أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إيمان بوقردغة - طائفة النهضة في تونس حتف استعماري أزرق يعبث براية وطنية حمراء















المزيد.....

طائفة النهضة في تونس حتف استعماري أزرق يعبث براية وطنية حمراء


إيمان بوقردغة
شاعرة و كاتبة و باحثة تونسيّةـ فرنسيّة.

(Imen Boukordagha)


الحوار المتمدن-العدد: 6337 - 2019 / 8 / 31 - 09:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يشير مصطلح الإسلام السياسي عموما إلى أي تفسير للإسلام يستخدم كأساس للهوية السياسية والعمل السياسي وينخرط بالتحديد في الحركات التي تمثل التعبئة السياسية الحديثة باسم الإسلام وهي حركات ذات سلالات إيديولوجية متعددة ولكنها تطمح إلى ابتداع هويات دينية تخلّف آثارا معيارية حول الكيفية التي ينبغي للمجتمع أن يعمل بها .

فإذا تلفّع الإسلام السياسي في تونس كنموذج بملاءة التقوى لتحديد القيم والمبادئ الإسلامية كمعيار لتصنيف إجراءات الدولة فهل سياسة "حركة النهضة "محكومة بالأخلاق؟
فإن كانت الأخلاق تمثل "ما يفترض أن يفعله الناس" فإنها تعبّر في مجال السياسة عن الأسس و المبادئ التي تتأسّس عليها الدولة لتحدّد منهج تصرفها فتسترشد بها مواقفها و"الساسة النهضاويون " من هذه الزاوية يزعمون أنهم ينابيع الفضائل التي تقي الشعب مغبّات الحتوف و الردى وتلهمه مشكاة الحق و سبيل الهدى فهم "ظُلّة مصباح الدين في تونس "فكثيرا ما يقصد من قواعد السلوك داخل السياسة المحجَّبة بخمار الدين تحديد صفات أخلاقية لأشخاص متَّقين يبدّدون بسُلاف عسكرأفكار الهداية جيوش بنات أفكار أولي الزيغ و الردى من "العلمانيين المارقين عن مناهج الرّشد"
والنتيجة النموذجية المرتقَبة لهذا "التوجه الأخلاقي" هي التعهد بالتزامات ذات مصداقية فيما يتصل بتوفير المنافع العامة فعمدة الأخلاق في السياسة تحقيق المصلحة الوطنية ويتم ذلك عبر انتهاج مسار يتوافق مع مصالح البلاد
وهو موضع زلّت فيه أقدام الإسلامويين حيث تعمل المحسوبية داخل طائفة "النهضة" على خلق المثبِّطات لاستثمار الساسة الملتحفين بلحاف التقوى و الدين في وعود صادقة يلتزمون بها.
ويمكن تفسير الانحراف عن المعايير الأخلاقية العامة في علاقة بخصوصية جوهرالحركات والأنشطة السياسية بتوجه سياسة " النهضة" نحو مقصد الرخاء الإقتصادي
والمصلحة الضيقة للموضوعات السياسية الفردية وهي نتيجة تكتيكية سياسية نفعية تطمح إلى الإستيلاء على المال العام تحت عنوان "التعويضات" فتقوّضت الحدود بين التكتيكات السياسية وشروط واجباتها الإيتيقية.
وتثير هذه الديناميكيات تساؤلات حول الاستدامة السياسية و"شرعية" هذه الحركة السياسية خاصة وأنها أسست حكمها على المنفعة الخاصة فوضعت التّقى في قالب الغلي بالنار الأوار
وباتت الإيديولوجية "النهضاوية" الغازية المتعددة الأوجه تشكل التهديد الوجودي للدولة التونسية فنلفي أنها في فترة حكمها قد جاءت بما لم يأت به أحد قبلها من اغتيالات سياسية وقطع رؤوس فأوغلت الدولة في تيهاء عدم الإستقرار السياسي حتى أن حركة النهضة اضطرّت قسرا و إكراها إلى التخلي عن مقاليد السلطة انحناء أمام عاصفة الإحتجاجات التونسية العارمة وترقيعا لثوب سياستها الخَلق وخاصة جزعا من المحاسبة و العقاب و إفلاتا خبيثا من عسير الحساب.
وقد قرطست نخبة من الباحثين هذه الحقيقة بمِزبرها في بحث يحمل عنوان "نضال تونس من أجل التعددية السياسية بعد النهضة" Tunisia’s Struggle for Political Pluralism After Ennahda
وأنجز هذا البحث كل من اردين لانغ ومختار عواد وبيتر جول وبريان كاتوليس فجاء فيه أنه:
" وبعد سنتين، لم يكن لدى النهضة وشركائها الكثير مما يمكن أن يظهروه خلال ولايتهم.
تخلّفت صياغة الدستور بشكل خطير عن الجدول الزمني بسبب المناقشات المستقطبة بين معسكري الإسلاميين وغير الإسلاميين.
وتعذّر على الحكومة إظهار التقدم في الاقتصاد.
وهزّ عنف الجماعات الإرهابية الإسلامية وموجة من السلفيين المجتمع التونسي وبلغت التوترات ذروتها مع اغتيال سياسيين علمانيين هما شكري بلعيد ومحمد براهمي
وفي عام 2013, في تلك الصائفة، نزل التونسيون مرة أخرى إلى الشوارع ء هذه المرة مع النهضة في مرمى البصر.
وتحت الضغط، وافقت حركة النهضة على إجراء حوار وطني والتخلي عن السلطة لصالح حكومة تكنوقراط في سبتمبر 2013
وكان هذا الحوار الوطني تحت اشراف نقابات عماليه قويه في البلاد وأسفر عن تسوية لوضع دستور جديد وإجراء انتخابات جديدة.
وسلّمت حركة النهضة السلطة لحكومة كفاءات مؤقتة في يناير 2014، تاركة تونس تعاني من مشاكل اقتصادية وأمنية"

