أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زياد بوزيان - رؤى نقدية (4) تصورات مواطن جزائري يُقدمها للجنة الحوار الوطني















المزيد.....

رؤى نقدية (4) تصورات مواطن جزائري يُقدمها للجنة الحوار الوطني


زياد بوزيان

الحوار المتمدن-العدد: 6334 - 2019 / 8 / 28 - 01:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


‎6‎‏ ــ تـتمة لمقال سابق ( مشكلتنا في العصبية الدينية لا في العصابة و لا في غيرها )‏

على أساس تزامن تحريرنا لمقالنا السابق مع عمل لجنة الحوار المكلفة بالبحث عن التوافق ‏حول شروط إقامة انتخابات رئاسية نزيهة و شفافة في وطننا الجزائر. قمنا بإتمام مقالنا بهذا ‏بالمرفق الذي عنوناه « تصورات مواطن جزائري يُقدمها للجنة الحوار الوطني » من منطلق ‏حق المواطنة التي تسمح لنا بل و تُلزمنا بالمشاركة في الحوار برأينا كصحفي مستقل ملتمسين ‏من لجنة الحوار النظر في هذه البنود الثلاثة لا غير ، و التي لا نرى أنها تضمن إجراء هذه ‏الانتخابات في جو من النزاهة و الشفافية فحسب بل تمهد لإقامة أركان و أسس المجتمع ‏المدني الذي سيجلب الاستقرار و الرخاء لهذا الوطن أيضا وهي إذن ثلاث لاءات لا أكثر ولا ‏أقل مرتبة بقدر أهميتها في بناء مجتمعنا المدني المأمول :‏

‏1 ــ لا لِتحكيم الدين

الإسلام يجب أن يحفظ له مكانه المقدس عزيزا مكرما بعيدا عن السياسة ، فلا لتحكيم ‏السيساويين الإسلاميين. وكل من له أو عرف بتوجهاته الدينية حتى وان كانت غير إسلامية ‏يجب أن يبعد و على الدستور القادم أن يفرض شرطه الصارم و التاريخي بإبعاد الثالوث : ‏الدين و التاريخ الوطني و مكونات الهوية الجزائرية كالأمازيغية مثلاً عن الاحتكار و ‏الاستغلالات السياسية و السياسوية على حد السواء ، لا يجوز لأي كان الوصاية على الدين ‏و على التاريخ الوطني و على الهوية الأمازيغية ، فقد علمنا التاريخ في العالم كله أن أفسد ‏الفساد بل الفساد الأسطوري هو الذي جاء به نظام الحكم الديني و الأقرب إلى الصورة في ‏تاريخنا المعاصر هم الإسلاميين لأنهم مازالوا يحاولون و يفشلون.‏

‏2 ــ إنهاء التمجيد المُغالي لتاريخ حرب التحرير الوطني و استغلالها واحتكارها ‏سياسيا ‏

لا لِتحكيم الأيديولوجيا المتمخضة عن المرحلة الاستعمارية و التي أثبتت فشلها منذ نهاية ‏الثمانينيات ، لا لتحكيمها لأن هذا العنصر له علاقة بسابقه ، فالأساس الذي قامت و تقوم ‏عليه هذه الأيديولوجيا هو العنصرية الدينية و اللامنطق و عليه فالحزب الكبير الذي جمع ‏الرأي و أتى بالاستقلال للجزائر ــ بعد أن قدم مليون من المدنيين كبش فداء ونصف مليون من ‏النظاميين منهم أبي وجدي ــ بكل إرثه التاريخي و الأيديولوجي أن يوضع في المتحف لأن ‏أصحابه كانوا ومازالوا هم افسد المفسدين في التاريخ و الشاهد أمامكم الآن و المحاكمات و ‏إيداع السجون جارية أمامكم فلابد من نبذ نظام الشرعية الثورية و الوقت مناسب أكثر من أي ‏وقت مضى ، فالتغني ليل نهار بالمجد الثوري و بالبطولة التي طردت الاستعمار سياسة أكل ‏عليها الدهر و شرب تغنياً أساسه مرجعية دينية : عن طريق تبادل الخدمة بين المافيا ‏السياسية التي احتكرت تاريخ حرب التحير الوطني على مدى عقود مضت مع المجتمع الديني ‏‏/المسلم الذي يعتبر الآخر المختلف كافرا و عدوا بالضرورة ، فكم جثت من وراء هذه الشراكة ‏المصالح الذاتية التي سرقت الآمال في الرفاهية و التطور ، و فعلا قد نال أصحابه مآربهم ‏التي يستحقون عقدين أو ثلاث بعد الاستقلال ، لا مناص للمجرم الذي أودع السجن 10 ‏سنوات دون محاكمة إلا أن يُفرج عنه بعد الحكم عليه ﺒ 10 سنوات سجنا لأنه فعلا قد قضّى ‏فترة عقوبته. ‏

