أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رماز هاني كوسه - العرب في النقوش و السجلات التاريخية قبل الإسلام















المزيد.....

العرب في النقوش و السجلات التاريخية قبل الإسلام


رماز هاني كوسه

الحوار المتمدن-العدد: 6323 - 2019 / 8 / 17 - 23:57
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الكثير من النظريات تطرح عن العرب و تتراوح بين اعتبارهم أجداد لباقي الشعوب من سكان الرافدين و الشام و حتى مصر الفرعونية ( رغم انها لا تنتمي لمجموعة الشعوب التي يطلق عليها اصطلاحا السامية ) و ما بين اعتبارهم مجموعة بشرية بدوية ظهرت على مسرح التاريخ بتبنيها لدين الإسلام و توسعها عبر الغزو لما يجاورها . بالبحث عن جذور التسمية و التواجد التاريخي للعرب من النقوش و اللقى الأثرية نجد أن اقدم ذكر لهم في مدونات الملك الآشوري شلمنصر الذي تغلب على تحالف لمجموعة من حكام الشام و انتصر عليهم و من بين هذا التحالف قوات الملك جنديبو العربي حيث يرد في النص (2000 جندي لحدد عزر صاحب ارام , 1000جمل لجندب العربي ) في اطار تعداده لغنائم جيشه ( السجلات القديمة للآشوريين و البابليين ....daniel lukenbill). و تستخدم لفظة أريبي هنا للإشارة للعرب المشاركين في المعركة التي جرت في قرقر ( شمال حماة في سوريا) 854 ق.م . موقع المعركة و مشاركة العرب فيها يشير لكون هؤلاء العرب المشاركين سكنوا في مناطق قريبة من خط المدن السوري الرئيسي من حلب الى دمشق إلى السامرة . فلو كانوا من سكان نجد أو الجزيرة العربية لما شاركوا في معركة بعيدة عن ديارهم هدفها حماية طريق التجارة بين المدن السورية من الوقوع تحت السيطرة الآشورية . و يبدو أن العرب المشاركين بقيادة قائدهم جندب هم من سكان البادية كبادية الشام مثلا و يشير لذلك عدد الجمال الكبير الذي غنمه شلمنصر منهم بينما لم يسجل اغتنامه لجمال من البقية .بخلاف الممالك المدنية الآرامية التي سجل الآشوريين الانتصار عليهم و اغتنام العربات منهم بينما لم يسجلوا اغتنام عربات من العرب بل جمال . فالوصف هنا مختص بسكان البوادي و ليس المدن .
تعود لفظة أريبي للظهور في سجلات تغلات بلاصر الآشوري (ايضا lukenbill) و هو يتحدث عن هزيمته لملكة أريبي شمسي و اخذه للجزية منها . و يذكر أيضا اخضاعه لقبائل تيماء و سبا , و يبدو أن هذه المعارك كانت موجهة لمناطق شمال غرب الجزيرة بالقرب من خليج العقبة . سرجون الثاني يتحدث ايضا عن حملات قام بها لإخضاع العرب و قبائلهم في عام 720 ق.م و من جملة القبائل قبيلة تامودي و هي على ما يبدو قبيلة ثمود الوارد ذكرها لاحقا قرآنيا .
نجد ذكر آخر للعرب بالسجلات الآشورية بعهد سنحاريب الذي قام بإخضاع الملكة تلخونو (ملكة أريبي ) و سارت جيوشه باتجاه أدماتو ( التي يرجح انها دومة الجندل على الطريق بين العراق و الشام بالبادية ) .( العربية قبل محمد .... اوليري ), جميع هذه النصوص تشير لتواجد العرب في منطقة البادية السورية العراقية منذ ذلك التاريخ.
تكرار ظهور الاسم لدى أكثر من حاكم آشوري يشير الى وجود دور ملحوظ للعرب على حدود الامبراطورية الآشورية مما دفع الحكام لمهاجمتهم و تدوين انتصاراتهم على العرب مفتخرين بها في سجل انجازاتهم . و الارجح دورهم كان في مهاجمة المناطق الحدودية للإمبراطورية و سلبها و مهاجمة القوافل التجارية .
