أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حارث رسمي الهيتي - الوطن هو أنتم، الوطن هو أنا














المزيد.....

الوطن هو أنتم، الوطن هو أنا


حارث رسمي الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 6336 - 2019 / 8 / 30 - 19:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يوم كنا طلاباً في المتوسطة دخل علينا مدرسنا للغة العربية وفي درس الانشاء كتب لنا بيتاً من الشعر على السبورة طالباً منا أن نكتب ما تجود به قريحتنا تحت هذا العنوان( وطنٌ تشيده الجماجم والدم .... تتهدم الدنيا ولا يتهدم )، هذا ماكتبه استاذنا، حاله حال كل مواضيع الانشاء التي كنا نكتبها كان هذا الموضوع يتحدث عن الوطن عندما يتمظهر بصورة الرئيس، أو يختزل هذا الوطن وشعبه وتاريخه وحضارته، ماضييه ومستقبله بشخص القائد الضرورة، حتى اقتنع هذا الرئيس أخيراً بأن "اذا قال صدام قال العراق" هي الحقيقة !!
اعتقد إن ما من شئ أثر سلباً على هذه الأمة بقدر ما أثرت شعارات الأجيال السابقة، تلك الشعارات التي تلقفتها أغلب احزابنا بمختلف مشاربها، والتي ساهمت بتحويل كل الأوطان وشعوبها الى فدائيين من أجل الوطن/القائد أو الرئيس، فيما بعد قرأنا الكثير والكثير عن الانسان باعتباره قيمة عليا أو هكذا يفترض، فهذه الشرائع السماوية ومختلف الأديان تصدر نفسها باعتبارها مدافعاً عن الانسان كونه محور هذا الوجود لا شئ غيره، فتاريخ تلك الأديان نجح وقت سار على هذا النهج وبدأت مرحلة تراجع ذلك النجاح حين ابتعدت عنه، وعلى صلة بذلك كانت ولم تزل أغلب الفلسفات والشرائع الوضعية تعتبر ان الانسان غايتها ومرادها، تعمل من أجله، وتريد تحقيق ما يريده هذا الانسان، تعبر عن مصالحه وأمنياته وتسعى لتحقيق احلامه، ولكن وبقدرة هذه الشعارات وغباء زعمائنا حين صدقوها، تحولت شعوبنا الى حطب لنار الزعيم، وآلاف من الجثث المتفحمة وبقدرها معاقين ومشوهين في حروب عبثية لم تكن لمصلحة الأمة بقدر ما كانت لنزوات واثبات وجود قادتنا، فمن حرب الثمان سنوات مروراً الى لحظة الغباء الأكبر حين قرر صدام إن الكويت محافظة عراقية ويجب علينا استعادتها لنقذف بنار القائد آلافاً أخرى من شبابنا وليس آخيراً حين تعنت و"ركب راسه" وأدخلنا في حرب غير متكافئة مع الولايات المتحدة وما جرته هذه الحرب خلفها، والنتيجة هي اننا لم نزل نعيش حياتنا نفسنا وربما أكثر تعقيداً، ثمان سنوات من الحرب وضحاياها ومآسيها ونحن بلا كهرباء، ثمان سنوات من هدر الكثير من خزينة الدولة ونحن بلا نظام صحي يجعلنا نشعر اننا مواطنين محط اهتمام الحكومة والقائد، آلاف الضحايا والجثث والمغيبين، مئات الصواريخ التي سقطت على رؤوس العراقيين وتحملوها مجبرين ونظامنا التعليمي لا يرتقي لنظام دول لم يبلغ عمرها خمسة عقود، من يتذكر صورة بغداد قبل سنوات وهي مليئة بالمفخخات والقتل على الهوية والتهجير على الاساس الطائفي لعله يسأل اليوم كل هذا من أجل ماذا؟ ماهو الوطن اذن اذا لم يكن بيتاً آمناً لنا ولأطفالنا؟ ما الوطن اذن حين أكون مريضاً ولم أجد دوائي؟ أي وطن هو هذا الذي يجبر شبابه على تحمل مخاطر المهربين والبحار ومذلة الدول ليكون لاجئاً يحمل شهادة عليا ويجبر على أن يعمل في مطعم في بلد غريب؟
كل الاصوات المنادية بالحروب والداعية لذلك هي اصوات منافقة، لا تفكر سوى بمصالحها، اصوات لا تفكر بمصالحنا نحن، الوطن هو أن ننام بأمان، ونجلس في مقاعد جامعاتنا المحترمة ونتلقى تعليماً جيداً، الوطن هو أن يجد مريض السرطان علاجه قبل أن يذهب الى ربٍ رحيم، لا أن يُذل ويُترك تحت رحمة الجشعين وتجار الموت والأزمات، أي نظام لا يعتبرنا أننا الوطن ولا شئ سوانا يحمل هذا الأسم هو نظام كاذبٌ ومدعي ..



#حارث_رسمي_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات من عطلة العيد
- القفز من مركب الرئيس !!!
- من حفل التنصيب !!
- فندق حامد المالكي الذي شغلنا !!
- قادةُ مروا بعد فهد ، لهم وعليهم
- كيف خيبت سائرون حلماً كان قريباً ؟
- الذاتي والموضوعي في تشكيل فهد
- وثبة كانون ... فتاةٌ على الجسر وكسر للنهج الطائفي مبكراً
- اليشوف الموت ما يرضى بمجلس مكافحة الفساد
- وزير الثقافة و ورث بابا خرابة
- الموقف من الشيوعيين !!
- قراءة بصوت عال لمقال الرفيق جاسم الحلفي
- الهرمنيوطيقا .. ومحاولة فهم النص الديني
- ثلاث رسائل لمئوية ثورة أكتوبر
- لماذا لا يؤسس النظام الأمريكي دولةً للرفاه ؟!!
- ( المجتمع المدني ... قراءة في المفهوم )
- وثائق CIA وجائزة نوبل
- معالم وخصائص التجربة العراقية في الخصخصة خلال فترة النظام ال ...
- هل هكذا يكتب التاريخ ؟!!
- مئة يوم أخرى


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حارث رسمي الهيتي - الوطن هو أنتم، الوطن هو أنا