أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عماد علي - الاسلام السياسي في كوردستان و فريضة الحج















المزيد.....

الاسلام السياسي في كوردستان و فريضة الحج


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6334 - 2019 / 8 / 28 - 04:12
المحور: المجتمع المدني
    


من متابعة ما حدث في كوردستان خلال السنين الماضية منذ انتفاضة اذار لعام 1991م لحد اليوم، و بناء على التقدير التقريبي لما حدث في اظهر البيانات من اجل مقارنة ما اخذت من الاموال التي دامت ما يمكن نهبها او ترهيبها حتى في وقت الحصار في مقابل ما جلبته الاحزاب السياسية الاسلامية من الخليج من الاموال السياسية من البترودولار من شيوخ الخليج المصلحيين من اجل نشر افكارهم و عقيدتهم الاخوانية باسم مساعدة اهل كوردستان لا يمكن تصديقه، فان ما صرف و خرج من الاموال اكثر بعشرات الاضعاف. و في الدخال لم تجداحدا يتكلم عن هذا بل بالعكس نتيجة الخوف و التابو المسيطر على الناس و الطار المسموح للكلام فلم تجد الا التحريض والحث على الاستمرار على هذه العملية التي اعتبرها المحقون و بعض العلماء العقال بانها يمكن اعتبارها تهريبا محرما نتيجة لما هو الموجود اصلا و هو اكثر فرضا على من يريد ان يتقرب الى الله و التسليم له و تنفيذ اوامره و شرائعه و فرائضه بشكل سليم.
لو بحث اي منا السبب وراء عدم تقييم الحال ودون العمل على ما يفرضه العصر و التغييرات فيما يخص مستوجبات اداء الفريضة و وجود الاهم من ما فرض قبلا وكيف نُنفذ الاصح بناءا على الظروف الخاصة للمرحلة التي يتم فيها اداء الفرائض و منها الحج و مقارنتها مع ما حصل من قبل و كيفية ادائها والوسيلة التي تم اتخاذها للوصول الى الكعبة و المدة التي استغرقت و الاموال المستوفية لشروط الحج التي وضعها الاسلام بذاته و مصادرها.
لو تمعنا قليلا، نرى ان الحج في كوردستان اصبح موديلا حتى لمن لا يستطيع اليه سبيلا، فكان بناء المساجد على عندما تُهب من الاخرين و الذين يحصلون على تلك الاموال في داخل كوردستان بشتى الوسائل المتخذة في وقتها في الجزيرة العربية، و لم يبق امامهم الا ان ينظفوا بها جعبتهم من الحرام في بناء مسجد هنا في كوردستان، و من ثم يتباهى به الحزب السياسي هذا او ذاك بعدما يقطعوا منها ما يعتاش عليه من الرعاة الموالين و من ثم يعتبرونه تنفيذا للشرع الالهي و وقوانينه و شرائعه و طقوسه الدنيوية.
ان الصعب في الامر و ما وضع حاجبا امامهم و منع كشف مايدور وراء الستائر، هو عدم سماح المتسلطين من الاسلاميين العاملين في هذا السلك و بالاخص التابعين للاخوان المسلمين سواء كانوا حزبيين او اشخاصا لهم مصلحتهم في بقاء كل شيء سرا و يمنعون حتى الحديث عن الحلال و الحرام في هذا الشان على العلن، و يضعون حجابا بينهم وبين الناس من اجل عدم حث الراي العام حول القضايا الحساسة التي تحدث في ثنايا تلكة العملية السياسية و التي يعتبرونها من المحرمات الحديث عنها، او يدعو بان المختصين هم لهم الحق مد ايديهم اليها، على العكس من الامور الدنيوية السياسية العلمانية التي مفتوحة امام الجميع و هؤلاء ايضا الذين يمتنعون في الحديث عما يخصهم . فانهم لا يريدون حتى التكلم عن ما نصبوه هم منذ قرون من الشروط التي من المستوجب توفرها كي يسمح لمن يريد اداء هذه الفريضة و لمن له الامكانية و بظروف عائلية تسمح له التوجه الى الكعبة، و منها التكامل العائلي و عدم احتياج اي من افراد العائلة لما يمكن ان يُصرف في طريق الحج، و ان لم يكن هناك من الفقراء و العوز القريبين من هذا المتوجه الكعبة من اجل الحصول على المكانة الاجتماعية و الابهة التي تبرزها مجرد كلمة الحاج من بين الناس قبل الفرضة الدينية بذاتها، و من ثم ماهو مصدر المال و كيفية الحصول عليه كي يكون حلالا و يستحق صرفه في هذا الطريق. البعض منهم معروف عنهم بانهم لم يخرج الزكاة من امواله بينما يحج سنويا و لدى البعض الاموال غير معروفة المصدر و هم يصرفونها في طريق الحج باعتبارها زيارة وتجارة التي حللها الله في كتابه. فهل من المعقول ان تذهب بالمال الذي حصلت عليه نتيجة الفساد المستشري و انت في موقع السلطة الى الحج كي تمسح ذنوبك بلمس الكعبة و رجم الشيطان و انت اديت عملا شيطانيا في وطنك. هل يمكن ان تنظف و تبرّء ذاتك الفاسدة بهذه الطريقة التي فرضت على المسلمين لامور تجارية بحتة في حينه. و من يعلم شيئا عن تاريخ الاسلام يعلم كيف كان الحج و الموسم التجاري فيه و من تضرر منه و من استفاد واين ذهبت و تذهب الفائدة من تلك الزيارة و السياحة منذ ما قبل الاسلام و من ثم لقرون مستمرة و الى اليوم ايضا.
