أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم جركس - الشيطان [2]: روبرت غرين إنغرسول















المزيد.....

الشيطان [2]: روبرت غرين إنغرسول


إبراهيم جركس

الحوار المتمدن-العدد: 6327 - 2019 / 8 / 21 - 15:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الشيطان [2]: القسم الثاني
====================

[23] الشيطان هو أطلس الذي يسند العقيدة المسيحية على أكتافه.

[24] إنّ الديانة التي تُعرَف اليوم باسم "المسيحية" قد اخترعها الله لإصلاح جزء من الحُطام والخراب الذي تسبب به الشيطان.
أنزع فكرة الشيطان من المخطّط الإلهي للخلاص _من التكفير_ من عقيد الألم الأبدي_ وسيقوّض الأساس الذي يقوم عليه المذهب بكامله.
لذلك فالشيطان هو حجر الزاوية الذي يقوم عليه المذهب بكامل ثقله.
لقد تسبّب الشيطان بالندوب والجروح التي جاء المسيح من أجل شفاءها. لقد أفسد الجنس البشري بأكمله.
والسؤال الأهم هو: هل يبشّر العهد القديم بوجود الشيطان؟
إذا كان العهد القديم يعلّمنا شيء، فإنه يعلمنا مذهب وجود الشيطان، الوحش، الثعبان، عدوّ الإنسان الأول والأخير، خادع الرجال والنساء.

[25] هؤلاء الذين يؤمنون بالكتاب المقدس مضطرون للقول أنّ هذا الشيطان مخلوق من قبل الله، وأنّ الله كان يعرف مسبقاً ما الذي سيقدم على فعله هذا الشيطان _المقياس الدقيق لنجاحه، كان يعرف تماماً أنه سيكون ندّاً ناجحاً، كان يعرف أنه سيخدع بني البشر ويضلّلهم، وكان يعرف أنه، بسببه، إنّ أعداء لا حصر لهم من البشر سيعانون من العذاب الأبدي في الجحيم. وكان هذا الإله يعرف مسبقاً أنه عندما خلق الشيطان، فإنه _أي الله_ سيضطرّ إلى ترك عرشه، ليولد طفلاً رضيعاً في فلسطين من فتاة عذراء، ويعاني موتاً قاسياً. كل هذا كان يعرفه مسبقاً قبل أن يخلقه، فلماذا خلقه إذن؟

[26] ليست هناك إجابة في القول بأنّ هذا الشيطان كان ذات يوم ملاكاً من نور ثم عصى الله وسقط من عليائه لانه كان يمتلك حرية الارادة . كان الله يعرف مسبقاً ما الذي كان ينوي هذا الملاك الساقط فعله بحريته عندما خلقه واعطاه حرية التصرف ’ في الواقع لابد انه جعله يعتزم التمرد , أن يسقط عن قصد , أن يصبح شيطاناً , انه ينبغي ان يفسد الاب والام من ابناء الجنس البشري , وانه ينبغي ان يجعل من الجحيم ضرورة , وانه نتيجة لخلقته , فإن ملايين لاتحصى من ابناء البشر سيعانون من عذاب الجحيم الابدي . أذن لماذا خلقه ؟
أعترف ان الله مطلق الحكمة , هل لجيه البراعة الكافية لاختلاق تبرير لخلقه للشيطان ؟

[27] هل يبشر العهد القديم بوجود شيطان حقيقي وفعلي؟
تم العثور على اول قصة لهذا المخلوق في سفر التكوين , وهو يسمى في هذه القصة بالوحش او الثعبان . قد اعلن انه كان اكثر براعة من اي وحش في هذا المجال فوفقاً للقصة ,
أجرى هذا الثعبان حواراً مع حواء , او امرأة لم يخبرنا العهد القديم لغة جرت المحادثة , او كيف فهم كل منهما على الاخر , حيث انها كانت المرة الاولى التي التقيا بها , من اين جاءت حواء بلغتها ؟ ومن اين حصل الثعبان على لغته ؟
طبعاً هذه الاسئلة تعتبر وقحة , لكنها في نفس الوقت طبيعية ومشروعة .

[28] كانت نتيجة هذه المحادثة ان اكلت حواء الثملاو المحرمة وشجعت ادم على تناولها ايضاً, وهذا بالظبط مايسمى بالسقوط , ولهذا جرى طردهما من الجنة . ولهذا السبب , لعن الرب الارض بالاعشاب الضارة والاشواك , ولعن الرجل بالكدر والتعب , وحكم على المرأة ان تكون عبدة له , ولعنها بآلام المخاض والولادة , كيف يمكن للبشر __ أيها البشر الطيبون __ ان يعبجو هذا الاله ؟ كيف يمكن للمرأة ___ أيتها المرأة الطيبة __ ان تحب هذا الرب الذي اسمه يهوه , هذا أمر لايمكنني تصوره .