يذكر اسم العرب بعد ذلك بشكل اكثر تواترا بين المؤرخين مثل سترابون الذي تحدث عن حملة عسكرية قادها غاليوس للسيطرة على بلاد العرب و اليمن و لم يكلل لها النجاح(25 ق.م ). و يشيرالباحث جواد علي بأن لفظة العرب حينها كانت تطلق على سكان الجزيرة و اليمن و بادية الشام الى جانب الفاظ اخرى مثل ساراسين و التي تفسر بعدة معاني مثل الشرقيين أو سكان الخيام ... و البعض يذهب لتفسيرها يأنها تحوير ل سارا قين ( عبيد سارا ) استنادا للرواية التوراتية بأن العرب من نسل اسماعيل ابن الجارية هاجر ( فنسلها عبيد لنسل السيدة سارا ) و بقي وصف ساراسين مستخدما كوصف تحقيري للعرب لزمن الحملات الصليبية . الهاجريين أيضا كان وصف اخر للعرب و هو وصف مستمد من التوراة أيضا ..... تايايي ايضا وصف للعرب و هو ماخوذ من قبيلة طيء العربية .
يوسيفيوس فلافيوس يذكر العرب في مؤلفاته ( حروب اليهود ) و (عاديات اليهود ) عند حديثه عن الانباط و حروبهم مع اليهود واصفا الأنباط بأنهم عرب .
النصوص السابقة تشير الى انتشارهم العرب شرق الخط الواقع من امتداد نهري العاصي و الاردن..... فانتشارهم كان بمناطق البادية السورية و العراقية منذ العصر الاشوري و تعمم الوصف ليشمل سكان الجزيرة و اليمن مع تقادم الزمن . هذا من النصوص الآشورية و سجلات المؤرخين . و لنطلع الان على العرب مما تركوه من نقوش بلغتهم .
أقدم النقوش التي يمكن العودة لها باعتبارها نصا عربيا هو نقش النمارة الذي عثر عليه في صلخد قرب السويداء في مطلع القرن العشرين و هو يتحدث عن امرؤ القيس بن عمرو الاول أحد ملوك المناذرة و ليس امرؤ القيس صاحب المعلقة المعروفة . و تاريخ النقش يعود لعام 328 م.
نص النقش
(تي نفس مر القيس بر عمرو ملك العرب كله ذو أسر التج
وملك الأسدين ونزرو وملوكهم وهرب مذحجو عكدي وجأ
بزجي في حبج نجرن مدينت شمرو ملك معدو ونزل بنيه
الشعوب ووكلهن فرس والروم فلم يبلغ مبلغه
عكدي هلك سنت 223 يوم 7 بكلول بلسعد ذو ولده)
ترجمة النقش
(تي نفسُ امْرئ القَيس بن عَمرو ملك العرب كُلّها الذي أسرَ التاجَ
ومَلَكَ الأَسْدِيِّين ونزارَ وملوكَـَهم، وهرَّبَ مذحجَ عكداً. وجاء
يزجي في حَبَجِ نجران مدينةِ شمر. ومَلَك مَعَدَّ ونزَّلَ بنِيهِ
الشعوبَ، ووكَّلهم فارس والروم. فلم يبلُغ ملِكٌ مبلغَه
عكداً. هلكَ سنة 223 يوم 7 بكسلول. فليسعد الذي ولدَه.) ...... الترجمة هذه حسب دوسو .
النقش باللغة العربية و لكن مدون بالأبجدية النبطية التي اشتقت منها العربية لاحقا . هو بالعربية لظهور علامة التعريف العربية به (ال ) التعريف في بداية الكلمة كما تظهر بوضوح في كلمتي العرب و الأسدين . و هو سبب رئيس لاعتبار لغة النقش عربية و ليست نبطية فأداة التعريف النبطية هي الواو بآخر الكلمة مثل ( ملكو... الملك ) و تركت النبطية أثرها على اللهجة العامية الشامية بتحوير نهاية الكلمات و الاسماء مثل ( عبدو ... خيرو ... سيفو ....) أما الآرامية فالالف هي أداة التعريف و توجد في نهاية الكلمة و استعمال الأبجدية النبطية لتدوين نص باللغة العربية أمر غير مستبعد و هو موجود لليوم باستعمال أبجدية لغة ما لكتابة لغة اخرى ( اللغة الفارسية تكتب بالأبجدية العربية و ذلك لا يجعلها لغة عربية ). فمدون النقش واضح أنه من ناطقي العربية سواء كان من سكان الرافدين موطن المناذرة الأصلي أو من سكان المنطقة التي عثر بها على النقش . أما تاريخ النقش بسنة 223 فهو حسب تاريخ سقوط دولة الأنباط و يوافق عام 106 ميلادية .
النقش يحمل اشارات واضحة لظهور العربية الفصحى أو بدء تطورها ببدايات القرن الرابع ميلادي و ليس مع ظهور الاسلام , عبارة ( لم يبلغ ملك مبلغه ) هي عبارة قريبة جدا من عربيتنا الفصحى الحالية .