‏ كل دول العالم التي قاومت الاستعمار ثم تحررت منه فرحت و هللت و كبرت ثم تفاخرت و ‏تطاولت على الاستعمار عقدا أو عقدين من الزمن ثم انتهى الأمر و تعود الأحوال إلى سابق ‏عهدها إلاّ عندنا! أُستغل ذلك التحرير و مازال دون أن يوقظ الضمائر و يدفع الألباب على ‏التساؤل! خْلاَص كل تاريخ التحرير إنما هو في مقام التراث الإيجابي لنا وكفى به من كل ‏التلاعبات أن يُحفظ و يُطوى في خزانة التاريخ بعد أن يُنقّى من الشوائب و الأكاذيب و كل ‏المزايدات الشططية ، أَوَإلى هذا الحد كنا أبطالا وكانوا كفارا مُندَحِرين؟ مالنا إذن جُبلنا على ‏المراتب الأخيرة كأنها قدرنا و جُبلوا على المراتب المتقدمة و في كل شيء؟

‏ ببساطة الجواب يكمن في أن استغلال أيديولوجية التحرير تلك سياسيا وازاها تقديسها و ‏تدنيس الآخر على المستوى الاجتماعي و عن طريق تفطير النشأ عليها بعد الفطام مباشرة ‏جيلا بعد جيل بالمكر و الخداع نفسه الذي يفطّر فيه النشأ على الدين/الإسلام ، لِيترعرع و ‏يكبُر في أحضان الفقر و المحاباة ، لذلك ترى الله و أيقونة الكُفر التي هي الاستعمار الفرنسي ‏عندنا دائما صنوان في الأعين و يكمّلان بعضهما بعض بالممارسة السلطوية : يعني عن ‏طريق سياسة العصا و الجزرة الغير علنية لكن متسترة في الرادع الاجتماعي وفي مقايضة ‏المكاسب : في الولاء للمفردة التي تنطوي على الاحتيال و الخبث ألا وهي مفردة "الوطنية" و ‏‏"الوطنية المخلصة" ، يعني تحوُّل الجزائريين الذين عملوا مع فرنسا ــ و لهم ظروفهم الخاصة ــ ‏إلى شياطين في المجتمع الجزائري. و الذي نمَّ عن ذلك هو خطاب الفريق القايد صالح ( في ‏مقام الرئيس الفعلي للبلاد ) منذ ساعات في وهران. الفريق الذي من المفروض أن يستقيل و ‏يستُدعى للمحاسبة لكن ليس قبل أن ينصب خليفته ، خليفته الذي عليه أن يتوقف تماما عن ‏توظيف خطاب التاريخ الثوري سياسيا بصفة نهائية كمقولات : "حزب فرنسا" و "عهد الشهداء" ‏و " الإخلاص لتضحيات الشهداء الأبرار" و إيهام الراي العام بوجود أعداء متربصون بالبلاد ‏وهُم الأعداء الذين لا وجود لهم طبعا إلا في أوهامه و تسويغ هذا الخطاب خاصة في مراحل ‏الأزمات كمرحلة التسعينيات بخبث لِيجعل منه بطل الأوقات أو المهمات الصعبة ، فإن أراد ‏أن يُعطي رأيه يعطيه كقطاع مثل باقي القطاعات بدون تسيُّد ولا إملاءات هو الآخر لأن ‏مهمته الحقيقية ليست هي تلك ، ولا هي الرعاية الصحية ولا هي تقديم المساعدات التضامنية ‏كما أصبح يدلي به في خرجاته التفقدية بل هي الدفاع عن حدود الوطن و إرجاع الأمن في ‏حال افتقاده فقط لا غير، ثم أن هذه الأمور كلها هي من البديهيات بما كان من لم يعيها فهو ‏أحمق مغفل أو يعيش مفتون بما فُطر عليه من خنوع و استعباد و هو خارج التاريخ ، ‏فالقذافي عمل مثل ما عمل هؤلاء من تمجيد ثوري مُغالي و لا معقول حتى لا نقول واهم. و ‏عندما ثار على غطرسته ثائر واعٍ ( عبد الفتاح يونس العبيدي ) أو على الأقل متحرر من تلك الفطرة الأيديولوجية ‏ـ الدينية بثورة تشبه ثورة القذافي نفسه لم يُمجِد ذلك ولم يُبالغ بل ولم يكافئ أصلاً ، لأن ‏الواجب الوطني يُكافَئ صاحبه رمزيا لا ماديا ؛ الملايير المُمَليرة مازالت تصرف لصالح فئة ‏يقال لها قدماء ذوي الحقوق و أبناء الشهداء و أبناء المجاهدين! و آلاف قضايا الحُقرة و الظلم ‏وقع ضحيتها شعبيون بسطاء مع عناصر من تلك الفئة ، لِتبقى البلاد ترزح تحت اللاعدالة ‏الاجتماعية المصدر الرئيسي للتخلف.

