أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد طالبي - درس في الاحترام














المزيد.....

درس في الاحترام


محمد طالبي
(Mohamed Talbi)


الحوار المتمدن-العدد: 6334 - 2019 / 8 / 28 - 01:57
المحور: الادب والفن
    


درس في الاحترام
دخلت قاعة الرياضة. خلعت ملابسي.لبست "الكيمونو" و من فوقه "الهاكاما". وضعت قدماي على "الدوجو" قبل ان ادخل اليه .حييت المعلم وباقي التلاميذ. ردوا علي التحية .شخص غريب يقف قرب المعلم وافد جديد غريب.رجل في عقده السادس أو السابع لا أستطيع تحديد سنه .عجوز نحيف أصلع،دو بشرة سمراء ,أسنانه ناصعة البياض يذكرني بأشقائنا السنغاليين عندما يبتسمون.بدأنا في الحركات التسخينية ، جري خفيف .ثم جري سريع . ثم مشي ثم جري وهكذا دواليك. لمدة خمسة عشرة دقيقة. تليها حصة تمارين تقوية الأطراف .اليدين أولا ثم الرجلين ثانيا. أثناء التمرين أنا و صديقاي نتغامز على الرجل المسن.نبتسم ونسخر منه. كيف يعقل لرجل تجاوز الستين عاما ان يجارينا ؟ كيف يعقل ان يجد الطاقة الكافية لمنافستنا ؟ ثلاثتنا نعتبر أنفسنا ، من خيرة تلاميذ "الايكيدو" ، بفوجنا وبمدرستنا. نتنافس فيما بيننا على المركز الاول .غرور ما بعده غرور. نحس بنشوة الانتصار بعد ان أصبح باستطاعتنا التلاعب بجسد مهاجمينا المفتولي العضلات و الاقوياء..شعور غريب فعلا، وانت تحس انه بامكانك دق عنق خصمك أو تكسير اطرافه بحركات بسيطة. هو نفس الشعور الغريب وانت تتلاعب بجسد خصمك، و انت في تناغم وتناسق تام مع هجماته وتستثمر قوته وهجومه لصالحك، كانك لاعبة بالي متمكنة من حركاتها ،و الخصم مجرد نسيم عليل،لا مكان للخوف و الارتباك.تناغم وانسجام و اختفاء في لمح البصر،عبر حركة "الطاي سباكي" .قوة الخصم تصبح في صالحك و ضده . في لمح البصر يصبح رهينة بين يديك و في قبضتك وتحت رحمتك . بحركة بسيطة متقنة و محكمة يمكنك ان تكسر احد أطرافه او تدق عنقه. يستسلم و يفضل ان يكون طريح الارض.
بعد الانتهاء من التسخينات و تقوية الجسم يمر بنا المعلم الى الدرس.الدرس يكون غالبا التركيز وتكرار حركة حتى الاتقان التام . حركة من الحركات الاساسية الخمس ل"الايكيدو" اي: ايكيو،نيكيو،صانكيو،يونكيو،او، كوكيو.
الدرس يتطلب مهاجما ومدافعا. المدافع عليه ان ينتظر هجوم الخصم و كأنه يتعرض لهجوم في الشارع، الهجمة تكون عبارة عن اعتداء مباغث . على المدافع أي لاعب الايكيدو ان يصد الهجوم باعتماد تقنية من التقنيات الخمس،المبرمجة في الحصة.اختار المعلم تقنية "صانكيو" كدرس تطبيقي لحصتنا .
طلب مني المعلم أن أهاجم الرجل العجوز الاصلع. وقفت مباشرة أمامه أخدت المسافة المطلوبة حييته احتراما لتقاليد اللعبة. في غفلة من معلمي نظرت باتجاه صديقي و ابتسمنا ابتساماتنا الماكرة.الرجل العجوز شاهد فعلتنا لم يحرك ساكنا و بقي مركزا على هجومي.باغثته بضربة يد على شكل سيف "شومانوشي" . بعدها لم اشعر بنفسي الا و انا اطسر في الهواء ثم ألقى على الارض ،وكأن جنيا قد اختطف جسمي ورمى به ارضا، قبل ان يرجع الي طرف عيني.حركة سريعة جدا وغاية في الاتقان، وكان خصمي استاذ ياباني خرج للتو من أحد أفلام فنون الحرب.
نهضت لملمت نفسي هجمت مرات متعددة في كل مرة اجد نفسي مهزوما ملقى على الارض.
قبل ان نتبادل الادوار وأصبح في دور المدافع.وأمسح به الارض ,اجعله يشرب من الكأس التي سقاني منها . طلب المعلم من واحد من صديقي ان يلعب دور المهاجم على الرجل المسن.العجوز مسح بنا الارض ومرغنا جيدا نحن الثلاثة، ابطال الفوج و المدرسة وأمعن في اظهار قدراته و مهاراته. كان بارعا جدا. لو اتيحت لنا الفرصة لأذقناه من نفس الكأس لكن الاستاذ، لم يشأ ان يمنحنا الفرصة.
بعد الانتهاء من الدرس ممرنا الى حصة خاصة بتقوية التركيز و التي لا تدوم اكثر من خمس دقائق.انتهى درس اليوم في شقيه .واصبح المجال مفتوحا للنقاش و للضحك و البسط.تحدث المعلم اولا . أخبرنا انه لاحظ استخفافنا نحن الثلاثة و سخريتنا من الضيف ،الوافد الجديد. و اصر على تلقيننا درسا جديدا و مهما في فنون الحرب. الدرس اطلق عليه اسم " احترام الخصم " .مهما بدا هينا وضعيفا وفي المتناول .الاستخفاف بالخصم يكون في غالب الاحيان قاتلا هكذا ختم المعلم مداخلته. بعدها قام المعلم بتقديم ضيفه اللغز، لنا جميعا :
"محمد" استاد رياضة الايكيدو من تارودانت حزام أسود درجة خامسة...



#محمد_طالبي (هاشتاغ)       Mohamed_Talbi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرب المدرسة
- قبل المدرسة بقليل
- عاشة البوهيمية
- سفر
- ذكرى ابي
- سالبا سالبا
- خميس في القصيبة
- في العاصمة
- الجوهرة
- القصيبة مدينة الصقور.
- الزهرة الجميلة
- معلمتي الجميلة
- الاستقلال المنقوص ومشكل الصحراء المغربية (1/3)
- حافي القدمين
- القصيبة و السوق الاسبوعي
- ذكرى رحيل نجمة حمراء
- السودور
- الكوري
- رسالة مفتوحة
- بيتي الاول


المزيد.....




- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد طالبي - درس في الاحترام