أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى الخباني - يوميات














المزيد.....

يوميات


هدى الخباني
كاتبة

(Houda El Khoubani)


الحوار المتمدن-العدد: 6334 - 2019 / 8 / 28 - 01:56
المحور: الادب والفن
    


شتتبر 12 الدار البيضاء.

أدخل إلى القسم، أجلس، أفتح محفظتي، أخرج واجباتي المنزلية. أسمع الأستاذ يقول " الذي لم يهيئ واجباته المنزلية فلينصرف، ومن أنجز تمارينه، فليجلس في المقاعد الأمامية "
تقدمت إلى المقاعد الأمامية أنا وثلاث طالبات. اندهش الأستاذ من عددنا. كان الأستاذ يخاطبنا نحن الأربعة. طلب منا أن نقدم أنفسنا أمام الجميع باللغة الفرنسية.
توجهت إلى السبورة، عرفت نفسي:
Bonsoir, je m appelle Houda El khoubani. j ai dix huit ans, j habite à Casablanca, je suis étudiante à l université des lettres et sciences humaines aïn chok. division des études arabes.
J adore la lecture. Je pratique l écriture .j ai choisi la langue arabe parce que je m intéresse à la littérature arabe et ses caractéristiques. je veux étre une journaliste célèbre.
ضحك الأستاذ، صفق، الطلبة يصفقون.
قال لي: " من الآن فصاعداََ، سأسميك صاحبة الصوت الجهوري. صوتك جميل ورنان. تريدين أن تصبحي صحفية ؟ أنا أيضاََ صحفي ".

شتنبر 19، البيضاء.

كنا نجتمع كل حصة بمعية أستاذ مادة التواصل لنقاش موضوع معين، من بين المواضيع التي كانت تُناقَش: الانتحار، التسول، السرقة، تعدد الزوجات، الخ. ناهيك عن اقتراح مواضيع أخرى من طرف الطلبة.
كان كل طالب يقترح موضوعاََ ما لنقاشه، يشعر بأنه الزعيم. لكنها زعامة تحتل الرتبة الثانية بعد زعامة الأستاذ. شبه زعامة مزيفة.
كنت أتأمل نفاق وجهة النظر، وتناقضها، وجهات نظر تنحو منحى وجهة نظر الأستاذ الصائبة وغير الصائبة. كنت أتأمل كيف يصيرالطالب أضحوكة حوار يحمل مخفيات خطيرة جدا. وكيف يسيطر صاحب السلطة على جو النقاش. كنت أتأمل كيف تحول فضاء جامعي إلى مسجد صلاة.

شتنبر 26، البيضاء.

لم أنطق بكلمة في مرحلة المناقشة، إلا بعد أن أردف الأستاذ عبارة فضفاضة أزعجتني " العاهرة تبقى عاهرة، ومهنة الدعارة وقاحة وانحطاط أخلاقي ".
طأطأ الطلاب رؤوسهم، الطالبات طأطان رؤوسهن، تأييداََ لمقولة الأستاذ، إلاَّ أنا، التفت إليّ، وجدني في حالة تعارض مع نقطة نظام قوية، تجاهلني، التفت إليّ المرة الثانية، لاحظ إصراري على معارضة فكرته أنا ونقطة نظام. ها هو يطوقني بسؤال:
" شنو، أ صاحبة الصوت الجهوري، ماعجبكش كلامي ؟ تفضلي نسمعوك، أجي هنا الوسط، جلسي في الكرسي ديالي"
جلست على الكرسي، ظل واقفاََ بجانبي، الطلبة في حالة ذهول، خوف، حيرة. وجهت خطابي للجميع قائلة:
" أتحدث الآن بسخط، لماذا تعتقدون أن المرأة التي تمارس الدعارة بمحض إرادتها منحطة أخلاقياََ ؟ من يرغم المرأة على ممارسة الدعارة هو المنحط، المرأة التي تضحي بجسدها لتنقذ نفسها وأهلها من ذل الفقر والجوع، ألا تستحق التكريم ؟ أليست خيراََ من ذاك الذي يضحي بجسده من أجل أن يغنم وهم الخلود ؟ وحق الإنسان ؟ ماذا عن حق الإنسان ؟ ألا يحق للإنسان أن يتصرف على هواه مادام هذا التصرف لا يؤذي الآخرين. ما علاقة الأخلاق بالدعارة إذا كانت الدعارة تُمارَسُ بالرغبة أو بضغط الحاجة. ألا تساهم عاملة الجنس في تطور عجلة الاقتصاد ؟.
ضحك الأستاذ، وأردف:
" جرأتها جميلة، شخصيتها جميلة، صوتها جميل، تواصلها أجمل، ولكن أفكارها ليست جميلة. ايوا أ لالة هدى، ايلا جينا نطبقو كلامك، غانشجعو المرأة في أن تصير عاهرة "
تتكاثر أفكار الطلبة وتتصارع مع ما قلته قبل لحظات. الجميع ضدي، الحجاج التي دافعوا بها وقدموها للمعارضة، معنونة بالدين الإسلامي، تتكرر كلمة حلال حرام ألف مرة، رأيت أن لا جدوى من النقاش مع كائنات جعلت الحوار يدخل في أزمة، ترنيمة معقدة.
تدخل طالب وسألني: " الأخت، هل أنت مسلمة؟ هل تؤمنين بالله ؟
أجاب الأستاذ: " إنها علمانية، أرجوكم لا تتحدثوا معها بلغة الدين، لن تفهم. هههههه ..".
قاطعته بنبرة صوت غاضبة : يا أستاذ، الطالب وجه السؤال إليّ، وأنا من ينبعي أن أجيب. يا صديقي، الإيمان مسألة خاصة، ولا دخل لك في مسائل خاصة، كن موضوعيا أو اصمت..
رنّ الجرس، وبقي النقاش ينتظر تتمة موضوعية.

هدى الخباني.



#هدى_الخباني (هاشتاغ)       Houda_El_Khoubani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نص شعري: مسافة عشق
- نص شعري: امرأة


المزيد.....




- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى الخباني - يوميات