‏3 ــ نعم لانتخاب رئيس ديمُقراطي مُغلّب لمصالح الوطن الجامع

نعم للإجماع على إقصاء الركنين المذكورين أعلاه مصدر فساد أنظمة الحكم في دول العالم ‏الثالث ككل و ليس الجزائر فقط ؛ إقصاء يتم بقوة القانون و الدستور وحدهما و إلى غير ‏رجعة. لا لاعتماد أحزاب و منظمات تقوم برفع شعارات دينية أو أيديولوجية قديمة أو جهوية مغرضة ، ‏لا لاعتماد هذه الأحزاب فعلياً و ليس تسميةً فقط ، كما هو معمول به حاليا ، مِثلنا مثل جميع ‏الدول الدمقراطية في العالم ، يجب أن يبقى الدين و اللغة و الهوية و التاريخ إرث مشترك لجميع الجزائريين لا يجوز ‏تسييسها أبدا. حتما بعد ذلك سينفتح باب الترشح لهذه الانتخابات من تلقاء ‏نفسه لشخصيات جزائرية كفئة و للأسف كانت في طي النسيان طوعا أو كرها ، أما إذا كان ‏يشوبها شك من جهة أصولها فيكفي إثبات أصلها الجزائري من جهة الأب و لا يهم مشاركتها ‏في حرب الفيتنام أو حرب الخليج الثانية. أو إذا كانت تنتمي إلى حساسيات إثنية تنقل تلك ‏الهوية المصغرة التي كانت تناضل و تناطح الدولة السلطوية طويلاً من أجلها من المستوى ‏الجهوي و تعميمها على مستوى الوطن الجزائري بأكمله.‏
و السلام حسن الختام



#زياد_بوزيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤى نقدية (4)
- رؤى نقدية (3)
- رؤى نقدية (2)
- رؤى نقدية في الأدب و الثقافة (1)‏
- حكايات الدكتور سْفَر 10
- حكايات الدكتور سْفر 9
- آخر المرتزقة ‏
- حكايات الدكتور سْفَر 8
- حكايات الدكتور سْفَر 7‏
- عندما تستأثر إرادة الموت بالنفس البشرية
- حكايات الدكتور سْفر 6‏
- حكايات الدكتور سْفَر 5‏
- حكايات الدكتور سْفَر 4‏
- حكايات الدكتور سْفَر 3‏
- ‏ ‏‎ ‎حكايات الدكتور سْفَر 2‏‎ ‎
- حكايات الدكتور سْفَر 1 ‏
- السلطوية والرئاسيات في الجزائر، توزيع السكنات الاجتماعية لره ...
- في حضرة راوي الحكايات
- قصص قصيرة جدا
- أبستمولوجيا المنهج الما بعد حداثي في السياقات العربية ، إشكا ...


المزيد.....




- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زياد بوزيان - رؤى نقدية (4) تصورات مواطن جزائري يُقدمها للجنة الحوار الوطني