[29] بالاضافة الى اللعنات الاخرى لعن الرب الثعبان __ وحكم عليه بالزحف على بطنه الى الابد واكل الاوساخ والغبار . ونحن لانعلم بأي وسيلة , قبل ذلك الوقت كان ينتقل هذا الثعبان , سواء مشياً او طيراناً , لانعرف ما الطعام الذي تناوله . كل مانعرفه انه بعد ذلك زحف على بطنه وعاش على الغبار والاوساخ , لعنه يهوه وابتلاه بالقيام بلك طوال حياته , يبجو من ذلك ان هذا الثعبان لم يكن في ذلك الوقت خالداً , اذا كان هناك في مكان ما في المستقبل نقطة تصل اليها نهاية حياة هذا الثعبان . أما ما اذا كان ما يزال حياً ام لا , فهذا أمر لاسعني معرفته .
[30]لن يفيدنا في شيء القول بان هذا الكلام مجرد تعبير رمزي , او انه كناية , او مجرد قصيدة , لان ذلك يثبت لنا الكثير . اذا لم يكن الثعبان موجوداً فعلاً , كيف لنا ان نعرف ما اذا كان ادم وحواء موجودان فعلاً ؟وهل كل مايقال عن الله كنايات وتعابير رمزية او شاعرية اسطورية ؟
هل القصة برمتها , بعج كل شيء , مجرد حلم سطحي وجاهل ؟

[31] ولن ينفع بشيئ قولنا ان الشيطان _ الثعبان _ كان مجرد تجسيد لفكرة الشر , هل بامكان تجسيد فكرة الشر ان يتكلم ؟ هل بمستطاع فكرة تجسيد الشر أن يزحف على بطنه ؟ هل يمكن لتجسيد فكرة الشر ان يستاف الغبار ؟
إذا قلنا ان الشيطان كان تجسيداً لفكرة الشر , السنا مضطرين في الوقت نفسه الى القول بأن يهوه ذاته كان تجسيداً لفكرة الخير ؟ وان جنة عدن كان تجسيداً لفكرة عن مكان ما , وان القصة برمتها تجسيد لشيء لم يحدث اساساً ؟
ربما لم يتم طرد ادم وحواء من الجنة , ربما عاينا فقط تجسيد فكرة المنفى, وربما كان الكروبيمالذي وضع على بوابة عدن , مع سيف مشتعل مجرد تجسيد لفكرة رجال الشرطة .
لامفر . اذا كان العهد القديم صحيحاً , فإن الشيطان موجود فعلاً , ومن المستحيل تفسيره وحيداً دون تفسير الرب في الوقت نفسه .

[32] لذا هناك اشارات كثيرة الى الشياطين وارواح الشعوذة والسحر والشر التي لا املك الوقت الكافي للاشارة اليها لكننا نرى في كتاب ايوب محادثة بين الشيطان والله – هذا الشيطان يجلب مختلف انواع الآلام والمآسي ليلقيها على ايوب الرجل التقي الصبور , هذا الشيطان هو الذي يثير العواصف التي تهدم البيوت فوق رؤوس أبناء أيوب . هذا الشيطان هو الذي يقتلهم. خُذ هذا الشيطان، واخرِجه من سياق القصة، وسترى أنّ القصة تغدو بلامعنى.
هل من الممكن القول أنّ الشيطان في قصة أيوب كام مجرّد تجسيد لفكرة الشر؟

[33] في أخبار الأيام، قيل أنّ الشيطان استفزّ داؤود ليحصي عدد سكان إسرائيل. ولم يثرب الله الشيطان على هذا الفعل المششن، ولم يعاقب داؤود، ولكنه قتل 70000 من اليهود الأبرياء المساكين الذين لم يفعلوا شيئاً سوى الوقوف في إماكنهم وإحصائهم.
هل كان هذا الشيطان الذي جرّب داؤود مجرّد تجسيد لفكرة الشر، أم كان يهوه نفسه تجسيداً لفكرة الشيطان؟
وفي سفر زكريا، قيل إنّ يشوع وقف أمام مَلاك الرب، وأنّ الشيطان وقف على يمينه لمقاومته، وأنّ الربّ وبّخ الشيطان.
إذا كان لهذه الكلمات أي معنى، فإنّ العهد القديم يبشّر بوجود الشيطان!

[34] جميع المقاطع الواردة عن السحرة والمشعوذين وَمَن لديهم أرواحاً مماثلة نتجت عن إيمان مُسبّق بوجود الشيطان.
وعندما أراد رجلٌ يحبُّ يهوه الانتقام من أعداءه، خَرّ على ركبتيه المقدّستين، ودَعَا باكياً من قلبٍ خاشعٍ وصادق: "دَعْ الشيطان يكون يده اليمنى".



#إبراهيم_جركس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيطان [1] روبرت غرين إنغرسول
- النظام العقائدي النصيري: {ألوهية علي بن أبي طالب ج2}
- النظام العقائدي النصيري: {ألوهية علي بن أبي طالب ج1}
- عَزاء أبيقور [2]: عن الموت ومواجهة فنائنا الخاص
- عَزاء أبيقور[1]: الكائن الخالد وما يشوب الإنسان من مشاعر وعي ...
- النظام العقائدي النصيري: {مفهوم الإله ج2}
- النظام العقائدي النصيري: {مفهوم الإله ج1}
- الفلسفة النصيرية-العلوية [4]: المكوّن الفارسي في العقيدة الن ...
- الفلسفة النصيرية-العلوية [3]: المكوّن الفارسي في العقيدة الن ...
- الفلسفة النصيرية-العلوية [2]: العلاقة بين المعنى والاسم
- الفلسفة النصيرية-العلوية [1] طبيعة اللاهوت النصيري-العلوي
- الوجودية [10]: نظرة تاريخية
- الوجودية [9]: نظرة تاريخية
- الوجودية [8]: نظرة تاريخية
- الوجودية [7]: نظرة تاريخية
- الوجودية [6]: نظرة تاريخية
- الوجودية: فلسفة إنسانية نحن في أمسّ الحاجة إليها [5]
- الوجودية: فلسفة إنسانية نحن في أمسّ الحاجة إليها [4]
- الوجودية: فلسفة إنسانية نحن في أمسّ الحاجة إليها [3]
- الوجودية: فلسفة إنسانية نحن في أمسّ الحاجة إليها [2]


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم جركس - الشيطان [2]: روبرت غرين إنغرسول