أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - دعوى التخلي عن الجنسية المغربية ، وخلع عقد البيعة من العنق














المزيد.....

دعوى التخلي عن الجنسية المغربية ، وخلع عقد البيعة من العنق


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 6332 - 2019 / 8 / 26 - 01:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في سابقة ليست هي الأولى بالمغرب ، دعا ناصر الزفزافي ، وبعض رفاقه ، الى اسقاط الجنسية المغربية عنهم ، والى خلع عقد البيعة من عنقهم ، والسبب بطبيعة الحال ، التظلم والاحتجاج من الاحكام القاسية التي طالتهم ، وبعد ان اتضح لهم ان الدولة مصممة على ابقائهم في السجن لسنوات قادمة ، وهو ما استشف مما صرح به بعض خدام النظام مؤخرا ( شوقي بنيوب / امينة بوعياش ) .
فهل قرار التخلي عن الجنسية المغربية هو قرار حكيم ، وهل قرار خلع عقد البيعة من عنقهم يعتبر قرارا مؤثرا في تحديد نوع العلاقة التي تجمعهم مع النظام ومع الدولة ؟
ثم منذ متى كانت معارضة النظام تتم بالتخلي عن الجنسية المغربية ؟
وهل الجنسية المغربية سابقة عن النظام الذي عمره ثلاثمائة وخمسين سنة ، ام انها جاءت مع النظام ؟ وهنا ما نوع وتسمية الجنسية التي كانت قبل اعتماد الجنسية المغربية الحالية ؟
وبشكل أوضح . هل عندما سقطت الملكية بفرنسا وتم قطع رأس الملك ، تم التخلي عن الجنسية الفرنسية ، لصالح جنسية أخرى ، ام ان نفس الجنسية التي كانت في العهد الملكي البائد ، هي نفسها استمرت مع العهد الجمهوري ؟
ثم هل كان قلب الأنظمة بإفريقيا ، وبآسيا ، وبأمريكا اللاتينية ، والجنوبية ، ومجيء أنظمة أخرى ، ينتج عنه اسقاط الجنسية لصالح جنسية أخرى ، تعبر عن نوع الدولة او الأنظمة الجديدة ، ام ان نفس الجنسية التي كانت ، تبقى حتى مع النظام الجديد ؟
ومرة أخرى هل الجنسية ترتبط بالأرض وبالشعب ، ام انها ترتبط بالأنظمة السياسية ؟
ان دعوة ناصر الزفزافي ومن معه ، بالتخلي عن الجنسية المغربية ، هو تخلي عن المغرب قبل ان تكون تخلي عن النظام ، ومن ثم فان الدعوة تكون قد الحقت ضرارا أخلاقيا وسياسيا بالمغرب ، وبالشعب المغربي ، وليس بالنظام الذي لا يعير لهكذا دعوة اية أهمية .
يمكن للنظام ان يسقط بين عشية وضحاها ان توافرت بعض الشروط والعوامل ، واهمها التخلي وخسران نزاع الصحراء ، وأياً كانت قوة التغيير ، شعب ام جيش لم يهضم الهزيمة ، فان التغيير سيقتصر على النظام ، دون ان يمتد ذلك الى الجنسية التي ستظل مغربية .
إذن ما القيمة المضافة التي سيضيفها دعوة اسقاط الجنسية الى وضع المجموعة في السجون ؟ وهل ستتجرأ دولة مثل هولندة او السويد ، بمنحهم جنسيتهما ، ومن ثم تبني قضيتهم كقضية تهم دولتا هولندة والسويد ، ومن ثم التحرك دوليا وحقوقيا من اجل اطلاق سراحهم ؟
وهنا ما ينص عليه الفصل 19 من قانون الجنسية المغربية ، هل ينطبق على حالة الزفزافي ورفاقه ، ام ان دعوتهم للتخلي عن الجنسية تبقى دعوى شاردة خارجة عن السياق ، ومن ثم تكون خارج القانون .
اعتقد ان دعوى التخلي عن الجنسية المغربية التي تقدم بها الزفزافي ومن معه ، هي دعوى في غير محلها ، لان طلب التخلي عن الجنسية المغربية لم يكن وليد الآن ، بل تم تكريسه ابان سنوات عشرينيات القرن الماضي ، بأسيس جمهورية الريف التي كانت لها جنسيتها الخاصة الغير المغربية ، كما عبروا عنها صراحة خلال الحراك الأخير بالريف ، عندما رفعوا رايات واعلام الجمهورية الريفية بالملايين ، ولو استمرت تلك الجمهورية ، لكان على سكان المغرب للدخول اليها الحصول على جوائز سفر، وعلى تأشيرة للسفر ..