Two years later, Ennahda and its partners had little to show for their time in office.
The drafting of the constitution lagged dangerously behind schedule because of
polarized debates between Islamist and non-Islamist camps. The government was
unable to show progress on the economy. Violence by Islamist terrorist groups
and a wave of Salafi vigilantism rattled Tunisian society.8
Tensions peaked with
the assassinations of two secular politicians, Chokri Belaid and Mohamed Brahmi,
in 2013. That summer, Tunisians once again took to the streets—this time, with
Ennahda in their sights.
Under pressure, Ennahda agreed to a national dialogue and to step down in favor
of a technocratic government in September 2013.9
This national dialogue was
conducted under the auspices of the country’s powerful trade --union--s and resulted
in a settlement to finalize a new constitution and hold new elections. Ennahda
handed over power to a caretaker technocratic government in January 2014,
leaving Tunisia saddled with economic and security problems.

وفي مقام آخر فإن العنف الذي تمارسه المنظمات الإرهابية المنتمِية إلى سياقات ثقافية جماعية يفسر أيضًا بنوع القيم الاجتماعية السائدة وعمليات التصنيف الاجتماعي التي تحكم العلاقات بين الأفراد والجماعات في هذه الأنواع من المجتمعات. ووفق هذا التفسير المنصِف فإنه لا يُنظَر إلى الأفراد كأفراد محددين ، ولكن بناءً على انتمائهم إلى مجموعة وبالتالي سيتحمل الفرد وِزر المسؤولية عن تصرفات جميع أعضاء مجموعته وترتيبا على ذلك فإن أي فعل محرَّم ومجرّم يقترفه فرد "نهضاوي" يحمل فصيلة الدم الأزرق يؤدي إلى استجابة موجهة إلى جميع أعضاء المجموعة الإجرامية الإرهابية .
وتحليل هذه السلسلة الكاملة من التقريرات ضروري لتفسير دور وفعالية الإرهاب الأصولي الإسلاموي في تونس التي نخر زواياها سوس الإسلام السياسي فلم تشهد تغيرات اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية سلبية فحسب بل رَامَحَتها حتوف الإرهاب وصروف الإضطرابات الأمنية
فلم يعد بالإمكان إنكار الجانب القبيح من السياسة الدينية القائمة على نظرية تيوقراطية تترجم فكرة أن مصدر السلطة إلهي لتتحول السيادة إلى صيغة لاهوتية ترتاغ تبرير قرارات وإجراءات الدولة
واستوسق الأمر وانتظم لؤلؤ الحق دررا تقذفها الأفكار بسواحل الطروس و رياضا للصالحين تفتّقت من بواسقها كمائم سواطع مطالب الإصلاح "فحَيَّ عَلَى الفلاح" فإن دم تونس ناجود أحمرأما دم طائفة النهضة فأزرق
دم أزرق
يتأنّق بأرواح شهداء
تصلي على المفرق
*
والقمر و الشمس خافقان في الأفق
يتراشقان تهمة احتجان الدم
فأين هو النجيع الأزرق؟
*
والوطن مرهق
بدوار اسطوانة
تدور تدور و تزعق
*
والحتف الساجد يمرق
بين الجنازة و الأخرى
يهذي بتعويذات تنزق
*
والأجساد تتعرّى لحتفها تتنشّق
تغفي تهمي و تغزل
كفنا أسود يتمزّق
*
والبحر الأرجواني يتزبّد و يدعق
أطفالا تهطل من ظل المهاة
عصف بها دم يصعق
*
والشمس في السماء قرط يشرق
مازال ييحث في سطور الأفق البرتقالي
عن الدم الأزرق
*
والقمر زجلة من نوط يخفق
في سنابل من ليل
أسمر يطبق
*
و الدم الأزرق
مازال مجهول الفصيلة
بثاد نسب يهرطق
*
و يحبك طِلَسْمات من دم أسمر مهرق
على رفات وجه مكسور
بغرغرة الموت يشهق




#إيمان_بوقردغة (هاشتاغ)       Imen_Boukordagha#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب الديني بين خيال الدين وواقع الإرهاب
- الدولة الإسلامية البهيمة و البهيمية و جريمة الاتجار بالبشر أ ...
- الإخوان المسلمون مشروع استعماري أَنْجلُوسَكْسُوني-صهيوني
- في تونس: رئيس الدولة المرتقب ووِزر الملفات الأمنية
- الشمولية -المقدّسة -و تصنيع الديكتاتور الإسلاموي
- في تونس: الكفاح ضد الإخوان من مقتضيات فضيلة الوطنية
- انتفاضة تونس و جاثوم الإرهاب المتديّن
- الإسلام السياسي و طموحات الدولة الإمبريالية
- تشريع الإسلام السياسي لإرهاب الدولة و شرعنته
- الإسلام السياسي ليس إسلاما و ليس سياسة فهل هو حالة ذهان؟
- حركة النهضة الزانية المحجَّبة
- الإخوان المسلمون و داعش و الفاشية المتشابهات المحكمات
- التشريع للفكر الإرهابي عند الإخوان المجرمين
- الإخوان لعنة الأوطان
- الإسلاموية والنظام الشمولي
- حماية الحق في الحياة في مواجهة الإرهاب
- -الإسلاموية -و -الإنتفاضات العربية-
- الحرية الدينية و حقوق الأقليات
- نُبْذة من حقوق الإنسان
- زاد التّقى


المزيد.....




- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إيمان بوقردغة - طائفة النهضة في تونس حتف استعماري أزرق يعبث براية وطنية حمراء