أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عدنان الصباح - العثور على الذات ... اغتيال الدونية (17)















المزيد.....

العثور على الذات ... اغتيال الدونية (17)


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 6336 - 2019 / 8 / 30 - 19:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المتدينون يعتقدون ان الابتعاد عن الدين هو سبب مأساتنا والعلمانيون ومن معهم يعتقدون ان الدين سبب تخلفنا وما بينهما تتوه بوصلة البحث عن ذات لم نعد على ما يبدو نريدها بل صار البحث عن ذات بديلة هو الحل الامثل والا فما معنى وجود 50 مليون عربي اصبحوا مهاجرين وحملوا جنسيات الدول التي هاجروا اليها ويفاخرون بجنسياتهم هذه ويعتبرون انفسهم مميزون عن ابناء جلدتهم ويكفي ان نرى الواحد منهم على أي حاجز عسكري احتلالي على الارض الفلسطينية يتقدم الصفوف طالبا التميز عن ابناء شعبه لأنه يحمل جنسية غربية وهو يفعل ذلك كلما وجد فائدة مهما كانت تافهة تميزه عن ابناء وطنه بل ويتباهى احيانا كثيرة بما وصلت اليه البلد التي انتمى اليها دون ان يكلف نفسه عناء الاهتمام بان تصل بلده وشعبه الى ما وصل اليه اولئك وعلى العكس من ذلك تجده يعود الى وطنه ليمارس ما كان يمارسه قبل ان يهاجر وأسوأ بكثير فهو هناك مؤمن بحقوق المرأة ويلتزم بتلك الحقوق ويدوسها بقدميه في بلده بشكل علني وعنيف.
هل التدين اذن وما يحتويه من غيبيات وظلامية كما يراه البعض سبب مأساتنا وهل تقديس النص او تقديس رجال النص او الوقف عند حدود النص بما يشبه الصنمية ويقترب من حد العبادة هي المأساة التي سببت حالنا واذا كان الامر كذلك فما هو الحال في اليابان التي يتوزع مواطنيها في ولاءاتهم الدينية بين الشنتو 160 مليون والبوذية 96 مليون وغيرهم دون ان يؤثر ذلك بشيء او بآخر على تقدم اليابان ومكانتها الحضارية ودورها في صناعة مستقبل البشرية والاحترام الذي تحظى به بين شعوب الارض رغم ما مرت به من ظروف قاهرة لم يعرفها العرب ورغم ان اللغة اليابانية لغة يصفها البعض بانها لغة ضعيفة محصورة لا يمكنها استيعاب منجزات العصر وفي دول مثل ايسلندا والدنمارك والنروج اشارة واضحة في دساتيرها الى مكانة الدين في الدولة بل وتحديدا الكنيسة الوثرية ومع ذلك تعتبر هذه الدول نماذج متقدمة للدول الديمقراطية المتحضرة وتشير المادة الرابعة من الدستور الدنماركي الى ان الكنيسة الانجيلية اللوثرية هي الكنيسة الرسمية للدولة وفي المادة السادسة اشارة واضحة الى ان الملك يجب ان يكون منتميا للكنيسة الانجيلية وفي المادة 66 بالزام تطبيق دستور الكنيسة الرسمية بقوانين الدولة اما القوانين البريطانية فتنص حرفيا "ليس هناك مانعا على أساس دينى من تقلد المناصب العامة ما عدا منصب السيادة العليا للدولة (الملك أو الملكة) الذى يجب أن يكون صاحبه بموجب القانون بروتستانتيا " كما ان الملك او الملكة بموجب القانون هو هو الحاكم الأعلى للكنيسة الانجيلية وهو الذي يعين الاساقفة ورؤسائهم كما ان من حق السنودس " المجمع الكنسي الانجيلي " أن يقدم إقتراحات بقوانين تعد سارية و معتمدة بعد إعتماد البرلمان لها. وينص القانون البريطاني أيضا على أن " كنيسة انكلترا و كنيسة اسكتلندا هما الكنائس الرسمية المقررة لمراسم الدولة ذات الطابع ديني. ولا يحصل أعضاؤها مع ذلك على أى ميزة بكونهم أعضاءها" ويعتبر المجلس الروحي الذي يضم 26 عضو يشترط ان يكون دينهم المسيحية الانجيلية وان يكونوا اساقفة في الكنيسة الانجيلية كما ان دولة الاحتلال الاسرائيلي تعتبر نفسها دولة يهودية وفي ايران ينص الدستور على ان دين الدولة هو الاسلام بل ويحدد المذهب ايضا في المادة "12" الى ان " المذهب الجعفري الإثني عشري يبقى إلى الأبد المذهب الرسمي لإيران، وغير قابل للتغيير " وفي قسم رئيس الجمهورية الذي يجب ان يكون منتميا للمذهب الشيعي الجعفري نص صريح وواضح يقول " أقسم بالله ان اكون حاميا للمذهب الرسمي للبلاد " ومع ذلك فان الدول المذكورة تتقدم باستمرار وتعتبر الدول الاولى في العالم دون ان يذكر احد ان لذكر الدين او مكانة الدين