اما عن خلع عقد البيعة ، فالدعوى اليها ، مجرد مزايدات غير مسؤولة . نعم من حقكم ان تدعو الى خلع عقد البيعة ، لكن السؤال : هل سبق لكم ان قدمتم فروض البيعة حتى تطالبوا بخلع شيء غير موجود أصلا ...
نعم وكالدعوة للتنازل عن الجنسية المغربية ، فقد خلعتم عقد البيعة ليس فقط اليوم ، بل خلعتموه في عشرينات القرن الماضي عندما اسستم جمهورية الريف الانفصالية ، وخلعتموها عندما رفعتم مؤخرا راية وعلم الجمهورية الريفية بالملايين في الحراك الانفصالي الأخير . فعن أي بيعة ، وعن أي جنسية تدعون للخلي عنها ، والتنازل عنها ، وهما غير موجودان أصلا .
ان الدعوة للتنازل عن الجنسية ، والدعوة لفك عقدة البيعة ، هي دعوة للانفصال عن الجنس العربي ، اكثر منها دعوة للانفصال عن الحكم العلوي العربي ..
واخطر المغامرات ، التي تكرس الطيش العنصري المقيت ، هو رفع رايات واعلام الصهيوني جاك بنيت المسماة جورا بالراية الامازيغية .
ان الرسالة الواضحة من رفع تلك الراية ، هي التحريض ، وتشجيع فتنة داخلية بين البرابرة وبين العرب ، تنتهي بحرب أهلية سوف لا تبقي ولا تدر ، فمن جهة تدمير المغرب ارضا وشعبا ، ومن جهة خدمة المخططات الصهيونية ، بتقسيم المقسم ، وتجزيئ المجزأ ، واضعاف الضعيف ..
واني أتساءل من استفاد من الآخر . هل انتم من استفاد من جبهة البوليساريو التي اكد امينها مؤخرا انهم ليسوا بمغاربة ، ام ان الجبهة من استفادت منكم عندما رفضت الجنسية المغربية ، ورفضت عقد البيعة ...
اعتقد انه كان اجدى عوض التهديد بخلع عقد البيعة ، وهو اعتراف بالفكر الشيعي المسيطر على فكر الحراك ، كما كان الامر في سنة 1984 التي رفعوا فيها صور آيات الله الخميني ، الدعوى الى الدولة الديمقراطية ، المدنية ، العلمانية التي تنفتح على الجميع ، وتحت اية مظلة كانت ، أساسها الحرية ، الديمقراطية ، المساواة ، العدل ، والعدالة الاجتماعية ....
ان الدولة الدينية ، هي دولة فاشية ، وإذا كانت دولة دينية مزيفة ، الاصالة ما هي اصالة ، والمعاصرة ما هي معاصرة ، فطبعا ستكون دولة بوليسية ، بقدر ما تجتهد في القمع والكبت التضييق ، بقدر ما تنجح في التخريب والتدمير .
ان الدعوة الى التنازل عن الجنسية ، وخلع عقد البيعة ، هو شعور بالانهزام ... وشعور بندم ، بسبب نزوات طائشة ، نفخت فيها حركة 18 شتنبر الجمهورية ....



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحليل بسيط لخطاب الملك -- ne petite analyse du discours du R ...
- الدكتاتور -- Le dictateur
- القرصنة -- La piraterie
- جيل السبعينات
- الاعتقال السياسي
- الشعب المُفترى عليه
- إبراهيم غالي يهدد بالحرب ويعتبرها محطة اجبارية
- لا ثورة بدون ازمة ثورية
- مقتل قايد تابع لوزارة الداخلية
- الشعب المغربي -- le peuple Marocain
- حيّا على الثورة ، وحيّا على الثوار
- Est ce la ( gauche) va gouverner هل سيحكم ( اليسار ) ؟
- قرار تاريخي لملك المغرب ( منع رجال الدين من السياسة )
- حزب من اجل الجمهورية المغربية
- العلمانية والديمقراطية ( 3 ) La laïcité et la démocratie
- La laïcité : العلمانية ( 2 )
- العلمانية – اللاّئيكية ( 1 ) La laïcité
- جبهة البوليساريو في مفترق الطرق
- أية نكسة اصابت الجمهورية الصحراوية ؟
- تناقضات النظام المغربي


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - دعوى التخلي عن الجنسية المغربية ، وخلع عقد البيعة من العنق