ان الخوف المسيطر على الناس من الكلام عن هذه الفريضة جعلها في غير محلها وبيان احقيتها من الامور الاخرى المفترض العمل بها قبل اداء الحج، ان قلة الفتاوى من قبل جميع العلماء المسلمين حول الاسباب الموجبة و الاحق و الافرض من الامور الاخرى التي تفرض نفسها كي يتوجه المسلم اليه قبل الحج في كوردستان، هو لصالح الاخرين الفاسدين الذين يتسغلون الحج على حساب الطبقة الكادحة الفقيرة المعدمة في كوردستان.
فهل من المعقول ان يكون المسؤول او التاجر الغني المشارك مع السلطة في كسب اموال في ارضية فاسدة ان يجمع منها خلال سنة على حساب الاخرين و من ثم يحضر احزمته على امل ان ينظف امواله في المكة المكرمة و من ثم يستفيد من ذهابه تجاريا عند العودة ايضا.
فحان الوقت ان يتكلم الجميع و بالاخص من له القدرة على بيان الحقائق كي يقول الحقيقة بعيدا عن المزايدات او ما تراه الاحزاب السياسية الاسلامية من مصلحتها في عدم التكلم عنه بناءا على براغماتيتهم حتى على حساب الشريعة و القانون الالهي و الحلال و الحرام دون ان يعترض عنهم احد. فان الحج منذ فرضه كان بشروط يجب ان تكون مستوفيه لاداءه، فان هذه الشروط لا يمكن توفرها في حال كوردستان لهذه العقود من الزمن و ما ينتشر فيها من الفقر و العدم و الحاجات الملحة للمعيشة الانسانية، و لكن انقطاع اموال الخليج لبناء المسا كحجة التي كانت لسنوات الحصار على كوردستان شأنا خاصا بالاسلام السياسي و موديلا استندوا عليه من اجل الحصول الى المسعة و المال، اسبتدلت هذه بخصوصية الحج و ما يمكن ان يبقيهم مختلفين على الاخرين فقط كهدف اساسي لهم كحزب و عقيدة وايديولوجيا حزبية مستندة على الدين و الشريعة الاسلامية. و عليه لا يمكن ان يصح الحج في جو لا يمكن توفر شروطه على خلاف ما يذكره بعض من العلماء، و اصبح الحج الان طريقا لتوفر الدعم المعنوي للاسلام السياسي في هذه الاحزاب الكوردستانية التي لا تملك القدرة على مقاومة التطور و التغييرات الكبيرة التي تحصل هنا، و عليه يتوجهون الى ما يبقيهم لضمان مصالهم على الاقل، و جعلوا اداء فريضة الحج وسيلة في هذا المنوال بطرق شتى.
و من هنا، يجب على المنظمات المدنية ان تتكلم على الموضوع بعيدا عن الخوف الذي يزرعه هؤلاء لعدم امتلاكهم الحجج لبيان احقيتهم و صحة توجههم و عملهم، و على المنظمات المدنية ايضا ان تحث الراي العام عن هذا الخطر المداهم على مستقبل الشعب الكرودستاني منذ مدة طويلة و في كل سنة يتكرر و الذي هو ليس باقل من الفساد و ما يخرج جتى على ايدي السياسيين الفاسدين ايضا. و لابد ان يفتحوا الباب امام الجميع الخوض في فحوى هذه الفريضة و ما نحن فيه من الظروف الذاتية لكوردستان و الظروف الموضوعية العامة لوجودها في موقع و ما يفرضه ما برز من تاريخه من الاخطاء التي اخرت تحقيق اهدافه، و كان في مقدمة العوائق هو التقليد و التبعية دون التمعن و التدقيق و بيان الاصح و الملائم المحق ان يؤدى من الامور التي فرضت و استوردت وهي غريبة عن الثقافة الكوردستانية الاصيلة التي تبناها الشعب الكوردستاني بالاف السنين قبل الميلاد، و المستورد محاها و لم يبقي منها الا القليل.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما يحدث ضد الحشد الشعبي لهدف سياسي قبل عسكري في اساسه
- من هو المنافق في كوردستان ؟
- من يغمض عن الفساد مشارك فيه
- لماذا يضايقون عادل عبدالمهدي؟
- حُطّم الانسان في كوردستان
- هل كشف بوتين الوجه الحقيقي لارودغان؟
- تتصرف الحكومة الكوردستانية كانها ذئب في الداخل و خروف في الخ ...
- وصول ميزانية حكومة اقليم كوردستان الى الافلاس!!
- كيف يتحول اداء السلطة الكوردستانية من الثوري الى المدني
- موقف امريكا هو عدم تعرض الكورد للاذى المؤقت وليس حمايتهم
- اوصل اردوغان سمعة القضاء التركي الى الحضيض
- عاشوراء كوردي ذي ستة اصابع (2)
- عاشوراء كوردي ذي ستة اصابع (1)
- تفشي ظاهرة التملق البخس في كوردستان
- عندما يرفض باباجان ان يكون داوداوغلو نائبا له في حزبه الجديد
- ما تحمله عاشوراء الكوردي من الفلسفة في قصة هذا الطفل
- هل توجد مرحلة اتعس من اليوم على الشعب العراقي ؟
- وضح ما بعد المقبرة الجماعية ما يعتريهم من مشاعر البعث
- لماذا التملص من تنفيذ المادة 140 لحد الآن
- الجامعات التجارية و نية السلطة الكوردستانية فی العمل ب ...


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عماد علي - الاسلام السياسي في كوردستان و فريضة الحج