة وقلنا إن الفتنة والحرب الداخلية أخطر من أي حرب أو عدوان إسرائيلي .بالرغم من أن التركيبة الاجتماعية والثقافية للمجتمع الفلسطيني موحدة ومنسجمة عرقياً وطائفياً إلا أن الانفصال الجغرافي وحدة الصراع على السلطة وقوة التدخلات الخارجية التي تتزايد كل يوم نتيجة الفقر والجوع أو قوة تأثير ايديولوجيات دينية مضللة يغذيها الفقر والبطالة والجهل ،وتوقف المقاومة والمواجهة الساخنة مع الاحتلال ،بالإضافة إلى اختراق حصانة المجتمع من خلال العملاء ونخب مرتبطة مصلحياً بالاحتلال ،كل ذلك يهيئ بيئة خصبة لفتنة وحرب أهلية .
منذ بداية الصراع مع العدو الصهيوني لم يتمكن هذا الأخير من اختراق حصانة المجتمع الفلسطيني أو هزيمته عسكرياً لدرجة تدفعه وتدفع قياداته للتسليم والقبول بالشروط الإسرائيلية والأمريكية للتسوية ،نعم ،لعبت القيادات على الخطوط الحمر وأحيانا تجاوزتها ،وبالغت في المراهنة على حسن نية واشنطن بل وتل أبيب ،نسجوا شبكة مصالح معهما ،أوقفوا المقاومة وساوموا عليها ،فسدوا وأفسدوا الشعب ،ووصل النظام السياسي الفلسطيني لطريق مسدود بل أصبح فاشلا سواء في غزة أو الضفة الخ ،ولكن كل ذلك لم ينهي القضية الفلسطينية ولم تشعر إسرائيل بالطمأنينة والأمان بل ما زالت تتخوف من الشعب ومفاجآته ،فقررت إسرائيل الاستنجاد بواشنطن من جانب ومحاولة اغتيال الشعب والقضية بالفتنة والحرب الأهلية القذرة من جانب آخر .
وأخيرا نحذر مما هو آت ونطلب من الله أن يحمي فلسطين وأهلها وخصوصاً قطاع غزة من فتنة ستغذيها إسرائيل ،وهي فتنة لا تجدي معها المعالجات الأمنية فقط ،فهذه المعالجات وحدها ستزيد من تأزم الأمور .
[email protected]






#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إدارة ترامب تفضح أوهام السلام الأمريكي وعجز إسرائيل
- الدين والوطن ملكية عامة لا يجوز خصخصتهما
- القانون لا يقل أهمية عن الدين
- منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح :ما لهما وما عليهما
- فلسطين قضية وطنية سياسية لا تحتاج لمشروع إسلامي
- عيد العرش في المغرب : تاريخه ورمزيته
- نعم لإلغاء الاتفاقات مع إسرائيل ، ولكن
- الحل الإقليمي : مشروع تصفية بمسمى مضلل
- الشباب والنخب السياسية : بين الاقصاء وانعدام الثقة
- ثقافة الشك تهديد لحصانة المجتمع
- ورشة المنامة بداية المعركة وليس نهايتها
- لماذا يتعثر العرب ويتقدم الآخرون ؟
- أخطاء منظمة التحرير لا تبرر خطيئة الانقسام
- نعم يمكن إفشال صفقة القرن
- من النكبة إلى النكسة إلى التآمر
- صفقة القرن مشروع حرب وعدوان وليس مشروع سلام
- الفلسطينيون ومؤتمر المنامة ما بين الرفض السياسي والإغواء الم ...
- سراب السلام الامريكي من مدريد إلى المنامة
- هل انتهت وظيفة المقاومة ومسيرات العودة ؟
- النكبة في عيون مفجري الثورة الأوائل


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - اغتيال شعب وقضية بالفتنة والحرب الأهلية