أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - تاملات فى فضاء الكون !














المزيد.....

تاملات فى فضاء الكون !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6333 - 2019 / 8 / 27 - 04:38
المحور: سيرة ذاتية
    


صفا الجو او كاد.و بدت لى شجرة السرو القديمة كانها هى الاخرى تودع الصيف .اشرابت اغصانها و كانها تسعى ان تحصل على
بعض من اشعة الشمس مع اخر الصيف .فى فصل الشتاء يختفى لونها الاخضر و ترتدى حلة بيضاء موحشة حيث تبدو و كانها تغرق فى صمت ذات مغزى !. و من خلف اوراق الشجرة السماء الزرقاء و قد اكتنزت بلفائف بيضاء دائرية الشكل امتدت على طول السماء .بدا الورد بالذبول شيئا فشيئا .ما عدا وردة لا اعرف اسمها لكنها تبدو من الصنف المقاوم .

راقبتها الصيف الماضى منذ ان اينعت و عندما كبرت .كما راقبتها عندما حل الخريف و بدا بعض وريقاتها يتساقط رويدا رويدا .لكنها بقيت تقاوم حتى اوائل الشتاء .لم تسقط كل اوراقها لكنها دخلت فى ما يشبه حالة لغيبوبة و نشفت وريقاتها تماما و بقيت معلقة كشهادة على مقاومة الفناء .
مقابلنا تلة مرتفعة كانت تبدو لى دوما كانها جبل صنين التى كان يجلس فى مقابلها ميخائيل نعيمة و هو يكتب من معتكفه فى الشخروب تاملاته فى فضاء الحياة .و منذ نحو عشرين عاما كان لى صديق يسكن فى تلك المرتفعات .قلت له سازوره مشيا على الاقدام عبر تلك التلال و الغابات. استهجن الامر لكنى كنت مصمما على السير فى هذه الطريق .

و ما ان سرت بعض الوقت حتى بدات اقول لنفسى لم اكن مضطرا الى كل هذه المشقة.لكنى قلت هذا صوت تخاذل لن اجعله يضعف من عزيمتى .و بالفعل صعدت التلة و ما ان وصلت لاول صف من البيوت حتى شعرت بفرح الخلاص من السير وحيدا فى غابة موحشة .قلت فى نفسى لعل الذى اوجد مثل ( ان الجنة لا تداس ان لم يكن فيها ناس) معه الف حق و حق !و ما اجمل حين وصلت لارى اطفالا يلعبون فرحين و لعلى كنت فرحا اكثر منهم بل رحت اقفز كانى عثرت على كنز و اى كنز.و كما يقول دوركهايم انسانية الانسان لا تحقق بدون الاخرين !

السير الان فى الغابة المجاورة لها معنى اخر كوننا فى نهايات الصيف .و قد شاهدت امس و انا اسير مع صديق جبلا صغيرا صنعه النمل .و ما ان التفت حتى شاهدت تلة اخرى لا تبعد عنها سوى ثلاثة امتار تقريبا .اقتربت من التلة فشاهدت الالاف النمل و هى تصعد التلة او تنزل منها .فهمنا ان هذه التلة صنعها النمل لاجل مؤونة الشتاء.

يا للمنظر الرائع و انا اتامل هذا المنظر الذى لم اشاهده فى حياتى .كم من الجهود بذلت لاجل احضار هذه الكميات الكبيرة من الطعام .و كم من النمل مات على الطريق و هو يحضر الطعام لكى تصل الى اهراء المؤونة التى خزنها للشتاء.و كم مرة قام اقدام القلوب القاسية بالدوس على نملة و هى تحمل طعاما لصغار النمل ام لكباره .

وقفت امام التلة بخشوع تام كانى فى معبد .و شعرت بسكينة تجتاح كيانى .و فكرت كم من المرات وضعنا اقدامنا على نمل و هو يكدح لاجل قوته و قوت زملاءه .و كم من النمل قتلنا و هو يعمل لاجل جمع طعامه .بدت لى الحياة خالية من كل معنى للعدالة . و كان كل ما فيها يستند على دورة عنف و سفك دماء .فنحن نسفك دم الحيونات لاجل ان نجعل منها قوتا .و الحيونات القوية تسفك دم الضعيف منها .و البشر الاقوياء يسفكون دم الضعيف منهم .انها اشبه بدورة عنف متصلة لا تتوقف الكل فيها يقتل الكل او حرب اهلية لا نهاية لها .و لا عجب ان النباتيون لا ياكلون لحوم الحيونات انطلاقا من موقف الرافة و الرحمه .
عدت لاجلس فى الحديقة و انا اتامل الكون المحيط بى .غابت الشمس او كادت .كانت الامطار تتساقط رذاذا و انا غارق فى تاملاتى .
ثم بدا الليل يرخى سدوله على الكون .قلت فى نفسى حان الوقت ان ادخل الى البيت .
عمتم مساء !



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات حول العمل الحزبى !
- اشكاليات مرحلة ما بعد الحداثة!
- سى لا فى ! او هذه هى الحياة !
- ما زلت على الطريق !
- لا بد من حظر الاحزاب الدينية !
- لا مناص من احضار الحصان !
- مرحلة التخبط!
- تفكيك الاسلاموفوبيا
- عن اقدار الشعوب المغضوب عليها !
- لاجل انفتاح عربى على الثقافات المجاورة للعرب !
- من هيفا الشاهدة على التاريخ الى اورسولا التى اصبحت التاريخ ذ ...
- قال لى استاذ دانماركى حسنا ماذا تخططون انتم !
- نحو حواراسلامى غربى شامل نحو عولمة قيم الحوار و الاخوة الانس ...
- نهاية الايديولوجيا !
- من اجل تجديد روح عصر النهضة !
- التغيير الثقافى هو الاساس!
- الصمت هو لغة الله و ما عداه ترجمة بائسة!
- اهمية حب الاستطلاع المعرفى
- عن الزمن!
- الغرب فى العالم العربى ,تاريخ من الاكاذيب و الخداع


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - تاملات فى فضاء الكون !