في قوانينها ودساتيرها أو حرية ممارسة التدين وشعائر الدين والاعتقاد والتعبير عنه كان سببا من اسباب التخلف او مانعا لتقدم وتطور واستقلالية وحرية هذه الدول وشعوبها كما هو الحال في دساتير دول تحدد البوذية ايضا البوذية او الهندوسية في دساتيرها وبالتالي فان الذين يعتقدون بدور الدين والاعتقاد به في تخلف العرب وتراجع مكانتهم لا يمكنهم ان يقدموا اثباتا واحدا او نموذجا مشابها لرايهم في العالم والا لما كانت دول مثل بريطانيا قد تمكنت من احراز كل التقدم والنجاح الذي وصلت اليه على مستوى العالم وهو ايضا ما يشير ان ليس نظام الحكم الشكلي هو سبب من اسباب التخلف فبريطانيا والسويد وهولندا وغيرها من دول العالم تحكم بنظام ملكي كما هو الحال في السعودية والمغرب وغيرها وتبقى المقارنة متعذرة بين نظام ملكي يحكم بريطانيا العظمى واخر يحكم السعودية.
ليس الاعتقاد الديني سببا من اسباب التخلف بل ان الجهل والتخلف الحضاري والعزلة هي السبب الذي يقود تلقائيا الى التخلف الديني وتحويل الدين عن مكانته الروحية السامية الى سلوكيات وشكليات وتقييدات للفكر وحريته, فالذين ينشغلون بتأليف وطباعة ونشر نصوص وادعية للدخول والخروج من البيت والسوق والحمام وما شابه ليس لهم علاقة بالدين لا من قريب ولا من بعيد, والذي ينشغلون بتأليف تصورات مريضة عن مدة الجماع الجنسي أو عدد الحوريات والوصيفات او اشكالهن وجمالهن في الجنة التي لم يزرها احد بعد ولم يأت يومها بعد ولم يذكر القرآن الكريم عنها شيئا مما يتخيلون على الاطلاق, وبعض الذين ينشغلون بتحريم وتحليل ما انزل الله به من سلطان واصدار فتاوي مقرفة كحكاية ارضاع الموظفة لزميلها او جماع الوداع او جهاد النكاح او تحريم امساك المرأة ببعض انواع الخضار بسبب شكلها أو تأثير استخدام شطافة المرحاض على الصيام كل هؤلاء عقول مريضة يجب استئصالها من الدين اولا قبل المجتمع وانتشار هؤلاء وفكرهم وتغييب الفكر النهضوي العملي الفاعل هما المؤشران الخطيران على تخلف الامم, فأمثال هؤلاء ينبذون ويحاكمون بتهمة الهرطقة او الزندقة او النصب والاحتيال في العديد من قوانين دول العالم.
تماما كما يشيع مدعي أو محتكري الليبرالية والعلمانية ان الدين والتدين هما سبب تخلفنا والحالة الدونية التي نعيش يحاول محتكري الدين او مدعيه تصوير عدم التدين على انه السبب في كارثة العرب والمسلمين وان دعاة العلمانية والليبرالية وغيرهم هم سبب كل تخلف ودونية وان الله ساخط علينا لابتعادنا عن الدين وهو لذلك يسبب لنا الهزيمة تلو الهزيمة والكارثة تلو الكارثة ليجعلنا مثلا لكل من يبتعد عن الله وعن الدين وطبعا وبشكل تلقائي لكل من لا ينصاع لأوامرهم وفتاويهم وهو ما ينبغي ان نناقشه بوضوح ايضا.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (16)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (15)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (14)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (13)
- بسام الشكعة ... حيث تكون الوطنية
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (12)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (11)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (10)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (9)
- البحث عن الذات ... اغتيال الدونية (8)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (7)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (6)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (5)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (4)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (3)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية (2)
- العثور على الذات ... اغتيال الدونية
- الأرض والمال ودائع لدى الاحتلال
- الميديا والخبز أكثر أسلحة الامبريالية فتكا
- تفريع الأهداف ... تقزيم القضية


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عدنان الصباح - العثور على الذات ... اغتيال الدونية (17)