النقش الثاني هو نقش أم الجمال و اكتشف في بدايات القرن العشرين في منطقة جنوب دمشق و يعود زمنه للنصف الثاني من القرن الثالث الميلادي و هذا نصه :
"دنه نفسو فهرو بر سلي رب جذيمت ملك تنوخ" ..... هذه قراءة ليتمانن و ترجمتها "هذا شاهد قبر فهر بن سالي قائد او مربي جذيمة ملك تنوخ".
القراءة السابقة تشير لأننا أمام نص نبطي و ليس بعربي فليس هناك ما يشير لارتباطه بالعربية لغويا بل هو أقرب للنبطية من حيث نهاية الكلمات بحرف الواو . لكن الباحث العراقي الأميركي سعد الدين أبو الحب طرح قراءة جديدة للنص بناء على تدقيقه بصور حديثة للنص حيث وجد ان القراءة القديمة أغفلت بعض الحروف فقرأ الص كما يلي :
"دنه نفسو قبر فرأ بن سلي رب جذيمت مملك تنوخ" و ترجمتها "دنه (ادناه او هنا) نفسو قبر (ربما تعني "روح وقبر" او "هذا نفسه قبر") فرأ بن سلي ربّ (قائد عسكري أو مربي) جذيمة مملك (مؤسس) تنوخ".
و يطرح الباحث أبو الحب أن كلمة (مملك ) في نهاية النص تشير لارتباط مع العربية الفصحى .
ورود كلمة تنوخ و هو اسم لقبيلة عربية معروفة يشير لاحتمال ارتباط كاتب النقش أو الشخص بقبيلة تنوخ العربية ليؤرخ بملكها . و النقش هنا يؤكد وجود مملكة للعرب من تنوخ وصل نفوذها أو ذكرها لهذه المنطقة.
النقش الثالث هو نقش ذا المرطول و هو نقش عثر عليه في بناء ديني (كنيسة) في حران اللجاة في سوريا و هو باللغتين اليونانية و العربية
تفريغ النص العربي : أنا شرحيل (سرحيل)بن ظلمو بنيت ذا المرطول سنت(سنة) 463 (و تقابل 568 ميلادية ) بعد مفسد خيبر بعم (بعام ) .......سنة 463هي بتاريخ سقوط الدولة النبطية التي انتهت بحدود 105 م .... بالتالي 463 تقابل 568 م .
النقش السابق هو أقدم نقش صريح باللغة العربية إن كان من ناحية الأسماء أو البناء اللغوي للجملة . و حتى من ناحية رسم الأحرف التي بدأت تأخذ شكلها العربي المعروف و الكتابة بأحرف متصلة مع بعضها البعض كما نكتب الآن .... طبعا مع غياب التنقيط .
أما ترجمة النص اليوناني :شرحيل بن تلمو الفيلارخ بنى هذا المشهد ليوحنا المقدس سنة 463 و لتبقى ذكرى الكاتب .
الفيلارخ هي رتبة قيادية بيزنطية تقابل العامل ..... للتوسع (جواد علي في المفصل في تاريخ العرب .... كتاب نقوش عربية قبل الاسلام . زكريا محمد) .
مما قرأناه سابقا إن كان من النصوص الآشورية أو سجلات المؤرخين أو مما عثر عليه من نقوش تمت ترجمتها و وجدت على ارتباط بالعربية . فهي بمجملها تشير إلى فضاء جغرافي مرتبط بالبادية السورية العراقية . التي يبدو أنها كانت الموطن الرئيس للمجموعات البشرية المسماة بالعرب و من ثم لاحقا تم تعميمها لتشمل سكان منطقة جغرافية أوسع في أرض الشرق الأوسط .



#رماز_هاني_كوسه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميزان العدالة الفرعوني
- حور العين ما بين العربية و السريانية
- game of thrones و أساطير الشرق الأدنى
- أبناء الآلهة و المعراج للسماء
- تيس عزازيل ..... و طقوس الفداء و الأضاحي
- النسيج المقدس..... ما بين العذراء النساجة و انجلينا جولي
- من تدمر و البتراء .... إلى مكة
- طقس الاستسرار initiation ...(موت و حياة)
- العماد و استعمال الماء في طقوس الطهارة الشرقية
- الاشجار المقدسة


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رماز هاني كوسه - العرب في النقوش و السجلات التاريخية قبل الإسلام