جدليات محاولة الاحاطة بالنزاع المسلح غير الدولي

خالد الخالدي

الحوار المتمدن-العدد: 6325 - 2019 / 8 / 19 - 11:11
المحور: حقوق الانسان
    

يتنبه المدافعون عن حقوق الانسان خصوصا العاملين على الانتهاكات ذات الطابع الجسيم والجرائم الدولية حين التعاطي مع الخروقات للقانون الدولي الانساني التي تصدر عن الاطراف المتحاربة الى مدى التفاوت بين مواد القانون الدولي الانساني الناظمة للنزاع المسلح الدولي عن المواد الناظمة للنزاع المسلح غير الدولي من زاويتين اساسيتين
الاولى هي مدى القصور الواضح والمحدودية للمواد الناظمة للنزاع المسلح غير الدولي حيث لم يتدارك المشرع الدولي نقص التعريف وتنظيم القتال واساليبه الا عام ١٩٩٠ ولازالت المشكلة قائمة .
والثانية عدم وجود حد فاصل معياري بشكل واضح بين مبدأ الانسانية في الحرب و مبدأ الضرورة العسكرية والذي لم ينجح بشكل فعال فيه مبدأ التناسب بينهما فأغلب الانتهاكات الجسيمة تأتي بعد فرض سيطرة احد الاطراف او خسارة طرف او انسحابه او استسلامه .
تعد هاتين الزاويتين محل الجدل الاوسع في أوساط المدافعين عن حقوق الانسان وتحديدا التخصص اعلاه ومحركها الاساسي هي عدم وجود تعريف للنزاع غير المسلح بشكل حاسم ينهي هذا الجدل فالحرب الاهلية تختلف عن التمرد والاثنين يختلفون عن الارهاب و مجموعهم يختلف عن حركات التحرر وجميعها قد تقع داخل اقليم دولة ما دون تدخل خارج .
اول محاولة حقيقية فاعلة وجادة لايجاد تعريف جاءت عن طريق اللجنة الدولية للصليب الاحمر بطرح معايير اساسية يمكن معها استنباط التعريف و المعايير هي ( ملخص المعايير )
أ‌- أن يملك الطرف المتمرد سلطة و قوة عسكرية منظمة , وسلطة مسئولة عن أعمالها وتحترم اتفاقيات جنيف الاربع ١٩٤٩ وتعمل داخل اقليم الدولة .
ب‌- أن تكون الحكومة الشرعية مضطرة لاستدعاء جيشها المنظم لمحاربة المتمردين.
ت‌- أن تكون الدولة قد اعترفت للمتمردين بصفة المحاربين وأن تدعي أنها دخلت او انها في حالة حرب.
ث‌- إذا كان النزاع قد أدرج في جدول أعمال مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة على انه يهدد السلم والأمن الدوليين أو يشكل حالة العدوان.
ج‌- أن يكون للمتمردين نظام تتوافر فيه بعض خصائص الدولة
وبرغم هذه المعايير فالتعريف لايزال محل جدل قائم والادق ان كل مة يتعلق بالنزاع المسلح غير الدولي لازالت تمثل مواضيع جدل قائمة بين المدافعين عن حقوق الانسان .

#خالد_الخالدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات